مقتطفات نورانية
حتى لا يكونَ المؤمنُ من أولئك الذين قال اللهُ عنهم { سَمَّاعُوْنَ لِلِكَذِبِ} هو من يتأمل الأحداث، هو مَن يبصرها، هو من يعرف الشواهدَ عليها، ثم هو حينئذٍ من يعرف قبل أن يبرزَ الكذبَ من هناك، أو يبرز الباطل من هناك.[ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى ص: 4]
العبر كثيرة جداً من خلال الأحداث سواء ما قصه الله في القرآن الكريم من أخبار الأمم الماضية؛ أو من الأحداث التي تطرأ في هذه الدنيا، سواء في تأريخنا القريب، تأريخ الأمة هذه الإسلامية، أو في عصرنا الحاضر، وما أكثر الأحداث والمتغيرات في هذا العصر الحاضر. لكن يبدو أننا لا نرى فيها إلا أنها أحداث مجرد أحداث.[ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى ص: 2]
إذا أنت تتأمل الأحداث لا تكن أنت بالشكل الذي يتلقى من الآخر ما يقول، ثم يأتي الطرف الآخر فتتلقى منه ما يقول حينئذٍ لن تكون أكثر من مجرد ناقل، تكون ذاكرتك عبارة عن شريط فقط تسجل فيها كلام فلان ثم يأتي كلام الآخر تسجله على الكلام الأول فيمسحه، وهكذا؛ أنت على هذا النحو لن تستفيد من العبر.[ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى ص: 3]