القرصنةُ المشروعة في مواجهة الفرعنة المشؤومة
هنادي محمد
بعدَ دخولِ شعبنا اليمني ألفيَّتهُ الثانية في مواجهتهِ للعدوان السعودي الأمريكي، فرضَ قائدُ الثورةِ الشعبية والمسيرة القُـرْآنية السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي ـيحفظهُ الله- معادلاتٍ استراتيجيةً جديدةً تواكبُ وتوازي تصعيدَ العدو من جرائمِهِ ومؤامراتهِ ومشاريعهْ، وتُقابِلُهُ بالمثل؛ ليُدركَ أنَّ مَن يعتدي عليه ليسَ طرفاً ضعيفاً بإمكانهِ قهرَهِ واستعبادَهِ وإذلالَه وأنَّهُ سيقبل بالاستضعافِ ويتكيّف معه بخضوعٍ واستكانةٍ تامّةٍ، لا يُحرّكُ ساكِناً أَوْ يفكّرُ باستخدام أَوْ ابتكار أيَّةِ وسيلةٍ كانت لدفعِ الشَّرِّ عن نفسهِ، وقمع الظالمين بظلمهم، والمُتجبّرين بجبروتهم.
وفي إطارِ الدراسةِ الاستراتيجيةِ للخياراتْ، وبعد إبلاغ الرئيس الصماد مبعوثَ الأمم المتّحدة بأنَّهُ: (إذا لم يتوقّف العدوان والتَّصعيد باتجاهِ الحديدة واستمرار الحِصار سيتم قطعُ خطوط الملاحةِ الدّولية في البحرِ الأحمر، فلا غرابةَ مِنْ أن نسمعَ الأصوات النَّشاز التي اطلقت على هذا الخيار مُسمّى الــ (قرصنة)..!!
فيا لِلعجبِ العُجاب..!
باتَ صاحبُ الحقِّ المشروع (قُرصاناً)، والجلّادُ الغازي المعتدي (فارساً للسلام)..!!
لِتَعْلموا أيُّها الحمْقى بِأننا قد اعتدْنا على سماعِ تُرَّهاتِكُمْ على مدى ألف يومٍ وأيّامٍ وإلى اليــومِ من عمرِ العدوان والصمود بوجهه، فلا تُفكّروا بأنَّ حَملاتِكُم الرخيصة سَتَنْفُقْ، فتوقف القيادة وشعبِها عن المُضيِّ في خياراتهم المُلحّة؛ نظراً لما فرضتهُ قِوى العدوان الجاهلة من مسار عدواني يرفض التورّعَ أَوْ كفَّ يديهِ عن سفك دماء نساءِ وأطفالِ شعبنا وإماتتهم جوعاً..
ومن يظُن سوءاً وجهلاً أَوْ يُثرثِر عَمْداً بِأنَّ إقدام مُجاهدينا الأبطال وشجاعتهم وبسالتهم في امتلاك الإيْمَان والقوة التي مكّنتهم من العزمِ على تنفيذ هذا الخيار تُعْتبرُ (قرْصَنة)، على هذا المنطق فقد وَجَبَ على جميعِ المستضعفين في الأرض أن يكونوا قراصنةً – بحسب قولهم – ليسْتَرِدوا حقوقهم، ولِيُحافِظوا على كرامتهم وسيادتهم.. أليس كذلك؟!
وبناءً على منطقكم فهي إذن قرصنة مشروعة في مواجهة فرعنة مشؤومة، ممنوعة، مُخزية لفراعنتها وملحقةً بِهمُ العار؛ ثأراً للدماءِ، ودِفاعاً عن الأرضِ والعرض، ودفعاً للأخطار، وتنكيلاً بالأشرار حتى فكِّ الحِصار وإيقاف العدوان.
سيظلُّ الجهادُ في سبيلِ اللهِ الطريقَ الذي رسمَهُ اللهُ لعبادهِ مسيرةً يسيرُ فيهِ كُلُّ المظلومين المضطهدين وفقاً لتوجيهاته، وسيبقى (الجهاد) هو التحرّك الإيْمَاني العملي الذي سيربك حركة العدو المشلولة مهما حاولوا جاهدين تزييفَ المصطلحات وتوظيفها أهوائياً لينالوا من هذهِ المسيرة القُـرْآنية..
والعاقبــةُ للمتقيــن.