اليمن وغدر الشقيقة الكبرى والصمت العربي والدولي
خالد القيسي*
فجأةً ظهرت وملأت أخبار الدنيا حرب اليمن المنسية، عبرَ شاشات الفضائيات وعناوين الصحف، ونشرات الأخبار.. بعد مقتل المتلون رئيس اليمن السابق غير الصالح في مواقفه ليلتحق بمثيليه صدام والقذافي في تشابه المنطق الفارغ.. وطول فترة الحكم.. وصورة نهاية الرحيل الذليلة.
الانهيارُ الأخلاقي لهذا الغادر الذي عاد إلى تبعيته وذيليته ولجأ مجدّداً إلى التحالف مع من أحرق جسده ووجهه في حادثة مسجد القصر الرئاسي.. مشهد مارسه وتدنى فيه لإرضاء سياسة العدوان على بلده الفقير والأعزل إلّا من كرامة المقاومة.
عاد اسم اليمن وأَنْصَار الله إلى الواجهة ببشرى الانتصار على المؤامرة ودخلت هذه الفئة المؤمنة التأريخ النضالي والرسالي من أبوابه الواسعة بعد أن عرف اليمانيون -وهم من الوعي- من أفقرهم وأذلهم طوال 34 سنة.
صمتت الدولُ العربية والإسْلَامية والعالم أجمع عن جرائم تحالف [عاصفة الجرم] عندما دقت طبول العدوان منذ ثلاث سنوات ضد الأبرياء من شعب اليمن بالصواريخ والقنابر والحصار دون تحقيق أيّ شيء.. بل تسببوا في تجويع 470 ألف طفلٍ يعانون من سوء التغذية الحاد ونحو 7 ملايين شخص على حافة الموت وقلة الدواء والخدمات الصحية أدت إلى انتشار الأمراض والأوبئة في بحيرة تطفوا على سطحها آلاف الضحايا؛ بسبب الحصار وغلق المطارات والموانئ التي تصل إليها الاغاثات والمساعدات الإنْسَانية.
الجامعة العربية الحديقة الخلفية لبوفيه آل سـعود لم تولِ اهتماماً وتقف ضد عدوان آل سعود أَوْ تحاول المساعدة في جمع أبناء اليمن وحل الخلاف بأنفسهم وإنما تسير مع الخطاب والرؤية السعودية للحل بالقوة وفرض الإرادات.. ضد دولة لها علمها وعضو في الأمم المتحدة.. والأخيرة غير معنية بالحل والاكتراث لكل ما يحدث.
السعودية المؤيدة من إسرائيل بقوة ومساندة أمريكا وخذلان العرب تريد سلب القرار المستقل من اليمن كما تتعامل مع دول الخليج بما يسمى مصطلح الشقيقة الكبرى بما يعني الهيمنة المطلقة وإدَارَة هذه الدويلات بالريموت.
لقد فضح أبناءُ اليمن النجباءُ دورَ آل سعود في المنطقة لصالح إسرائيل وفضح دور إعْـلَامهم في سقوط قناع التخطيط الواضح والصريح في تغيير النظام في اليمن بحُجَّة أسلاب الشرعية.
انكشفت المؤامرةُ لإنهاء [أَنْصَار ألله] العمود الفقري لقوة الشعب اليمني وتعطيل قدراته اتضحت بإشعال فتنة قتال اليمنيين بعضهم لبعض في حرب بالوكالة داخلية بدلاً عن مواجهة قوى خارجية.
ما جمعه نظام آل سعود من مرتزقة في فرزهم الطائفي المذهبي بحُجّة تدخل إيران.. والخوف من خلق حزب الله جديد يساند شرعية الحق الفلسطيني.. يرفض الهيمنة على بلاده يوصف من الثلاثي إسرائيل والسعودية وأمريكا بوصف موالاة إيران وهي الاسطوانة تدار ما شاء لهم.
ستبقى وتزدهر حضارة اليمن وينتصر الشعب بعزيمة المجاهدين.. وتموت وتقبر إرَادَة الشر والجهل والخرافة بولادة يمن جديد.
*كاتب عراقي