من تكون أمريكا حتى نخضع لها؟!
أمة اللطيف يحيى
الدولةُ العظمى التي تتحكم بالعالم اقتصادياً، وسياسياً، وتؤثر فيه ثقافياً، وتريده تابعاً لها، ومكبًّا لتجاربها العسكرية والحربية، وسوقًا لبضائعها. هي أمريكا التي كانت وراء الحروب في كثيرٍ من الدول كما حصل في (أفغانستان، العراق، سوريا، ليبيا، اليمن،…)، أفقدتها استقرارَها، انتهكت سيادتَها، قتلت شعوبها، وسيطرت وهيمنت على ثرواتها، أشعلت الفتنَ وزرعت الطائفيةَ بين أوساط الشعب الواحد.
أمريكا التي تريد أن تغيِّرَ العالم والمنطقة العربية _على وجه الخصوص_ بما يناسب أطماعَها وأهواءَها وعلى حساب البشر والتي تراهم مجرد أحجار تحركهم كيف تشاء، فتهب ما لا تملك لمن لا يستحق تسلم القدس العربية لليهود الكيان الغاصب دون وجه حق! ولكن ظلما وتجبراً..
أمريكا الدولة التي لم يتجاوز عمرها مئات السنين، والتي قامت على أشلاء ٣٠٠٠٠٠ إنْسَان تقريباً من الهنود الحمر والذين تمت إبادتهم، وهم السكان الأصليون للقارة الأمريكية، تلك هي أمريكا التي شعارها الحرية والديمقراطية، تلك هي حضارتها، التي قامت على القتل والدم، والتفرقة والعنصرية.
في أمريكا تنتشر الجرائم بنسبة عالية في كُلّ ساعة أَوْ أقل تحدث جريمة، دولة تفتقد الأمان، سجونها مليئة بالمجرمين والإرْهَابيين الذين تصدرهم إلينا للإفساد والقتل في أوطاننا العربية باسم الإسْلَام وبناء الدولة الإسْلَامية _وكأن الذين يسكنون في الدول الإسْلَامية ليسوا مسلمين، فجأةً متفضلة لنشر الإسْلَام فيه_.
أمريكا التي تدّعي الحرية والديمقراطية وهو شعارها، والتي يعشقها الشباب العرب ويتمنون الهجرة إليها، وَهي التي تعشقنا وتتمنى بل تسعى للسيطرة علينا وعلى ثرواتنا.. ومن فائض الحرية لديها فهي تغلق الفضاء الإعْـلَامي على شعبها، فلا يحق لأحد أن يستقبل من البث إلّا من تريد الحكومة الأمريكية، في المقابل تطالب وتدعو جميع الدول إلى الحرية وفتح فضاءاتها؛ ليصل لشعوبها كُلّ ما تريد من غث ورث والقليل من السمين إن وجد، والعرب هم أَكْثَــر المتلقين عبر الستلايت والإنترنت لكل ما هو أتى من الغرب بدون حواجز أَوْ موانع فيستهدفون أمتنا في فكرها وهويتها بكل سهولة ويسر، والشعب الأمريكي لا يعرف من العرب إلا أنهم إرْهَابيون كما تصورهم وسائلهم الإعْـلَامية.
حتى على مستوى الأحزاب السياسية ليس لديها سوى حزبين يتداولون السلطة «الجمهوري، والديمقراطي»، وأنت أيها العربي يجب أن يكون لديك تعددية حزبية، ففي الدول العربية توجد مئات الأحزاب التي تساعد على كثرة الصراعات داخل الدولة الواحدة.
أمريكا تقول ما لا تفعل (كاذبة)!
فلا تصدقوا أوهامها وسمومها التي تبثها.
هيه أنت قف للحظة: أنت يا من يملك حضارة تقدر بآلاف السنين. أنت يامن تمتلك ثروات هي مطمع للغير وبيدك أن تسود بها.
أنت يا من تنتمي إلى خير أمة أخرجت للناس _إن أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر _وأَكْبَــر المنكرات سكوتك على ظلمك وإخوانك في فلسطين وبقية الدول العربية المنكوبة بفعل المستكبرين الظالمين.
أنت يامن نبيك بعث بالرحمة للعالمين. أنتم المسلمين من أنرتم عصور الظلام في أوروبا بما قدمتم من علم في جميع الفنون (كالطب، الصيدلة، والكيمياء والفلك، والفيزياء، والزراعة…).
لماذا أظلمتم حياتكم وتنتظرون من الآخرين أن ينيروا لكم حياتكم وبأيدكم خلاصكم..
أن نأكل مما نزرع، ونلبس مما نصنع لنصبح أَحْرَار.
أيها العربي المسلم:
لماذا كُلّ هذا الضعف والجبن والاستكانة الذي أنت عليه؟!
لماذا تسكت وأنت تستطيع أن تقول لا وألف لا…؟!
لماذا تخضع وتستطيع أن تعيش بكرامة…؟!
كيف ‘تستعبد لعبد مثلك ضعيف، محتاج، حقير؟!
أيها العربي لا يجوز ذلك دمك يسفك، وأرض تستباح، وعرضك يهان؛ لأنك الأضعف في نظرهم، وهم الأقوى في نظرك، «فالعين لا تقاوم المخرز». غير صحيح.
أنت بالله ومع الله أقوى، تلك معادلة لا يفهمها الماديون، إنما يفهمها المؤمنون المتوكلون على الله، نعم ليس لهم أن يقتلونا ونسكت، أن يأخذوا أرضنا ونسكت، لنا الحق وكل الحق في أن نعبر نرفض نقاوم.
ذلك حقنا تكفله لنا كُلّ الشرائع والدساتير. حقنا في الدفاع عن أنفسنا
حقنا في الدفاع عن أرضنا..
كما هم أعطوا لأنفسهم الحق في اغتصاب حقوق الآخرين مخالفين كُلّ الأنظمة والدساتير التي وضعوها وليس فقط الشرائع السماوية.
إلى هنا نقول لهم كفى أيها الظالمون عبثاً بحرياتنا وحقوقنا يا كُلّ العالم من (حقوق الإنْسَان، والأمم المتحدة، ودول مستعمرة مستبدة وغاصبة…).
فلسطين أرضنا العربية العربية ستعود.. وسترحلون.. ستخرجون منها، وذلك ليس مجرد حلم نتغنى به في أنشودة وطنية أَوْ أبريت، أَوْ حلم في منام أَوْ يقظة، بل حقيقة سيسطرها الأَحْرَار المقاومون لكل ظلم وظالم.
وذلك وعد الله للمستضعفين في الأَرْض.
القدس عربية وستظل عربية.