اليمنيون بين الإبادة الجماعية وإرادة الحياة
عبدالله سلام الحكيمي
آن الأوانُ لليمنيين، بعد ثلاثة أعوام من العدوان السعودي الأَميركي وحلفائهما والحصار والتجويع الشامل، أن يدركوا إدراكاً يقيناً أنهم أمام إبادة جماعية، قتلاً بطائرات وصواريخ العدوان أَوْ الموت البطيء تجويعاً؛ بهدف تدمير كيانهم الوطني وشطبه من على الخارطة تماماً، ومن يدّعي غير ذلك إما واهمٌ أَوْ متواطئٌ.
ولعل أحدث حلقات مسلسل ذلك المُخَطّط الإجرامي تدمير وانهيار النظام المالي والعُملة الوطنية تماماً ووقف التعامل المالي بتحويلات العملات الأجنبية إلى الريال اليمني، وما يعنيه ذلك من وقف كُلّ عمليات البيع والشراء تماماً!
إنه أبشعُ عِقاب جماعي وأخطر جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في التأريخ الحديث والمعاصر وضع الشعب اليمني كله أمام فكَّي كماشة الموت قتلاً بغارات وصواريخ وقنابل العدوان أَوْ موتاً بالتحويع المفروض عليه فرضاً أمام صمت العالم وتواطؤ الأمم المتحدة الخادمة لمشاريع ومصالح قوى الاستكبار العالمي!
ولم يعد أمام الشعب اليمني كله وعلى امتداد أرض وطنه إلّا إثبات جدارته في خوض تحدّي إرَادَة الحياة بالتوجه إلى الأرياف وزراعة الأرض وتربية المواشي والدواجن على كُلّ أرض مهجورة وغير مُحياة وعلى علماء الأُمّة إعمال مبدأ حفظ الحياة، كمقصد أساسي من مقاصد الشريعة وإصدار فتوى بتجميد صكوك الملكية لكل أرض مهجورة وميتة لتمكين الناس من إحيائها لضرورة حياتية إلى حين زوال الغُمَّة..
وفي هذه الحالة ومع تدمير العدوان للنظام الاقتصادي والمالي النقدي تدميراً كلياً فلا مفر من العودة للعمل بالنظام الاقتصادي البدائي القائم على المقايضة بالسلع وقوة العمل.
ومع المداومة على إقامة صلوات الاستسقاء ليُغيثَ اللهُ المغيثُ عبادَه بغيث مغيث يفتحُ للمتضررين من عباده المظلومين بركاتٍ من فوقهم وتحتهم وعن شمائلهم وأيمانهم فإن اللهَ لطيفٌ بعباده وناصرُهم على الطغاة الظالمين المتجبرين في الأرض، وهو وليهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة.