أبعاد وخلفيات انهيار الريال اليمني ومبادرة السعودية لإنقاذه
زين العابدين عثمان
السعوديةُ وحلفاؤُها هي من جعلت الريالَ اليمنيّ ينهارُ إلى هذا المستوى أمَام العملات الأجنبية وقد تعمدت ذلك وبات الجميع على علم بكل التفاصيل حتى مرتزقتها، وبالتالي فتلويحها بإيداع ملياري دولار ببنك عدن كمبادرة منها لإنقاذ الريال اليمني من التدهور تأتي من باب الاستخفاف بالرأي الدولي وامتصاص الغضب الشعبي بالجنوب والشمال فمن المستحيل بأن يصل مثل هكذا مبلغ لبنك عدن لعدة أسباب، أولها أن السعودية لم تُقِمْ كُلّ هذه الحرب البالغة التكاليف كي تبني اقتصَاد اليمن فسياساتها طيلة 3 أعوام من الحرب تركزت على سحق وتدمير الاقتصَاد القومي لليمن والبُنى التحتية بمختلف قطاعاتها الحيوية والأساسية حتى على مستوى القطاع الخاص الذي طاله الدمار رغم أنه يفترض أن يكون خارج سياسة التدمير هذه.
ولنفترض بأن السعودية أودعت مليارَي دولار ببنك عدن لإنقاذ الريال اليمني.. هل من المنطق أن تقوم أوّلاً بسحق الريال، ثم تحاول إنقاذه كالذي يقطع الشرايين السباتية لشخص ثم يحاول إسعافه هل هذا يصدقه العقل?!!
باختصار شديد أن الخفايا الماثلةَ خلف هذا السيناريو السعودي أمَام الريال اليمني يحمل أبعاداً ودلالات توحي بان السعودية لديها توجهات ورسائل تريد إيصالها سيما إلى مرتزقتها القابعين في فنادق الرياض وربما أنه يمكن تلخيص ذلك على متن احتمالين لا ثالث لهما:
الأول هو أن السعوديةَ ومع إقدامها على اتخاذ إجراء يعصف بالريال اليمني بهذه السرعة ثم تأتي بمبادرة إيداع الملياري دولار ببنك عدن للحد من انهيار الريال وإنقاذه فهذا يدلل بأنها تريد أن تغطيَ حجم الكارثة الإنْسَانية الحاصل باليمن وتظهر نفسها أمَام الرأي الأُمَـمي والدولي من خلال مبادرتها هذه بأنها تحث الخُطَى نحو رفع المعاناة عن المواطنين اليمنيين.
والثاني وهو قائم على فرضية أن 2 مليار دولار المقدمة من السعودية وصلت بنك عدن في نهاية المطاف فهذا لا يعكس سوى أن السعودية من خلال إجراءها الذي لم يراعِ حتى حقوق ومعاناة سكان المناطق الجنوبية التي تخضع لسطرتها “تريد في بداية الأمر الرد على تهديدات رئيس السياسي الأعلى صالح الصماد بإغلاق الملاحة الدولية وضرب سفن الشحن التجاري التابعة للمملكة، وكذلك تريد -أي السعودية- إيصال رسالة في الوقت نفسه لحكومة هادي ومن في حاشيته بأن لديها القدرة على تصفية الريال اليمني بغضون أَيَّام وستثير الشارع الجنوبي لينقلب عليهم “إذَا لم يقدموا لها إنجازات ميدانية على الأرض في المراحل القادمة.
وقد رأينا خروجَ المسيرات في شوارع بعض المناطق الجنوبية التي تندد بموقف حكومة هادي، وكذلك مناجاة بن دغر أمَام الملك سلمان وابنه لينقذوا الريال اليمني التي تنص أن ينقذوا الريال قبل أن يهدم الجنوبيون السقفَ على رؤوسهم.