أمين العاصمة حمود عباد لـ صحيفة المسيرة: لدينا أولويات كبيرة خلال العام الجاري كتوفير خدمات المياه وتحسين مستوى التعليم والصحة
حوار/ منصور البكالي
أمانة العاصمة حَالياً ورشة عمل واسعة لتحسين العاصمة صنعاء في مختلف المجالات، حيث بدأت في تنفيذ الكثير من المشاريع التي طالما انتظرها المواطن في العاصمة، خَاصَّـة إعَادَة تعبيد مختلف الشوارع والأحياء التي تضررت كثيراً؛ بسبب العدوان، والتي تسبب في الكثير من المشاكل للمواطنين في أمانة العاصمة.
صحيفة المسيرة زارت العديد من الأحياء والشوارع في العاصمة صنعاء واطلعت على ما تقوم به القطاعاتُ المختلفة في الأمانة من تحسين للجُزُر الوسطية وتعبيد الشوارع وتنظيف الكثير من أحياء وحارات العاصمة صنعاء، كما التقت أمين العاصمة حمود عباد خلال الأسطر القادمة..
- كما تعلمون العاصمة صنعاء تعاني الكثير من الإشكاليات؛ بسبب العدوان والحصار على بلادنا.. فما هي خططكم لتحسين الوضع في العاصمة صنعاء الوجه المشرق لليمن؟
بدايةً نتشرَّفُ بصحيفة المسيرة الصوت الصادق، ويطيبُ لنا أن ننقلَ صوتَنا عبر هذا المنبر الإعلامي المتميز، لا يخفى على الجميع، فقد عانت أمانة العاصمة الكثير؛ بسبب العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا، وقد كانت على قدر عالٍ جداً من الصمود والثبات وقدر عالٍ جداً من التحدي في مواجهة العدوان. العاصمة صنعاء تعني الكثير؛ بسبب العدوان على مختلف المجالات والمسؤوليات، خَاصَّـة في المجال الإنْسَاني، في مجال الصحة وفي المجال التعليمي وفي مجال الخدمات، يعني تكاد تنهارُ الخدمات بطريقة تتنافى وتختلف مع كُلّ القيم الإنْسَانية والشرعية والدينية، ففي مجال الصحة هنالك الآلاف من الأطفال والمواطنين يتعرضون للموت المحقق؛ بسبب العدوان والحصار يومياً؛ بسبب انتشار الأوبئة والأمراض وَسوء التغذية، ونقص الأدوية و… إلخ من الأسباب التي تسبب بها إجْرَام العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا، كذلك هناك مرضى الأمراض المزمنة كالسكري والقلب والضغط وغيرها ينتظرون الموت يومياً؛ بسبب نقص الأدوية أَوْ ارتفاع ثمنها، كذلك مرضى الفشل الكلوي الذين يظلون لساعات طويلة ينتظرون لدورهم أمام أجهزة الغسيل التي تفتقر للمحاليل.
باختصار شديد العدوان الغاشم على بلادنا حوّل حياة المواطن اليمني لجحيم وعرّض حياة الناس للخطر، هذه من أبرز المشاكل التي يعاني من المواطن في العاصمة صنعاء وفي مختلف محافظات الجمهورية، والتي يجب أن يصحوَ لها الضمير الإنْسَاني، ويجب على المنظمات الدولية الإنْسَانية أن تقفَ وقفة جادة ومسئولة في وجه العدوان وَأن تقوم بدورها وتضاعِفَ من جهودها، خَاصَّـة في هذه المرحلة الحالية.
- ماذا عن مشكلة المياه والتي يعاني منها الموطن.. هناك طوابير طويلة لنساء وأطفال نشاهدها جَميعاً أمام خزانات المياه التي علمها الخيّرون؟
نستطيع القول بأننا لا نزال في بداية المرحلة، فالمياه انقطعت لمدة طويلة على بعض أحياء العاصمة ونحن في صدد إصلاح مشروع المياه، وهناك آبار يصعب اليوم إصلاحها؛ بسبب الخوف من قصف العدوان للحفارات وخصوصاً الآبار الموجودة في منطقة الحفاء، والآن نحاول إعَادَة دورة المياه إلى المنازل يومياً وبشكل يحقق الكفاية للناس، لكن في مناطق لم نستطع أن نوفرَ لهم المياه لسبب أن بعض الآبار الارتوازية بحاجة لبعض المعالجة والصيانة ولكننا لا نستطيع ذلك؛ بسبب المخاوف من قصف طيران العدوان لها، وبالعودة إلى ما قمنا به في توفير المياه فقد التزمت بعض المنظمات بتوفير المشتقات النفطية، وبدورنا قُمنا بتوصيل المياه إلى بعض الأحياء، ومن ضمنها صنعاء القديمة، ولكن للأسف خلال زيارتنا لها مع مدير المديرية ومدير فرع المياه في الأمانة وجدنا مخالفاتٍ كبيرةً، منها تدمير شبكة المياه، حيث قام المواطنون بتوصيل أنابيب المياه من خلف العدادات وخلع الكثير منها، مما تسبب في تسرُّب كميات كبيرة من المياه إلى الشوارع، فأصدرنا قراراً بقطع المياه عن المخالفين وإنزال لجان فنية من قبل وزارة المياه لإصلاح الشبكة أولاً، وضبط المخالفين للالتزام بإعَادَة القطع التي كسروها وتركيب العدادات والتزام المواطنين بعدمِ المخالفات أَوْ تكرارها، وبعد ذلك سوف نواصل ضخ المياه إلى صنعاء القديمة وبقية المربعات والمديريات حسب الإمْكَانات، إن شاء الله.
أيضاً نحن بحاجة إلى توعية المجتمع بأهميّة الحفاظ على المصالح العامة والالتزام بسداد فواتير المياه التي سنقدمها لهم بشكل ميسَّر، وهُنا المسئولية مشتركة على الجميع من عاقل الحارة وعضو المجلس المحلي ومدير المديرية وخطيب الجامع ووسائل الإعلام والتربويين والمثقفين، فالكل شركاء في توعية المجتمع، وندعو المواطنين بأن يهتموا لمصالحهم والمياه هي مَصلحة عامة؛ لذلك يجب أن لا تتكرر المخالفاتُ، فالماء نعمة عظيمة لا تقدَّرُ بثمن، ويجب أن نحافظ عليه لا أن نهدره إلى الشارع..
- أيضا ماذا عن الكهرباء.. هل ستعود يوماً كما كانت؟
لا شك أننا متحمسون لإعَادَة كُلّ الخدمات دون استثناء، ولكن هناك أولويات وَحسب الظروف والإمْكَانيات المتاحة، فالمياه ونظافة العاصمة والتعليم أولوية.
- كذلك الحدائق وجزر الأرصفة أَصْبَح حالها لا يُسر؟
هناك تحَـرُّكٌ بهذا الخصوص، وهذا الأمر له صلة مباشرة بعودة شبكة المياه وضخها، ونحن في إطَار إعَادَة تأهيل الحدائق وأشجارها، وإضَافَةً إلى أشجار لحدائق جزر الأرصفة؛ لما لذلك من أهميّة تعكس جمال العاصمة، وَأَيْضاً للتخفيف من منسوب التلوث فيها.
- يشكو الكثير من الحُفَر والمطبات في مختلف شوارع العاصمة وحَالياً يلاحظ أن هناك عملاً في إعَادَة سفلتة شوارع العاصمة، السؤال هل سيستمر هذا العمل؟
حول هذا بدأنا العمل في إعَادَة تأهيل الشوارع، ولا شك هذا العمل سيستمر، وهو واجبنا، وهناك لجان ميدانية بدأت بالعمل في إصلاح وسفلتة الشوارع المتضررة والأرصفة وترمِيمها، ونأمل من الحكومة والمجلس السياسي الأعلى الاستمرارَ في دعمنا كما عهدناهم لتحسين وجه العاصمة، وكما ذكرت لكم العمل يتم حَالياً وبمعدل 13 ساعة في اليوم منذ الساعة السادسة والنصف صباحاً.
- ماْذا بالنسبة لمشكلة تنظيم حركة السير والفِرَز والسيارات غير المرقمة والتي تشكل مشكلة أمنية؟
نعم، هناك تواصُلٌ مع وزارة الداخلية والمجالس المحلية لضبط حركة السير وتوفير اللوحات المعدنية وهذا جانب مهم جداً، ونأمل انتظام رجال المرور في العمل، كما ندعو مختلف المكاتب التنفيذية خَاصَّـة مكاتب النقل والتحسين لتنظيم الفرز الخَاصَّـة بالباصات، ونأمل أن تحل كُلّ المشكلات المتعلقة بأمانة العاصمة.
- أصحاب البسطات والباعة المتجولون يشكون تعرضهم لتعسفات.. ما حقيقة ذلك؟
نحن دعونا إلى تنظيم البسطات، ولم ندعُ إلى منعهم أَوْ قطع أرزاقهم، وفي هذا الصدد يجب أن يأخذ البسّاط عرض الرصيف وفي محاذاة شارع الاسفلت مترين عرضاً ومتراً ونصف متر طولاً مع منع أصحاب المحلات من فتح بسطات أمَام محلاتهم؛ لأن لديهم مصدراً للرزق، فلماذا يزاحمون الشوارع والطرقات, ولكن البساطين لا يوجد لهم بديلٌ فتعاملنا معهم من منطلق إنْسَاني بحت، وكل ما ندعو إليه هو فقط أن لا يشكلوا عبئاً على الشارع المزدحم وَأن ينتظموا في الشوارع.
- ما هي الخطط والبرامج للعام الجاري 2018م في أمانة العاصمة؟
كما ذكرت لكم لدينا أولويات كبيرة تتمثل في توفير خدمات المياه بدرجة رئيسية وفي تحسين مستوى التعليم وتوفير خدمة التعليم، وهناك محاولات تواصل جاد مع مختلف الجهات الداخلية والخارجية، وفيما يتعلق بإعَادَة الحياة إلى المنظومة الصحية أَوْ محاولة تفعيلها، وهناك جهود للقضاء على الإرباك المروري، أَيْضاً لدينا مشروع تحسين الحدائق وإعَادَة تأهيلها وإعَادَة الأشجار إلى الأرصفة، وتجميل العاصمة بما يجب، إضَافَة إلى محاولة تأهيل الطرق المدمرة، إما بطرقة الرص المباشر أَوْ بالأسفلت، وأيضاً بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية وصندوق الأشغال العامة، وأمانة العاصمة، وكل هذه المشاريع بإذن الله سنعمل عليها خلال العام الجاري.
- كم تقدر إيرادات أمانة العاصمة وأين هي؟
إيرادات أمانة العاصمة واسعة وكبيرة في الحقيقة، وسنعمل على تنميتها، وتأتي في المرتبة الأولى الايرادات الزكوية (الواجبات)، وهذه تمثل أعلى موارد أمانة العاصمة في ما هو منظور خلال السنوات الماضية، أيضاً هناك الموارد الضريبية وهذه تحتاج إلى معالجة وإلى تنمية، وقد بدأنا العمل في هذا الجانب، ففي النصف الأول من الشهر الأول للشهر الجاري شهد تقدماً كَبيراً وملحوظاً، فخلال أسبوع تقريباً نحن نقف أمَام أعتاب مبلغ 500 مليون ريال من الضرائب المحلية والمركزية، مما هو في نطاق أمانة العاصمة، وهناك موارد أُخْــرَى كموارد صندوق النظافة، وهناك موارد متعلقة بالسياحة، وهناك موارد متعلقة بالتجارة والصناعة وهناك موارد متعلقة بالمنشآت الخدمية الأُخْــرَى، وكل هذه في الحقيقة تحتاج إلى تنمية وإلى عمل، وبدورنا نحاول أن نعمل في هذا المسار والدولة اليوم لا تستطيع التحَـرّك إلّا في إطَار الموارد، ولكن يجب أن نقول إننا بالمقدار الذي نقدم فيه للناس من خدمات بمقدار ما يكون هناك من موارد؛ لأن هذه الموارد اليوم تورَّد إلى البنك المركزي ولا نستطيع إخراجها من أمانة العاصمة ونقدم بها خدماتٍ للناس.
- لماذا لا يتم تحويل الزكاة إلى الضمان الاجتماعي وصرفها لمستحقيها؟
الحقيقة أن الزكاة تُصرَفُ في جوانب خدمية مرتبطة في سبيل الله مثل التعليم والصحة وبعض جوانب الخدمات التي تمثل بعضاً من المسائل المرتبطة بسبيل الله بعد أن نستكملَ بقية النصوص القرآنية التي أَكَّــدَ عليها الشرعُ وكتابُ الله تعالى في القرآن الكريم، وهذه القضية يجب أن تُعالج وفق القانون ولا تعالج خارج منظومة القانون وخارج الترتيب اللائحي للقانون.
- هل لديكم إحصائية محددة أَوْ تقديرية لإجمالي الإضرار التي تعرضت لها أمانة العاصمة خلال ألف يوم من العدوان؟
بالنسبة لهذا الموضوع هو أكبرُ من أن يناقَشُ خلال هذا اللقاء، فالإحصائيات هائلة جداً فوق ما يُتخيَّلُ، وليس لنا اطلاع كافٍ بحكم قصر الفترة التي أتيت فيها لأمانة العاصمة، وهذا الموضوع يحتاج مني شخصياً إلى مراجَعة الكشوفات وَإن شاء الله نقدم للإعلام معلومات دقيقة، ولكنها لا تقل عن مليارات، وهناك خسائرُ مرتبطة بكل المفردات المرتبطة بالإنْسَان اليمني.
- في ختام هذا اللقاء هل تودون التطرّق لقضية أَوْ موضوع لم نتحدث عنه؟
نحنُ اليومَ أمام مصيرٍ يجبُ أن يتوحَّدَ فيه الناس نحو بناء الوطن، وأن يتجاوز الجميعُ آثار الفتنة وَأن يكونوا جميعاً مؤهلين لأن يكونوا إخوة مستعدين لبناء وطنهم مهما اختلفت وجهات نظرهم السياسية، كما يجب أن نأخذ العبرة مما قاله قائد الثورة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي بأن قطاعات واسعة جداً من القوى السياسية كانت رؤيتها وطنية أكثر من كونها حزبيةً، وأن الناس جميعاً يجبُ أن يقفوا بروحية واحدة وبمنهجية واحدة لخدمة هذا البلد، على قاعدة أن الجميعَ في هذا البلد إخوة، وعلى أن الجميع أن يسعَوا لمواجهة العدو المشترك الذي يقتل الجميع دون تفرقة بين الألوان السياسية والأطياف السياسية، ونحن اليوم معنيون بأن نلملم وحدة المجتمع وأن لا ننكئ الجراحَ، وأن لا نتذكر الماضي، أن نجعل من الماضي فقط عبرةً ووسيلةً لأن يشُدَّنا نحو بناء المستقبل، ونزيلَ كُلّ الانقسامات وكل الاختلافات التي شكّلت حالةً مؤسفة ومؤلمة في جسم الوطن اليمني والمجتمع اليمني. فنحن في حاجة لأن نتعاون وأن ننسى جراحاتنا بالمرة وننطلق في بناء يمن جديد.