فلاشات من أجل الوطن ..!
بقلم : طارق سلام
(1) كل يوم نكسبه في تحقيق السلم الاجتماعي يوفر علينا ما يعادل اضرار عقود من الحروب : –
كل يوم يمر على استمرار هذه الحرب الداخلية الظالمة سندفع ثمنه غاليا من تمزق اللحمة الوطنية وتوسيع الهوة الوطنية
وكل يوم نكسبه في السلم الوطني ونعجل بانتصاره نوفر فيه على أنفسنا وشعبنا ووطننا ما يوازي اضرار عقود من الحروب ونمنع المزيد من القتل والدمار ونحقن فيه قدر واسع من الدماء اليمنية الزكية والطاهرة ..
(2) الانتصار للشعب والذود عن الوطن يكون بإيقاف هذه الحرب القذرة والظالمة : –
في هذه الحرب القذرة والظالمة لا يوجد من منتصر وجميعنا كيمنيين مهزومين فيها وعلينا ان نعي هذه الحقيقة والعودة للخيار السلمي والسياسي للازمة السياسية القائمة اليوم طالما وهي في الاساس ازمة سياسية ومنذُ البداية ..
نعم, هي حرب قذرة وظالمة ..فهي قذرة كون من يديرها ويقتلنا ويمنع عودتنا للتوافق والحوار والسلام واختيار المسار السياسي للحل هو العدو التاريخي لليمن مملكة الشر السعودية .. وعن كونها حرب ظالمة أننا كيمنيين نظلم انفسنا بذهابنا في خيار الحرب حتى النهاية ولا نعطي انفسنا استراحة محارب لتكون فرصتنا المطلوبة والمناسبة للتوقف والتأمل في ما يحدث من دمار كبير للوطن وقتل واسع لشعبنا اليمني في كل ربوع الوطن ..
فهل من عقلاء وحكماء في اليمن يعملوا بجهد صادق ويسعوا بنية مخلصة لإيقاف كل هذا القتل للشعب ومنع كل هذا الدمار للوطن ..؟؟ ..
والاهم من ذلك بأن البداية الحقيقية لردع هذا العدوان السعودي الغاشم والحاقد والاقتصاص منه يكون أولا في وأد هذه الفتنة الاهلية ووقف هذا الاقتتال الداخلي عدى ذلك فكله زيف وهراء وخداع للنفس سوف ندفع ثمنه غاليا وعلى مدى عقود عديدة قادمة ..
(3) نصيحة مخلصة للفرقاء اليمنيين وطرفي الحرب الداخلية في اليمن : –
كنا نريد لما يسمى بمعركة تحرير عدن أن تكون الخطوة الاولى للعودة للعقل والمحطة الحقيقية للعودة الى المسار السياسي واعطاء فرصة حقيقية لخيار التوافق والسلام ..
يجب ان نقر جميعا بأننا قد فشلنا في ادارة خلافاتنا الداخلية وبأننا جميعا فاشلون في الحفاظ على أمننا واستقرارنا وبالتالي فشلنا في صناعة نهضتنا وغدنا المنشود وبناء اليمن القوي المزدهر ..
لن يكون الاخريين حريصين على اليمن وامنه واستقراره أكثر منا ولن يعود السلام والاستقرار الى اليمن إلا بمبادرة يمنية وطنية ومن يراهن على الخارج للقيام بهذا الدور فهو أما عميل وخائن أو عاجز وواهم ..
نعم, لابد من ان نبلور الوعي الوطني لنصنع التيار الشعبي الرافض للاقتتال الاهلي ليبرز تيار ثالث شعبي ضاغط على طرفي الاقتتال الداخلي يفرض عليهم العودة للخيار السياسي والالتقاء الاجباري على طاولة مستديرة للحوار والسلام وللتوافق والخروج من هذه الحرب الطاحنة والمحنة القاتلة لشعبنا اليمني والمدمرة لمقدرات الوطن كافة ..
نعم يجب علينا جميعا في الصف الوطني الحريص والمسؤول ان نسعى جاهدين ومخلصين لتجسيد الموقف الضاغط وتقديم المبادرة الشعبية للخلاص الوطني من هذا النفق المظلم وقبل فوات الاوان ..
(4) تحرير عدن هدفه المعلن هو اغاثة أهلنا في عدن لا فرض أجندة عدوان عسكري جديد على شعبنا كافة في اليمن : –
نعم, ما يسمى عملية تحرير عدن جاء لأغراض الاغاثة الانسانية العاجلة لأهلنا في عدن ..
اذن لماذا تتأخروا في اغاثة اهلنا في عدن .. ولماذا لا نرى حتى الان أي ترتيبات لأعمال الاغاثة المطلوبة لأهلنا في عدن
وعوضا عن ذلك ترى كل الاهتمام بتمرير أجندة عسكرية عدوانية على اليمن يراد لعدن ان تكون مركز انطلاقها الجديد كما يراد لأهالنا في عدن أن يكونوا وقودها الذي لا ينضب ..
(5) عدن مدينة منكوبة يا دول حلف العدوان و يا حكومة هادي فأغيثوها عوضا عن تنفيذ اجندتكم العسكرية وتحويلها لساحة حرب للانطلاق لمعارك أخرى في اليمن : –
الفرقعة الاعلامية لما يسمى معركة تحرير عدن كان هدفها المعلن من قبل حلف دول العدوان هو الاغاثة الانسانية لعدن وهو الامر الذي قامت دول العدوان بالترويج لهُ في اروقة المجتمع الدولي لتحصل على موافقة الامم المتحدة وهو كذلك جوهر ومضمون القرار الاممي رقم 2216 ..
وطالما والامر كذلك فأين تلك الاغاثات الانسانية لأهلنا في عدن وبعد خمسة ايام من استتباب الامر في عدن لدول حلف العدوان ؟ لماذا لا نرى قوافل الاغاثات ترسوا في ميناء البرقة او ميناء عدن أو مطار عدن وطالما وان حكومة هادي قد أعلنت عدن بكامله مدينة محررة .؟
كان المفترض أن لا يصل وزراء حكومة هادي إلا وبصحبتهم قوافل الاغاثات العاجية عبر البحر والجو من المواد الغذائية والطبية
و يا لجنة الاغاثة الحكومية برئاسة نادية السقاف وعضوية بدر باسلمة وزير النقل : ماذا عن سفن الاغاثة في البحر
(6) تنبه هاااام :-
ننبه الجميع بأن الموقف العسكري في عدن مازال لصالح جيشنا الباسل ولجاننا الثورية وما يشاع عن تحرير عدن مجرد فرقعة اعلامية هدفها رفع معنويات اتباعهم في اليمن والتضليل على مواطنيهم في مملكة الشر والالتفاف على اقرار هدنة انسانية في اليمن وخاصة عدن : –
للمرة العاشرة نؤكد بان ما يسمى بتحرير عدن هو مجرد فرقعة اعلامية لا أكثر .. وغير صحيح بالمرة ما أعلنته حكومة هادي المنفية عن التأمين الكامل لعدن وغير صحيح ايضا ما تشيعه دول حلف العدوان بان تحرير عدن جاء لأغراض الاغاثة الانسانية ..
فكل ذلك يصب في خانة الحرب الاعلامية والنفسية لدول تحالف العدوان لرفع المعنويات المنهارة في جبهة أتباعهم (ولا نقول عملائهم) في الداخل اليمني وخاصة عدن ولاحتواء الاصوات المعارضة في مملكة الشر السعودية ( منها أصوات لأمراء سعوديين من آل سعود) التي بدأت تتسأل عن جدوى العدوان ومروده الايجابي للمملكة ومبررات ان تتحمل المملكة تكلفته المرتفعة..
بل أنني أذهب لأبعد من ذلك لأتحدث عن الجانب العسكري في عدن وأقول بأن الموقف العسكري مازال لصالح جيشنا اليمني ولجاننا الشعبية ومازلنا اصحاب المبادرة الحقيقية في هذا الجانب وهناك حقائق كثيرة في هذا السياق يمكن الاشارة لها والحديث عنها لولا انني غير مفوض بذلك ولأن الحديث عنها حاليا لا يخدم سير وزخم المعارك هنتاك ..
(7) فشل مخطط العدوان في ما يسمى بتحرير عدن : –
اجندة العدوان الخفية واهدافها الخبيثة في ما يسمى بتحرير عدن فشلت فشلا ذريعا وفي زمن قياسي غير متوقع بالمطلق بفضل رفضه من قبل أهلنا في عدن وتلاحمهم الاسطوري مع جيشنا الباسل ولجاننا الشعبية في التصدي البطولي لهذا المخطط التأمري الخارجي الحاقد ..
ونأمل ان تكون هذه فرصة مناسبة للفرقاء السياسيين اليمنيين ان يعودوا للخيار السياسي والسلمي للحل ويعوا بان القوة والعنف لا تخلف سوى القتل والدمار ولا تورث غير الاحقاد والضغائن ..