أفواج المدد
معاذ الجنيد
جيشٌ.. على كُلِّ الجيوش يُعظَّمُ
دِوَلٌ.. أمامَ شموخهِ تتقزَّمُ
عُرِضت كتائبُهُ على الباغي كما
عُرِضت على أهلِ الضَلال جهنَّمُ
سيفٌ.. على كُلِّ الطغاةِ مُسَلَّطٌ
مَـدَدٌ.. لكل المؤمنين مُسَـوَّمُ
ليثٌ.. إذا اشتدَّ القتالُ غضنفرٌ
عَرِمٌ.. إذا احتدَمَ النزالُ عرمرمُ
جيشٌ.. تكالبت العواصِمُ ضدَّهُ
ثُمَّ ارتمت من بأسهِ تتألَّمُ
يُجري مناورةً.. فتُعقَدُ بعدها
قِمَمٌ على نار التخبُط تُضرمُ
أنظارُ (إسرائيل) شاخصةٌ له
هلَعَاً.. و(أمريكا) تصيحُ وتلطمُ
هذا الذي ظنَّتهُ مُزِّقَ وانتهى
يمتدُّ ألويةً تصدُّ وتهجمُ!!
عَظُمَت فيالِقهُ وبُورِكَ بأسُهُ
وتحطموا من حاربوه.. تحطموا
* * *
عصَرَت لأمريكا العوالِمُ عزَّها
ذُلّاً.. وشعبي ثائرٌ يتعلقمُ
جُندٌ إذا اقتحموا ميادينَ الإبا
الريحُ تهدأُ.. والجبالُ تُسلِّمُ
قاموا على زُمَـرِ الظلام وأقسموا
أن يدخلوا البيتَ الحرامَ ويُحرِمُوا
داسوا على جبروتِ (أمريكا) هُنا
ومضَوا لساحاتِ الوغى ليُترجِموا
إنْ أقدموا لمُهِمَّةٍ.. قَدِمَ الردى
معهم.. فلا تدري من المُتقَـدِّمُ !
(الأشترُ المُلصيُّ) بين صفوفهم
بشموخه ارتبطوا ومنه تعلموا
وجدوا سبيلَ الله خيرَ مُعسكرٍ
النصرُ فيه على العدوِّ مُحَتّمُ
لَمسُوا كتابَ الله أكملَ عُدَّةٍ
في الحربِ لا تفنى ولا تتهشَّمُ
حملوا (وليَّ الله) أشرَفَ رُتبةٍ
الشمسُ دون مقامِها والأنجمُ
جُنْـدٌ من الأنصارِ أهلُ عزيمةٍ
الأرض إنْ مروا بها (تتعقَّمُ)
نفروا لتحريرِ البلادِ لعلمِهِمْ
أنَّ الحِيادَ على الجيوش مُحرَّمُ
أنَّ الجهادَ فريضةٌ عُظمى على
مَن أقسموا شَرَفاً ومَن لم يُقسِموا
إنْ أصبَحَ الجيشُ العظيمُ مجاهِداً
قُلْ للغُزاةِ تفضَّلوا كي تُهزَموا!
* * *
جيشٌ يمانيٌّ.. ويكفي قولنا
جيشٌ يمانيٌّ.. لينتصِرَ الدمُ
قُلْ للذين سعَوا إلى تفتيتهِ
عُظُّوا الأناملَ حُرقةً وتفحَّموا
الجيشُ رأسٌ.. واللجانُ سواعدٌ
وجوارحُ الإنسان لا تتقسَّمُ
لو لم يُحَشِّدْ للجهادِ صُفوفَهُ
فنفيرهُ نَكَفٌ.. ودِينٌ قيِّمُ
فالجيشُ أبناءُ القبائل.. من سنى
أمجادها انبثقوا ومنها استلهموا
والبذلُ في شَرْعِ القبيلة فِطرةٌ
كُلٌّ بحُبِّ التضحياتِ مُتيَّمُ
ولدت بنادقُنا مع أطفالنا
وتكلَّمت من قبل أن يتكلموا!
* * *
للهِ درُّ صمودِنا وعطائنا
إنَّا لأشرَفُ من رأيتُ وأعظمُ
ومكارمُ الأخلاقِ قد بدأت بنا
بصفاتِنا جاء الرسولُ يُتمِّمُ
اللهُ كرَّمنا بجيشٍ مؤمنٍ
وجنودُنا بأعزِّ شعبٍ كُرِّموا
* * *
يا مَن خشيتُم في بسالةِ شعبِنا
تِكرارَ (حزب الله) لا تتوهموا
هوَ لم يُكَرَّر.. إنما هوَ قائمٌ
مُذ جاءَ للدنيا النبيُّ الأكرمُ
حِزبٌ لربِّ الكون.. أنصارٌ لهُ
بجهادنا اتّضحَ الطريقُ الأقومُ
ورجالُ (ضاحية الجنوب) رجالُنا
هُمْ نحنُ في (صيدا) ونحنُ هنا هُمُ
* * *
حلمَ الغزاةُ _ نعمْ _ بغزوِ بلادنا
لكنْ.. هل اسطاعوا سوى أن يحلموا!؟
شنُّوا علينا الحربَ واحترقوا بها..
عصفوا _ نعمْ _ لكنهم لم يحزموا
اللهُ فوقَ القاصِفين مُهيمنٌ
والأرضُ تحت العاصِفين تُدمدِمُ
ولدوا وعاشوا زاحفينَ.. ليبلغوا
شبراً.. وماتوا دونَ أن يتقدموا
إنْ أقبلوا بحراً.. تموَّجَ حتفُهُم
((أم أبرموا أمراً)).. فربُّكَ مُبرِمُ
الرملُ نارٌ.. و(المنادِبُ) شُرَّعٌ
والبحرُ تحت (البارجات) مُلغَّمُ
* * *
يا حالماً بالحسم.. حظُّكَ عاثِرٌ
نحنُ الذين لكلِّ أمرٍ نحسِمُ!
الجيشُ في الجبهاتِ رِيحٌ صَرْصَرٌ
عصَفَتْ.. ويومئذٍ يَوَدُّ المجرمُ
جيشٌ يمانيٌّ إذا ذُكِرَ اسمُهُ
صَلُّوا على خير الأنام وسَلِّموا