خيارات وقف العدوان ورفع الحصار
جمال عوض حيدرة الزامكي
نحن أبناءَ اليمن -شعباً ولجاناً وجيشاً وأمناً وقيادةً وأحزاباً وكل المكونات جميعاً- مسؤولون مسؤوليةً مباشرة عن حماية الوطن والدفاع عن سيادته وهُويته وحريته واستقلاله وبنائه.
نحن من بأيدينا أن نصنعَ النصر والسلام ووقف العدوان ورفع الحصار.. نحنُ لا سوانا.
إذا انتظرنا لحلول ومبادرات الأُمَــم المتحدة أَوْ العرب أَوْ العالم بأسره فلن يأتوا لنا بالنصر أَوْ بالسلام، ولن يوقفوا ويرفعوا عنا العدوانَ والحصار، لن يأتوا لنا سوى بمبادراتهم المعروفة كمبادرة كيري وزير خارجية أمريكا الأسبق ومبادرات ولد الشيخ التي جميعُها تخدم أهداف العدوان، ويريدون تحقيقَ نصر لمشروع العدوان عبر تلك المبادرات التي طابعُها وأهدافُها ليس سلاماً وإنما استسلام.
قُتل شعبُنا بالطائرات والبوارج وبالحصار الذي يفرضونه وسياسة التجويع واحتلال بعض أراضينا ومحاولة تمزيق وتشطير اليمن يتم أمام نظر وسمع العالم، فماذا ننتظر من أُمَــم متحدة ومجلس أمن وَهما من أعطيا الحُجَّةَ والمبرِّر، وشرعن للعدوان أن يقتلَ الشعبَ اليمني ويحاصرَه ويجوعه بقرارات مجحفة وظالمة لا تنسجم مع قيم ومعاني الإنسانية ولا مع مواثيق الأُمَــم المتحدة العرب والمسلمين وباقي دول العالم؟!.
هناك من شارك وبارك وأيّد ودعم هذا العدوان الفاشستي الوحشي والظالم وَغير المبرر، وهناك مَن يقفُ متفرجاً وصامتاً وكأن هذه الجريمة البشعة لا تعنيه!، فماذا ننتظرُ من هذا العالم الذي صار محكوماً بقانون الغاب وقانون القوة والمال.
الكُلُّ يريد منا أن نسلِّمَ سلاحنا ونسلم الموانئ والمدن والبحار ونتنازل عن حريتنا وقرارنا وسيادتنا ووحدتنا وقيمنا وأعراضنا؛ لأن يذبحَنا كالنعاج ونحن منكِّسو رؤوسنا، فيجب أن لا نعقد أملاً على الآخرين الذين لم يتحدث منهم أحد أَوْ يستنكر الجرائم التي يقترفها سفاحو القرن الواحد والعشرين المتحالفون في هذا العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني؟
ثلاثة أعوام وتلك الجرائم تحدث وتتكرر كُلّ يوم وهم يشاهدون جثثَ وأجسادَ اليمنيين ممزقةً أمام أعينهم، صور ومشاهد الأطفال وآثار المجاعة بائنة على أجسادهم الناحلة من جراء حصار هؤلاء القتلة ومَن صمتوا عن تلك المجازر، وهذا العقاب الجماعي، فتحوا أعينهم ونطقت ألسنتهم الخرساء التي أخرسها المالُ السعودي واحتجّوا وأبدوا أسفَهم وانزعاجَهم من الرد اليمني عندما أطلقنا صاروخ بركان على عُمق أرض العدو واستهدفنا قصرَ اليمامة القصر الذي يجتمع فيه هؤلاء المجرمون، وفي أروقته يتم اتخاذ قرارات الإبادة والموت والقتل والدمار ضد الشعب اليمني، رغم أن قيادتنا السياسية والعسكرية وقواتنا الصاروخية لم تستهدف الأحياء السكانية ولم تعرّض حياة شعوب تلك البلدان التي شن حكامها عدوانهم ضد اليمن للخطر؛ لأننا حريصون على دماء العروبة والأخوّة ولم نتعرض للشعوب وحاربنا حرباً أخلاقية، رغم جراحنا نطقَ الصامتون وفتحوا أعينهم التي أغمضوها سنين والشعب اليمني يُذبح بدم بارد ولم يحركوا ساكناً واعتبروا حقنا في الرد والدفاع عن أنفسنا جريمةً، واعتبروا صواريخنا ناراً وقنابل وصواريخ طائرات وبوارج العدو برداً وسلاماً، وسلاحنا خطر وسلاح العدو أمن وسلام.
بعد كُلّ هذا اليوم يريدون أن يجعلوا الشعب اليمني يموت جوعاً، يشددون الحصار، يتآمرون على الاقتصاد، يعملون على انهيار العملة الوطنية، وقد أوصلوها في الأيام الأخيرة إلى أدنى مستوياتها وهبوطها أمام الدولار والعملات لمستوىً مخيفٍ.
ماذا ننتظر وخيارات الحل بأيدينا، يجب أن نبدأ في البداية بفهم وإدراك أهداف العدوان، ونعزّزَ تلاحمنا ونقوّي وَحدة صفنا وتماسك جبهتنا الداخلية وأن نتناسى خلافَنا، ونضع العدوان والتصدي له بكل الوسائل همَّنا وهدفَنا الأول، وأن يتم رفد ودعم الجبهات بالمال والرجال والسلاح وتعزيز الصمود والاستبسال حتى النصر، أن يتم الزحفُ على أراضي ومطارات وقواعد العدو، أن نستهدفَ مطاراتهم وقصورهم وحقول النفط ومصافي تكريره وموانئ تصديره وناقلات وسفن وبواخر العدو، أن نضرب عمقَهم ونمنعَ سفنهم من المرور عبر باب المندب، أن نجعلهم يذوقوا نارَ الحرب والحصار والتجويع
وقبل هذا كله ندخل في مصالحة وطنية شاملة بين أبناء الشعب اليمني يساهم في نجاحها كُلّ الشعب، ونطلق حملات توعية ونحصّن شبابنا وشعبنا من التهاون والترويج لمشاريع العدو ونتصدى للمرجفين والمشككين الذين يريدون شق صفنا وضرب وحدتنا وأن يقوم الإعْلَامَ بكل أنواعه بتبني حملة توعية وفضح أساليب وأباطيل العدوان والعملاء والمندسين والمأجورين أينما وُجدوا وأن نتحلى بالقيم الإيمانية وأن يكون سلوكنا راقياً، ونبتعد عن الاستفزاز ونبش الماضي وأن نسيرَ للأمام صفاً واحداً وقوةً ولُحمةً وروحاً وجسداً واحداً، ونتخذ المزيد من القرارات والخطوات التي تعزز الاصطفاف الوطني وتعمق روحَ الإخاء والوحدة وتقطع الطريق أمام مشاريع العدو التي تعمل على طي وتناسي صفحات الماضي، ونقف جميعاً في صف وهدف وطني واحد، وهذه الخيارات كفيلة بالنصر ووقف العدوان ورفع الحصار وبها نصنع النصر أَوْ السلام.