أصابَ هدفه!
مصباح الهمداني
نعَمْ أصابَ هدَفه!
القوة الصاروخيةُ تؤكِّدُ بأن الباليستي أصابَ هدفه!
وما الحاجةُ للتأكيدِ فقد رأينا دقَّةَ التصويبِ في كلِّ صاروخٍ!
وما أنكرته العربية والإخبارية، يَعترفُ به الراعي والوالي والممولُ والداعمُ الأمريكي والبريطاني والفرنسي، بل وينشُر كل التفاصيل التي خلّفها كل صاروخٍ من حرقٍ وهدمٍ وإخراجٍ عن الخدمة!
عرَفنَا القنَّاصَ اليمني برشاشه الكلاشنكوف يقنصُ رؤوسَ الغزاة ومرتزقتهم، ويُطاير بالقناصةِ أطقمَهم، ويقتنصُ بالبازوكة مدرعاتِهم، ويُحرق بالصواريخِ الموجَّهة دباباتِهم!
لأنهم اليمانيون المنصوصُ عليهم من ربِّ العالمين بأنهم (أولوا قوةٍ وأولوا بأسٍ شديد)، والقوةُ والبأسُ يتجدَّدُ ويتعزّز بالقيادةِ المؤمنة العارفة المُبصِرة!.
اليومَ يفرحُ المؤمنونَ بهذه الضربةِ المسدَّدةِ كما يفرحونَ كل يومٍ بضرباتِ رجال الرجال المسدَّدة، ولكنها ستكونُ ليلةً ظلماءَ غبراءَ مدلهمةً على عبدربه وبقية العالقين في فنادقِ الذلِّ والعارِ والخزي والدمار، سيتلقون صفعاتٍ من كُلِّ مَن هب ودبَّ. المُهِم أن يكون اللَّاطِمُ أحدَ أبناء الـ17 دولة.
إنني أتذكَّرُ كثيرًا عند كُلِّ ضربةِ قناصٍ ماهر، أَوْ صاروخٍ مسدَّدْ، معركةُ الخندقِ، ومبارزةَ علي عليه السلام لعمرو بن ود العامري، وعمرو هذا كان عند العرب في الماضي كأمريكا اليوم، وكانت القبائلُ العربية تستأجرُه، ومن كان عمرو في جيشها فيستسلم الطرفُ الآخرُ أَوْ ينهزمُ بكل تأكيد.
ولم يكسِرْ كِبرَهُ ويُنكِّسْ رايتَه إلاَّ علي عليه السلام، مع أن عَـمْـراً كان يسخَرُ من علي بأنه شابٌّ صغير، ولا يستطيعُ مواجَهةَ أَكْبَـر وأضخم وأشجع فرسان العرب، لكنَّ النهايةَ كانت مُخزيةً لعمرو ونصرًا وعزًا ومجدًا لعلي عليه السلام..
اليوم عمرو هو في (17 دولة) وعلي عليه السلام هو في قلب ويد وعين وسمع ووعي وبصيرة كلُّ مقاتِل يمني، ابتداءً من قائد الثورةِ سلامُ الله عليه وحتى آخرِ شبلٍ طاهِر في جيزان، ونجران وعسير، وميدي والمخاء والجوف والبيضاء وأرب ونهم!.
اليومَ يحترِقُ مطارُ جيزان الإقليمي، كما احترقَ مِن قبله مطار خالد، وقصر اليمامة، وقواعِدُ مملكة قرنِ الشيطان!
شُكرًا لرجال الرجال، ولأُمهات وآباء وإخوة وأخواتِ رجالِ الرجال، شُكرًا لكل يدٍ وقَدَمٍ وعقلٍ وجيبٍ كان سببًا في صُنعِ هذه الانتصارات المتتالية!
وإننا بحق، نستحقُّ أن نستلهِمَ أبياتَ الإمام علي عليه السلام في هذه اللحظةِ، والتي قالها لعمرو قبلَ أن يُجندلَه.
ونوجهها، باسمِ كلِّ يمني حر وطني غيور، إلى عمرو الزمان ومملكة الشيطان ونقول لها:
لا تعجلنَّ فقد أتاك *** مجيبُ صوتكَ غيرُ عاجزْ
ذُو نيةٍ وَبصيرةٍ *** والصدقُ مُنجي كُلّ فائز
إنَّا لَنرجو أن نُقيمَ *** عليكَ نائحةَ الجنائزْ
مِنْ ضَرْبَة نَجلاءَ يَبقى *** ذكرُها عِندَ الهَزاهِزْ