في الذكرى الرابعة لاستشهاد البروفيسور أحمد شرف الدين
حسن حمود شرف الدين
تأتي الذكرى السنويةُ لاستشهاد البروفيسور أحمد عبدالرحمن شرف الدين ونحن على مشارف مرور ثلاثة أعوام من العدوان والصمود.
نستذكرُ هُنا ما كان يخُطُّه ويتحدث به الدكتور من خطورة الانجرار وراء مُخَطّطات دول الاستكبار الهادفة لزعزعة الأمن والاستقرار في الداخل اليمني والمنطقة العربية والإسْلَامية، كما تهدف إلى نهب ثرواتنا ومقدرات الدولة والسيطرة على القرار السياسي وسلبها حريتها وسيادتها.
نستذكر حرصَ الشهيد البروفيسور على دعوة جميع الأَطْــرَاف اليمنية للحوار والاستمرار في الحوار حتى الخروج برؤية وحلٍّ للوضع الداخلي لليمن بعيداً عن تدخلات دول الاستكبار والأنظمة العميلة لها وأبرزها النظام السعودي والنظام الإماراتي.
نستذكر دورَ الشهيد البروفيسور في مؤتمر الحوار الوطني وكيف كان شوكة الميزان لجميع المتحاورين والمرجعية الدستورية والقانونية لجميع اللجان وأعضاءها.. ودوره في صياغة مخرجات الحوار الوطني بصيغة تكفل للجميع جميع الحقوق الدستورية والقانونية وبما يتوافق مع الشريعة الإسْلَامية التي جاء بها القرآن الكريم.
نستذكر دورَه في كبح جماح التدخلات الخارجية والمتمثلة في تدخلات الدول العشر الراعية للحوار والسفارة السعودية، والتي كان ثمنها روحه الطاهرة في صورة عكست مدى جدية الإدَارَة الأمريكية في إخضاع الشعب اليمني من خلال استهدَاف وقتل كوادره الوطنية والتي كان أبرزها فقيه الدستور البروفيسور شرف الدين.
نستذكر ابتسامتَه مع الجميع بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والمذهبية والجغرافية.. فلم يكن يميز بين شخص وآخر وفئة وأُخْــرَى.. إذ كان الشخص الودود في تعامله والصادق في كلامه والجاد في أفعاله والملتزم في مواعيده والمخلص في نصائحه.
نستذكر مداخلاته وتصريحاته ولقاءاته ومحاضراته عبر شاشات التلفزيون وصفحات الصحف وأثير الإذاعات وقاعات المحاضرات وهو يفنّد توجهات دول الاستكبار ويضع الخطط والبرامج الكفيلة لإحباط وايقاف تلك المُخَطّطات التي احتضنتها الدول العميلة في المنطقة وفي مقدمتها المملكة السعودية.
نستذكر الغُصَّة التي اجتاحت صدورَنا حين علمنا باستشهاده يوم اختتام إنتاج مؤتمر الحوار الوطني.. وحين تعالت أصوات أعضاء المؤتمر بالشجب والتنديد.. وحين تساقطت الدموع من عيون محبيه.. وحين تسابقت بيانات التنديد من الدول والمنظمات الدولية والمحلية والشخصيات الدولية والمحلية لاستهدَاف العالم الزاهد شرف الدين واعتبرته استهدَاف أُمَّــة بأكملها وخطوة خطيرة نجح من خلالها أعداء اليمن في توغيل الخلاف وإدخال اليمن في نفق القتل والاغتيالات.
رحمةُ الله تغشاك أيها الشهيد الحي “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون”.. و”إنا لله وإنا إليه راجعون”.