اليمن يطوي صفحة أحداث ديسمبر في زمن قياسي
المسيرة| صنعاء:
خلالَ ما يقرب من 50 يوماً قاد الرئيسُ صالح الصماد البلادَ لتجاوُزِ أحداث ديسمبر الماضي وطَي صفحتها وتداعياتها بإطلاق آخر دفعة من الموقوفين على ذمة تلك الأحداث التي ضمّت أكثرَ من 600 من العسكريين المشاركين في فتنة ديسمبر؛ عملاً بقرار العفو العام وتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي؛ لفتح صفحة وطنية بيضاءَ جديدة تتوحد فيها الصفوفُ لمواجهة الخطر الذي يحدق بالجميع وهو خطرُ العدوان السعودي الأمريكي.
وبالنظر للمُدّة الزمنية القصيرة لمواجهة أحداث الفتنة ومعالجة آثارها من خلال مبدأ العفو العام والتآخي ووَحدة الصف فإن عاملَ الانضباط في تنفيذ التوجيهات من قبل مختلف الأجهزة والجهات المختصة يظهرُ بشكل واضح ويؤكد صدقَ نوايا وخطوات الرئيس الصماد نحو تثبيت الأمن وفرض هيبة القانون والدستور ومسابقة الزمن؛ لتحقيق ذلك في الوقت الذي لم تتمكن دولٌ من معالجة تداعيات أحداث مماثلة خلال عدة سنوات رغم أن تلك الدولَ لا تتعرض لعدوان كبير كما هو حال اليمن، حيث تجدر الإشارةُ إلى أن تركيا التي واجهت محاولة انقلاب قبل عام ونصف عام ما تزال أجهزتها الأمنية تعتقل إلى الآن آلافَ العسكريين والقضاة وغيرهم وتقوم بفصلهم من أعمالهم.
وأفرجت السلطاتُ الأمنية في أمانة العاصمة، أمس السبت، عن أكثر من 600 شخصاً من الموقوفين العسكريين على المشاركين في أحداث ديسمبر ممن شملهم قرار العفو الصادر عن رئيس المجلس السياسي الأعلى، بحُضُور رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي وعضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي، ووزراء الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، والإدارة المحلية علي بن علي القيسي، والدولة لشؤون مجلسَي النواب والشورى الدكتور على أبو حليقه، والشباب والرياضة حسن زيد، ومستشار الرئاسة الدكتور عبدالعزيز الترب، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء الركن عبدالله الحاكم، ورئيس مجلس التلاحم القبلي ضيف الله رسّام، وعدد من محافظي المحافظات والمشايخ والوجاهات والشخصيات الاجتماعية.
وخلال عملية الإفراج أَكَّــدَ حمود عباد – أمين العاصمة-، أن الإفراجَ عن الموقوفين جاء بناءً على توجيهات قائد الثورة وقرار العفو الصادر عن رئيس المجلس السياسي الأعلى، كما أنه يأتي أيضاَ تأكيداً على أن أسلحة أهل اليمن لا يمكن أن تتوجهَ إلا إلى صدر العدو الذي يقتل اليمنيين ويدمّر البُنية التحتية من خلال ما جمعوه من جموعهم وأرتالهم وأسلحتهم وأموالهم وأبواقهم الإعلامية الضخمة للمساس بكرامتنا وعزتنا.
وأوضح عباد، أن الإفراجَ عن مئات العسكريين الموقوفين على ذمة أحداث ديسمبر ممن شملهم قرارُ العفو، يدعونا إلى أخذ العبر والدروس من الأحداث التي تلحقُ الأذى بالوطن وأهله؛ لأن اليمنَ يستحقُّ من الجميع الحفاظَ عليه، فبه نزدادُ قوةً وأُخوّةً وثباتاً وصموداً في مواجهة العدوان والدفاع عنه وأمنه واستقراره.
واعتبر أمينُ العاصمة قرارَ العفو، خطوةً إيجابيةً لإعَادَة اللُّحمة بين أبناء اليمن الواحد بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم السياسية والفكرية، ويجسد في الوقت نفسه الحكمة اليمانية؛ لأن الجميع يقف على أرضية واحدة في مواجهة العدوان، مؤكداً بأننا جميعاً لا يمكن إلا أن نكون مع الوطن في مواجهة العدوان والطغيان العالمي الذي يريد أن يقسم وطننا ويكسرَ شوكتنا، مثمناً حرصَ القيادة السياسية على معالجة تداعيات أحداث ديسمبر المؤسفة بهذه الروحية التي تعكس سماحة اليمنيين وأخلاقهم وسلوكهم.