مقتل وإصابة أكثر من 150 بينهم مدنيون في مواجهات دامية بين أتباع العدوان في عدن ورئيس حكومة المرتزقة يعترف بوقوع عدن تحت الاحتلال وأنهم مجرد غطاء للحرب على اليمن
المسيرة: إبراهيم السراجي
“يجبُ أَلّا يقبَلَ الحلفاءُ اليومَ تصفيةَ الشرعية التي رَعَت التحالُفَ لخوض المعركة مع الحوثيين”.. بهذه العبارة ختم المرتزق أحمد عبيد بن دغر رئيسُ حكومة الفار هادي، كلمةً ألقاها، أمس الأحد، معلقاً على المواجهات العسكرية التي شهدتها عدن، تلك العبارة هي ذاتُها التي ردّدتها القوى الوطنيةُ على مدى سنوات العدوان على اليمن بأن ما تسمى “الشرعية” ليست إلا غطاءٌ وذريعةٌ لعدوان سعودي إماراتي أمريكي على اليمن يهدفُ لتقسيمه وتفتيته.
وقالت منظمةُ أطباء بلا حدود بأن مستشفى تابعاً لها في عدن استقبل، أمس، 86 جريحاً و4 قتلى بينهم امرأة ومدنيون، جراء المواجهات التي اندلعت بين مرتزقة الاحتلال الإماراتي وقوات الفار هادي، وهي المواجهاتُ التي حصدت في ساعاتها الأولى أَكْثَرَ من 40 قتيلاً وأَكْثَر من 120 جريحاً وتم خلالها اقتحامُ عدة معسكرات والسيطرة على عدة نقاط ومناطقَ في عدن وأسر العشرات من قوات الفار هادي على مرأى من طائرات تحالف العدوان التي حلّقت بكثافة دون أن تتدخلَ، فيما غادرت كُلُّ الطائرات المدَنية من مطار عدن الذي تم إغلاقُه.
وبينما احتلَّ أتباعُ الاحتلال الإماراتي مقرَّ حكومة الفار هادي، كان المرتزِق بن دغر يُدلي باعترافاتٍ نادرةٍ ليس أقلَّها أن الإماراتِ هي صاحبةُ القرار في عدن، في عبارة أكدت بشكل واضح أن ما تشهدُه عدن هو احتلالٌ إماراتي.
وفي هذا السياق، قال المرتزقة بن دغر إن ما يحدُثُ في عدن هو “انقلابٌ على الشرعية مشروع الدولة الاتحادية”، مضيفاً أن “الأملَ معقودٌ على الإمارات التي هي صاحبة القرار اليوم في عدن”.
ورمى المرتزق بن دغر بآخر أوراق ما تسمى “الشرعية”، مذكراً تحالُفَ العدوان بفضل تلك “الشرعية” في منحه الغطاء لخوض الحرب على اليمن عندما قال إنه “يجبُ ألّا يقبَلَ الحلفاءُ اليومَ تصفيةَ الشرعية التي رعت التحالف لخوض المعركة مع الحوثيين”.
وفيما كان المرتزق بن دغر خلال الفترة الماضية يرجع سببَ تراجع قيمة الريال اليمني مقابلَ الدولار إلى سياسَات من يصفهم “الحوثيين” إلا أنه عاد بالأمس ليكشفَ أن ذلك التراجُعَ كان جُزءاً من مُخَطّط إماراتي يهدفُ لإسقاط حكومته.
وفي هذا السياق، قال المرتزِقُ بن دغر متهماً الإمارات وأتباعها إنهم حاولوا “إسقاط الحكومة عن طريق تدمير الريال اليمني ففشلوا”، مضيفاً أنهم لجأوا لإسقاط حكومته عسكرياً بتفجير الأوضاع في عدن وإسقاط المعسكرات”.
وفيما يؤكّد الواقع أن ما يحدث في عدن هو صراع أدوات لا تملك القرار فإن ما يمكن أن يؤخذ من كلام المرتزق بن دغر واعترافاته هي ثلاث نقاط تؤكد صحة موقف القوى الوطنية المناهضة للعدوان والتي تتمثل باعترافه أن ما يسمى “الشرعية” كانت مجرد غطاء للعدوان على اليمن، وأن عدن ليست “محرَّرة” كما يزعمون، بل خاضعةٌ للاحتلال الإماراتي، وأن الأخيرَ مسؤولٌ عن تراجع قيمة الريال اليمني ضمن مُخَطّط تدمير الاقتصاد اليمني لاستخدامه كورقة في الحرب.
“الإخوة في الإمارات يقودون انقلاباً مكتملَ الأركان ضد الشرعية”، قد تبدو العبارة غيرَ متناسقة إلا أنها بالفعل قيلت على لسان قائد قوات الفار هادي في عدن المدعو “مهران القباطي” قائد اللواء الرابع حماية رئاسية، في مداخلة مع القناة الفضائية التابعة للمرتزقة في الرياض.
القباطي قال “ما يحدث في عدن هو انقلاب مكتمل الأركان، رفعوا السلاح بوجهنا وجاءوا بمدرعات إماراتية لا تملكُها أية قوات باستثناء القوات الإماراتية”، مضيفاً أن على مَن وصفهم الإخوة الإماراتيين أن يحذوا حذوَ السعودية؛ لأن ما حدث هو انقلابٌ مكتمل الأركان”.
من جانب آخر، وفي في ظل المواجهات التي شهدتها وتشهدُها عدن، أصدر حسن باعوم -رئيسُ المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي- بياناً حصلت صحيفة المسيرة على نسخة منه، دعا خلاله أبناءَ الجنوب إلى “التركيز على أساس المشكلة وهي الاحتلالُ الأجنبي المتعدد وعدم السماح بتضليلهم بأمور ثانوية تكرّس ذلك الاحتلال وَما يترتب عنه من فتن واقتتال أهلي وحصار وتجويعٍ وتَرَدٍّ في الخدمات وفوضى”.
وحَثَّ القياديُّ بالحراك الجنوبي حسن باعوم، كافة أبناء المحافظات الجنوبية إلى توجيه كُلّ إمكانياتهم نحو طرد الاحتلال الأجنبي من البلاد كأساس لحل كُلّ المشاكل والأزمات القائمة اليوم.