الصحوة اليمانية
عبود شريان أبو لحوم
صحوتُنا الإيْمَانية والوطنية والإنْسَانية تتجلى في أنصع صورها وألوانها للعالم في توافد شباب اليمن إلى مواقع المواجهة والتضحية والشهادة لمواجهة أكبر عدوان دولي وإقليمي وصمود شعب أذهل العالم وأربك كُلّ الحسابات في مقدار الطاقة القصوى للتحمل البشري.
إن صمودَ أبناء اليمن الذي تحول أغلب أبنائه إلى مشروع شهيد أربك المشهد بما حققه هذا الشعب العظيم من انتصارات ومعجزات أخلت بموازيين الحروب وحسابات القوة والضعف وكل الحسابات المادية لهذه الصحوة تأريخ وبذور تدرجت في النمو وسقيت بدم المتصل بربه إيْمَاناً وتصديقاً ووجداناً وشعوراً وعملاً العالم الرباني قرين القرآن والحق والفضيلة حسين بدرالدين الحوثي الذي رفض هو واتباعه أن تتوفاهم الملائكة وهم ظالمو أنفسهم، وهم في واقع الضعف والاستضعاف ومصادَرة الحقوق والكرامة وحرية الفكر والمعتقد والهُوية ومن منطلق إيْمَانهم وخوفهم من أن يُسألوا يوم الحساب فيما كانوا، فيقولوا كنا مستضعفين فيكونوا من أهل جهنم؛ ولأن اللهَ قد حذّر عباده من مغبة إقرار الظلم والطغيان وموالاتهم، إذ لم يكُن خيار الهجرة متاحة؛ لأن هذا الزمان يحتاج إلى جوازات وموافقات دول ومغامرات لن تسوقهم إلا إلى مظالم جديدة، فما كان لهم من خيار إلا المواجهة والمقاومة وسبيل الشهادة واختار الآخرة على الأولى والفوز بالجنة وكان الجزاء من جنس العمل، فرفع الله ذكره في الدنيا واصطفى مَن يواصل منهجه في مواجهة الطغيان أخاه المؤمن عبدالملك الحوثي وكان صغر سنه معجزةً في حد ذاته، فألهمه اللهُ أسرارَ القيادة والحكمة ونور بصائرة وجعل أفئدة من الناس المؤمنين تهوى إليه في زمن الهزيمة والمطاردة والاجتثاث لكل من يعتنق فكر الشهيد أَوْ ينتمي إليه ومن الشرود إلى (منطقة النقعة) بعيداً عن عيون الظالمين استقر ومنها استقبل رجال من المؤمنين وهم يفتقرون إلى الطعام ولا يملكون من مقومات الصراع والمقاومة إلا إيْمَانهم وإرادتهم الصلبة وثقتهم بالله فكان قائد النصر وعلى أيادي المخلصين تهدمت عروش الظالمين، وها هو اليوم يقود اليمن لمواجهة أكبر عدوان.
فلا تستعجلوا النصرَ والمسيرَ إلى قصور الخليج، فلن يكون النصر إلا حليف المؤمنين.
فطوباً للمتسارعين إلى الجبهات المتسابقين للشهادة.
وطوباً للجرحى والمنفقين على الجبهات وأسر الشهداء.
وطوباً للشعب الصامد والعبودية والخضوع لمن أحاط بكل شيء علماً وأوفى الجزاء لعبده المؤمن الشهيد مُؤَسّس الصحوة والمسيرة القرآنية والفداء والتضحية رحمه الله.