المحلل الجيوسياسي السويدي أولف ساندمارك في حوار صحفي: السعوديون يعولون على مرتزقة وسيُهزمون في اليمن
المسيرة| متابعات:
قال المحللُ الجيوسياسيُّ السويدي، أولف ساندمارك، خلال مقابلة أجراها مع وكالة غربية الأسبوع الجاري: إنَّ مملكة العدوان السعودية عالقةٌ في حربها التي شنتها ضد اليمن دون أن تجدَ وسيلة مشرفة لإنهائها، بل تستمر في المقامرة من خلال مضاعفة مدخلاتها مثل مدمني المقامرة.
وقال أولف ساندمارك: إن السعوديين الذين يعتمدون كثيراً على مرتزقتهم وعلى القوة الجوية، وهم الآن عالقون دون وسيلة مشرفة لإنهاء الحرب التي بدأوها , مضيفاً , أن البريطانيين يستفيدون مالياً من مبيعات الأسلحة إلى السعودية , ويبحثون جيوسياسياً عن زعزعة الاستقرار فى منطقة جنوب غرب آسيا؛ بهدف منع سياسة الطريق الحريري الصيني الناشئة الجديدة، وهى تهديدٌ للسياسة الجيوسياسية البريطانية.
وخلال مقابلة مطولة أجريت مع أولف ساندمارك، حول الكارثة الإنسانية المستمرة في اليمن والدوافع المحتملة وراء الحرب التي فرضتها دولة العدوان السعودي وَحلفاؤها الغربيون، وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة , وفيما يلي نص المقابلة :
س: ما رأيك في الأزمة الإنسانية الجارية في اليمن؛ بسبب الحرب السعودية والحصار المفروض على البلاد؟ ما هي أهداف السعوديين في حربهم على اليمن؟
جواب: إنها أسوأ أزمة إنسانية مستمرة في العالم ويتم الإبلاغ عنها بشكل خاطئ , وإضَافَة إلى 10.000 وفاة من المدنيين ناجم عن الناجمة عن الحرب المباشرة من قبل تحالف العدوان , وَيشمل ذلك وفاة طفل كُلّ عشر دقائق من المجاعة والجفاف والمرض , وَحتى الرقم المعلن من قبل وزيرة حقوق الإنسان في صنعاء بتأريخ 28 اغسطس بوفاة 247.000 حالة، ربما يكون صغيراً جداً، إذا تم تضمين جميع الوفيات الناجمة عن الحرب من الجوع والمرض ونقص الرعاية الطبية.
س: يبدو أن السعوديين توقعوا قتال سهل الفوز عندما دخلوا الحرب. ما الذي تراه أسباب فشل الرياض المستمر في اليمن؟
جواب: إن السعوديين قلّلوا من شأن المقاتلين اليمنيين.. السعوديون يفتقرون إلى جنود مواطنين من دولتهم يقاتلون من أجل قضيتهم، فكل ما يعوّلون عليه هم مجرد مرتزقة والقوة الجوية؛ ولذلك لا يمكنهم الفوز في الحرب , ولم ينجحوا في استخدام الرئيس السابق صالح لتقسيم حكومة صنعاء، الآن هم عالقون دون وجود وسيلة مشرّفة لإنهاء الحرب، وبدلاً عن ذلك قامروا عن طريق مضاعفة مدخلاتهم.
س: لماذا تواصل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تزويدَ المملكة العربية السعودية بالأسلحة رغم الانتقادات الدولية فيما يتعلق بضحايا المدنيين؟
ج: إن المواجهةَ التي لا نهايةَ لها في حرب اليمن تتناسب تماماً مع الهدف البريطاني المتمثل في نقل زعزعة الاستقرار إلى منطقة الخليج، فعندما تخرج من العراق وسوريا ولبنان وتركيا, يعتبر الخليج أهم منطقة من حيث محاولة البريطانيين السيطرة على الصين واليابان والهند وإندونيسيا الذين يعتمدون على مصادر الطاقة هناك, وهذه هي السياسة المعلنة للشكل الحديث للإمبراطورية البريطانية كما هو موضح في أبريل 2013 من قبل ورقة إحاطة المعهد الملكي للخدمات المتحدة: “العودة إلى شرق السويس؟” ومع خروج الولايات المتحدة من الخليج عمدوا للتركيز على المحور الآسيوي ضد الصين، شغل البريطانيون الفراغ.
واستفاد من دور غربي رائد في الخليج من مبيعات الأسلحة البريطانية، لكنه لا يشير إلى سيطرة أوثق على صناديق الثروة السيادية من أجل دعم المراكز المالية الغربية والعمليات البريطانية الأكثر قذارة , ولا يوجد أي ذكر للصندوق السري الضخم الذي تم إنشاؤه من صفقات أسلحة اليمامة مع السعوديين، واستخدمها في نشر عمليات سرية للإرهابيين والتمردات في جميع أنحاء العالم.
وكان الدافع الملحوظ لزعزعة الاستقرار في منطقة جنوب غرب آسيا هو عرقلة سياسة طريق الحرير الجديد الصينية الناشئة، التي تشكل تهديداً للسياسة الجيوسياسية البريطانية.
س: لماذا ظلت المنظمات الدولية، وخَاصَّة الأمم المتحدة، سلبيةً في مواجهة الفظائع السعودية المستمرة؟
ج: إنهم يرفعون أصواتهم كثيراً عن المعاناة الإنسانية، ولكن قرارات الحرب تبقى مع الحكومات، وليس المنظمات غير الحكومية.
س: قام التحالف الذي تقودُه السعودية مؤخراً بزيادة غاراته الجوية على اليمن.. وقد أدّت هذه الغارات الجوية في الغالب إلى قتل المدنيين اليمنيين، بمن فيهم آلاف النساء والأطفال.. ماذا ترى سبب للغارات الجوية التي تستهدف المدنيين؟
ج: في حال عدم هزيمة القوات العسكرية اليمنية، قام السعوديون باستخدام سياسة إجبار اليمنيين على الاستسلام من خلال تجويع السكان المدنيين وخلق مجاعة , وقد أثبت الجواب السعودي للغضب الدولي من المجاعة والذي طالب بإنهاء الحصار على ميناء الحديدة؛ من خلال تجدد الهجمات الجوية.
س: لماذا يستمرُّ النظامُ السعودي في شن هجماته على البلاد على الرغم من فشله واقتصاده المالي؟ ما رأيكم في مستقبل الحرب؟
ج: السعوديون ودولُ الخليج ليسوا وحدَهم في هذا، بل شركاء مع البريطانيين؛ للحفاظ على إبقاء التوتر والنزاع، في نهاية المطاف يمكن استخدام حربهم على اليمن، أو غيرها من زعزعة الاستقرار لدول الخليج، وبهذه الطريقة فإنَّ الطهي المستمر للمنطقة يناسِبُ الغرض البريطاني من تغيير النظام في الولايات المتحدة، وحالة عدم الاستقرار لا يمكن أن تستمر لفترة طويلة , وإذا تم جلب الولايات المتحدة إلى مزيد من التعاون السلمي مع دول البريكس لبناء طريق الحرير الجديد، ثم أن الحرب في اليمن يمكنُ أن تتوقفَ قريباً جداً.