معارض صور وصواريخ الشهداء
محمد الفرح
بالتزامن مع افتتاح معارض (الصور للشهداء) كان هنالك افتتاح لمعرض الصواريخ البالستية اليمنية في أمريكا، وفيما الوفود تتقاطر لزيارات روضات الشهداء كانت الوفود تتجه لزيارة أجساد صواريخنا في نيويورك.
وفيما أسر الشهداء يشكون إلى الله مظلوميتهم ويلتجئون إليه أن يتقبلَ هذه القرابين كان المعتدون يشكون إلى عجوز أمريكية ما حل بهم من أبطالنا ويلتجئون إلى ترامب ليدفعَ عنهم بأسَ صواريخنا!.
تلك هي عظمةُ الشهادة، وذلك هو عطاءُ الشهيد، فبدون الشهادة والشهداء ما كان بالإمكان أن يعلوَ للحق صوتٌ ولا يتحقق للمظلومين خلاص.
فلو لم يكن لبلدنا من هؤلاء الرجال لكانت معارضَ السبايا اليمنية بديلاً عن المعارض البالستية، ولَكانت أجسادُنا تُشرَّحُ بسكاكين الدواعش بديلاً عن صواريخنا.
فلولا هؤلاءِ الرجال لَكان الأمر قد قُضي وأتموا احتلالَهم وأحكموا سيطرتهم وحقّقوا أهدافَهم المشؤومة.
إذاً وبعد السلام عليكم أيها العظماء اهنؤوا بمقامكم الرفيع وبما حققتموه لبلدكم وأمتكم وبما صنعتموه في عدوكم.
اهنؤوا بعد أن جعلتموه يلعَنُ اليوم الذي فكّر فيه بالعدوان على شعبكم ويشكو من ضرباتكم مع أنه لم يشكُ من أحد قبلكم.
اهنؤوا في دار الخلد بعدما خلَّدَ العالَمُ مواقفَكم مرغماً، فكما اقتحمتم ثكنات الأعداء اقتحمتم صفحاتِ التأريخ قسراً.
وها هم اليوم يستنفرون أهلَ الأرض كي يمحوا ذكرَكم ويشطبوا آثارَكم، وهيهات لهم ذلك (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ).