ولكنهم لا يحبون الناصحين..!!
المحامي عبدالإله الشامي
نتذكر جميعاً نصيحة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي نهاية العام الماضي للإخوة في الجنوب:
“على كُلّ الإخوة في الجنوب وفي المقدمة من قبلوا بحالة الاحتلال وتعاونوا مع الاحتلال لحسابات سياسية، أن يعوا أنهم لن يصلوا إلى نتيجة أبداً، ولن تلبى رغباتهم نهائياً، فالمحتل له أهدافه الخَاصَّـة وله أطماعه، وإذا أعطاهم شيئاً فهو يأخذ بأكثر مما أعطى ويستفيد بأكثر مما أفاد وينتفع أكثر مما قدم والخسارة كبيرة جداً لمن يقف إلى صف من يحتل بلده ويستعبد شعبه.
”هكذا كان نداء السيد عبدالملك الحوثي لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ونصحُه النابعُ من حرصه على الوطن والمواطن اليمني من أن يسقط وتتساقط الرؤوس اليمنية العزيزة خدمةً للمحتل الأجنبي تحت عنوان مزعوم الشرعية وعناوين أُخْـرَى علم وشاهد أبناء اليمن تناقضاتها وأكاذيبها وزيفها مراراً وتكراراً على مدى ثلاثة أعوام من العدوان والحصار الظالم والاحتلال غير المشروع لجزء من الوطن اليمنى الغالي من قبل السعودي والإماراتي ومن خلفهم الأمريكي والصهيوني الطامعون بخيرات وموقع اليمن في السيطرة عليهما.
أمس الاثنين سقطت عدن بيد الإمارات وطردت شرعية هادي وحكومته الدغرية إلى السواحل الصومالية على يد ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم والممول إماراتياً وأمريكياً، وبعد سقوط عشرات القتلى والجرحى خلال المعارك الضارية التي شهدتها عدن خلال هذا الأسبوع وكلهم من أبناء اليمن ولم نرَ أَوْ نسمع عن قتيل أَوْ جريح إماراتي أَوْ سعودي أَوْ من أي بلد آخر من دول ما تسمي بالتحالف، وهذا مما لا شك فيه شيء مؤسف ومؤلم لدى كُلّ يمني حر.
كان ينبغي على الإخوة في الجنوب قبول تحذير وَنصح السيد والقيادة السياسية في المجلس السياسي والحكومة لكافة الجماعات والفصائل في جنوب الوطن من خطر المحتل، ودعوهم سراً وجهراً لتوحيد صفوهم ومد يد العون لهم في التحرر من الغازي والمحتل، حتى لا يختلط الحابل بالنابل والمرتزق بالمناضل ويعم الظلم والظلام على الجميع؛ كون المقدمات للمحتل تدُلُّ على نتائجها.
كان ذلك من موقع الناصح والشعور بالمسؤولية الوطنية والدينية بإصلاح نياتهم وترك تنازعاتهم وَثقافة الأحقاد والكراهية، فيما بينهم أَوْ على غيرهم من أبناء جلدتهم التي لا تثمر خيراً، ولكنهم لا يحبون الناصحين، وجعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا فأصبحوا كما قيل:
إنا وما نملك من أمرنا
كالثور إذا قرب للناخع
أو كالذي يحسبها أهلها
عذراء بكراً وهي في التاسع
وكنا نرى فيها إذا مزقت
فاتسع الخرق على الراقع
ومع هذا وذاك، فهناك البقية الباقية من أبناء الجنوب الأحرار الذين نؤمل فيهم خيراً بأنهم لن يرضوا باستعمار واحتلال جديد؛ لأن الخسارة كبيرة جداً لمن يقف موقف سلبي أَوْ استسلامي أَوْ انهزامي إلى صف من يحتل بلده ويستعبد شعبه، كما يحكى التأريخ القديم والمعاصر… فاعتبروا يا أولي الأبصار.