طه أحمد جران رئيس مؤسّسة الشهيد في حوار لـصحيفة المسيرة: الذكرى السنوية للشهيد محطة نستذكر فيها مآثرَ الشهداء العظماء
حوار / حسين الشدادي
وفاءً وعرفاناً بجزيل ما يقدِّمُه الشهداءُ العظماءُ من تضحيات كبيرة في دروب الجهاد والاستشهادِ في سبيل الله، وفي سبيل الدفاع عن الوطن والأرض والعرض، تعمَلُ مُؤَسّسةُ الشهداء لرعاية وتأهيل أسر الشهداء بما تيسَّرَ لها على إحياء الذِّكْـرَى السنوية للشهيد بزيارات ميدانية لأسر الشهداء وتقديم الهدايا الرمزية والأوسمة والدروع لأسر الشهداء، إلى جانبِ العديد من البرامج التي تقومُ بها المُؤَسّسة خلال المناسبات الخَاصَّة بالشهداء أَوْ تلك الأُخْـرَى الخَاصَّة بالاهتمام والرعاية بأسر شهداء الواجب المقدس..
في هذا الإطار أجرت صحيفةُ المسيرة الحوارَ التالي مع رئيس مُؤَسّسة الشهداء الأستاذ طه أحمد جران، عما تقومُ به المُؤَسّسة لرعاية هذه الفئة العظيمة في سياق اهتمامها المتواصل والدؤوب برياض الشهداء الخالدين وأهاليهم وذويهم.
- على صعيدِ مبادَلَةِ الوفاءِ بالوفاء وتزامُناً مع ذِكْـرَى الشهيد السنوية.. ما الدورُ الذي تقومُ به المُؤَسّسة في ذِكْـرَى الشهيد السنوية؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاةُ والسلامُ على سيدنا محمد وعلى آله، الحمدُ لله القائلِ (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)، بدايةً جاء إنشاء مُؤَسّسة الشهداء بتوجيه من السيد القائد عَبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه في عام 1432هـ الموافق 2011م؛ بهدف رعاية أسر الشهداء في كافة المجالات.
ومُؤَسّسةُ الشهيد -وهي المُؤَسّسةُ التي وُلِدَتْ من رحم المعاناة- تقومُ بعديدِ الأدوار إلى جانب إحياء المناسبات والفعاليات والأنشطة التي تخلِّدُ ذِكْـرَى الشهداء العظماء وتكرِّمُ وتُجِلُّ أسرَهم، تقومُ المُؤَسّسة بزيارات ميدانية لأسر الشهداء في الذِّكْـرَى السنوية للشهيد، حيث تقوم المُؤَسّسة خلال زياراتها لأسر الشهداء بتقديم الهدايا الرمزية والأوسمة والدروع..
وتعتبر هذه الذِّكْـرَى السنويةُ للشهيد محطةً نستذكرُ فيها مآثرَ الشهداء العظماءَ، ونقفُ على مواقفِهم التي وقفوها من أجل إحقاق الحق وإعلاء كلمة الله والذَّود عن المستضعفين من عباد الله، في هذه المناسبة أيضاً إحياءٌ لروح الجهاد لدى المجتمع اليمني، والدفع بأبناء المجتمع اليمني للذود عن البلد وعن استقلال وكرامة البلد واستنهاض الشباب إلى جبهات القتال، فهذه تُعتبَرُ محطةً من محطات النفير إلى الجبهات لكافة أبناء المجتمع اليمني، وفي هذه المناسبة يتمُّ الاحتفاءُ بالشهيد، من خلال تقديرِ وتكريم أسر الشهداء، وتقديم الهدايا وزيارات أسر الشهداء، وعمل موائد طعام وضيافة لأسر الشهداء والعديد من الأنشطة التي تستهدفُ أسر الشهداء في هذا الجانب، في جانب المعنوي والجانب التكريمي، وهناك محطاتٌ في بقية السنة تقامُ فيها فعالياتٌ لأسر الشهداء، فيها تُخَلَّدُ وفيها تُكَرَّمُ أسر الشهداء بشكل عام.
- ما الذي تقدِّمُهُ المُؤَسّسة في سياق برامجها المتعدّدة لرعاية وتأهيل أسر الشهداء؟
ما تقدِّمُه المُؤَسّسةُ ينطلقُ من واقع الشعور بالمسؤولية، وقد تحَـرّك كادرُها بمختلف وظائفهم على هذا الأساس، وعلى هذه المبادئ والقيم وانطلقنا لتقديم رسالة الوفاء لأهل الوفاء لهؤلاء الشهداء العظماء، انطلقت هذه المُؤَسّسةُ ولديها العديدُ من المشاريع وتعمَلُ المُؤَسّسة في شتى المجالات للعناية بأسر الشهداء في الرعاية الاجتماعية، مثلاً في هذا الجانب لدى المُؤَسّسة العديدُ من البرامج والأنشطة والمشاريع الاجتماعية، وهناك أَيْضاً برنامج الغذاء، وهذا البرنامج يستهدفُ أسر الشهداء الفقراء على مدار السنة، خَاصَّة أسر الشهداء الأشد فقراً والذين لديهم الكثيرَ من الأطفال بدرجة أساسية، ويقدم هذا البرنامج لكافة أسر الشهداء في المناسبات، في الأعياد، في رمضان، وفي الذِّكْـرَى السنوية للشهيد، وفي العديد من المناسبات الدينية، أَيْضاً في الجانب الصحي لدينا العديد من المشاريع من ضمنها وأهمها التنسيقُ مع وزارة الصحة ومخاطَبة المستشفيات والهيئات الصحية للعناية بأسر الشهداء، وتقديم كافة الخدمات الصحية بالمجان أَوْ برسوم لا تتجاوز العشرين في المائة في بعض المستشفيات، كذلك في الجانب التربوي لدينا العديدُ من الأنشطة، من ضمنها توزيع حقيبة مدرسية بكافة مستلزماتها لكافة أسر الشهداء الملتحقين بالمدارس، وكذلك ما يخص طلاب الجامعات لدينا نشاط حثيث وتنسيقٌ مع وزارة التعليم العالي بالعناية بأسر الشهداء؛ لاستيعابهم في مقاعدَ مجانيةٍ في الجامعات الحكومية والخَاصَّة الأهليّة من حصة التعليم العالي، كذلك لدينا العديد من المشاريع والأنشطة المعنوية والتكريمية، والتي من أهمها وأبرزها إحياء الذِّكْـرَى السنوية للشهيد، والتي نعيش حالياً أجواء هذه المناسبة السنوية العظيمة، والتي فيها تُقدَّمُ العديدُ من الفعاليات الأنشطة التي تستهدفُ أسر الشهداء.
– هل لك أن تعرفنا على أبرز الأنشطة الثقافية للمُؤَسّسة خلال الذِّكْـرَى السنوية للشهيد؟
طبعا الذِّكْـرَى السنوية للشهيد -هي كما أسلفت- هي محطةٌ لاستحضار روح الجهاد والاستشهاد في نفوسنا جَميعاً، وفيها ينبغي أن نستذكرَ جَميعاً كمجتمع يمني مسلم الوفاءَ وأهميته للمبادئ والقيم التي ضحّى من أجلها هؤلاء الشهداء العظماء، وفي هذه المناسبة أَيْضاً نستذكر واجبَنا تجاه أسر الشهداء عنايةً ورعايةً وتكريماً وإعزاز لهذه الأسر، هذه المناسبة مناسبة تطل علينا في كُلّ عام وهي مناسبة عزيزة وغالية لدى جميع اليمنيين وليس فقط أسر الشهداء وهي من اهم الفعاليات ومن أَكْبَـرها التي يحييها الشعب اليمني لاعتبار ضخامة وأعداد الشهداء العظماء الذي قدموا أرواحهم في سبيل الله والدفاع عن الأرض والعرض، لهذا الغرض كان لها زخمها الكبير، وتقام العديدُ من الفعاليات الثقافية والفنية والاحتفائية في جميع الأحياء وجميع القرى والعزل وجميع مديريات المحافظات، ويكون لها حضور جماهيري كبير وتقام خلال هذه المناسبة معارض صور الشهداء وتجري حالياً تحضيرات كبيرة جداً لصور الشهداء على مستوى المديريات والمحافظات وتقام على مستوى كُلّ محافظة وكل مديرية في بعض محافظات الجمهورية اليمنية معارض صور الشهداء، أَيْضاً هناك برنامج لزيارة أسر الشهداء، حيث تُشَكَّل لجان لزيارة جميع أسر الشهداء في عموم المناطق وتُقدَّم لهم الهدايا والأوسمة والدروع، وفي هذه المناسبة أَيْضاً هناك برنامج زيارة روضات الشهداء ويجري التحضير لها مسبقاً واستكمال بناء أضرحة الشهداء وتحسينها وعمل الحدائق والنوافير فيها حتى تكونَ بالشكل الذي يليق بهؤلاء الشهداء العظماء وبالشكل الذي يدفعُ ببقية المجتمع اليمني إلى الانطلاق للذود عن البلد ودَحْر الغازي المحتل المعتدي ومواجهة هذا العدوان المتغطرس.
– ماذا بالنسبة للشهداء المدنيين الذين قضوا بغارات العدوان الجوية التي استهدفتهم في منازلهم هل تهتم المُؤَسّسة لأمرهم أم أن اهتماماتِها حالياً تقتصر على شهداء الواجب المقدس وما هي الأسباب؟
طبعاً في هذه المناسبة هناك مساحةٌ تُخصَّص على مستوى الإعلام وفي معارض صور الشهداء لإظهار بشاعة العدوان من خلال إبراز بعض المجازر وبعض الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق أبناء هذا الشعب الآمنين في الأسواق والبيوت والأعراس، في هذه المناسبة نحن نحرص كذلك في عرض بعض جرائم العدوان المتمثلة التفجيرات التي نفذتها أدوات العدوان في المساجد وفي الأسواق وفي بعض المعسكرات، من خلال معارض صور الشهداء، وحالياً نحن في مُؤَسّسة الشهداء معنيون بدرجة رئيسية بشهداء الجبهات؛ بسبب استمرار العدوان وما يخلفه من عدد كبير جداً من الشهداء، فنحن نقتصر على بعض الأنشطة الخيرية والإنْسَانية على أسر شهداء الواجب المقدس، الذي انطلقوا للدفاع عن البلد في جبهات القتال للدفاع عن البلد، وهو واجبٌ ديني ووطني مقدس على كُلّ يمني غيور.
وبالنسبة للشهداء المدنيين الذين قضوا جراء غارات العدوان الأمريكي السعودي نحن بعون الله عازمون في المستقبل على أن تشملهم وأسرهم برامج المُؤَسّسة؛ لكن نظراً لصعوبات الوضع الاقتصادي والحصار المفروض على اليمن من قبل العدوان الأمريكي السعودي تعاني المُؤَسّسة من ضائقة مالية، بالتالي نحن في مُؤَسّسة الشهداء نواجه حسب الأولويات، فأولويات اهتمامُ المُؤَسّسة حالياً وبدرجة رئيسية بشهداء الواجب المقدس شهداء الجبهات، ونأمل أن يكون هناك تفاعلٌ رسمي ومجتمعي للعناية بالشهداء المدنيين الذين قضَوا بضربات طيران العدوان الأمريكي السعودي.
– رعاية أسر الشهداء مسؤولية إنْسَانية ودينية ووطنية.. ما الذي يقدمه المجتمع تجاهها؟
طبعاً أنشطة مُؤَسّسة الشهداء وكل ما نقدمه من مشاريع هي بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل جهود المتعاونين وفاعلي الخير من الداعمين، فكل ما تقدمه المُؤَسّسة لأسر الشهداء وهو قليل جداً، مقابل عطاء وتضحيات وكرم هؤلاء الشهداء العظماء، إلا أنّ ما يقدمه أبناء المجتمع اليمني تجاه أسر الشهداء لا بأس به مقارنة بهذه الظروف الصعبة التي سببها العدوان والحصار، فنحن في مُؤَسّسة الشهداء تقتصرُ مشاريعنا على ما يقدمه أبناء المجتمع اليمني وفاعلو الخير والمنظمات الخيرية وما شابه ذلك، ولا يوجد هناك أي دعم آخر.
– هل يتم تأهيل أبناء الشهداء علمياً ليعتمدوا على أنفسهم مستقبلا؟
نعم في هذا السياق نحن بدأنا وفي العام المنصرم 2017م بإنشاء معهد اقتدار، ومن خلاله نسعى إلى تدريبهم وتأهيلهم في جميع الجوانب العملية والمعرفية، كذلك في مجال الحِرَف المهنية، وكذلك في الجانب التربوي لنا باع كبير جداً لمتابعة أبناء الشهداء والدفع بهم إلى المدارس، وفي الإجازات ندفعُ بهم الحلقات الكشفية وحلقات الدرس في المساجد، ونأمل أن يكون هناك تعاونٌ وتظافر للجهود من جميع التربويين العاملين في عموم مديريات وعُزَل الجمهورية للعناية بأبناء الشهداء وباعتبارهم أولوية وواجباً على كُلّ يمني؛ تقديراً لتضحيات الشهداء العظماء سلام الله عليهم أجمعين.
– لماذا لا يتم إنشاءُ مدارس وجامعات ومستشفيات خَاصَّة يكون ريعُها لأسر الشهداء؟
في الواقع توسّع النطاقُ الجغرافي لمُؤَسّسة الشهداء منذ بداية العدوان على اليمن وتحول إلى عموم الجمهورية اليمنية، حيثُ كان نطاقها في السابق مقتصراً على محافظتين، وفي ظل العدوان بدأنا نواكب الأنشطة التي ترعى أسرَ الشهداء بحسب الأولويات، فبدأنا بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ومع مدراء المدارس ومع مدراء مدارس التعليم الأهليّ في بعض مديريات أمانة العاصمة، وعلى أساس أن يتم تخصيص نسبة من كُلّ مدرسة، وهناك تم توزيع استمارات لعموم مدراء المدارس الأهليّة، والحمد لله قدمت مبادرات جيدة من مدراء المدارس الأهليّة، ونشكرهم على هذه المبادرات، ونحاول أن نسلط الضوء فيما يخص أسر الشهداء ورعايتهم بحسب الأولويات، وفي مَا يخُصُّ إنشاء مدارسَ خَاصَّةٍ بأسر الشهداء لدينا رؤية مطروحة، وسنعمل عليها بعون الله من بداية العام وقد بدأنا بالتحضير لهذا المشروع في إطار مديريات محددة؛ نظراً للإمكانات الكبيرة التي يتطلبها إنشاء مثل هذه المدارس، أَيْضاً نركز حالياً على موضوع التنسيق مع مختلف المدارس، باعتباره أشملَ، ونحن نحمل في هذا المجال كُلّ من لديه قدرة ومن لديه علاقة أن يُعنَى بأسر الشهداء وأن عليه مسؤولية كغيره.
– أقصد أن المشاريع الاستثمارية هي ضمان لاستدامة عمل المُؤَسّسة في المجال الخيري ولرعاية أسر الشهداء؟
في الواقع هناك عقبة كبيرة وهو استمرار العدوان الظالم على بلدنا، فِإنشاء مشاريع استثمارية تستهدف أرباحها أسر الشهداء، هذا الشيء يحتاج إلى وفرة إمكانات، ما يغطّي احتياجات المُؤَسّسة اليومية والطارئة واللازمة، وأن تكون هناك وفرة لتنفيذ مشاريع استثمارية، ونحن نركّزُ على مشاريع تستهدف أسر الشهداء في عموم الجمهورية في جميع الجوانب، مثلاً التعليم نحن نركز على أسر الشهداء على حصول الفائدة فإنْ حصلت الفائدة بالتنسيق مع المدارس الخَاصَّة فهذا شيء جيد بالنسبة لنا.
– هل توجد رعاية صحية لأسر الشهداء في المستشفيات؟
نحن تابعنا الحكومة وحصلنا من رئيسها على قرار وتوجيه إلى وزير الصحة العامة والسكان بضرورة مخاطبة كافة الهيئات والمستشفيات والمراكز الصحية لتقديم الخدمات الصحية بجميع أنواعها لجميع أسر الشهداء من الدرجة الأولى بالمجان بنسبة مائة في المائة، وهذا يعتبر جيداً ويخفف أعباءً كبيرةً على أسر الشهداء.
– لماذا أَيْضاً لا يتم مخاطبة اتحاد المستشفيات الخَاصَّة؟
هناك عملٌ تُرتّبُ له وزارة الصحة العامة والسكان بين المستشفيات الخَاصَّة، ويرِأس هذا العمل الدكتور عَبدالعزيز الديلمي وهو وكيلُ الوزارة لقطاع الرعاية في وزارة الصحة، على أساس أن يتم تخصيص منح مجانية في كُلّ مستشفى وفي كُلّ مركَز ونسبة معينة على أساس أن تكون الأولوية فيها للجرحى وأسر الشهداء والنازحين والمحتاجين من أبناء المجتمع اليمني.
– ما هي الصعوبات والعراقيل التي تواجه سيرَ عمل المُؤَسّسة؟
هناك عراقيلُ وصعوباتٌ تواجه عملنا وطموحنا، وتتمثل أبرز هذه الصعوبات في استمرار العدوان الأمريكي السعودي، الذي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكشفَ الغُمّة على أبناء الشعب اليمني المظلوم، وأن يعجِّلَ بالنصر المبين لليمن على هذا العدوان الظالم، فاستمرار العدوان هو أَكْبَـر عقبة، مع أننا جنينا من هذا العدوان دروساً تعلمناها ـ وتتمثل هذه الدروس في الصبر والصمود وفي كيفية تحويل التحديات إلى فرص.
– في ختام هذا الحوار الشيق معكم.. ما هي كلمتكم التي تحبون توجيهها لأسر الشهداء وللمجتمع اليمني بشكل عام؟
لدينا رسالةٌ نريدُ أن نوجِّهَها إلى أبناء المجتمع اليمني، وهي أن أسرَ الشهداء هم أمانة في أعناقنا جَميعاً كمجتمع مسلم نتحمل المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى حكومةً وشعباً، وندعو هنا التجارَ وفاعلي الخير وكل المنظمات لمد يد العون، لمد يد المحبة والوفاء والعطاء لأسر الشهداء، والعناية بهم، وهناك مشاريعُ وأنشطةٌ وبرامجُ تقدمها مُؤَسّسة الشهداء، ومن هذه البرامج برنامج إحسان لكفالة الأيتام ندعو فيه كافة التجار وكل من لديه مقدرة للاشتراك في هذا البرنامج الذي يتميز بالشفافية والوضوح مع الكفيل بالشهيد، وبإمكان أي كافل أن نرتب له لقاءاتٍ مع مَن يكفلهم في هذا البرنامج، نحن نعتني من خلاله بالدرجة الأولى بأيتام الشهداء بنين وبناتٍ، ونركز على الفقراء منهم ونختار من عموم محافظات الجمهورية، فنحن ندعو التجارَ والمقتدرين للعناية بأسر الشهداء بشكل عام، أسر الشهداء موجودون في الأحياء والقرى والعُزَل، وَأَيْضاً لدينا في المُؤَسّسة برامجُ وأنشطةٌ يمكن أن توجهَ الأيادي إليها لتتظافرَ الجهودُ مع مُؤَسّسة الشهداء للعناية بأسر الشهداء، ونَسألُ اللهَ سبحانه وتعالى أن يوفِّقَنا جَميعاً وأن يكتبَ أجر مَن ساهم وكفل أسرة شهيد أَوْ أعان يتيماً أَوْ أعان مسكيناً، ونقول لهم شكراً لأهل الفضل والجود والعطاء والإحسان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.