نحو مدرسة الشهادة نسير
زينب إبراهيم الديلمي
الجهادُ في سبيل الله وميادينُ الجهاد هي مدرستُنا التي تعلّمنا منها معاني اشتياقنا وَمدى حبنا للشهادة، ومعلمنا هو الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه الذي بنى بثقافة القُـرْآن جيلاً يعشق الجهاد والشهادة في سبيل الله، وطلابها نحن الذي استمددنا من هذه المدرسة العظيمة والمعلم الحكيم ويرى العالم كيف أن اليمانيين يعشقون الشهادة التي وصفها الله تعالى بأنها “التجارة الرابحة”، وأنها تنجي الناسَ من عذاب نار جهنم، والتي قالها عز وجل في كتابه المبين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، فالشهادة هي سوق الله التي تاجر فيه أولياءُ الله فربحوا التجارة وأسكنهم الله في جنان الخلد والحياة الأبدية ليتنعموا في ذلك النعيم الأبدي، فلا يجوز لنا أن نقول لهم “أموات” لأنهم أحياء عند ربهم يُرزقون، فالموت ملغيٌّ في قائمة الشهداء كما قال الله تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ)؛ ولأن الله تعالى منح للشهداء هذا الوسامَ العظيم وهذه المكانة العظيمة وهذه النعمة التي منَّ على أوليائه الذين جاهدوا في الله حق جهاده، فإنه أمرنا أن لا نسمي الشهداءَ أمواتاً.
فطوبى لمن ارتدى ثوب الشهادة ولحق إلى جوار الأنبياء والأولياء والصديقين، وطوبى لمن التحق في ميادين الجهاد وتمنّى أن يستشهدَ، فمنَّ الله على ذلك المجاهد الذي التحق بركاب الشهداء، ولا زال عطاءَ الشهداء يزداد يوماً بعد يوم، فتمتلئ أرضُنا سنابلَ النصر ولتكتبَ دماء الشهداء أحرفَ النجيع القاني التي تتسامى نحوَ جنات الخلود؛ ولأن الشهداء صناع النصر فإنَّا سنخطو خُطَاهم، وعهدُ الوفاء دمُنا.