وللقدس نصيب في ذكرى الشهيد
المحامي عبدالإله الشامي
لا يخلو أيُّ خطابٍ أَوْ حديث يطلُّ فيه السيدُ القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي من ذكر القضية الفلسطينية والقدس والأقصى ومستجداتهما على الصعيدين الميداني والسياسي، رغم الأخطار والمحن والمصاعب التي يمر بها اليمن؛ نتيجة العدوان والحصار الظالم على الشعب اليمني طوال 3 أعوام، وآخرها مناسبة ذكرى السنوية للشهيد، إذ أعاد السيد القائد التأكيدَ على ديمومة الثبات والموقف كمبدأ إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم كقضية مركزية بقوله: (موقفنا فيها موقف ثابت مهما تقوّل الآخرون عنا فيه، يقولوا إيراني يقولوا ماهوذاك، رافضي مجوسي مدري ويش، هي من جانبهم عبارات ألقاب شتائم أشياء لا قيمة لها عندنا، موقفنا مبدئي وثابت إلى جانب شعبنا الفلسطيني…).
وحول إدراج وزارة الخزانة الأمريكية بعضَ قادة المقاومة الإسلامية، وآخرهم اسماعيل هنية ضمن لائحة الإرهاب الأمريكي، اعتبر السيد ذلك القرار يندرج ضمن حالة التصفية للقضية الفلسطينية والاستهداف المستمر والمكثف حالياً من جانب أمريكا بشكل واضح جداً، وبشكل غير مسبوق ضد القضية الفلسطينية وضد الشعب الفلسطيني ومن جانب أدوات أمريكا في المنطقة التي تستمر في ضغطها على الفلسطينيين ليقدموا التنازلاتِ التي تساعد إسرائيل وأمريكا وتلبي رغبات ترامب…)، وفي إشارة واضحة منه إلى النظام السعودي وَالإماراتي والبحريني الذين أظهروا تواطؤهم، إنْ لم تكُن موافقتهم الصريحة على قرار ترامب الأخير الذي أعطى الكيان الصهيوني القدسَ كعاصمة أبدية لذلك الكيان الغاصب بدون وجه حق وخلافاً لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة.
وبعض دول المنطقة التي لم ترقَ مواقفها ضد ذلك القرار الأحمق والباطل بكل أوجه البطلان المنصوص عليها في القوانين والمواثيق الدولية، إلى مستوى ذلك القرار الذي يعتبر إعلانَ حرب على الفلسطينيين، وتصفية للقضية الفلسطينية، ونسف وقطع كُلّ الطرق والحلول السياسية للقضية الفلسطينية التي ظل وما يزال بعضُ الأعراب يراهنُ عليها، وكذا ما تسمى بالاتفاقات والتنسيقات الأمنية التي وقّعتها سلطة رام الله، وشرعنة للاستيطان وحرمان للفلسطينيين من حقهم المشروع في العودة إلى أراضيهم المحتلة، وكذا القضاء على مسار التسوية والمسمّاة بعملية السلام والتي تعني الاستسلام لرغبات وطلبات المحتل فقط، كما هو الحال والواقع اليوم على أرض فلسطين والمبادرات العبرية لا العربية التي لا زال بعضُ الأعراب المتصهينين يتمسك بها رغم رفض المحتل وحكومته الصهيونية لها جُملةً وتفصيلاً وعَلَناً.
تبقى وحدَها قوى المقاومة في المنطقة ومعها الأحرار في دول العالم الحر رافضةً، لن تخنعَ أَوْ تستسلمَ للقرارات الباطلة والتفريط بمقدساتها مهما كلّف الثمن وتفرعن فرعونُ العصر ترامب وهامانه نتنياهو ومن دَار في فلكهم من العجم والعرب، القدس وفلسطين عربية وراية تحريرها مرفوعة وعما قريب إن شاء الله يا قدس قادمون.