ترامب.. الوجه الأمريكي لمعاداة الإسلام
المسيرة: وائل شاري:
عداءٌ كبيرٌ يحملُه الرؤساءُ الأمريكيون للإسْلَام والمسلمين ويمنّوا أنفسهم بل سعوا إلى طمس الهُوية الإسْلَامية وإبادَة المسلمين، كثير من يروج ويبرر أن عداء ترامب للإسْلَام دعاية إعلامية؛ من أجل الفوز بولاية انتخابات رئاسية جديدة أَوْ خلال حملته انتخابات ليصل إلى البيت البيضاوي، لكنه في الحقيقة امتدادٌ لعداء تأريخي منذ القدم، وقد صرح به الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن خلال غزو العراق بأن أمريكا تخوضُ حرباً صليبية مقدسة ضد المسلمين عقب أحداث 11 سبتمبر التي دبرتها المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي وبتنفيذ سعودي.
يعتبر الرئيس الأمريكي ترامب أبرز الرؤساء الأمريكيين الذي أظهر الوجهَ الأمريكي القبيح المعادي للإسلام والمجاهر بسعيه للقضاء عليه واستئصاله.
وخلال حملته الانتخابية وجّه ترامب الكثيرَ من الإساءات والتهديدات للمسلمين في كُلّ أنحاء العالم، ليقدمَ بعد توليه على خطوة فيها إهانةٌ لكل العالم الإسلامي ولكل مسلم، حيث أعلن القدسَ الشريف وثاني الحرمين الشريفين عاصمةً لإسرائيل المحتلة، وللأسف إن إعلانَ ترامب الأول كان من الرياض بحضور عملائه من النظام السعودي والكثير من الزعماء العرب.
الرئيس الحالي لأمريكا دونالد ترامب من أشد المعادين للإسْلَام والمسلمين، ويحمل في أضلعه حقداً وضغينة جمة، ويعتبر الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه حزباً يمينياً متطرفاً، ومعظم قادته من يهود أمريكا والذين يحملون العداءَ للإسْلَام ومن الداعمين الأساسيين لدولة الاحتلال الصهيوني، فمنذ أول ظهور للرئيس ترامب في حملته الانتخابية بتأريخ 7 ديسمبر 2015 دعا في خطاب متلفز نقلته كبرى وسائل الإعلام الأمريكية إلى منع كامل وشامل لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، مُضيفاً: ليس لدينا خيار آخر، فالأمريكيون يكرهون المسلمين مما يشكل خطراً، داعياً إلى أن تظل الحدود الأمريكية مغلقة أمام المسلمين حتى يتوصل نواب الشعب إلى فهم واضح سبب الكراهية، وهو ما فعله بعد فوزه بالرئاسة إلى منع دخول رعايا 7 دول إسْلَامية بينها اليمن، إلى الولايات المتحدة، وهو ما يؤكد أن الأمر ليس مجرد دعاية انتخابية.
بدأ ترامب مشواره السياسي قبيل الولوج إلى البيت الأبيض بحملة عُنصرية مقيتة ضد المسلمين في أمريكا من المهاجرين العرب والمسلمين، وحتى من مسلمي أمريكا نفسها، حيث واصل حملتَه العُنصريةَ خلال الانتخابات الرئاسية ضد الإسْلَام، ففي مناظرة تلفزيونية بينه وبين هيلاري كلينتون في 9 سبتمبر 2015 قال “نعرف أن رئيسنا الحالي واحدٌ منهم، ونعرف أنه ليس أمريكياً حتى، متى نتخلص منهم؟، في اتهام عنصري بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أصول مسلمة هاجرت من أفريقيا إلى أمريكا، وكذلك أثناء تجمّع جماهيري أمام مناصريه في الحملة الانتخابية بتأريخ 20 سبتمبر 2015، وأجاب إلى على سؤال لصحفية: هل ستضع أحد المسلمين الأمريكيين في إحدى إداراتك أَوْ وزارتك؟ فأجاب: بالتأكيد لا.
الكثيرُ من التصريحات العنصرية والمعادية للإسْلَام أطلقها ترامب خلال حملته الانتخابية؛ ليميطَ اللثامَ عن وجهه المتطرف الكاثوليكي، ففي 30 سبتمبر 2015، في مقابلة تلفزيونية مع قناة سي أن أن الأمريكية، أجاب على سؤال: هل تعتقد أن المسلمين يمثلون مشكلة؟ فقال “أعتقد أن شريحةً منهم تُعتبَرُ مشكلةً قطعاً”، وفي 30 نوفمبر 2015، قال في اتصال هاتفي مع قناة MSNBK الأمريكية، “العديد من المسلمين لا يحبوننا”، وفي 25 نوفمبر 2015، قال في خطاب ألقاه على مناصرية في الحملة الانتخابية، “أريد مراقبةَ بعض المساجد” قاصدًا المساجد الأمريكية.
واصل ترامب عنصريته ضد المسلمين بشن أقوى تصريحات معادية، ففي 20 نوفمبر 2015، قال في خطاب على مناصريه في الحملة الانتخابية، “عندما انهار مركز التجارة العالمي كنت أشاهد من مدينة نيوجرسي بينما كان آلاف الأشخاص يهتفون فرحاً” قاصداً المسلمين، وفي 24 نوفمبر 2015، قال في خطاب على مناصريه في الحملة الانتخابية: يجب حقاً أن نكون حذرين فيما يتعلق بالمسلمين.
وبدأ دونالد ترامب في التركيز على المسلمين الموجودين في الولايات المتحدة، أمريكيين وغير أمريكيين، وذلك بمراقبة المساجد وإنشاء قاعدة بيانات لتسجيل المسلمين.
وشَنَّ ترامب هجوماً على اللاجئين السوريين في أوروبا، وشبه توافدهم إلى أوروبا بـ “حصان طروادة”، مشيراً إلى أنهم متطرفون وإرهابيون، ومن الصعب على أجهزة الهجرة الأوروبية وَالأمريكية الحصول على معلومات عن ماضي اللاجئين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة.
وكان ترامب قد وعد في لقاء جمعه مع رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو بتأريخ 25 سبتمبر 2016، أنه في حال انتخابه فإنّ الولايات المتحدة ستعترفُ بالقدس عاصمة لإسرائيل في إشارة إلى انتقال كبير في سياسة الولايات المتحدة إزاء هذه القضية، وخلال اجتماع دام أكثر من ساعة في برج ترامب في نيويورك، قال ترامب لنتنياهو، إن الولايات المتحدة في ظل إدارته ستعترف بالقدس “عاصمة موحدة لإسرائيل”.
و دعا ترامب حلفاءَ الولايات المتحدة الأغنياء مثل السعودية والعراق إلى الدفع مقابل مزيد من الإجراءات الدفاعية الأمريكية، وذلك في مقابلة مع قناة “أن بي سي” بالقول: “سواءً أحببنا ذلك أم لم نحببه، لدينا أشخاص دعموا السعودية.. أنا لا أمانعُ بذلك ولكننا تكبدنا الكثير من المصاريف دون أن نحصل على شيء بالمقابل.. عليهم أن يدفعوا لنا”. “وتابع ترامب: “السبب الرئيسي لدعمنا للسعودية هو حاجتنا للنفط، ولكننا الآن لا نحتاجُ كثيراً إلى نفطهم، وبحال تغيّر الحكم بأمريكا فقد لا نحتاجُ نفطهم على الإطلاق ويمكننا ترك الآخرين يتصارعون حوله”.
وقال ترامب أثناء مناظرته الثالثة والأخيرة مع منافسته عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون: “نحن في طريقنا للانفصال عن الجميع في العالم… أمامهم صفقة القرن”.، في إشارة منه إلى الصفقة التي عُقدت بعد توليه الرئاسة في أمريكا بين السعودية ومصر وإسرائيل.
ألقى ترامب أولَ خطاب له بعد توليه الرئاسة الأمريكية بتأريخ 20 يناير 2017؛ ليبدأ بصفته الجديدة كرئيس، مشواره العنصري والمعادي للإسْلَام والمسلمين ومواصلة الحرب الصليبية التي ذكرها رئيس أمريكا السابق جورج بوش الابن، إذ يعتبرا من نفس الحزب الجمهوري المتطرف والمعادي للإسْلَام والمسلمين، وقال إنه سيوّحد العالم ضد ما وصفه “التطرف الإسْلَامي” الذي قال إنه سيقضي عليه ويُخلص العالم منه، وَإن أمريكا لن تسعى لفرض أسلوبها في الحياة على الدول الأُخْرَى، وإنما ستحاول أن تكون “مثالاً” يُحتذى به.
وأضاف: “اجتمعنا هنا اليوم بصدد إصدار مرسوم جديد سيُسمع في كُلّ مدينة، وفي كُلّ عاصمة أجنبية وفي كُلّ قاعة سلطة، من هذا اليوم فصاعداً، ستحكم أرضنا رؤية جديدة، من هذا اليوم فصاعداً سيتمحور كُلّ شيء حول ’أمريكا أولاً! أمريكا أولاً”.
وتابع: “سيُذكر يوم 20 يناير عام 2017، بأنه اليوم الذي أَصْبَح الشعبُ (الأمريكي) حُكّامَ هذه الأمة من جديد”، وتوجه برسالة للشعب الأمريكي، قائلاً: “هذا يومكم. هذا احتفالكم، والولايات المتحدة الأمريكية هذه بلدكم”.
وقدّم ترامب وأعضاء من الحزب الجمهوري 23 مشروعَ قانون في 18 ولاية أمريكية خلال عام 2017 لمنع ممارسة الشريعة الإسْلَامية في الولايات المتحدة، ورأى مراقبون أن هذه القوانينَ تعمل على تهميش ونبذ الجالية المسلمة، وقد تم تمريرُ ثلاثة قانونين من القوانين التي تقدم بها معاونو ترامب.
وَيعد ترامب عضواً بارزاً ومؤثراً وداعماً رئيسياً لحركة “برثر” المعادية للإسْلَام والمسلمين، واعتمد ترامب على عددٍ كبيرٍ من الأفراد الذين اختارهم ليكونوا من كبار مستشاريه المعادين للإسْلَام ولديهم سجل مثير للجدل، ستيف بانون، كبير استراتيجيي البيت الأبيض السابق، كتب سيناريو فيلم حذَّرَ فيه من تحوُّلِ البلاد إلى “ولايات متحدة إسْلَامية”. وقد رأى مستشار الأمن القومي، لوقت وجيز، مايكل فلين، الأيديولوجيا الإسْلَامية “سرطاناً خبيثاً داخل كُلّ المسلمين ينبغي استئصاله”.
إن تصريحات ترامب ضد المسلمين لا تحرّك أي عِرْق ينبض بالحرية في قادة الدول العربية والإسْلَامية المنبطحة لأمريكا، فهو عندما يقول: “إنهم جميعاً يكرهوننا”، ويكرر دائماً في بياناته الدعائية أن هناك عداوةً أبدية بين الإسْلَام والغرب، نجدهم يتودّدون إليه لكي يحظوَ بمباركته الشيطانية.
يجب أن تنتبه الشعوب العربية والمسلمة من خطابات دونالد ترامب المعادية للإسْلَام، فقد أجّجت الكراهية ومفهوم “الإسلاموفوبيا” وَتزايدت معدلاتُ جرائم الكراهية ضد المسلمين في الغرب بعد خطاباته المعادية ضد الإسْلَام.
تَبَــاهٍ غير مسبوق يعلنه الرئيسُ ترامب بعنصريته ويحتفي دائماً بشركائه في الأحزاب اليمينية العنصرية داخل أمريكا أَوْ في أوروبا، وليس بالغريب أن تجدَ حكامَ ومسئولي العرب يهتمون بترامب ويولُونه قدراً عظيماً بل يشاركونه حروبَه ضد الإسْلَام وفي أحيان كثيرة يخوضونها نيابةً عنه، ويقدّمون النفقات الخيالية التي تصلُ إلى مئات المليارات من الدولارات على شكل استثمارات وصفقات أسلحة وعقد اتّفاقيات الحماية الدفاعية.