لواء الحيمة!
مصباح الهمداني
أخبرهُمْ بأنَّ خلفكَ أُسُوداً لا تهاب الموت، ولا تبيع الوطن، وتواجهُ البلاك ووتري والسنغالي والجنجويدي وأشباه الرجال ببسالةٍ لا نظيرَ لها، وشجاعةٍ لا مثيلَ لها، وإقدامٍ لا شبيه له..
أخبرهُمْ أنَّ هُناكَ مَن أقسموا أن يفدوا الوطنَ بجماجِمهم على أن يتجوَّلَ أشباهُ الرِّجالِ فوق تُرابه..
أخبرهُم عن مئاتِ المدرعاتِ التي أُحرقتْ، والدباباتُ التي فُجرت..
أخبرهم بأنَّ من ودعوكَ لا يقلِّونَ عزيمةً وإرادةً وصلابةً ورجولةً عمَّنِ استقبلوك..
أخبرهم بأنَّ رئيسَ الدولة حضَرَ للعزاء، وبأنَّ العُلماء كانوا في مقدمةِ صفوفِ المودعين..
أخبرهُم بأنَّ مُحبيكَ ملئوا الجبالَ والسهول، وودَّعوكَ وهنأوك بقلوبٍ مؤمنة، وأنفسٍ صابرة، وهم موقنون أنهم يزفونك..
أخبرهُم بأنَّ الحيمة برجالها وجبالها ووديانها وشبابها ونسائها، وأطفالهَا، تتلألأ وطنية، وتُشرقُ حميَّة، وتلتهِبُ أخذًا للثأر..
أخبرهُم بأنَّ في اليمنِ رجالاً أقسموا بالله أنْ لا يهنأ مُحتلٌ بليلةِ مُجونٍ على أراضينا..
أخبرهُمْ عن بطولتكَ وشجاعتكَ وبسالتكَ في تقدمِ الصفوف، وإصراركَ على أن تكونَ في المُقدمة، وعن صراعِكَ مع الجنودْ وهم يُناشدونَكَ ويسألونكَ بالله أن تبقى في مكانِكْ، وأنهم سيقومون بالواجِبِ في التنكيلِ بشواذِ الأرضِ الملفلفين من كلِّ بلاد..
أخبرهُمْ عن رجالكَ الأوفياء، وجنودكَ العُظماء، وكيفَ يتسابقونَ للهيجاء ببسالةٍ مُحمدية، وشجاعةٍ حيدرية، وقلوبٍ حسينية، فداءً للوطَن وترابه، وحمايةً للأعراضِ وصيانتها؛ واستجابةً لنداءِ العزةِ والكرامةِ والنخوة.
أخبرهُم بأن لكَ أبناءً وإخوة وأحفاداً وأصهاراً وأسرةً فيهم بأسُ اليمن، ونخوةُ الوطن، ونورُ الإيمان، وليسوا وحدَهم، فقد زرعتَ وربّيتَ في الحيمة وما جاورها رجالاً يتسابقونَ إلى ميادين البطولة، ويتراصُّون في ساحاتِ الكرامة، كأنهم البنيان المرصوص، والصواريخ المتأهبة.
أخبرهُم بأنّكَ جئتهم لوحدكَ لواءٌ؛ وخلفكَ الآلاف يجهّزونَ للتنكيل بالأعداء..
لواءٌ نزلَ اليومَ إلى جنَّةِ الأحياء اللواء الركن:
محمد علي عَبدالحق (أبو حاتم). من أبطال الحيمة الخارجية- قائد اللواء 201..
رحمهُ الله وأسكنهُ فسيحَ جناته، وألهَم أهلهُ وذويه الصبر والسلوان..
حضرةَ اللواء..
هنيئًا لكَ هذا الفضلَ، وهنيئًا لأهلِكَ هذا الفخرَ، وهنيئًا لمَن تعلَّم منك هذا الاستبسالَ، وهنيئًا لمن التحَقَ مُلبيًا لندائكَ الخالِدْ في السرعةِ إلى تلبية الواجِبْ..
وبعدَ أن تُخبِرُ العُظماءَ يا حضرةَ اللواء عن كُلّ شاردةٍ وواردة..
لا تنسَ أن تُخبِرنا بأننا الأمواتُ وأنَّكَ ورفقاؤكَ الأحياء!