إلى روح الشهيد أبو حيدر الحمزي
معاذ الجنيد
شُموخُهُ أعلى من (المُشتريْ)
وسيفُهُ أمضى من (الأشترِ)
من (حمزةٍ) فيهِ.. ومن (حيدرٍ)
ذاكَ الفتى (الحمزيْ أبو حيدرِ)
تأبَّطَ الأهوالَ مُستبسِلاً
وصاحَ يا ريح الوغى زمجِري
وفي سبيلِ اللهِ لم ينحَنِ
يوماً بوجهِ العالَمِ البربري
يدنو اشتياقاً من سهامِ الردى
كظامئٍ يدنو من الكوثرِ
مُستمسِكاً بالله.. بالمصطفى
وفي سوى القُـرْآن لم يُبحِرِ
لو وزَّعُوا في الناس إيمانَهُ
لما بقى في الأرضِ مِن مُنكَرِ
قضى بحُبِّ الآلِ أيامَهُ
من أطهرٍ يمضي إلى أطهرِ
صِدقُ التولِّيْ جوهرٌ.. وهُوَ في
ولائِهِ.. خُلاصةُ الجوهرِ
كان (بن بدر الدين) في روحهِ
وَ(حيدر الحمزيَّ) في المظهَرِ
في كلِّ ميدانٍ لهُ حكمةٌ
للحسم.. قُرآنيةُ المصدرِ
عاشَتْ جبالُ (الجوف) تزهو بِهِ
كانَتْ تراهُ كالأخِ الأكبرِ
تشرَّبَت (صِرواحُ) من بأسِهِ
حتى نسَتْ تأريخها (الحِميَرِيْ)
(هيلانُ) فردٌ بين أفرادهِ
(عطَّانُ) في ميدانِهِ عسكري
وكمْ لهُ في (نِهم) من غزوةٍ
أشدُّ من (بدرٍ) ومن (خيبرِ)
عنهُ المنايا حدَّثت نفسها..
ما دامَ موجوداً فلا تحضُرِي!
الموتُ مخبوءٌ بأحداقِهِ
وسيفُهُ بابٌ إلى المَحشَرِ
إنْ رامَ أن يُودِي بدبَّابةٍ
أشارَ يا عيني إليها انُظري
يُزلزِلُ الساحات يجتاحها
وينزوي في ذُلِّ مُستغفِرِ
أوصافُهُ غيثٌ كريمُ العطا
يا أحرُفي (قِرِّيْ) فلن تحصُري
إن صغتُ بيتاً في (أبي حيدرٍ)
تجمَّعَ التأريخُ في دفتري
قابلتُهُ يوماً.. فيا مُهجتي
بذلكَ اليوم العظيم افخَرِي
إنْ فارَقَتْ عيناهُ أحداقَنَا
فذكرهُ في القلبِ لم يُقبَرِ
ما زالَ حيَّاً خالداً.. ما الذي
يضُرُّهُ.. إنْ نحنُ لم نشعُرِ؟!
(تمشقَرَتْ) فيهِ خُدودُ السما
زهواً.. وما أحلاهُ من (مَشقُرِ)
عليكَ من ربِّي صلاةٌ.. ومن
قلبي سلامٌ يا (أبى حيدرِ)