تدمير منظومة باك 3 في المخاء.. ليس حدثاً عادياً
منير الشامي
رُبَّما يَظُنُّ الكثيرُ أن العمليةَ التي نُفِّذت قبل أيام وأسفرت عن تدمير منظومة دفاع جوية تابعة للعدوان في مديرية المخاء بنجاح عملية عادية، مثلها مثل أية عملية قامت بها القوةُ الصاروخية، وهذا ظنٌّ خاطئٌ، ذلك أن نجاح هذه العملية ليس حدثاً عابراً نمر عليه مرورَ الكرام ونعتبره مثله مثل أية عملية إطلاق صاروخ باليستي على هدف من أَهْدَاف العدوان.
فهذه العملية بالذات هي في حد ذاتها عملية نوعية لها أبعادها ونتائجُها على المستويين المحلي والدولي، سواء من حيث الهدف المقصود أَوْ من حيث التخطيط للعملية بكل ما تطلبته من رصد وتحديد دقيقين وباستخدام طائرة رصد يمنية تمكنت من جمع كُلّ المعلومات بكل جزيئياتها وتفاصيلها والتي كانت ضرورية ولازمة للتنفيذ والنجاح بدقة متناهية وإصابة دقيقة، مما يجعل لهذه العملية أبعاداً وتداعياتٍ وحساباتٍ يجب علينا أن لا نهملها، بل نوضحها وننشرها، لعل أهمّ هذه الأبعاد هي ما يلي:-
١- التطوُّرُ المستمرُّ لدفاعتنا الجوية والقوة الصاروخية يؤكدُ السيرَ على الطريق الصحيح، ويؤكد أن رصد الأَهْدَاف يتم وفق أسس علمية متطورة، وأن قدراتنا في هذا الجانب تتقدم بشكل متسارع، الأمر الذي يجعل قوى العدوان تُعيدُ حساباتِها وتتأكد من فشلها الذريع في استهداف القوة الصاروخية اليمنية ودفاعاته الجوية، وأن عاصفة حزمهم قد حققت نتائجَ عكسيةً لم تكن في حُسبانهم عند البدء بتنفيذها، وأن الاستمرارَ فيها لا يُعيدُهم إلى نقطة الصفر بل يخلق أخطاراً جديدة تهددهم تهديد فعلي.
٢- أما البُعد الثاني فهو المستوى الذي وصلت إليه الدفاعات الجوية اليمنية والتفوق الذي بلغته القوة الصاروخية، هذا البعد بحد ذاته يشكل أقسى صفعة للعدوان، فمثل هذه العمليات لا يقوم بها ولا يتقنها إلا المتخصصون في الجيش الأمريكي بإمْكَانياته المتطورة جداً ويستخدمُ فيها الأقمار الاصطناعية وطائرات الرصد الدقيقة وتنفذها تكنولوجيته الصاروخية المتطورة والأَكْثَر حداثة على مستوى العالم.
بينما اليمنيون استخدموا طائرة من إنتاجهم وتصنيعهم سخر منها الكثير عند الإعلان عنها، وها هي اليوم تثبت تفوقَها على التكنولوجيا الأمريكية، كما أن القدرة الصاروخية تثبت تفوقها أَيْضاً بدقة الإصابة للهدف بدرجة عالية وتلاشي أدنى احتمالات الخطأ، وهذا الأمر مقلق جداً للأعداء ويشكل عاملاً قوياً ودليلاً كاملاً على أن القدرات اليمنية لا يُستهانُ بها ويجب أن يُحسب لها ألف حساب.
٣- البُعدُ الثالث، ويتمثل هذا البعد بأنه تم استهداف هدف للعدوان قادر على حماية نفسه؛ لأن هذا الهدف انشأه العدوان أساساً لإسقاط الصواريخ الباليستية لقوتنا الصاروخية حماية لجنوده ومرتزقته ونجاح القوة الصاروخية ودفاعنا الجوي في تدمير هذا الهدف يعد خطوة متقدمة في تعزيز مواجهة العدوان ونسف لكل أحلامه في التقدم، وهذا ما سنوضحه في نتائج نجاح هذه العملية.
٤- البعد الرابع، ويتمثل هذا البُعد في توقيت عملية الاستهداف لهذه المنظومة فقد تمت في توقيت دقيق ونجاحها فيه رسائل على العدوان أن يأخذها بعين الاعتبار في كُلّ خطوة قادمة يفكر بها.
هذه هي أهمّ أبعاد العملية النوعية، أما النتائج المترتبة على نجاحها فتتمثل فيما يلي:-
١- نجاح هذه العملية يشكل عائقاً قوياً وتحدياً يصعُبُ على دول العدوان وبالذات السعودية والإمارات التغلب عليه؛ ولذلك فعليهم أن يعيدوا حساباتهم ويضربوا أخماسهم في أسداسهم مستقبلاً.
٢- سوف يترتب على تدمير هذه المنظومة العدوانية التفكير ألف مرة قبل التفكير في إنشاء دول منظومة دفاعية جديدة للعدوان ضد صواريخنا الباليستية لعدم جدواها رغم تكلفتها الباهظة.
٣- سيترتبُ على هذه العملية إضعافٌ لجيوش العدوان وَالمرتزقة وعدم المجازفة في إشراك جنود الاحتلال في التقدم نحو أراضي يمنية تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية.
٤- سينعكس نجاح هذه العملية على انهيار معنويات جيش المحتل ومرتزقته وفقد ثقتهم في الحد من الضربات الباليستية لقوتنا الصاروخية.