الثورة والمراهنة على الخارج!!
صارم الدين مفضل
لا زلت أتذكر كيف لاحت ثورة التغيير أمام كُلّ اليمنيين المظلومين والمستضعفين والمقهورين كأمل ومنقذ ومخلص من قوى الفساد ومراكز النظام السابق التي عاثت في الأرض فساداً وملأت البلاد ظلماً وجوراً، وكيف كان الشباب يندفعون بقوة للالتحاق بالثورة والثوار، وكيف استطاعوا أن يفرضوا واقعاً جديداً يقوم على التحدي والإصرار، اهتز له كُلّ أرباب الفساد وقواه ومراكزه داخل مؤسسات الدولة وخارجها، ولاحظنا كيف تغيرت نفوس الناس إيجاباً خلال الأَيَّام الأولى للثورة وكيف اختفت معظم الظواهر السلبية التي كانت قد انتشرت لدى القائمين على الخدمات العامة.. لكن ما الذي حدث بعد ذلك حتى تعثرت الثورة وغاب دور الثوار؟!
انضم حزب الإصلاح لثورة الشباب في عام ٢٠١١م؛ بهدف إزاحة عفاش وعائلته والاستيلاء على السلطة والحكم، وليس تحت عنوان إسقاط مراكز الفساد وقوى العمالة للخارج، حسبما كان شباب الثورة يهتفون به ويضعونه ضمن أَهْدَاف ثورتهم الشعبية التي ضحوا من أجلها..
ظل حزب الإصلاح يقدم نفسه كبديل لعفاش وعائلته حتى رضوخه لتوقيع المبادرة الخليجية كحل بين طرفين سياسيين هما المؤتمر والإصلاح.
وكان حزب الإصلاح ومن خلال لقاءات قياداته المختلفة بسفراء واشنطن والرياض والاتحاد الأوروبي يراهن على البعد الدولي أكثر من مراهنته على قواعده الشعبية التي كانت مغيبة تَمَاماً عن توجهات وقرارات القيادة العليا للحزب وللتنظيم معاً..!
اليوم وفي الذكرى السابعة لثورة ١١ فبراير تكمن المفارقة التي لا يمكن أن تكون إلّا من تدبير الله سبحانه لهذا الشعب الذي عانى من ظلم النظام كَثيراً من جانب وصدق في خروجه وتوجهه لنيل حقوقه وحريته واستقلاله من جانب آخر، لنجد أنه في الوقت الذي سقط فيه عفاش وانتهى كانت قيادات حزب الإصلاح متواجدة في الخارج الذي كانت تراهن عليه، وها هي لا زالت مستلقية تماماً في حُضن تحالف العدوان الأمريكي السعوإماراتي على اليمن، لتؤكد مجدداً أنها لا زالت تراهن على المزيد من الفشل والانكسار، لكن هذه المرة من الخارج المعتدي المتآمر أكثر من الداخل المتحدي الثائر.