الاكتفاء.. غاية الأحرار
إبراهيم الوريث
لروعة الإنْسَان اليمني أساطيرُ تُروَى.
ولقوته وعزيمته شواهدُ راسخةٌ لم تقهره عواملُ الزمن ، بل قهر هو المستحيل وصاغه ممكناً يستجيب له صاغراً متى أراد.
إن ما يدور الآن من حرب كونية على الإنْسَان اليمني ليس وليد هذا الوقت ، بل سبقه عقود من الخطوات الممنهجة التي في اعتقادهم تجعل من نفسيته قابلة للإخضاع والهيمنة ، كإضعاف عامل الاكتفاء المعيشي بإبعاده عن الزراعة وَالصناعة ، وتحويله إلى مجرد مستهلك كُلّ اعتماده على الوارد رغم ثروات بلاده التي لا تحصى..
ويتحول الحصار الاقتصادي بالنسبة له سبباً كافياً لتركيعه.
ولكن هيهات. فالإنْسَان اليمني بعزّته وشموخه وإسْلَامه الصحيح المتزن ، ليس ممن يشتري راحته بمثقال ذرة من كرامة ، بل هو مستعد؛ لأن ينحت الصخر ويزرع أرضَه الممتدة ويذهل العالم بصموده وجبروته أمام الطغاة.. وهذا ما يحدث الآن.
فليكن هدفنا الأَسَاسي اليوم هو كيف نستطيع أن نساهم جَميعاً في تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي ، وَحين نبلغ هذا الهدف نكون بالفعل قد امتلكنا قرارنا السياسي والسيادي وعندها نستطيع أن نصمد إلى الأبد ، وذلك ليس فقط من أجل مواجهة العدوان والصمود في وجهه وتحقيق الاكتفاء فحسب بل هو من أجل المستقبل.
ومن منطلق شعورنا بالمسؤولية فإننا في مُؤَسّسة بنيان التنموية لن نقولَ بأننا سنقومُ بكل شيء ولكننا نعد بالالتزام بكل كلمة نقولها وبالوفاء بكل وعد نقطعه.
وها هي أكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل تفتح أبوابها لتأهيل كُلّ من سيعملون معنا كمتطوعين في كافة المجالات وليسهموا بفاعلية ومهنية وإتقان في نهضة وطنهم ومن أجل مستقبل واعد بالخير لا سلطان فيه لأحد عليهم؛ لأن نواته الأولى بأيديهم؛ لذا فهم أحرارٌ يمتلكون القرار.