تقرير خبراء مجلس الأمن يدين قوى العدوان بالسعي نحو تفتيت اليمن وتقسيمه إلى دويلات
المسيرة| خاص:
أدانَ تقريرُ خبراء مجلس الأمن، دولَ تحالُفِ العدوان الأمريكي السعودي، بتهديد مستقبل اليمن وتحويله إلى دويلات متناحرة والمُضي بمشروع تقسيمه، في تأكيد واضح لحقيقة العدوان على اليمن، ورغم أن التقرير صادرٌ عن جهة متواطِئة مع العدوان ممثلة بالأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهو الأمرُ الذي يضعُ القوى اليمنية بمَن فيها المتورِّطة مع العدوان أمام استحقاق تأريخي لحماية اليمن أرضاً وإنساناً، قبل أن يقضيَ عليها تحالُفُ العدوان الذي يستخدمُها كغطاء لمشروعه ثم يبدأ مشروعُ القضاء عليها؛ كي لا يبقى في اليمن أيةُ قوة تواجِهُ هذا المُخَطّطَ الخطير.
وتسلَّمَ مجلسُ الأمن بشكل رسمي، أمس الأول، التقريرَ النهائيَّ لفريق الخبراء الذي يتعلق بتقييم الوضع في اليمن خلال العام الماضي، ونشره الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وَأَكَّـدَ التقريرُ أنه “بعد قرابة 3 سنوات من النزاع، يكاد اليمن كدولة، أن يكونَ قد ولّى عن الوجود”، مضيفاً أنه “بدلاً عن دولة واحدة، بات هناك دويلات متحاربة، وليس لدى أيٍّ من هذه الكيانات من الدعم السياسي أَوْ القوة العسكرية، ما يمكنه من إعادة توحيد البلد أَوْ تحقيق نصر في ميدان القتال”.
كما يُدينُ التقريرُ دولَ العدوان باستخدام الحصار والتجويع كورقة في الحرب والتسبب بانتشار الأوبئة والأمراض في اليمن ومنع دخول الأدوية، إلى جانب أنه ساعد تنظيمَي القاعدة وداعش في التوسع والحصول على مناطق سيطرة في عدة محافظات يمنية، والفشل في فرض الأمن والاستقرار بمحافظة عدن والمحافظات الجنوبية.
وبخصوص الفار هادي وشرعيته التي زعم العدوانُ أنه جاء لحمايتها فإن التقرير يؤكد أنه لم يعد يملكُ أية سلطة، ملمحاً لاحتجازه في الرياض، من خلال الإشارة إلى أنه لم يدخل اليمن منذ أكثر من عام.
أما فيما يتعلقُ بالأسباب التي أدّت لتهديد وجود اليمن وتحويله إلى دويلات، فيؤكد التقريرُ بشكل صريح بأنها تعودُ لقيام دول العدوان، على رأسها الإمارات، بتقويض سلطة الفار هادي وحكومته، بإنشاء وتمويل مليشيات مناطقية في المحافظات الجنوبية على رأسها قوات ما يسمى الحزام الأمني التابعة لما يسمى المجلس الانتقالي؛ بهدف إيجاد دويلات صغيرة جعلت مستقبلَ اليمن كدولة مهدَّداً بشكل ملموس.
وتعليقاً على ذلك، قال عبدُالملك العجري -عضو المكتب السياسي لأنصار الله- في تصريحات لصحيفة المسيرة: إن “ما يجب أن تدركه القوى السياسية اليمنية أن اليمن هو المستهدَفُ الحقيقي، حتى وأن أوهموهم أنهم سيسلِّمون لهم اليمن بعد أن يقاتلوا أنصار الله”.
وأشار العجري إلى أن تقرير خبراء الأمم المتحدة ” كشف حجم التدمير الممنهج الذي يمارسه العدوان بالفعل للدولة والوحدة الوطنية من خلال تكوين جماعات وتكوينات سياسية ومليشياوية منفصلة، خارجة حتى هياكل ومؤسسات حكومة الفار هادي، وتكوينات وتشكيلات لا يربط بينها رابط، موزعةً مناطقياً ومنفصلة عن بعضها، كُلّ فصيل أَوْ تشكيل يسيطر على جزء أَوْ منطقة محددة وليس مسموحاً له تجاوزها ومرتبطٌ مباشرةً بدول العدوان تمويلاً وإشرافاً وإدارةً وتوجيهاً، وبالتالي مجرد تشكيلات تقاتل بالوكالة مقابل دعم خارجي”.
وتساءل العجري “أين هي الدولة واين هي الشرعية التي زعموا أنهم يقاتلون لحمايتها؟”، وأضاف “قلنا لهم إنها كذبةٌ في بداية العدوان فلم يصدقونا، واليوم يقولها لهم تقريرُ الخبراء بمجلس الأمن الذي في الأصل يتخذ موقفاً من أنصار الله والقوى الوطنية ومحاباتهم لدول العدوان، ومع ذلك قال التقرير كُلّ ذلك؛ لأن الحقيقة فاضحة لا يمكن سترُها بغربال”.
ودعا العجري القوى السياسي المواليةَ للعدوان إلى “العودة إلى صوابهم وأن يتجاوزوا أنانيتهم السياسية وحريتهم خلف وعود دول العدوان الزائفة”.
وَأَكَّـدَ العجري “مَدَّ يد السلام للجميع وأن تكون قضية اليمن هي قضيتنا الأولى؛ لأنه إذَا خسرنا البلاد فما هو المكسب الذي تبقى يمكن أن يغريَهم بالجري خلف العدوان غير الاسترزاق”.
وأشار العجري إلى أن استمرارَ القوى السياسية مع العدوان “لم يعد له من تفسيرٌ أبداً إلا الارتزاق بعد أن اتضحت الصورةُ جليةً وشهد العدو قبل الصديق”.
ولفت العجري في ختام تصريحاته إلى أن التعليقَ على تقرير الخبراء لا يعني الإقرارَ بجميع ما تضمّنه، وإنما باعتباره “يمثل وثيقةَ اعتراف في هذا الجانب من قبل طرف معروف انحيازه لدول العدوان”.