فلسطين والنهوض العربي
محمد ناجي أحمد
كُلّ تمددٍ استعماري يرنو بقواته وحرابه إلى فلسطين، إنْ أراد لوطننا العربي والإسْلَامي أن يكون لقمة سائغة لأطماعه.
في حروب الفرنجة كانت الأساطيرُ الدينية في العهد القديم والجديد مقولاتٌ يرددها البابا وأتباعه؛ من أجل إشباع نهم الثروة لأمراء الاقطاع، وكانت الكنيسة على رأس الاقطاع.
في حقبة الاستعمار الحديث كان نابليون بونابرت أول من تنبَّهَ لأهميّة الدور الوظيفي لليهود، فوجه نداءَه ليهود الشرق كي يُسهِموا في دعم أطماع فرنسا، لكن يهود المشرق لم يستجيبوا، فقد كانوا يرَون حالَهم في الشرق أفضلَ من القمع والإبادَة التي يتعرض لها يهود أوروبا.
لم ينخدع اليهود وقتها لأنهم فهموا ما وراء وعد نابليون بتمكينهم من فلسطين.
لكن الحركة الصهيونية حين تأسست في القرن التاسع عشر ضمن متطلبات الرأسمالية الغربية، كان هرتزل ومؤتمره الصهيوني ذراعَ الامبريالية التي نشأ بمال كبار البيوتات المالية؛ لخدمة الاستعمار، جاهزاً للعب دوره، في تكامل مع مشاريع فرنسا وبريطاني في الوطن العربي..
التقط الاستعمارُ البريطاني وعْدَ نابليون، فكان وعد بلفور في القرن العشرين وكانت اتفاقية سايكس بيكو لالتهام المنطقة العربية، وإعطاء فلسطين لذراعهم الصهيوني.
كان الدعم الأمريكي بالمال والدعم البريطاني بالسلاح وتمكين العصابات الصهيونية؛ للاستحواذ على الأرض من خلال جسر من المذابح المتواصلة.
وها هي الصهيونية اليوم وقد أَصْبَحت كياناً مزروعاً في خاصرة الوطن العربي، تتكامل في دورها مع مشيخات الخليج في تمزيق الجغرافيا العربية، ونهب الثروات وإبادَة السكان.. والتآمر على الهضبة الايرانية.
تنبّهت حركة المقاومة الإسْلَامية في لبنان جنباً إلى جنب الشيوعيين اللبنانيين من أن مقاومةَ الصهيونية والكيان الصهيوني وتحرير الأرض من أقدس واجبات الإنسان.
لهذا صرّح ممثلُ حزب الله من أن المقاومة الشيوعية (سهى بشارة) “هي أقرب إلينا في أمة حزب الله والمقاومة الإسْلَامية من أي مسلم متخاذل عن قتال الإسرائيليين” النداء ٢٧-١-١٩٨٩م.
وصرّح جورج حاوي أمينُ عام الشيوعيين اللبنانيين في أكثر من مناسبة تقديره لرجال الدين المسلمين والمسيحيين المناضلين بقوله “إنني أجد نفسي وأنا شيوعي أقربَ إلى من يقاتل إسرائيل من شيوعي يهادنها، أَوْ يتخلى عن واجبه الوطني والقومي” النداء ٧-٧-١٩٨٩م.