مغفلون.. أم مستغفلون؟
منير الشامي
ونحنُ على أعتابِ العام الرابع من العدوان الأمريكي السعودي على شعبنا ومقدراتنا وللأسف الشديد ما زال هناك من بني جلدتنا من ينظر إلى هذا العدوان البشع نظرة الرضا به والتأييد له ويشكر سلمان ويسبح بحمد الشيطان، فيحشد ويحرض وينشر الأكاذيب والشائعات ويروج..!
لست أدري ماذا أسمي أمثال هؤلاء ولا بأية كلمات أصفهم..!
فثلاثة أعوام من قتل الأطفال والنساء والمدنيين في مجازرَ وحشية استهدفت المباني العامة والخَاصَّـة كُلّ يوم وحصار ودمار انكشفت فيها الحقائقُ وظهرت فيها الأهدافُ الحقيقيةُ للعدوان، فتعرى أمام وضوحها وانكشفت سوآته وفضحت أدواته أمام كُلّ العيون وفي كُلّ الأسماع وأدركته كُلّ الألباب، إذ أنه لم يعد خافياً ولم يكن خافياً على كُلّ اليمنيين أن العدوان هدفُه تركيعُهم وإخضاعهم واستعبادهم جميعاً بلا استثناء وبعبارة أُخْرَى أن مملكة الإجرام ممثلة بنظام آل سعود يدافعون عن شرعية إبقاء أمر اليمن واليمنيين بيدهم، وأن قرار مستقبل اليمن واليمنيين حقاً لهم هم من يقررونه وفق مصالحهم وهواهم؛ بسبب غرورهم واستكبارهم وركوع النظام السابق وأركان العمالة والخيانة لهم وتسبيحهم بحمد بني سعود كُلّ ذلك جعل أسفهَ الملوك وأقبح الأمراء ينظرون إلى اليمن وشعبه ملكاً لهم ولهم حق الوصاية والولاية عليه دوماً وأبداً.
هذه حقيقة لا ينكرها أي يمني وجميع اليمنيين بمختلف انتماءاتهم وأحزابهم وطوائفهم وتياراتهم يعرفون هذه الحقيقة من بعد قيام الثورة عام ١٩٦٢م ومن قبلها وحتى هذه اللحظة ويتكلمون بها في كُلّ مجلس ومناسبة حتى اليوم.
وما التحالُفُ الشيطاني الذي كوّنوه وعاصفة الحزم التي أطلقوها ليل السادس والعشرون من شهر (آذار) مارس ٢٠١٥م إلا للدفاع عن شرعية الوصاية والولاية والاستعباد لليمنيين وَمن أجل حمايتها.
وما دامت هذه هي الحقيقة التي يعلمها اليمنيون جميعاً في الماضي والحاضر وفي مقدمتهم أولاد العاصفة وشكراً سلمان فلماذا يغفلون عنها أَوْ بالأحرى يتغافلون عنها ولم يعد لهم عذرٌ يدارون عبوديتهم لأسيادهم ملوك العهر والإجرام وأمراء المجون والانحراف ولا حتى أدنى مبرر يخفون وراءَه نذالتهم وحقارتهم وفضيحتهم!، وهم قد ذاقوا مرارة كأس العدوان ولسعتهم نيرانه وخنقهم حصاره ووباله خلال أعوام ثلاثة رأوا بأعينهم وسمعوا بآذانهم كُلّ الأدلة والبراهين من قادة الإجرام وإخوان الشيطان وعبيد اليهود والأمريكان حكام الخليج.
أليس من حقنا أن نسألَهم ونسمع الإجابة من المرتزقة والخونة المتواجدين بيننا؟
لماذا هذا الإصرار على البقاء في ذل العبودية وأمامهم فرص التحرر؟
لماذا تغضبون من ثبات أبطالنا وانتصاراتهم وشجاعتهم وإقدامهم وهم يدافعون عنكم وعن أرضكم وشرفكم وكرامتكم؟
لماذا نرى وجوهكم مسودةً حينما تسمعوننا نقول إن العدوان أمريكي صهيوني الأصل على اليمن وأن بني سعود وأولاد زايد مجرد أدوات إجرامهم وبشاعتهم؟
من يثير غضبكم ويشعل نيران الحقد في قلوبكم إذا سمعتم صرختنا وبراءتنا من أعداء الله؟
كيف ترجون خيراً ممن يقتلكم وتطلبون سلاماً ممن يعتدي عليكم؟
ألا تُجيبون؟
لا يهم أجبتم أم لم تجيبوا، فلن تستطيعوا إخفاءَ حقيقتكم بعد اليوم، ولكننا نعرف إجابتكم كما تعرفونها وندرك إنها إجابة واحدة لكل التساؤلات وإن شئتم أخبرتكم بها..
فمن اتبع خطوات الشيطان ووقع في حبائله صار مثله ومنه بل إنكم أخبث منه ومثلكم كمثله فإبليس لو أطاع أمر الله وسجد لآدم لظلت مكانتُه عند الله أرفع وأجل وأعظم من آدم ولكنه استكبر فقال أنا خير منه.
وأنتم أَكْثَـر خبثاً منه فلو تبتم وَأطعتم الله ووقفتم في وجه الظالمين والمستكبرين وانضممتم إلى الدفاع عن محارم الله معنا لكنتم مثلنا وخيراً منا ولكنكم أبيتم.
ولن نقول لكم إلا كما قال نبي الله إبراهيم عليه السلام لقومه “إف لكم ولما تعبدون”.