وقفةٌ مع برنامج رجال الله.. سورة آل عمران – الدرس الأول..
خاص:
هناك الكثيرُ من المواضيع التي تحدَّث عنها الشَّهِيْدُ القَائِدُ في الدرس الأول من سورة آل عمران، والتي تؤكد على خطورة أهل الكتاب وتحذّر من أساليبهم ومكرهم، وتؤكد على أن المسؤولية الكبرى على عاتق العرب والمسلمين، وعلى حاجة الأُمَّـة لأعلام الهدى في كُلّ عصر مثل حاجتها للقرآن الكريم.. وضرورة الإيمان بقضية الثقلين [القرآن والعترة] بوعيٍ كصمّام أمان في كُلّ مجالات الحياة، وعن دور اليهود والصهيونية العالمية في إفساد المجتمع الإسلامي من خلال دعمها لصحون الستالايت كأحد وسائلها في العودة بالمسلمين للكفر بعد الإيمان.. وغيرها من المواضيع التي تستدعي من القارئ الكريم العودة إلى قراءة هذا الدرس بتمعن وتأمل، وضرورة استحضار الشواهد والأحداث اليومية لنجسد مقولة الشَّهِيْدِ القَائِدِ [عين على القرآن وعين على الأحداث]..
اليهودُ لا يفكرون في تدمير المسلمين إلا بعد أن يفصلوهم عن الله:
ويؤكد السيد حسين بدر الدين الحوثي على مكر اليهود ومعرفتهم الكبيرة بسنن الله، وخبرتهم الدينية لآلاف السنين، هذه المعرفة استغلها اليهودُ في تعزيز سيطرتهم على العالم الإسلامي، فبدأوا بتسخير إمكاناتهم إلى جانب معرفتهم الدينية على المستوى الإعلامي والاقتصادي والعسكري والسياسي؛ بهدف فصل الشعوب العربية والإسلامية عن الله سبحانه وتعالى؛ حتى لا يكونوا جديرين بنصر الله ولا بهُدَاه.. وهذا بالفعل هو الحال الذي أصبح عليه واقع الأُمَّـة الإسلامية.. ومما قاله السيد في ذلك: ((أليسوا الآن يمتلكون [قنابل نووية] و[قنابل ذرية]؟ أليسوا هم مَن يمتلكون الصواريخ بعيدة المدى؟. أليسوا هم من يمتلكون الأسلحة الفتّاكة؟. لكن هل فكروا في الدَّمْدَمة هذه؟. لا.. يدمدمونا أولاً من الداخل فيفصلون فيما بيننا وبين الله، فمتى ما فصلوا فيما بيننا وبين الله وأصبحنا بعيدين عن أن نحظى بنصر الله… بل هم يفهمون بأنه أَيْضاً من الممكن أن يتحول الله إلى طرف آخر يضرب معهم هؤلاء – وهذا ما توحي به الآيات فعلاً – أنهم هم من جهة يضربون والله من جهة أخرى أيضاً سيضرب. وهذا فعلاً ما سيحصل، لماذا؟ أولئك من منطلق العداوة، والله سبحانه وتعالى من منطلق الغضب على هؤلاء؛ لأنهم لم يكونوا جديرين بأن يحظوا بنصره، لم يهتدوا بهداه)).
حاجة الأُمَّـة لأعلام الهدى في كُلّ عصر:
ولأنّ حكمةَ الله ورحمتَه تتجلى في تشريعاته وفي هداه كما تتجلى في نعمه وفي كُلّ ما سخره في هذا الكون، فإنّه تعالى عندما حذَّر عباده من خطورة أهل الكتاب، قد وضًّح لهم [منهجية الصراع] التي إن ساروا عليها سادوا العالمَ، وفتحوا آفاق البلدان ليقدموا الشهادة على عظمة الله، وإن ابتعدوا عن تلك المنهجية كان اليهود والنصارى هم من سيفتحون بلدانهم ويحتلون بحارهم وينهبون ثرواتهم.. ومن الأسس المركزية لهذه المنهجية القرآنية هي التمسك بالثقلين: القرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام).. ومما قاله السيد في ذلك: ((توحي الآية بأنه أيضاً: لا بد من هداية الله على هذا النحو، وأن الأُمَّـة تحتاج إلى هدي من الله بشكل كتب وإلى أعلام للهدى قائمة، تحتاج إلى أعلام للهدى قائمة. لم يقل: {وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية101)، هل اكتفى بهذا؟. {وَفِيكُمْ رَسُولُهُ}(آل عمران: من الآية101) عَلَم منكم، رجل منكم، عَلَم للهدى يحمل هذا القرآن، ويدور حوله، ويهديكم بهديه)).
ويقول أيضًا (رضوان الله عليه): ((المسألة التي لا بد منها في الاهتداء بالدين ((إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتابَ الله وعترتي أهلَ بيتي))، أليس هذا صمام أمان من الضلال في كُلّ مجالات الدين, في كُلّ مجالات الحياة؟.
والضلال هنا الذي قاله الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لا يعني ضلال أنك تقع في معصية تدخل في باطل من الباطل الذي نسميه نحن, هذا الباطل المعروف، بل الضلال بكله، ضلال في العقيدة، ضلال في الفكر، ضلال في الحياة، ما هو الضلال في الحياة؟ أليس هو التَّيْه، الجهل، الضَّعة، الذلة، افتقاد القوة، الشقاء، أليس هذا هو الضلال؟.
الإسلام هو جاء دين يهدي الأُمَّـة فيزكي النفوس، يعلّم الناس، يزكيهم، يطهرهم, يجعل الحياة كلها سعيدة بالنسبة لهم، يجعلهم متمكنين في الأرض، كُلّ خيرات الأرض تحت أيديهم، كُلّ أسباب القوة بأيديهم، هذا الذي أراده الله سبحانه وتعالى للمسلمين، للعرب بالذات، لكن تنكروا لكل شيء فأصبحوا أذلاءً وأصبحوا لا يمتلكون شيئاً، إلا ما كان فضلات مما لدى الآخرين)).