لهذا نحن موقنون بالنصر
الدكتور إسماعيل محمد المحاقري
سننتصر؛ لأنّنا لا نقاتل من أجل ناقة كما كانت حرب البسوس وليس لأجل نزاع على حقول مشتركة بيننا وليس من أجل استرداد ارضنا المغتصبة ولا لأجل أطماع أياً كانت من جانبنا اننا نقاتل دفاعا عن أنفسنا من طغيان غير مسبوق في التأريخ الإنْسَاني ودفعاً لأطماعه غير المتناهية على أرضنا ومقدراتنا وما يسعى إليه من طمس هويتنا وتبديل ثقافتنا.
سننتصر؛ لأنّ دينَنا وجميعَ الشرائع والأعراف الدولية تقف معنا تقاتل في صفنا ويقاتل معها التأريخ بكل ما جسده من ثوابت.
سننتصر؛ لأنّ العدو لم يترك لنا خياراً فقد أعلن وأفتى وروّج أننا مجوس روافض لا نستحق أن نعيش كرماء أحراراً وأسياداً على أرضنا وعلى مقدراتنا وأن نختار طريقة حياتنا.
لقد أرسل بالأمس كلابه لتمارس الاغتيالات لرموزنا ومفكرينا وضباطنا ولتمارس التفجيرات في مساجدنا ومستشفياتنا ومعسكراتنا وفي أماكن تجمعنا وفي طرقاتنا، وها هو اليوم بطائراته يرتكب أبشع الجرائم في حق الأطفال والنساء والأبرياء وفي حق الأعيان المدنية.
لقد استجمع في انتهاكاته كُلّ الجرائم المنصوص عليها في القانون الإنْسَاني بما في ذلك ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والموت البطيء؛ بفعل الحصار المطبق لكل المنافذ البحرية والجوية والبرية وأنه بحسب تصريحات علمائه يخوض حرباً مقدسة وأنهم يتلذذون وهم يشاهدون أطفالنا تموت جوعاً؛ بفعل منع الحليب عنهم.
إنه بفعل التجاوز الفاضح لكل القيم الدينية والأَخْلَاقية بل وقيم الليبرالية ذاتها في صورتها المهذبة أَصْبَحت المواجهة بين هذا العدو وبين تلك القيم مفتوحة على كُلّ الاحتمالات؛ لأنّ الانتهاكات وصلت إلى حد التعدّي على الحدود الدنيا من تلك القيم التي تمثل الشرط الأساسي لاستمرار الحياة بل إنها تمثل شرطاً لاستمرار الطغيان ذاته.
لقد أَصْبَحت المنظمات الإنْسَانية الدولية وبرلمانات العالم ترى في تلك الانتهاكات تهديداً مباشراً لوجودها ولقد استنفدت مخزوناتها من المداهنة والمراوغة حتى وصلت إلى نقطة الصفر.
وكذلك سننتصر؛ لأنّ العدو استنفد أَيْضاً مخزوناته وسيولاته من الكذب وتسويق الذرائع والأعذار وبدأ يمارس الكذب المكشوف والمتناقض مع بعضه البعض ومع أفعاله القبيحة كذب يحمل دليلَ هوانه عند نفسه.
إنه يحاكي به الأمنيات التي عجز عن تحقيقها ويسقطها على الوضع الذي آل إليه من العجز كدعوى البطولة والفداء في قصة الجندي السويدي ودعوى المشروع الإنْسَاني ودعوى الصواريخ الإيرانية!!!
وإن اكذوبة الشرعية أَصْبَحت مكشوفةً للعالم بعد أن ظهرت نوايا العدو الاستعمارية لأرضنا ومقدراتنا وممراتنا البحرية وبعد ما شاهد العالم حقيقة أوضاع المناطق “المحررة” المأساوية.
سننتصر؛ لأنّنا استطعنا أن نحبط مُخَطّطات العدو التي بذل لأجلها الملايين للنيل من وحدتنا الوطنية بما جسدناه من مواقف معبرة عن أبهى صور الشعور بالمسئولية وابهى صور الإخوة والتسامح وتجسيد قيم الشراكة الوطنية لإعادة بناء الوطن الواحد المستجمع لكل اماني وطموحات الشعب اليمني بكل فئاته ومكوناته السياسية والاجتماعية الوطن المجسد لقيم العدالة والمواطَنة المتساوية.
سننتصر؛ لأنّهم يراهنون في قتالهم على المرتزقة من شذاذ الآفاق ممن لا هدف لهم سوى المال المدنس ونحن نراهن على شبابنا الذين هم أصحاب المستقبل الذي يدافعون عنه وملاك القيم التي يقاتلون لأجلها شباب هم الأكثر طهراً وإيماناً والأكثر تعلقاً بقرآنهم ووطنهم وتأريخهم والأكثر معرفةً وإدراكاً بتبعات ومخاطر الاستسلام على مستقبل الوطن وكرامة الأُمَّـة.
شبابٌ ليس فيهم عاجزاً ولا خرف وليس فيهم مغروراً أَوْ مخدوعاً أَوْ مأجورا تقودهم قيادة استثنائية في شجاعتها وحكمتها وما تحمله من قيم قيادة حازت على ثقة شعبها وحبه لها واستطاعت أن تستنسخ المئات من القيادات الاستثنائية السياسية والعسكري.
سننتصر؛ لأنّ غرور العدو وجبروته استدعى فينا كُلَّ معاني العزم والتحدي ففجر فينا الطاقات القتالية والفكرية، فاستطعنا الصمود أمام مرتزقته وآلته العسكرية لأكثر من ثلاث سنوات ذاق خلالها مرارة الهزيمَة والانكسار، وقد استطعنا أَيْضاً أن نتغلب على فارق قوة السلاح والمال بما حقّقناه من إنجاز فكري بصناعة وتطوير أسلحة الردع التي غيّرت المعادلة لصالحنا وأفقدت العدو توازنه وأفشلت حساباته.
وقد كان للمشاهد البطولية التي تنقلها كاميرا الإعلام الحربي تأثيرها الحاسم على صعيد المواجهة الاعلامية فقد تولت تسويق نفسها عبر إعلام العدو نفسه وأوصلت الحقيقة إلى كُلّ أصقاع العالم.
وفي المقابل وجد العدو نفسَه يسير إلى هاوية الخزي والخذلان غير قادر أن يجد المخرج مما آل إليه ولم يعد عناده سوى للبحث عما يستطيع به الخروج بماء الوجه.
وأخيراً من المهم الإشارة إلى أن الشعوب التي قبلت الاستسلام والخضوع هي الآن في وضعية أسوأ من الشعوب التي اختارت طريق المقامة أنها ما زالت تعاني من عذابات الذل والتبعية وما زالت ترفل في مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهذا بعكس الدول التي نهجت طريق المقامة لقد انتصرت رغم التضحيات وهي الآن تملك زمام أمرها وقد تغلبت على أكثر مشاكلها ومن تلك الدول فيتنام وإيران والهند… إلخ.