باختصار يريدون أن نكونَ في صف العدوان
محمد أمين عزالدين
يقدِّمُ اليومَ الشهداءُ حياتَهم رخيصةً في سبيل الله، ثم في سبيل هذا الوطن، الذي يعتز الجميعُ بالانتماءِ له، ولا يدرك أهميته الحقيقيةَ والحياة المستقرة فيه إلا مَن يعيشُ اليومَ في مناطق سيطرة المحتل..
ورغم هذا كله لا يزال الكثيرُ ممن يعيشون أوساطنا يتعامَون عن تضحيات أبطال الجيش واللجان، وكأنَّهم في نظرهم مجرد شقاة يعملون لصالح فلان أَوْ جماعة بعينها، لا أنّهم شهداؤنا جَميعاً، ومن حقهم علينا تقديرُ تضحياتهم والحفاظ على انتصاراتهم.
يتجاهل الكثير أن العدوان هو السببُ الرئيسُ في مختلف الأزمات، ويصرون على التأجيج من الداخل رغم كُلّ الجهود الجادة نحو إصلاح الوضع المعيشي قدر الإمْكَان، وهم أمام كُلّ إشاعة من المسارعين لنشرها والترويج لها، ويا ليت ونقدهم في بعض الجوانب من أجل التصحيح فنحن وإياهم مع ذلك ومع دعوة القيادة السياسية والحكومة لمحاربة الفساد والحزم في هدا الأمر… ولا خيرَ فينا إنْ لم نقلها ولا خيرَ فيهم إنْ لم يسمعوها..
إنهم يريدون منا باختصار أن نكونَ في صف العدوان.. وهذا محالٌ..!!
يريدون التطبيل والتصفيق لكل من جرّبهم الشعبُ خلال عقود من الزمن، وهذا كسابقة غير ممكن، كيف وأولئك اليوم أدوات العدوان المخلصة في حصار شعبهم وتدمير بلادهم..!!
لهؤلاء نقول:
ليس أمامنا من خيار إلا المضي نحو الأمام والاستعانة بالله والتواصي بالحق والصبر والفرج من الله.
وعهدٌ منا لكل مَن لمسنا منهم الصدقَ في قيادة البلاد وإدارة الدولة بمسؤولية أنْ لا نخذلَهم أَوْ نتركَهم في منتصف الطريق، ليس فضلاً منا ولا منّة، وإنما هذه مسؤوليتُنا الأخلاقية والوطنية التي ينبغي أن نقومَ بها إلى جانبهم، ونحرص أن نلقى اللهَ وقد قمنا بها بصدق وإخلاص..
“وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ”.