السيد عبدالملك الحوثي: نحن جاهزون أن نخوض هذه المعركة ومن أجل أن نكون أحراراً يمكن أن نضحي بأي شيء حتى بأنفسنا
وجه السيد عبدالملك الحوثي مساء أمس الأحد رسائل عديدة في خطابه الأخير بثته قناة المسيرة الفضائية متطرقاً إلى العديد من القضايا.
وقال السيد عبدالملك الحوثي : “نحن جاهزون أن نخوض هذه المعركة من اجل ان نكون احراراً يمكن ان نضحي باي شيء حتى بانفسنا”
كما ثمن السيد عبدالملك الحوثي النشاط الكبير للعلماء الشرفاء والإعلاميين والأحرار من الوجهات والمشائخ والقبائل بكل فئاتهم ومكوناتهم.
ووجه نداءاً إلى كل الأحرار والشرفاء في البلد لتحرك في تعزيز الجبهات الداخلية وتعزيز الخيارات الاستراتيجية والتحرك الجاد والاطمئنان
فإلى نص الحوار
عناوين فرعية:
نحذر النظام السعودي وننصحه أن لا يمنع اليمنيين من الحج
نثمن النشاط الكبير للعلماء الشرفاء والإعلاميين والأحرار من الوجهات والمشايخ والقبائل بكل فئاتهم ومكوناتهم
أوجه ندائي لكل الأحرار والشرفاء في هذا البلد للتحرك في تعزيز الجبهات الداخلية وتعزيز الخيارات الإستراتيجية والتحرك الجاد
شعبنا سبق له أن هزم امبراطوريتين كان لهما ثقلهما على مستوى العالم ومهما فعلتم فهذا لن يحسم المعركة
الحلول السياسية في البلد متاحة وممكنة ونرحب بأي جهد من أي طرف من الأطراف العربية أو الدولية المحايدة
النظام السعودي لم يرد لا الجنوبيين ولا الشماليين وهو يغني لكل طرف بأغنيته وينظر للجميع كأداة رخيصة يشتريها بفلوسه أو ببعض الوعود
أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ الملكُ الحقُّ المبين، وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه خاتمُ النبيين، صلواتُ الله وسلامُه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه الأخيارِ المنتجبين.
أيها الإخوةُ والأخواتُ، شعبَنا الـيَـمَـني العزيز..
السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتُهُ.
يقولُ اللهُ سُـبْـحَـانَـهُ وَتَعَــالَى في كتابه الكريم: “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ”، آل عمران (173)، هذا هو الحالُ لشعبنا الـيَـمَـني العزيز بعد التَّطَـوُّرات الأخيرة في عدن، تلك التَّطَـوُّرات التي سعى المعتدي وبذل كُلّ جُهده لتوظيفها؛ بغية كسر إرَادَة شعبنا الـيَـمَـني الثابت والعزيز والصامد، وعمل بكل ما يستطيع لتهويل تلك التَّطَـوُّرات وللإرجاف ولمحاولة الاستغلال لها وتوظيفها ضمن الحرب النفسية، يستهدف إرَادَة هذا الشَّـعْـب وثبات هذا الشَّـعْـب وصمود هذا الشَّـعْـب، لكن الواقع الذي يعيشه شعبنا الـيَـمَـني العزيز وما عبر عنه في مظاهراته الحاشدة ووقفاته في شتى المناطق وصموده في الميدان إنما يعبر عن حقيقة وواقع هذا الشَّـعْـب وأصالته، هذا الشَّـعْـب الذي هو شعب مسلم، مؤمن، يمن الإيْـمَـان يمن الحكمة، يمن العزة يمن الإباء، يمن الثبات، الذي يعي قضيته جيداً، ووعيه وصموده وثباته فوق مستوى ذلك التطبيل والتهويل والإرجاف.
ولذلك نحن أولاً نتوجه بالحمد لله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَعَــالَى ونشعر أن توفيقاً كبيراً ورعاية كبيرةً مَنَّ الله بها على هذا الشَّـعْـب العزيز، هذا الوعي العالي وهذا الثباتُ العظيم، وهذا الإحساس بالمسئولية وهذا الصمود بالرغم من طول أمَد العُــدْوَان، بالرغم من الإمْـكَـانات الهائلة للمعتدين، بالرغم من التكالب من الأَطْـرَاف المعتدية ومحاولتها أن تستغلَّ كُلّ نفوذها العالمي، الأَمريكيون من جانبهم، الإسْرَائيْليون من جانبهم، النظامُ السعودي يبذل قصارى جهده، أذياله وأذنابه في المنطقة، بعض الدول التي تدور في الفلك الأَمريكي والإسْرَائيْلي، الجميع وهم يحشدون كُلّ طاقتهم ويتَحَــرّكون بكل إمْـكَـاناتهم ويبذلون قُصارى جهدهم ويوظفون كُلّ إمْـكَـاناتهم الهائلة ويستغلون كُلَّ نفوذهم العالمي وعلى كُلّ المستويات، سياسياً وإعْـلَامياً وعسكرياً واقتصادياً وأمنياً، هذا الكيد الكبير هذا العُــدْوَان المتجبر لم يفلح أَبداً في أن يكسر إرَادَة هذا الشَّـعْـب وصمود هذا الشَّـعْـب وثبات هذا الشَّـعْـب، وتلك الإمْـكَـانات الهائلة للتضليل الإعْـلَامي ومحاولة تزييف الحقائق فشلت إلى حد كبير أَيْـضاً في أن تحيدَ بشعبنا الـيَـمَـني عن قضيته الرئيسية والأَسَـاسية وَأن تلبّسَ عليه الحقائق الكبرى التي يعيشها واقعاً ملموساً، ولا يمكن لأحد أن يحاول أن يلبسَ عليه تجاهها مهما كانت إمْـكَـاناته الإعْـلَامية والتَّضْـليْلية، ولذلك نحن بالقدر الذي نشيد به بصمود شعبنا ووعيه وثباته ونتوجه إلى الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَعَــالَى بالحمد والشكر وبأكثر من ذلك ونحن أَيْـضاً نتوجه إلى شعبنا الـيَـمَـني العزيز لنقول له: أَيُّـهَا الشَّـعْـب الثابت الصامد، أَيُّـهَا الشَّـعْـب المتوكل على الله، المعتمد على الله المراهن على الله، أَيُّـهَا الشَّـعْـب الذي يتَحَــرَّكُ في موقف الحق، ليس مبطلاً مدافعاً عن أرضه وعرضه وكرامته واستقلاله، أَيُّـهَا الشَّـعْـبُ المظلوم وليس في موقع الظالم، والذي يواجه العُــدْوَان وليس هو في مقام المعتدي.. ثق بربك واطمئن لواقعك واستمر في ثباتك وصمودك، أَنت في الموقف القوي في الموقف المحق وأنت في الطريق التي تكسب فيها العاقبةَ لصالحك، وأنت تخوض معركة الشرف ومعركة الاستقلال ومعركة الحرية والدفاع المقدس المشروع الذي لك فيه الشرعية الدينية والشرعية الإنْـسَـانية والشرعية الأَخْـلَاقية والشرعية بكل الاعتبارات في شرائع السماء وقوانين الأرض، أَنت في الموقف الذي لا شبهةَ فيه ولا لبس فيه، موقفاً أصيلاً ثابتاً صحيحاً سليماً، الشَّـعْـبُ الـيَـمَـني لا يخوض معركة ترفيةً أَوْ هو يعيش حالةً من نزوة عُــدْوَان هذا هو حال المعتدي، الشَّـعْـب يخوض معركة الشرف، معركة الدفاع المشروع، الموقف الذي لا بديل عنه إلّا الاستسلام وإلا الهوان وإلا الإذلال وإلا القهر وإلا الخسران في كُلّ شيء، فموقفك هو موقف أصيل.
وفيما يتعلق بتلك التَّطَـوُّرات في جهة عدن هي تَطَـوّرات محدودة، وَهي في نفس الوقت تدلل فيما قابلها من صمود هذا الشَّـعْـب ووعيه وتفاعله واندفاعه الكبير في وقفاته وتظاهراته وتَحَــرُّكِه في الميدان هي تدلل على أن العدو والمعتدي كلما زاد عُــدْوَانية وتصعيداً وأقدم على خطوات حمقاء إنما في المقابل كلما يزدادُ شعبنا وعياً واندفاعاً وكلما يزداد إحساساً بالمسئولية وإدراكاً لطبيعة الصراع ولطبيعة الخطر الذي يواجهه ولحقيقة التحدي الذي يواجهه.. كلما ازداد المعتدي إجْـرَاماً وكلما أقدم على المزيد من الخطوات العُــدْوَانية التصعيدية كلما أَيْـضاً تعرى وانكشف وتورط أَكثر وكلما أدركَ شعبنا الـيَـمَـني العزيز سوء هذا المعتدي وبشاعته وضرورة التصدي لعُــدْوَانه، وهذه من الحقائق المهمة وهذه الأحْـدَاث بكلها العُــدْوَان بكله والتَّطَـوُّرات في بعض المناطق والوضع بشكلٍ عام إنما هو يمثل عاملاً مهماً لشعبنا الـيَـمَـني العزيز في تعزيز علاقته بالله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَعَــالَى والتجائه إلى الله وارتباطه به والثقة بالله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَعَــالَى والتوكل عليه والاستعانة به وحافزاً ودافعاً مهماً في الأخذ بأَسْـبَـاب معونة الله وأَسْـبَـاب نصره من خلال التَحَــرُّك الجاد والثبات.
نحن كشعب يمني عزيز والله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَعَــالَى قد وفقنا في أن نخوض معركة كهذه في مقام الشرف والمسئولية في مقام الحق والعدل الذي نُرضي فيه ربنا ونزداد شرفاً ونزداد كرامة، ويتجلى من خلال ذلك أَخْـلَاق هذا الشَّـعْـب وإيْـمَـانه وصبره وحريته وكرامته وعزته… إلخ.
نحن في هذا السياق، في هذا المسار مطلوبٌ منا ونحن في معركة كهذه معركة مشرفة، معركة عظيمة، معركة محقة، مطلوب منا فيها دائماً أن نبذل قصارى جُهدنا، أن نثبت في كُلّ الأحوال والظروف، أن نطمئن، أن نثق بالله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَعَــالَى وبنصره وبأنه إلى جانبنا، ومستفيدين من كُلّ ما قد مضى، في كُلّ المرحلة الماضية، ومنذ بداية العُــدْوَان وَإلى اليوم ونحن في الشهر الخامس والأَعْــدَاء بكل إمْـكَـاناتهم ويبذلون قصارى جهودهم إنما هم فعلاً أخفقوا إلى حد كبيرٍ كبيرٍ كبير.
ولذلك فيما يتعلق بالتَّطَـوُّرات الأخيرة في عدن معلوم أنهم رموا بكل ثقلهم وبكل طاقاتهم وبكل إمْـكَـاناتهم، آلاف الغارات الجوية منذ بداية العُــدْوَان وَإلى أن حدث ما حدث في عدن، مليارات الدولارات التي وظفوها لصالح تلك الخطوة، استنفار على أقصى قدر تمكنوا منه وحشدٌ لمرتزقة من كُلّ أنحاء العالم، حتى من السنغال وحتى من بلدان في أفريقيا وبلدان في آسيا وبلدان في شتى العالم، وشراء لذمم البعض من الذين خدعوهم، بعض الإخوة في الجنوب من الحراك الجنوبي، وخداع لهم، عملية خداع وتضليل لهم، جهد كبير وجهد عالمي وجهد مكثف وغرفة عمليات يشتغل فيها الإسْرَائيْلي والأَمريكي والسعودي والإمَارَاتي والقاعدة والداعشي… إلخ.
وجهد كبير جداً وُظِّفَ في تحقيق تلك الخطوة، في ظرف قابله قدْرٌ من التساهل نتيجة لعدة اعتبارات، يعني شعبنا الـيَـمَـني العزيز فعلاً يعيشُ حالة من الاطمئنان النفسي بشكل عجيب وبشكل كبير وصمودٍ متميزٍ، ومعنويات عالية، ولكن كان هناك قدر من التساهل هناك فيما يتعلق بعدن خصوصاً في تلك الأيام الأخيرة من شهر رمضان وقدوم العيد وعودة الكثير لزيارة أهاليهم من اللجان الشَّـعْـبية والجيش، بمعنى أن العدو في الوقت الذي رمى كُلّ ثقله هناك وطاقته وإمْـكَـاناته مع تراكُمِ الأحْـدَاث، آلاف الغارات، القصف المستمر على مدى المرحلة الماضية، حقق انجازاً محدوداً بعد كُلّ هذا الاستنفار بكل تلك الإمْـكَـانات الهائلة، واستغل فقط فرصةً معينةً كانت في ذلك الظرف فرصة مواتية له نتيجة ما حكيناه، على العموم كُلّ إمْـكَـاناتهم كُلّ كبريائهم كُلّ أموالهم تعاونهم وتحالفهم هذا أنجزَ بعد كُلّ هذه الفترة الطويلة والحصار الشديد لهذا البلد وعلى الجيش وعلى اللجان الشَّـعْـبية والاستهداف الدائم في الليل والنهار بكل الإمْـكَـانات، سواءٌ على المستوى الأَمريكي وعلى المستوى السعودي، طائرات بلا طيار كانت لا تبرح سماء عدن وسماء لحج لا في الليل ولا في النهار، جُهد مكثف في نهاية المطار الذي يُحسَبُ هو موقفُ هذا الشَّـعْـب، ما حققه أُولئك، ليس مكسباً بقدر كُلّ ما قد فعل وبقدر كُلّ إمْـكَـاناتهم بقدر كُلّ جهودهم، الجهد الأَمريكي، الجهد الإسْرَائيْلي الجهد السعودي الجهد الإمَارَاتي الذي تورط وأساء إلى الـيَـمَـن إساءةً كبيرة إلى غير ذلك وما حشدوه من مرتزقة العالم، إضَــافَــة إلى داعش والقاعدة التي كانت جزءً أَسَـاسياً في العملية، ولكن كُلّ هذا يعتبر شيئاً محدوداً والذي يحسب بحق هو ما يحسب لهذا الشَّـعْـب ويحسب لجيشه وللجانه الشَّـعْـبية في ظل الحصار الشديد في ظل القصف الدائم في ظل الاستهداف بكل تلك الإمْـكَـانات الهائلة هناك، هذا المستوى العظيم من الصمود ومن الثبات، ونحن نقول: في واقع الحال تلك التَّطَـوُّرات في عدن، لا تمثل مكسباً حقيقياً للمعتدي بقدر ما هي انزلاقة في المستنقع وسقوط في الوحل، هي انزلاقة حقيقية وفعلية في مستنقع كبير؛ لأن هذا المعتدي كُلّ ما استرسل في عُــدْوَانه وكل ما تورط في عُــدْوَانه إنما هو يغرق نفسه ويستنزف نفسه ويجني على نفسه وهو في نهاية المطاف هو الخاسر؛ لأن مثل هذه الخطوات مهما كانت هي لا تحسم المعركة لصالحه أَبداً بأَي حال من الأحوال هذه سنن الله مع الشعوب، الشَّـعْـب المعتدى عليه حينما تكون شعوباً متحررة تجري في دمائها عروق الحرية مصممةً على استقلالها، وشعوباً تشعر بالعزة تحمل الأَخْـلَاق والقيم، شعوباً لا تقبَلُ بالاستعباد ولا بالهوان، هي في نهاية المطاف دائماً سُنة تَأريخية هي التي تكسب الصراعَ لصالحها؛ لأنها تنطلق من موقف الضرورة ومن موقف الحق ومن موقف العدل وتنطلق كضرورة ليست في موقف نزوة عُــدْوَانية، تجبر، غطرسة، أَطْـمَـاع، لا.. هي تعيش أَوْ تخوض المعركة الضرورة التي لا مناصَ لها منها وهي في أرضها والقضية قضيتها، ولذلك في نهاية المطاف هي أعظم تصميماً، أَكثر وأقوى إصْــرَاراً وتصميماً وعزماً، وفي نهاية المطاف الله معها وهي التي تنتصرُ من موقع مظلوميتها مع ثباتها معروفة في كُلّ العالم وحتى الشواهد قريبة بكثر مما حدث بكثير في واقعنا، ما حدث يعبر حدثاً جزئياً محدوداً وبسيطة، ويمكن أن تحدث متغيرات مهمة جداً في مقابل ما قد حدث، لكن على مستوى العالم هناك الكثير من الشواهد التي هي شواهد لحقائق وهذا هو المهم؛ لأنه هناك فرق بين العوارض، الأَشياء التي هي أَشياء عارضة ليست لها أصالة ولا ثباتاً، هي تعرض لعوامل موضوعية ثم تزول وتذهب، وبين ما تستند إلى حقائق وتستند إلى جذور ثابتة وراسخة، لا تمكن زعزعتها أَبداً لاحظوا الشواهد كبيرة لهذه الحقائق المهمة في صراع الشعُوب، صراع التحرر، صراع الاستقلال وصراع الثبات في مواجهة المعتدي والمعتل، فيتنام على سبيل المثال، فيتنام رمت فيها أَمريكا وأَمريكا نعرف من هي أَمريكا بإمْـكَـاناتها المادية بقوتها العسكرية المتفوقة في العالم، أَمريكا رمت بكل ثقلها في فيتنام وكان لها أَيْـضاً في فيتنام مرتزقة؛ لأن هذه مسألة تقريباً تحصل في كُلّ الشعوب دائماً في كُلّ شعب مرتزقة وعملاء وخونة، هذا يحدث، منهم من يقاتل منهم من يناصر المعتدي على بلده وأرضه إعْـلَامياً أَوْ سياسياً منهم من يجعل من نفسه أداة تُستغل أَوْ يشترى بقليل من المال أَوْ يراهن على المعتدي على بلده لتحقيق مكاسب زائلة ولكن بالرغم من كُلّ ذلك بالرغم من القوة العسكرية للولايات المتحدة والنفوذ الكبير عالمياً بالرغم من إمْـكَـاناتها المادية الهائلة بالرغم من وجود مرتزقة وعملاء في نهاية المطاف انهزمت أَمريكا في فيتنام، في نهاية المطاف تحررت فيتنام مع أن كان مستوى التقدم والتغلغل الأَمريكي في فيتنام بشكل كبير، أما ما هو لدينا لا يزال محدوداً جداً جداً، مثال آخر من منطقتنا العربية هو لبنان، إسْرَائيْل بكل إمْـكَـاناتها العسكرية، إسْرَائيْل بما لها من نفوذ على المستوى العالمي تقف إلى جانبها أَمريكا بكل إمْـكَـاناتها وعلى كُلّ المستويات تستفيد من أنظمة حتى عربية، كما تكشفت الكثير من الحقائق، وتجلت للناس أَيْـضاً بالرغم مما كان لإسْرَائيْل في المراحل الماضية وقبل هزيمتها في لبنان وقبل هزائمها الأخيرة في غزةَ في فلسطين ما كان لها من هيبة في الوطن العربي نتيجة الانكسار العربي في مراحل ماضية، ولكن إسْرَائيْل بكل ما لديها من إمْـكَـانات ونفوذ ودعم دولي وإقْليْمي وقوة عسكرية وإمْـكَـانات، في نهاية المطاف انهزمت، هَزمَتها المقاومة الإسلامية الباسلة بشكل مهين ومخزٍ من لبنان، وأُخرجت من لبنان رغماً عنها بطريقة مذلة ومهينة دائماً وهذه هي الحقيقة الراسخة، الثابتة التي لا تقبل النقاش أَبداً الشعوب التي هي متحررة وتخوض معركة الاستقلال والحرية هي المنتصرة مهما كانت إمْـكَـانات المعتدي مهما كانت جهودهُ مهما فعل ومهما سعى وَإِذَا حقق نتائجَ محدودة وبسيطة هي تمثل عوارض تزول وتذهب والبقاء في النهاية والثبات والانتصار والتمكين من الله لعباده المظلومين المستضعفين، وفي كثير من الحالات تمثل مثلُ هذه المنزلقات منزلقات خطرة على المعتدي نفسه يتكبد فيها الخسائر الأكبر ويُستنزف فيها بشكل أكبر وتكون نتائجها عليه سلبية وبشكل كبير، ثم هذه الخطوة هي تكشف عما كنا نتحدث عنه منذ البداية عن حقيقة أَطْـمَـاع المعتدي، المعتدي لديه أَطْـمَـاع حقيقية في بلدنا وهو يريد فعلاً السيطرة على بعض المناطق والاستفادة المباشرة منها، مهما حاول أن يقدم من عناوين، هذا هو شأن كُلّ المحتلين في كُلّ الدنيا، ما من محتل ولا مستعمر استهدف بلداً إلّا وحاول أن يقدم عناوين مضللة ومخادعة وليقرأ كُلّ التَّأريخ أَوْ ليستقرئ حتى الأحْـدَاث المعاصرة، ولكن نحن نقول لشعبنا الـيَـمَـني العزيز: هناك فعلاً أَطْـمَـاع في أرضك، أَطْـمَـاع حقيقية في بلدك لأن له موقعاً جغرافياً مميزاً ويمثل بلداً مهماً بكل ما تعنيه الكلمة، كما أن الشَّـعْـب نفسه مستهدف لمثل ما هو مستهدف في أرضه في مقدراته في إمْـكَـاناته هو مستهدف في وجوده هُو مستهدف في حياته، دل على ذلك تلك الأعداد الكبيرة والهائلة من الجرائم التي يرتكبها المعتدي بحق هذا الشَّـعْـب وإلا فما الذي يريده من تلك الجرائم، جرائم القتل والإبادة التي من أواخرها جريمة بشعة جداً جداً محاولة قتل أكبر قدر ممكن من المواطنين من أَبْـنَـاء الشَّـعْـب الـيَـمَـني من الجيش في معسكراته من السكان في منازلهم في مُدنهم في القرى في الأرياف في كُلّ مكان، هذا يدلل على أن هذا المعتدي أَيْـضاً بشع وسيء، سيء في أَهْـدَافه سيء في نواياه وسيء فيما يفعل وفي ممارساته، وَإِذَا أراد البعض ممن لا يزالون صماً بكماً عمياً إذَا أرادوا أن يتفهموا حقيقةَ ما يجري فإن التَّطَـوُّرات الأخيرة التي حدثت في عدن بقدر ما يقدمها المعتدي على أنها مكسب له انتظروا من شركائه في المسألة من الذي يعتبرون أنفسهم كاسبين مما حدث، الأَمريكي يرقص على وقع جرائمه التي هي بالقنابل الأَمريكية والطائرات الأَمريكية والصواريخ الأَمريكية، الإسْرَائيْلي بالتأكيد يعتبرُ نفسه كاسباً ومستفيداً وشريكاً في المصلحة، كما أكَّـد ذلك وعبر عن ذلك، هناك في الميدان من حضر إلى عدن مع السعودي ومع الإمَارَاتي من شركائهم في الميدان مع أُولئك المرتزقة الذين جلبوهم من شتى اقطار العالم ليحتلوا جزء من الأرض الـيَـمَـنية مع أُولئك الذين من السنغال ومن دول كثيرة من هناك وهناك من مرتزقة العالم ممن اشتروهم بالفلوس، هناك داعش وهناك القاعدة، إخوتنا في الجنوب يعرفون هذه الحقيقة الإخوة في الحراك الجنوبي يعرفون هذه الحقيقة، أهالي عدن يشاهدون ذلك يشاهدون انتشار داعش في عدن وانتشار القاعدة في عدن براياتها بشخصيات قيادية فيها، هذه حقيقة مهمة، هذه تفضح كُلّ المسرحيات التي تجري في المنطقة وصولاً إلى ما يجري في سوريا إلى ما يحدث في العراق إلى بعض المسرحيات التي تفتعلُها وزارة الداخلية في النظام السعودي، وهم يعلنون أحياناً عن اعتقال خلايا لداعش وما إلى ذلك، لكنكم أَنْتُم وداعش موجودون في هذه العملية التي قمتم بها في بعض عدن، أَنْتُم موجودون سوية، موجودون في معركة واحدة في خندق واحد في جرائم واحدة ترتكبونها بحق الناس هناك، منها إعداماتٌ جماعية قمتم بتنفيذها بتلك الطريقة البشعة، فإذاً هذه الأَطْـرَاف المستفيدة التي هي تمثل شراً ومشاكل كبيرة في المنطقة والعالم، هذه هي الصورة الحقيقية المعبرة عنكم وعن أَهْـدَافِكم وعن ممارساتكم وعن سياساتكم.
ما تأتون به وما فعلتموه من السابق وفي الحاضر والآن هو عين ما يحدث الآن في عدن، دمار قتل إعدامات جماعية بدون أن مبرر قتل بشكل بشع اعتداءات مستمرة بمعنى أن مشروعكم في الـيَـمَـن هو مشروع تدميري، احتلال، تدمير، استهداف لمحو الهوية الـيَـمَـنية، هكذا ليعي شعبنا حقيقة معركته ومستوى الصراع مع أُولئك وما الذي يريدونه وبالرغم من أن هذه الخطوة لم تحسم الصراعَ مهما طبلوا لها إعْـلَامياً، حدث جزئي بكل ما تعنيه الكلمة عارض، حدث جزئي عارض والشعوب هي المنتصر وانتصرت الشعوبُ في ظروف أصعب بكثير، بكثير مما هو الواقع في البلد، شعوب قد تمكن الغزاة لها من الدخول فيها بشكل كامل أَوْ بشكل كبير والسيطرة بشكل كبير ورموا بثقلهم بشكل كبير وفي النهاية انهزموا، هذه هي نهاية المحتلين والغزاة في كُلّ الشعوب وعلى كُلّ الشعوب المتحررة التي لها قيم، لها أَخْـلَاق، وهذا هو حالُ الشَّـعْـب الـيَـمَـني، هو شعب له أَخْـلَاق، وله قيم وتجري في عروق ابنائه دماء الحرية وواقعه واقع عظيم، واقع ثبات، واقع متماسك، عناصر القوة كبيرة جداً وعلى كُلّ المستويات موقفه لا يزال موقفاً وسيظل وسيستمر باعتماده على الله تعالى وبهذه الهمة والوعي والثقافة والأَخْـلَاق سيستمر وسيبقى الموقف الثابت المتماسك الصامد القوي المعتز الواثق بربه والواثق بنفسه والواثق بعدالة قضيته، وبالتالي ليس هناك ما يقلق في مستوى ما يقلق أحْـدَاث عارضة تعوض إن شاء الله بما هو أكبر وبما هو أهم وهي في نفس الوقت عملية تنبيه؛ لأنه كما قلت حالة الاطمئنان السائدة في البلد جعلت هناك قدراً من الفتور في المرحلة الأخيرة هي ناتجة عن حالة اطمئنان كبير في الوقت الذي كان العدو نتيجة إخفاقاته الكبيرة يعيش أزمة فشل وحريص على أن يحقق أي انجاز مهما كان؛ لأنه يدرك مدى إخفاقه وفشله الكبير، ولهذا طبلوا كثيراً وكأنهم قد ملكوا الدنيا كلها بهذه الخطوة الجزئية؛ لأنهم مأزومون، فاشلون مخفقون كانوا يبحثون عن أي انجاز في الوقت الذي كانت حالة الاطمئنان السائدة قد أثرت على مستوى الاهتمام في الميدان، هذه الحادثة هي تعتبر عملية تنبيه للناس ليتَحَــرّكوا بالشكل المطلوب ليدركوا مسئوليتهم ليدركوا لؤم المعتدي، إنه معتدٍ أحمق وغبي وفي نفس الوقت لجوج ومعاند وهو يحسب في كُلّ اعتداءاته هذه حسابات متعددة يمكن أن نناقشها وهنا بإمْـكَـاننا أن نذكر بحقائق طالما نذكر بها في كُلّ الخطابات والكلمات ولكنها حقائق مهمة ومهم التذكير بها بشكل مستمر خاصة مع الضخ الإعْـلَامي الهائل والإمْـكَـانات الإعْـلَامية والتَّضْـليْل النشط للعدو ما الذي يريده المعتدي السعودي ومعه من معه في هذا العُــدْوَان أَمريكا، إسْرَائيْل وغيرهما ممن يدور في فلكهما ما الذي يريده هذا التكالب هذا العُــدْوَان هذا الإجْـرَام بحق هذا الشَّـعْـب المليارات التي تنفق وتمثل حتى خسائر كبيرة للمعتدي ما الذي يريده بالضبط من بلدنا هل الحفاظ على أمنه القومي؟، هل ليضمنَ أن بجواره بلداً يعيشُ معه التعامل على قاعدة حُسن الجوار؟، وانه لا يستهدف من خلال هذا البلد؟، لا.. ليست هذه القضية التي يحارب النظام السعودي ومن معه من أَمريكيين وإسْرَائيْليين وغيرهم ويستهدفون البلد من أجلها ليست هي هذه ولا بالطريقة هذه كان سيحصل على ذلك المسألة الحقيقة التي يريدها معلومة للجميع، هو يسعى إلى إذلال الـيَـمَـنيين والسيطرة عليهم بما يضمن تدمير هذا البلد وتمزيق هذا البلد وإيصال هذا البلد إلى الانهيار وهذا ما تشهد به ممارساته وسياساته وتوجهاته ومواقفه قوله والعمل، ولذلك عندما يحاول في تَضليله الإعْـلَامي أن يقول من أجل شرعية عادي وما هادي، هذه مهزلة وهذا كلام سخيف، لا ينفق، بالقطع والجزم فإنه لا هادي ولا حكومته المستقيلة معه ولا كُلّ المرتزقة سواءٌ من البلد أَوْ من خارج البلد يساوون عند الأمير السعودي عند الأمير نفسه غير الملك، عند الأمير نفسه كُلّ أُولئك لا يساوون عنده قيمة حذائه وهو يعتبرهم مجرد بضاعة مشتراه، اشتراها بفلوس هذه هي حقيقتهم لديه هو يحتقرهم ليس لهم عندما أي وزن يعتبرهم بضاعة اشتراها بفلوس وأداة يشغلها لتحقيق أَهْـدَاف أُخْـرَى وإلا فليس لسواد عيونهم يدمر البلد ويفعل كُلّ هذه الجرائم وينفق كُلّ تلك المليارات التي ستكون لها آثار سيئة حتى على اقتصاده هو ليس من أجل سواد عيونهم من المعلوم وهم يعرفون كيف يتعامل معهم في الخفاء، كيف يتعاطى معهم في الخفاء وفي السر وفي الجلسات المغلقة ولكن المسألة مسألة أُخْـرَى لأنهم حتى هم تعرفون المسألة جيداً مسألة هادي عبدربه كانت مدة ولايته انتهت المدة المزمنة المنصوص عليها في مبادرتهم الخليجية واستقال أَيْـضاً واستقالت معه حكومته بعد ذلك أتوا بمشروع جديد وحاولوا أن يعيدوهم إلى الواجهة من جديد وَأن يشتغلوا بهم من جديد لأَهْـدَاف أُخْـرَى، طريقة التعاطي مع هذا الشَّـعْـب كانت في الماضي ولا تزال قائمة على أَسَـاس الكبر والحقد والاحتقار والتعالي والغطرسة وبلؤم، ليس هناك أي تعاطٍ قائمٌ على احترام وعلى ندية من النظام السعودي تجاه الـيَـمَـن في أية مرحلة من المراحل من لديه معطيات وحقائق فليبرزها في كُلّ المراحل الماضية ونحن ذكرنا بهذا كثيراً في المراحل التي كان النفوذ للنظام السعودي في البلد في السياسة وفي الحكومة وفي الشأن العام نفوذاً كاملاً وقوياً، ما الذي كان يسعى لتحقيقه من خلال ذلك النفوذ، تلك السيطرة، ذلك التحكم ما الذي كان يسعى لتحقيقه في البلد وما الذي كان يقدمه لهذا البلد، المسار الذي اتجهت فيه الأوْضَــاع لهذا البلد يشهد لذلك في ظل حكومات كان معظم وزرائها ومسئوليها والرؤساء كذلك يتعاطون بطاعة مطلقة مع النظام السعودي كمأمورين يلبون أية أَوامر يستجيبون له في أي شيء، يريده نشر القاعدة في البلد، ضرب أمن واستقرار هذا البلد، دمّر بنيته الاقتصادية، عمل في نهاية المطاف إلى تمزيقه وصولاً إلى أن الشَّـعْـب الـيَـمَـني لم يعد يطيق أن يتحمل وَأن يتهاون تجاه تلك الأضرار البالغة السوء في حياته ومعيشته وأمنه واستقراره وكل أوْضَــاعه فكان أن ثار ثورة شعبية مشهودة عرف بها العالم أجمع، وثورة نقية صافية لها مطالب مشروعة ومحقة وأرست اتفاق السلم والشراكة الذي لم يسعَ ولم يهدف إلى الإطاحة بأَية قوة من القوى السياسية وبأي مكون من المكونات السياسية والاجتماعية في هذا البلد بل أرسى مبدأ الشراكة ومبدأ العدالة وسعى إلى حل مشاكل البلد فكان أن انقلب النظام السعودي من خلال زمرته ونفوذه وتأثيره مع أربابه وأسياده من الأَمريكيين والإسْرَائيْليين إلى إيجاد الكثير من العوائق أمام نجاح هذا الاتفاق وصناعة المزيد من الأَزمات والمشاكل وجاءت استقالة عبدربه والحكومة وتلك المواقف والأحْـدَاث التي قد مرت في هذا السياق، وبالتالي هذا المشروع الذي هو مشروع تدمير واحتلال ومشروع إذلال لهذا البلد، هذا المسعى لإذلال الـيَـمَـنيين هذا الإصْــرَار على تركيع هذا الشَّـعْـب هو مشروع غير قابل للنجاح ولا يمكن أَبداً القبولُ به طالما والنظام السعودي كُلّ ما يسعى له هو هذا، فهذا أمرٌ غير ممكن غير قابل للتطبيق غير ممكن القبول به، مسألة معلومة بأنه معلومة سيئة أَيْـضاً هو ما الذي يفعله يسفك الدم الـيَـمَـني كُلّ يوم يقتلون الأطفال يقتلون النساء يدمرون البنية الاقتصادية يحاربون الشَّـعْـب يحاصرونه يدمرون البلد ومعهم أَيْـضاً مساع أُخْـرَى في سياق مسعاهم لتعزيز نفوذهم الإقْليْمي وعرض عضلاتهم بعد اخفاقات كبيرة في المنطقة والأَمريكي لعب لعبته في هذا السياق جعلهم يتفانون دائماً في سياق أن ينفذوا له أية أجندة في المنطقة مقابل أن يبقى له أهميَّة عندهم، فهذا ما يريده النظام السعودي لا هو أراد ما يسميه بالشرعية أية شرعية هذه شرعية تدمير بلد، هو لا يمتلك أصلاً حق في أن يتدخل حتى تحت هذا العنوان، حتى تحت هذا العنوان هو لا يمتلك الحق في ذلك ولكن هو غير معني بنا نحن كيمنيين وما يريده في هذا البلد من إذلال وتدمير وسفك للدماء وتركيع وتمزيق والسيطرة على مناطق واحتلال لمناطق هو مشروع في النهاية سيخفق، صحيح له أضرار كبيرة له آثار سلبية والجرائم فضيعة جداً، ولكن شعبنا الـيَـمَـني في نهاية المطاف هو مظلوم ومعتدى عليه ومواقفه ضرورية، مهما كان هناك من نشاط إعْـلَامي تضليلِي وادعاءات وافتراءات وتقولات فإن الجرائم الفظيعة البشعة التي فعلاً لا نظير لها في المنطقة هي فوق كُلّ تلك الادعاءات تكشف زيف كُلّ تلك الادعاءات وَأن ما يريده المعتدي هو شيء آخر وهي في نفس الوقت تحتم على الجميع مسئولية كبيرة في التصدي للمعتدي؛ لأنه هو هذا وهذا ما يفعله مجرم بكل ما تعنيه الكلمة وجرائم بشعة وفظيعة وفي نفس الوقت تقدم نذيراً مهماً؛ لأنه لو تمكن والعياذ بالله هذا المعتدي ما الذي سيفعله ذبح، قتل، تدمير، تمزيق، سيطرة على الأرض إلى غير ذلك، المسألة لا يمكن القبول بها بأَي حال من الأحوال، وواقع شعبنا الـيَـمَـني واقع معروف، شعب مظلوم معتدى عليه من طرف لا يمتلك الحق أَبداً فيما يفعله حتى العناوين التي يرفعها لا يمتلك الحق في شأننا الـيَـمَـني وإلا ماذا لو أتينا نحن قلنا نريد أن نغير أَوْ نفعل أَوْ نقرر شيء في شئونكم في المملكة ماذا كنتم ستقولون أَنْتُم تفعلون نفس الشيء في بلدنا يعني أَنْتُم متدخلون فيما لا يعنيكم ولا شأن بكم به ولا حق لكم فيه، فشعبُنا الـيَـمَـني الذي هو مظلوم ومظلوميته كبيرة والعُــدْوَان عليه كبير وهو مستهدف في حياته وأرضه وكرامته؛ لأنهم يريدون أن يذلوه، واستقلاله، ويُقتل أطفاله وتُقتل نساؤه بالتأكيد مظلوميته كبيرة وهو الذي يمتلك الحق في أن يتَحَــرّك في كُلّ الاتجاهات للتصدي لهذا العُــدْوَان التي هو من أَطْـرَاف لا حق لها مطلقاً في ذلك وكما قلنا سابقاً الشيء المهم في ظل وضع كهذا ومظلومية كبيرة وعُــدْوَان وقح من أَطْـرَاف وقحة، معتدية، مجرمة بشعة في إجْـرَامها وطغيانها، المهم هو الرهان على الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَعَــالَى والتَحَــرّك الفعلي في كُلّ الاتجاهات، وهذا هو ما يمكن أن يضمنه شعبنا الـيَـمَـني ويضمن من خلالهِ الوصول إلى النتائج العظيمة والمهمة، إلى الحرية إلى الاستقلال إلى النصر إلى إبطال كيد المعتدين بفضل الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَعَــالَى ومعونته شعبنا حينما يتَحَــرّكُ ويواجه أُولئك الذين اعتدوا عليه أُولئك الذي يقتلون أطفاله ونساءه ويدمرون بنيته ومنشآته ومرافق حياته كلها حينما يتَحَــرّك هو يواجه معتدين أرادوا السيطرة عليه والتحكم بشئونه والتدخل في أمره وَأن يكونوا هم من يأمر ويقرر وَإن قالوا إن هناك من يسمونه رئيساً أَوْ حكومة هذا هو كُلّ ما يعمله المحتلون تقريباً في أي بلد، إستقرأوا كُلّ حالات الاحتلال، يعملون حكومة يعملون جيشاً يسمون رئيساً ولكن عادة ما يكون الرئيس مرؤوساً والحكومة محكومة تتلقى الأَوامر والتوجيهات وتخضع بالكامل لأَوامر وتوجيهات المحتل والمعتدي كان في لبنان جيش انطوان لحد، وكان هناك في مرحلة من المراحل، حكومات موالية لإسْرَائيْل، كان في فيتنام في شطر من فيتنام حكومة جيش طرف كامل يتَحَــرّك على أَسَـاس أنه مستظل بالمظلة الأَمريكية، في بلدان كثيرة في العراق فعلوا ذلك، أول ما دخلوا العراق، بالتالي المسألة عندما يتَحَــرّك شعبنا الـيَـمَـني ويتَحَــرّك في موقف أصيل وثابت وضرورة ومحق وعادل يستحقُّ التضحية من أجل أن نكونَ أَحْــرَاراً يمكن أن نضحي بأَي شيء حتى بأنفسنا في سبيل أن لا نستعبد وَأن لا نخضع ولا نركع إلّا لله عز وجل، في سبيل أن يكون بلدنا مستقلاً وَأن يأتي اليوم الذي يكون فيه لهذا البلد حكومة حرة ورئيس حر ويحظى هذا البلد بالاحترام بين البلدان ويُنظر إليه كبلد مستقل وحر يمكن أن ندفع أي ثمن مهما كان هل يمكن أن نرضى بالاستعباد لا يمكن إلّا لله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَعَــالَى فنحن له عبيد أذلاء ومستسلمون لعظمته وخاضعون له ومتوكلون عليه، وفي هذا العز وكل العز لكن أن يستعبد الإنْـسَـان لمن؟، هل لمن هم حريصون عليه هل تشهد المرحلة السابقة كما قلت كثيراً وكثيراً مرحلة النفوذ المطلق والسيطرة الكبيرة للنظام السعودي على البلد هل كان فيها ما يشهد وهل كان مسارها وتَطَـوّراتها وما كان سائداً فيها يشهد على أن أُولئك أناس يحترمون الشَّـعْـب الـيَـمَـني أَوْ يفكرون في مصلحته أَوْ يعطفون عليه؟، أم أنهم كانوا يسعون إلى فرض سياسات تدمر هذا البلد بالكامل، أمنه واستقراره واقتصاده ونسيجه الاجتماعي وهُويته الثقافية وكل شيء فيه، كُلّ مواطن يمني كان يعيش في حياته في واقعه يعيش الحقيقة، يدرك أن كُلّ يوم يمر هو أسوأُ من اليوم الذي مضى، كان البلد يشهد دائماً من يوم إلى آخر تضعضعاً في كُلّ شيء واختلالاً في كُلّ شيء وتدهوراً في كُلّ شيء، كُلّ يوم كان يمر في تلك المرحلة التي كانت سياساتكم فيها وتوجهاتكم فيها وأَوامركم فيها هي المفروضة في هَذا البلد، كُلّ يوم يمر اقتصاده يتدهور أَكثر فأكثر، أمنه واستقراره يتدهور أَكثر فأكثر، الحالة العامة في البلد النسيج الاجتماعي يتفكك يوماً بعد يوم بما تثيرونه من فتن، القاعدة كانت تنتشر أَكثر فأكثر بتصديركم أَنْتُم لها إلى هذا البلد وتمويلكم لنشاطها في هذا البلد.
إذاً فمشكلتكم انكم لم تكونوا لا حريصين على الناس ومن أجل سواد عيونهم تعملون كُلّ ما تعملون ومضحك، والله إنه لمضحك ومحزن في نفس الوقت أنكم وأَنْتُم ترتكبون أبشع وأفظع وأسوأ الجرائم الجماعية التي تقتلون فيها الآلاف من الأطفال والنساء وتدمرون كُلّ شيء في هذا البلد تتوجهون بالكلام إلى الشَّـعْـب الـيَـمَـني أَيُّـهَا الـيَـمَـنيون إنما هذا من أجلكم يعني أَنْتُم تقتلون الـيَـمَـنيين من أجلهم؟..!!، تدمرون كُلّ مرافق حياتهم من أجلهم؟..!!، تقتلون الآلاف من النساء والأطفال من أجلهم؟..!!، تحاصرونهم وتسعون إلى منع كُلّ احتياجاتهم الإنْـسَـانية من أجلهم؟..!!، تدمرون منازلهم من أجلهم؟..!!، هذه سخافة، كلام سخيف بقدر ما أَنْتُم عليه من انعدام الأَخْـلَاق والإنْـسَـانية والضمير أَنْتُم هكذا فيما تقولون وفيما تفعلون غلط الغلط وباطل الباطل، وبالتالي لا لسواد عيون الـيَـمَـنيين ولا لسواد عيون أي طرف حتى مرتزقتكم والله إنكم لتعترفون حتى في الخفاء وفي التعاطي مع كثير من الناس أنكم مستعدون أن تضحوا بهم، أن تتجاوزوهم، لكن في سبيل تحقيق أَهْـدَاف لكم أَنْتُم وليس لهم هم، لا لسواد عيون الـيَـمَـنيين تفعلون ما تفعلون ولا لضمان أمنكم فقط؛ لأنها كانت مسألة لا تحتاج إلى ما تفعلونه ضمان أمنكم أن يكون هناك حُسن جوار وأمن ينبغي أن يكون من الطرفين يعني بمثل ما لو افترضنا أن همكم أن تأمنوا من هذا الطرف من الـيَـمَـن، للـيَـمَـنيين الحق كُلّ الحق أن يكونوا آمنين من جانبكم؛ لأنكم أثبتم بما تفعلون وليس بالحديث عن نوايا وخفايا، بما تفعلون بعُــدْوَانكم هذا الإجْـرَامي وبسياساتكم الظالمة أنكم أَنْتُم من تشكلون خطراً على الـيَـمَـن وأنه كان يحق للـيَـمَـن أن يقول لكم دائماً: أَنْتُم تشكلون خطراً على امننا القومي، نحن نريد الضمانات لأمننا، نحن نريد أن نأمن منكم، أَنْتُم الخطر علينا قبل أن نكون الخطر عليكم، متى كان الـيَـمَـن خطراً عليكم؟، ومتى كان الشَّـعْـب الـيَـمَـني خطر على أي بلد من البلدان العربية؟، وهو الشَّـعْـب الذي أَخْـلَاقه أصيلة وأثبت أنه دائماً كان المظلوم وليس الظالم، والمعتدى عليه وليس المعتدي، والمتآمر عليه وليس المتآمر، شعبٌ يعاني بكل ما تعنيه الكلمة، وشعب أَخْـلَاقه أصيلة وصبره كبير وكنتم أَنْتُم دائماً لا لضمان أمن ولا لمصلحة الـيَـمَـنيين فعلتم ما فعلتم.. أكبر من ذلك أردتم ما هو أسوأ وأفظع، وإلا كانت مسألة متاحة ما تحتاج إلى كُلّ هذه الجرائم والطغيان، فشعبنا الـيَـمَـني الذي يعيش معركة الشرف والإيْـمَـان والاستقلال والحرية هو في موقع الرضا بالله في موقف الحق والعدل، والآخر خارجي معتدي وعميل باع نفسَه كأداة رخيصة ما يعزز موقفنا لمواجهة هذا التعدي وهذا الإجْـرَام ونحن نخوض معركة الشرَف والحرية والاستقلال كشعب يمني أولاً الاعتماد على الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَعَــالَى والالتجاء إليه، ثانياً التَحَــرّك الجاد مهما كان هناك من اطمئنان وصبر وثبات ليرفق بمواقف عملية في كُلِّ الاتجاهات وفي كُلّ المجالات ونحن نثمن ما يقول به علماء البلد من نشاط كبير ما يقوم به كُلّ الشرفاء و الأَحْــرَار في كُلّ المجالات، الشرفاء والأَحْــرَار من الإعْـلَاميين الشرفاء والأَحْــرَار من الوجهات والمشايخ والقبائل من كُلّ فئات ومكونات هذا البلد كُلّ الشرفاء والأَحْــرَار، نحن نثمن ما يقومون به، لكن المزيد من الجهد، المزيد من العمل، المزيد من الاهتمام كذلك الرفد المستمر لجبهات القتال في الداخل في مواجهة المعتدي وأدواته ومرتزقته الآتين والمشكلين من كُلّ شكل، إضَــافَــة إلى رفد الخيارات الاستراتيجية التي باتت مُلحة كلما زاد صلف المعتدي كلما كانت ملحةً أكثر.
وأنا أقول للمعتدي مهما فعلت وَإِذَا حققت اختراقاً هناك أَوْ هناك هذا لم يحسم لك المعركة نهائياً أولاً أَنت أمام شعب مجرب للحروب والأحْـدَاث والمتغيرات وَإِذَا أردت أن تقرأ تَأريخه، هذا البلد، هذا الشَّـعْـب سبق له في تَأريخه أن هزم امبراطوريتين كُلٌّ منهما كان لها ثقلها على مستوى العالم كله في الشمال امبراطورية وفي الجنوب امبراطورية وهو اليوم بإيْـمَـانه ووعيه وفيه الكثير الكثير الكثير من الشرفاء والأَحْــرَار والثابتين والمؤمنين والصادقين والصالحين والواعين والمستبصرين هو اليوم لا يقل عما كان عليه أسلافه وآباؤه وأجداده أُولئك الذين تصدوا للعُــدْوَان في كُلّ قمة جبل وفي كُلّ مدينة وفي كُلّ وادٍ وفي كُلّ قرية وفي كُلّ ساحل، هو ذلك الشَّـعْـب الـيَـمَـني الذي بقدْر ما تزدادون إجْـرَاماً يزداد اندفاعاً وإحساساً بالمسئولية ويدرك كم هو بحاجة إلى أن يواجه هذا الصلف وهذا العُــدْوَان وهذا الإجْـرَام، وفي نفس الوقت الرفد للخيارات الاستراتيجية إلى مواقع التدريب وَإلى جبهات القتال في الثغور.
أنا اوجه ندائي إلى كُلّ الأَحْــرَار والشرفاء في هذا البلد أن يتَحَــرّكوا في هذين الاتجاهين تعزيز الجبهات الداخلية وتعزيز الخيارات الاستراتيجية والتَحَــرّك الجاد والاطمئنان، نحن جاهزون أن نخوضَ هذه المعركة التي هي معركة نحن فيها في مقام الرضا لله وفي مقام العزة وفي مقام القتال عن أنفسنا ووطننا وبلدنا وأرضنا وعرضنا وشعبنا، بأصالة، نحن لا نخوض هذه المعركة بالوكالة عن أحد هذه المعركة التي تجري في الـيَـمَـن هي معركة الـيَـمَـنيين الذين استهدفوا إلى الـيَـمَـن في الـيَـمَـن في قرى الـيَـمَـن في مدن الـيَـمَـن في مناطق الـيَـمَـن، ومحاولة التَّضْـليْل الإعْـلَامي والتزييف الإعْـلَامي للحقائق فاشلة وخاسرة وبائرة، وهنا كذلك ننصح الكثير ممن يبيعون أنفسهم أن لا يرخصوا أنفسهم أَبداً؛ لأنهم هم الخاسرون وطالما كان العملاء والمرتزقة الذين خانوا أوطانهم وباعوا شعوبهم في النتيجة وفي النهاية كانوا هم الخاسرين وأنا أؤكد لشعبنا الـيَـمَـني العزيز أن لصموده قيمة وأية قيمة ثبتت هذه القيمة طول الفترة الماضية فلا يسمع أحد للمرجفين ولا للمثبطين ولا للجبناء، عادة تجاه أحْـدَاث كهذه البعض من الجبناء يتضعضعون يهتزون يجبنون لكن في مقام الآخرين النوعية التي قال عنها القرآن الكريم “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ”، آل عمران (173)؛ لأن من يثق بالله ومن يعي قضيته ومن يعيش الحرية في دمه ووجدانه وشعوره وكيانه هو لا يقبل أَبداً أياً كانت الأحْـدَاث وأياً كانت الظروف ومهما كان مستوى التحديات لا يمكن أن تركعَه ولا أن تخضعه تلك الأحْـدَاث أَبداً وهو يعي أن عاقبة موقفه النصر وَأن في صموده وثباته قيمة وجدوائية وعاقبة حتمية بإذن الله تعالى.
وأقول للمعتدين: طالما وأَنْتُم تنطلقون في تعاطيكم وفي عُــدْوَانكم مع هذا البلد من منطلقاتكم تلك العُــدْوَانية والإجْـرَامية بغية إذلال الـيَـمَـنيين، تركيع الـيَـمَـنيين، احتلال أرضهم تجزئة وبعثرة بلدهم… إلخ، فأَنْتُم فاشلون مهما فعلتم هذا مشروع سيفشل وأية عوارض وقتية ستزول ولن تكونوا أَبداً مهما كانت أموالكم ومهما كان لكم من المرتزقة من أي بلدان العالم لن تستطيعوا أَبداً أن تصمدوا أَكثر من صمود هذا الشَّـعْـب الذي له قضية حقيقية وقضية أصيلة وقضية لا يمكن المساومةُ عليها، هل يمكن أن يساوم الشَّـعْـبُ الـيَـمَـني على استقلاله على كرامته، أن يقبل باحتلال أرضه، أن يسكت ويتغاضى عن تجزئة وطنه؟، هذا أمرٌ لا يمكن أن ينجح أَبداً والعوارض الوقتية ستزول حتماً وحتماً ومستوى تفاعلنا كيمنيين وقناعتنا بضرورة أن نعيش الحرية التي أرادها الله لنا والحرية التي من ثقافتنا من تكويننا من وجداننا من طبيعتنا هي مسألة أَسَـاسية لا يمكن التفريط بها أَبداً ولن نركع لأحد، ولكن أَنْتُم تورطون أنفسكم كلما دخلتم في خطوات تصعيدية كلما تورطتم كلما استمر عُــدْوَانكم أَنْتُم تتورطون أَكثر تغرقون أَكثر في هذا المستنقع تستنزفون أَكثر وشعبنا وَإن تضرر لكنه يعيش معركة الحرية والعزة وهو المنتصر في الأخير والله تعالى هو خصيمُكم والشَّـعْـب الـيَـمَـني تأبى لها أَخْـلَاقه وحريته وعزته وكرامته وتَأريخه وحضارته أن يقبل بالإذلال والإهانة وَإِذَا أردتم الـيَـمَـن جاراً صالحاً وافترضنا أن هدفكم فقط كان هو ضمان أمنكم كانت مسألة متاحة بغير هذا الأُسْلُوْب الإجْـرَامي والعُــدْوَاني، من أراد الصلاح مع جاره لا يظلم جاره ويستهدفه بهذا الشكل، وتأكدوا أن العواقب والغايات هي المعتبرة، العوارض الجزئية ليست هي المعتبرة، عادة تحصل في كُلّ الظروف وفي كُلّ الحروب أن يحدث أحياناً اختلال هنا أَوْ اختلال هناك في حركة النبي صلوات الله عليه وعلى آله وهو يقاتل في سبيل رسالة الله تعالى في مواجهة الكافرين والمشركين بكل طغيانهم وهمجيتهم وإجْـرَامهم كانوا هناك أُحُد وكان هناك بدر كان هناك خيبر كانت هناك في نهاية المطاف العاقبة للمتقين والنصر كان للإسلام والحق والعدل وحدثت أحد بالرغم من عظمة وقداسة مسيرة الإسلام وحركة النبي صلوات الله عليه وعلى آله، يعني أن يحدثَ إخفاق أَوْ يحدث لكم منزلق وليس تقدماً أَوْ مكسباً حقيقياً لكن منزلق بما تعنيه الكلمة، لا يعني هذا أَبداً أنكم ربحتم المعركة وَأن المسألة انتهت.. لا.. موقفُ شعبنا الـيَـمَـني موقف أصيل يستطيع أن يخوض معركة النفَس الطويل ويستطيع أن يتَحَــرّك في اتجاه تنفيذ خياراته الاستراتيجية مهما كان هناك من تَطَـوّرات على الأرض، ولربما أَنْتُم تعرفون حقائق وإن أخفيتموها عن إعْـلَامكم من يحدد العواقب في نهاية المطاف هو الله، لا أَمريكا ولا إسْرَائيْل ولا مالكم ولا نفطكم ولا جبروتكم ولا تكبركم ولا مرتزقتكم من يرسم العواقب ويحدد النهايات هو الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَعَــالَى “ولله عاقبة الأمور”، “إلّا إلى الله تصير الأمور”، وهو قد قال وحكم “والعاقبة للمتقين”، “ان العاقبة للمتقين”، “والعاقبة للتقوى”، “إن الله مع الذي اتقوا والذين هم محسنون”، وبالتأكيد شعبنا الـيَـمَـني وَإن قدم التضحيات وَإن تكبد خسائر في ما يقدمه، لكنه لقضية عادلة ليكون حراً ولـيَـمَـنع عن نفسه الضيم والهوان والإذلال والقهر وَإن قدم ما قدم في نهاية المطاف قضية محقة وعادلة تستحق كُلّ ذلك.
وأقول لشعبنا الـيَـمَـني العزيز: بقدر ما رأيناك في الساحات والوقفات متفاعلاً وعزيزاً وشامخاً ونحن ننظر في وجوه الناس فنرى فيها عزة الإيْـمَـان وقوة وشهامة وشجاعة الـيَـمَـني المعروفة عنه بقدر ما نأمل أن تستمر هذه الحالة وَأن تكون مثل تلك التَّطَـوُّرات حافزاً ودافعاً للتَحَــرّك بجدية أكبر هذا الذي ينبغي أن يكون لمعالجة بعض العوائق وبعض الإشكالات أَوْ بعض الخلل في الواقع العملي الذي قد تؤثر هنا أَوْ هناك وليطمئن ليستفيد الكل من التَّأريخ ومن الحقائق الثابتة وليطمئنوا ويتوكلوا على الله.
ونؤكد في ختام الكلمة على بعض النقاط:
أولاً:ـ نؤكد أن الحلول السياسية بالشأن السياسي في البلد متاحة وممكنه، والذي أعاقها في البدء كان هو العُــدْوَان وإلا كانت القوى السياسية على وشك انجاز اتفاق برعاية الأمم المتحدة في صنعاء فأتى العُــدْوَان وأفشل ذلك، اليوم وقبل اليوم كانت ولا تزال الحلول السياسية متاحة وممكنة ونحن في هذا السياق نرحب بكل جُهد ومسعى في هذا السياق من أي طرف من الأَطْـرَاف العربية المحايدة أَوْ الأَطْـرَاف الدولية.
ـ ثانياً: أتوجه إلى الإخوة في الجنوب لأن هناك محاولة لخداع الإخوة في الجنوب سواءٌ في الحراك أَوْ في غيره، النظام السعودي يلعب لُعبته مع كُلّ المرتزقة وخارج إطار المرتزقة ويستهدف حتى الكثير من الشرفاء بأُسْلُوْب الخداع والتَّضْـليْل يأتي ليقول الإخوة في بعض الحراك ليقول لهم: أنا أدعمكم لتنفصلوا حاربوا وأنا سأدعمكم من أجل تحقيق الانفصال، يأتي ليقول للبعض مثلاً في حزب الإصلاح أَوْ في غيره أنا سأدعمكم للحفاظ على الوَحدة. ويأتي لكلٍّ بعنوان بمعنى يغني لكلٍّ بأغنيته، هذا هو أُسْلُوْب من أَسَـاليب الخداع، من أَسَـاليب التَّضْـليْل، لا تكونوا منخدعين، والله لم يرد النظام السعودي لا الجنوبيين ولا الشماليين ولا أي مكون من المكونات السياسية وما نظر إلى أي طرف في هَذا البلد يريد أن يحركه أَوْ يستغله إلّا كأداة رخيصة يعتبره سلعةً يشتريها إما بفلوس أَوْ مضافاً إلى ذلك البعض من الوعود.
في هذا السياق أَيْـضاً نحذر النظامَ السعودي وننصحه أن لا يعملَ عوائق على حج الـيَـمَـنيين، أن يعمل على تعقيد مسألة الحج على أَبْـنَـاء الـيَـمَـن هذا أولاً لا يجوز له شرعاً بأَي حال من الأحوال ولا يحق له ذلك نهائياً، وَأن يتعاطى بناءً على الأحْـدَاث بناءً على الصراع بناءً على الحرب فيأتي ليحاول أن يعقد الحج على الـيَـمَـنيين إلى بيت الله الحرام الذي قال الله عنه “سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ”، ثانياً لو فعل ذلك ستكون لذلك آثار سيئة عليه من الله أولاً ومن الشَّـعْـب الـيَـمَـني ثانياً.
وأتوجه إلى المكونات السياسية أن كفى تأخُّراً عن سد الفراغ السياسي الذي يفيدُ المعتدي إلى حد كبير، ونتوجه إلى الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَعَــالَى أن يوفقَ شعبنا الـيَـمَـني وأن ينصره ويؤيده ويُعينه ويثبته ويوفقه، وَأن يرحم الشهداء، وَأن يشفي الجرحى وأن يُعين أَبْـنَـاء الجيش واللجان الشَّـعْـبية وكل الأَحْــرَار في الميدان ويثبته وينصرهم ويؤيدهم والعاقبة للمتقين.
والسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتُهُ..