أهل الكتاب مع أنبيائهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون
المسيرة/ خاص:
تحدث الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدرالدين الحوثي في الدرس الثامن عشر من دروس رمضان في سياق كلامه عن طبيعة الصراع مع أهل الكتاب، وكيفية تعاملهم “اليهود والنصارى” مع الأنبياء بالتكذيب، بل ووصل إلى القتل فقال: “وصل بهم الحال إلى أنه إذا جاء رسول لا يتأقلم معهم، يقتلونه، أو يكذبون به، ويموت ولا يكون قد أثر فيهم بأي أثر {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ}(البقرة: من الآية87) فريقاً من الرسل تكذبونهم، وفريقاً تصل بكم الحال إلى أن تقتلوهم مثلما قال سابقاً:{وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ} }(النساء: من الآية 155).
وصلت سخريتهم من منطق الهدى على ألسن الأنبياء منهم ، وعلى لسان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أن يقولوا في الأخير: نحن قلوبنا هذه مغطاة لا يدخل كلامك إليها، لا تتقبل..
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}(البقرة:89
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ} البقرة: من الآية89)
ويشير الشهيد القائد إلى موقف اليهود من رسول الله صلوات الله عليه وآله عندما أرسله الله مصدقاً لما معهم، فكانت مواقفهم منه نفس مواقفهم السابقة مع أنبيائهم.
وأضاف الشهيد القائد: عندما تجدهم كافرين برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ما كانت القضية فقط مجرد ردة فعل، لماذا لم يكن منهم؟ لماذا لم يكن من بني إسرائيل؟ لا، هذا هو امتداد لما كانوا عليه حتى مع أنبياء منهم، رسل منهم{فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ}(المائدة: من الآية70). الدرس الخامس من دروس رمضان.
ويؤكد الشهيد القائد أن موقف أهل الكتاب اليهود والنصارى من الأنبياء وتكذيبهم وقتلهم ليس له أي مبرر إلا الكفر بآيات الله {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ}(البقرة: من الآية61)، ومعناه أنه يبين لك كيف وصلوا هم في أن هذه الأشياء ما لها قيمة عندهم ، النعم هذه والآيات هذه والأنبياء الذين هم منهم يقودونهم إلى ما فيه شرف ورفعة لهم، وأنبياء يعلمون أنهم أنبياء من عند الله، وليس أنهم مكذبون؛ لأنهم لم يعرفوا أنه نبي، قد عرفوا أنه نبي، ويتآمرون عليه ويقتلونه. الدرس الرابع من دروس رمضان.
ولأن أهل الكتاب يعرفون في تاريخهم قيمة الدين، قيمة الحق، وكيف أنه يبني أمة تكون على أرقى مستوى، تكون أقوى أمة، يعتبر الشهيد القائد موقفهم من الأنبياء لأنهم: “ أصبحوا حاسدين، لأن الناس أوتوا شيئا صحيحا أوتوا شيئاً يعتبر بالنسبة لهم نعمة كبيرة، وفي نفس الوقت لماذا لم يكن النبي منهم ـ كما يقولون ـ لماذا لم يأتِ النبي منهم ”لكن ما يكذب قولهم أنه “قد جاء أنبياء منهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون”.
وفي ذات السياق أوضح الشهيد القائد في “الدرس الثامن عشر من دروس رمضان”: أن المسألة تقدم بأن الفضل هو بيد الله وقد أعطى هم من قبل وهم الذين تخلوا وهم الذين أصبحوا يتعاملون مع أنبياء الله بالتكذيب والقتل ويتعاملون مع كتب الله بالتحريف ويشترون بها الضلالة ويشترون بها ثمناً قليلاً.