نفاق المجتمع الدولي ما بين “الغوطة” واليمن
وائل شاري
لم يعد خافياً على أحد اليومَ نفاقُ المجتمع الدولي، وعلى رأسه أمريكا والدول الكبرى في العالم وتعاملها مع القضايا الإنسانية هنا أَوْ هناك، ففي سوريا وبمجرد أن تقدَّمَ الجيش السوري ميدانياً في الغوطة الشرقية وأصبح قابَ قوسين من تطهيرها من العناصر التكفيرية داعش والقاعدة، سارعت أمريكا لعقد جلسة لمجلس الأمن؛ لمناقشة تطورات “الغوطة”؛ في محاولة لإبقاء داعش باعتبارها أداةً تستخدمُها حيث تشاء ومتى ما تشاء.
ومن الغريب في الأمر أن مجلسَ الأمن الدولي يعقد اجتماعاتٍ بشأن ذلك الأول الأسبوع قبل الفائت وَالآخر مساء أمس؛ لمناقشة مشروع قرار أمريكي يقضي بوقف العمليات القتالية وإعلان الهدنة في الغوطة الشرقية؛ وذلك بسبب الأزمة الإنسانية في مدينة الغوطة التي يسيطر عليها عناصر داعش التكفيرية، وتعد محاولة أمريكا لإنقاذ في المدينة الصغيرة التي لا تقاس إلّا بعدة أحياء في العاصمة صنعاء تزلفاً وخبثاً سياسياً كبيراً، حيث تريد كسرَ انتصارات الجيش السوري.
وفي مقابل ذلك نجد أن الضغوطات الدولية التي مورست من أجل فتح الحصار البحري والجوي والبري على اليمن على أقل تقدير وليس إيقاف الحرب العدوانية التي تقودُها أمريكا وزبانيتها ضد اليمن، لم تجد لها آذاناً صاغية، وتم تجاهلُها من قبل مجلس الأمن، وذلك بحسب رغبة أمريكا التي تريد استمرار حرب اليمن وتريد إنقاذ العناصر التكفيرية لداعش وأخواتها مِن الهزيمة في الغوطة وسوريا بشكل عام.
ومن ذلك نجد أن النفاق السياسي الأمريكي ينشط بحسب مصالح أمريكا، فتتوجه سياستُها المعادية لمحور المقاومة في سوريا، والذي بدوره كشف النفاق الأممي بشأن ما يدور في اليمن الذي يعاني من أكبر كارثة إنسانية في العالم بانتشار الأوبئة والأمراض الذي تنشرها طائرات العدوان باستخدام الأسلحة الجرثومية والعنقودية والفسيفورية، بحسب تقارير الأمم المتحدة ذاتها.
ألا يستحقُّ الشعبُ المحاصرُ منذ ثلاث سنوات إلى وقفة عاجلة من قبل المجتمع الدولي لوقف الحصار والعدوان أم المستحق لذلك الجماعات التكفيرية التي تقبع في الغوطة الشرقية والذي لا يتجاوز عددهم لسكان أصغر الأحياء السكنية في صنعاء؟!.
في صعدة التي أعلن تحالف العدوان الأمريكي السعودي أنها منطقة عسكرية وتتعرض للقصف المتواصل من قبل الطيران جواً والصاروخي والمدفعي براً من أراضي دولة العدوان، فيستشهد ويصاب يومياً العشرات ولا يمر يومٌ دون ضحايا، ناهيك عن تدمير كافة البُنى التحتية من مستشفيات ومدارس وآبار مياه ومحطات كهرباء.. وحتى مستشفيات تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود تعرضت للقصف والتدمير ولن تجد فيها شيئاً يسهل الحياة اليومية للمواطنين.
أين النفاقُ الأممي والدولي من ذلك؟، نجد أن كُلّ الحروب التي تدورُ في المنطقة برعاية أمريكية أممية وتواطؤ دولي، فهل الغوطة الشرقية تعاني كصعدة أم أن أمريكا تريدُ إنقاذ داعش في سوريا وبموافقة دولية؟.