فلسطين أقرب من أي وقت مضى!
صارم الدين مفضل
لا تزالُ السياسةُ الأمريكية تجاه فلسطين منحازة بالكامل للكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين، ولا يزال القرارُ الرسمي العربي رهنَ الهيمنة والاستحواذ الصهيوأمريكي، إلا أن الأحداثَ المتسارعةَ التي جاءت على غير رغبة الأمريكي في كُلٍّ من العراق وسوريا واليمن، دفعت المتحكمَ بالقرار الأمريكي لتعجيل تحَـرّكاته الدبلوماسية والإعلامية باتجاه ترسيخ أقدام الاحتلال الصهيوني لفلسطين من خلال الإعلان عن تسوية سياسية مزعومة تبيع الوهم للفلسطينيين، بينما تعزّز واقع الصهاينة المحتلين!
غير أن واقعاً من نوع جديد، لم يكن بحُسبان أحد، بات يتشكل اليوم بقوة ويتصدّى لقوى الهيمنة والاستكبار العالمي في منطقتنا، كتجربة الحشد الشعبي في العراق التي نجحت في القضاء على تنظيم الدولة المخابراتي الصهيوأمريكي المسمى “داعش”، وتجربة القوات الشعبية المساندة للجيش العربي السوري التي أسهمت معه في القضاء على التنظيمات “الإرهابية” ومحاصرتها في أماكن ضيقة ولا زالت تواصل انتصاراتها النوعية شيئاً فشيئاً وصولاً لتطهير كامل الأراضي السورية.
كذلك الحال بالنسبة لتجربة اللجان الشعبية في اليمن التي تمكّنت من مطاردة فلول وعناصر التنظيمات المخابراتية المسماة بـ “القاعدة” و”داعش” وأخواتهما، من شمال اليمن وحتى جنوبه، ومشاركة الجيش اليمني بقوة وفاعلية في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وتحقيق انتصارات ميدانية نوعية فاجأت العالم أجمع، تمثلت بالمنظومات الدفاعية المصنعة محلياً كمنظومة الصواريخ البالستية المتعددة التي طالت عواصم دول العدوان كالرياض وأبوظبي، ومنظومة الطائرات بلا طيار، ومنظومة صواريخ مندب1 البحرية، وغيرها من الأسلحة النوعية التي تعلن عنها دائرة التصنيع الحربي في وزارة الدفاع من فترة لأُخْـرَى.
واقعٌ جديدٌ كهذا شكّل في الحقيقة صدمةً غيرَ متوقعة للصهيوأمريكي، إضَافَة لقوة حزب الله اللبناني وحركات المقاومة في فلسطين، ويعجل بسقوط المشروع الصهيوني، وما فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتصرفاته الأخيرة بخصوص القدس سوى محاولة بائسة للتغطية على ذلك والظهور بمظهر من يجني الأموال ويحقق المكاسب، فيما الواقع يؤكد بأن المسلمين باتوا أقربَ للقضية الفلسطينية من أي وقت مضى!