لن ننتظرَ السرابَ والماءُ أمامنا
عبدالله أحمد الدرواني
كَثُرَ الحديثُ هذه الأيامَ عن نتائجَ وهميةٍ للمفاوضات الجارية خارج البلاد “إن وُجدت” فيما يتعلق بالشأن اليمني والعدوان والحصار على اليمن.
فهناك من يتحدث عن برنامج وجدول أعمال المفاوضات، وهناك من يتحدث عن شروط هذا الطرف فيما يتعلق بذلك البند، وهناك من يتحدث عن نتائج أولية “وهمية” للمفاوضات (كوقف فوري للعدوان وَرفع الحصار مقابل كذا وكذا و… إلخ).
صحيحٌ أننا تعودنا على مثل هذه الأخبار الزائفة والتكهنات والتحليلات الوهمية التي من أبرز أهدافها هو التلاعب بمشاعر البسطاء من عامة الناس تمهيداً لصنع أكذوبة وترويجها للتضليل عليهم وتحريضهم وتأليبهم على طرف معين كما حصل فيما يتعلق بموضوع قطع الرواتب وقرار نقل البنك المركزي إلى عدن، هذه التكهنات والأوهام التي مصدرها “مطابخ الأكاذيب” التابعة للعدوان والتي تعتبرها سلاحاً من أسلحتها الفتّاكة المستخدمة في عدوانها على اليمن منذ ثلاث سنوات.
ولكن المثير للسخرية في الأمر هو تداول الكثير من العملاء في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتلك التكهنات والأوهام وكأنها حقائق تم الإعلان عنها.
واعتقاد أصحاب تلك الأقلام المأجورة أن هناك من سيؤمل أَوْ يراهن على أن يأتي الفرجُ من طاولة المفاوضات المزعومة.
لم يعد أحد يصدق ولا يصغي ولا حتى يسمع لأكاذيبكم، ولم يعد هناك مَن يثق أَوْ يراهن أَوْ يعلق أمل الفرج على مفاوضات وقوانين أمم الغاب.
أصبح الكل يثق بالله ويراهن عليه وعلى حكمة القيادة وبطولات رجال الرجال في كُلّ الميادين التي تحولت إلى جحيم مستعر يلتهم الطغاة المعتدين الغزاة المحتلين ومرتزقتهم وعملائهم خونة وطنهم وقتلة أهلهم.
بفضل الله وعونه وتأييده ميادين النزال وحدها من ستفتح باب الفرج على مصراعيه.
مهما كانت التضحيات في ميادين النزال مع الأعداء لكنها هي السبيل الوحيد التي ستوقف العدوان وتكسر طوق الحصار وتحرر الأرض وتصون العرض وتحفظ الكرامة.
وحدها هي طريق الماء لكل ظمآن..
ومن يظن بغير ذلك فهو واهم ومن ينتظر الفرج من أكذوبة طاولة المفاوضات فإنما هو كظمآن ينتظر السراب الذي يحسبه ماءً.