ما وراء ”صفقة القرن”!
أحمد بحنان
يعتقدُ الرئيسُ الأمريكي ترامب أن هذا الوقتَ هو المناسب لقطف ثمار الجهود الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة؛ ولذا سارع إلى إعلان القدس عاصمةً للكيان الصهيوني الغاصب، وأعطى إشارةَ البدء للأنظمة العربية العميلة لإظهار علاقتها مع إسرائيل إلى العلن، وتصفية القضية الفلسطينية، ومن ثم إقامة حلفٍ للأنظمة العميلة سعودي إماراتي… إلخ وَإسرائيل لمواجهة المحور المقاوِم الرافض للمشروع الأمريكي الإسرائيلي التخريبي.
وتستعد أمريكا لإعلان مبادرة أو خطة تريد تقديمَها خلال الأسابيع المقبلة استغرق إعدادها عدة شهور ضمن ما بات يعرف بـ ”صفقة القرن” لتستطيع من خلالها تصفية القضية الفلسطينية، حيث تستخدم بعض الأنظمة العميلة كالسعودي والإماراتي وربما المصري؛ لتهيئة الشعوب العربية والإسلامية للقبول بها، ولعل زيارةَ محمد بن سلمان إلى مصر، ولقاءَه الموعودَ في واشنطن مع ترامب ومسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى إلا لترتيب لهذه الصفقة.
وقد أَكَّـدَ وزيرُ الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون “المُقال” مؤخراً أثناء زيارته للأردن قبل أسابيع عن “خطة جديدة للسلام في الشرق الأوسط” تعمل عليها الإدارة الأمريكية بلغت “مرحلة متقدمة جداً”، وأن الرئيس دونالد ترامب سيقرر متى يعلن عنها، وأنها قيد التطوير.
تأتي هذه التحَـرّكاتُ الأمريكية الإسرائيلية، بتواطؤ العملاء العرب، والشعوبُ العربية والإسلامية تعيشُ واقعاً سيئاً مليئاً بالمشاكل والفوضى الأمنية والتدهور الاقتصادي والفقر والحاجة التي ما كانت إلا نتيجة للسياسات الأمريكية التي تُمليها على الحكام لنصلَ إلى هذا الحال.
فقد يرى البعضُ من الشعوب العربية أن القضية الفلسطينية لم تعد ذات أهمية بالنسبة لديه، وأن الفلسطينيين هم الوحيدون من يخُصُّهم ذلك، وهذا خطأٌ كبيرٌ قد يقعُ فيه البعض.
فالقضية الفلسطينية لا تخص الفلسطينيين فقط، وإنما هي القضيةُ المركَزيةُ التي تهم كُلَّ فرد في الأُمَّـة العربية والإسلامية والتي تتمحور حولها كُلُّ قضايا المنطقة، ويرتبطُ بها واقعُنا العربي والإسلامية، وهي المترَسُ الأول للأُمَّـة.
وعلينا أن نعمَلَ على توعية الشعوب العربية والإسلامية بالخطورة البالغة والشديدة من هذه التحَـرّكات الأمريكية الإسرائيلية وتصفية القضية الفلسطينية؛ لأن أمريكا لن تكتفيَ بفلسطين، وإنما هي تسعى للقضاء على الإسلام بكله، والانقضاض على المنطقة وإقامة حُلمها المزعوم “إسرائيل من الفرات إلى النيل” واستعباد الشعوب لخدمة مصالحها القائمة على تفتيتِ البلدانِ ونهبِ خيراتها.