الرئيس الصماد يشيد بدور المرأة اليمنية في مواجهة العدوان خلال الفترة الماضية ويشدد على استمراريتها في تعزيز الصمود الأسطوري
المسيرة: صنعاء
التقى الرئيسُ صالح الصماد أمس السبت عدداً من القيادات النسوية بحضور وزير الدولة رئيس اللجنة الوطنية للمرأة رضية راوح وعضو المجلس السياسي لأنصار الله حليمة جحاف.
وفي اللقاء رحّب الرئيسُ الصماد بالحاضرات من القيادات النسوية، معتبراً هذا اللقاء مهماً جداً في ظل هذه الظروف الاستثنائية والحساسة التي تحتاجُ إلى تحَـرّكاً مسؤولاً في مجالات تعزيز الصمود, مشيراً إلى أن المرأة اليمنية أثبتت أنها النموذج الأرقى على مستوى تأريخ البشرية في ثباتها وصمودها وعزتها وإبائها في مواجهة العدوان.
وأكّد الرئيسُ أن المرأة اليمنية شاركت وبقوة في الجوانب الرسمية والحوارات وغيرها، مشيراً إلى دورِها في تشكيل الحكومة؛ كون المسؤولية في هذه المرحلة ملقاة على عواتق الجميع مع اختلاف الأدوار في أوساط الرجال والنساء, موضحاً أن توزيع الأدوار ليس معناه امتياز أحد الأطراف في القيام بها عن الآخر، فالجميع مسؤول ومستهدَفٌ في إطار الاستهداف الممنهج للأمة.
وقال الرئيس: “المرأةُ تعرضت للكثير من المجازر على وجه الخصوص ومنها عرس سنبان وأرحب وغيرها من المجازر التي استهدفت المرأة بشكل أساسي وممنهج؛ حتى يدرك الجميع أن العدو لا يفرق بين الرجل والمرأة ولا الطفل ولا الشيخ، فالجميع مستهدَفٌ من العدوان باستئصال هذا الشعب الذي يحمل الكثير من القيم التي لو برزت كنموذج في المنطقة ستُحرِجُ الأنظمة المتخلفة والرجعية في الخليج العربي”.
واعتبر الرئيسُ الصمّاد أن ذلك الحقد سببه بروزُ الديمقراطية وتعزيز دور المرأة اليمنية والذي أزعجهم؛ لوجود مثل هذا النموذج الديمقراطي في المنطقة، بعكس أنظمة الخليج التي تُمنع المرأة من قيادة السيارة وهم حالياً يتباهون بالسماح لها في هذا الجانب، في حين أن المرأة اليمنية تجاوزت قيادة السياسة إلى قيادة الأمة.
وأتبع الرئيس: “الأنظمة المتخلفة كانت أيضاً جزءاً وساهمت في مظلومية المرأة والتقليل من دورها الأساسي, اضافةً إلى بعض فقهاء الدين وتحريفهم الممنهج لكثير من المفاهيم القرآنية، مما أسهم في تعميم ثقافة الجهل والتخلف في كثير من المجتمعات, وفي القرآن الكريم كثيرٌ من الأمثلة التي تثبت دور المرأة الأساسي أكثر من الرجل في تقويض الطغيان والاستكبار, وكما تحدث المولى جل وعلا في سورة القصص بقوله “إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِين”.
ومضى قائلاً: “إن الأمريكيين والغربَ بصورة عامة استلهموا دورَ المرأة من التأريخ إلى مرحلة من الطغيان والاستكبار فاقت ما كان عليه فرعون “, مُشيراً إلى أنه سيكون للمرأة المسلمة دورٌ كبيرٌ في إزالة هذا الطغيان.
وتابع “فلننظر إلى وضعِ المرأة اليمنية بمناطق سيطرة الاحتلال، هل وصلت إلى رغد العيش وإلى النموذج الذي يتباهى به المحتل؛ لكي يطبق في صنعاء؟!، فالأخوات من القيادات النسوية الحاضرات في اللقاء يمكن أن يكن أكثر إدراكاً بما يحصُلُ في المحافظات المحتلة من خلال تواصلهن مع زميلاتهن في هناك لمعرفة ذلك”.
كما أكّد أن الإسلامَ جاء ليكرِّمَ المرأةَ وينقلها إلى مستوىً عظيمٍ جداً بعد أن كانت عُرضةً للوأد؛ خوفاً من المستقبل غير المأمول لها, لافتا إلى أن التحريف الممنهج لبعض آيات القران الكريم أعطى الغرب مادةً إعلامية تعكس صورة سلبية عن الإسلام وقيمه بشأن المرأة, وقال “من الصعب المقارنة بين التكريم الذي منحه الله للمرأة وبين محاولة الغرب أن يبثه لينفذوا إلى هذه الفئة والشريحة الهامة؛ لأن ذلك سيكون في صالح ما أتى به الإسلامُ من قيمة كبيرة للنساء”.
وخاطَبَ القيادات النسوية “أبذلن جهدكن ما كان متاحاً ونحن سنقدم كامل التسهيلات وبمنتهى التنازلات، ونعدكن أن اللقاءات ستستمر وأن دورَ المرأة سيكون حاضراً وبارزاً في كُلّ المحطات سواء المفاوضات أَوْ في أي تشكيل لأية حكومة قادمة في حال وصلت الأمور إلى طريق مسدود في الإصلاحات أَوْ غيرها، ولن نغفلَ هذا الجانب إطلاقاً”.
وتابع “نحن قدّمنا الكثيرَ من المبادرات ولا زلنا نقدِّمُ من أجل السلام ومتى ما وجدنا النية لديهم نحن على استعداد لكن القرار ليس بأيديهم، قرارهم بأيدي الخارج، إنما هم ينفذون أجندة وكذلك المرتزقة عندنا بالنسبة للأسرى تعرفون أننا شكّلنا هيئة للأسرى لخصوصية الموضوع وأهميته وإنْسَانيته، ونتألم على الكثير ونشكر الدور الذي تقومُ به الأخوات في هذا المجال ومستعدون لدعمهم، ومن المهم معرفة أن بعض الأسرى تم بيعُهم للسعودية والإمارات”.
وأردف “نحن سنفاوض ونطرق الأبواب ولن نترك باباً إلا ونطرقه من أجل السلام ورفع المعاناة عن شعبنا لعل وعسى أن تكون هناك نافذة للسلام، ما لم فالجميع مسئولون أمام الله والشعب والأجيال المقبلة في الحفاظ على كرامة واستقلال الشعب اليمني “.
واستعرض رئيسُ المجلس السياسي الأعلى الجهودَ التي تُبذَلُ لكسر العزلة الدولية عن اليمن, لافتاً بهذا الصدد إلى محاولة بعض الدول إرسال مبعوثين ومندوبين وسفراء للاطلاع على جرائم العدوان، وهذه خطوة متقدمة في سبيل صحوة الضمير العالمي للاطلاع على جرائم العدوان عن كثب وما يعانيه هذا الشعب من حصار وعدوان.
وشدّد الرئيسُ على ضرورة نشر الوعي والثقافة المجتمعية في مختلف المجالات قائلاً: “نعرف أن العدو يستهدفُ المجتمعَ نساءً ورجالاً، وكذا بث الكثير من الأمور التي تضرُّ المجتمع خَاصَّـة الثقافات الخاطئة والاستبيانات التي يعملونها لمعرفة كُلّ أسرة وتفاصيلها ومعتقداتها، ويجب أن نستعدَّ لمواجهة ذلك بالوعي والبصيرة وتكامل الأدوار بين كافة فئات المجتمع”.
من جانبها عبّرت وزيرةُ الدولة رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة رضية عبدالله عن سعادتها بهذا اللقاء الذي ضم كوكبةً من النساء القياديات واللاتي لهن مشاركات مجتمعية في مختلف المجالات, معتبرةً هذا اللقاء دفعة معنوية كبيرة للمرأة في تعزيز جهودها في مواجهة العدوان.
وأعربت الوزيرة رضية عن تفاؤلها بدور المرأة المستقبلي والفاعل لتجاوز الصعوبات والمشاكل جراء استمرار العدوان وما بعد العدوان، حيث أن المرأةَ تجاوزت خلال العدوان امتحاناً صعباً ونجحت وكان لها إسهامٌ كبيرٌ في تعزيز الجبهات لمواجهة العدوان.
فيما عبّرت رئيسة اتّحاد نساء اليمن فتحية محمد عبدالله عن الشكر لرئيس المجلس السياسي الأعلى لدعوته للقيادات السنوية قائلةً: “نحن في الاتّحاد نعمل على أن لا تُظلم المرأة اليمنية وندافع عن حقوقها عبر كُلّ مكاتبنا في المحافظات وهي 23 مكتباً “.
وأشارت إلى أن المرأة اليمنية حققت عدداً من المكاسب متمنيةً حصولها على حقوقها وأن يؤخذ في الاعتبار دورها في المفاوضات القادمة.
وأضافت “نحن متواجدون في ميادين الصمود على امتداد الوطن “, داعيةً إلى رفع الحصار باعتبار أن الجميع متضرر من الحصار وخَاصَّـةً النساء.
من جهتها، دعت الدكتورة هدى العماد، إلى العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي لمواجهة الحصار الاقتصادي، وذلك من خلال منع استيراد السلع المتواجدة في اليمن.
كما أشارت عضو المجلس السياسي لأنصار الله حليمة جحاف، إلى أهمية الدور المحوري للمرأة في مواجهة العدوان في كُلّ الاتجاهات من خلال تضحياتها العظيمة في هذا الجانب رغْم التحديات وما مثّله الحصار الاقتصادي من أعباء كبيرة لا تقل حدةً عن المجازر التي ارتُكبت بحق المرأة خلال الثلاث الأعوام المنصرمة.
من جانبها، دعت ليلى الثور من حزب الربيع العربي إلى تشكيل لجنة اقتصادية تطلق برامج اقتصادية حقيقية لمواجهة التحدّيات والنهوض بالجانب الاقتصادي.
وأوضحت أن المرأةَ اليمنيةَ كان لها دورٌ فاعلٌ في السعي لصناعة السلام وإطلاق الحوار بين الأطراف اليمنية قائلةً “عملنا في الفترة السابقة على التوصل مع الجهات لتبادل الأسرى والمعتقلين، فالمرأة قادرة على أن تصبح وسيطاً يذلل العقبات للوصول إلى حوارات جادة وهادفة لكنها تحتاج إلى دعم ومساندة من القيادة السياسية”.
وَأشارت ابتسام المحطوري من الهيئة النسائية بأمانة العاصمة إلى إسهامات الهيئة النسائية بكل ما تستطيع في تعزيز الجبهات وفي مواجهة العدوان بكل أشكاله من خلال ما قدّمته من دعمٍ بالمال وتشجيع الشباب والرجال على الالتحاق بالجبهات والحفاظ على وحدة وتلاحم المجتمع وثباته وصموده في مواجهة العدوان.
ودعت المحطوري المؤسساتِ العاملةَ باسم المرأة والمواجهة للعدوان، إلى تظافر الجهود في كافة الأعمال التي تخدم الوطن ومواجَهة الحرب ضد المجتمع من قبل العدوان ومنها الحرب الناعمة التي تهدفُ إلى خلخلة المجتمع وإفقاده الثقةَ بنفسه وفصله عن قضاياه وعن أخلاقه وقيمه وهُويته وأصالته.