موقفهم من كتب الله: يحرفونها ويشترون بها الضلالة ويلبسوا الحق بالباطل
تناولنا في الحلقات السابقة “طبيعةَ الصراع مع أهل الكتاب” بعض الصفات التي تحدث الله عنهم في القرآن الكريم ابتداءً بالتعريفِ بهم، ومن ثم موقفهم من الأنبياء والرسل بالقتل أَوْ التكذيب، ونتطرق في هذه الحلقة إلى تحريفهم لكتب الله وبيعها بالضلال، وأخبرنا عن نفسياتهم التي تريد للناس أن يضلوا الطريقَ.
وفي سياق هذا الموضوع تحدث الشهيد القائدُ السيدُ حسين بدرالدين الحوثي عن قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ} يعني: قد أوتوا نصيباً من الكتاب، ومع هذا تجد هم {يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ} يبيع الكتاب ويشتري به ضلالة.
واعتبر الشهيدُ القائدُ أن من يستبدل كتبَ الله بالضلال مثير للغرابة والعجب منهم: “لأنهم أوتوا نصيباً من الكتاب وكان المفروض أن هذا الكتاب يترك أثره الطيب فيهم”.
وأوضح الشهيد القائد أن تعاملهم “اليهود والنصارى” مع الكتاب تعاملاً آخر يشترون به ثمناً قليلاً، ثم يتحرّكوا ليصدوا ضلالاً، فلا يصدر منهم إلا ضلال {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}، يعني: أن تنظر إليهم؛ بأنهم وإن كانوا أهل كتاب أن لديهم ضلالا ولن يعطوا الناس إلا ضلالا ويريدون أن يضل الناس في كل سبيل.
وفي { الدرس الثالث عشر من دروس رمضان} يشير الشهيد القائد إلى صفة أخرى لأهل الكتاب “اليهود والنصارى” وهي: التحريف لكتب الله {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ}، أي أنهم يستبدلون بعهد الله الذي عهد به إليهم وأيمانهم ثمناً قليلاً {أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ}.
وبيّن الشهيدُ القائدُ أن التحريفَ الذي يقومُ به اليهود والنصارى: “متعدد الأنواع، يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله وما هو من عندِ الله، ويلوون ألسنتَهم في إطار حديث يدخلونها وكأنها من كلام الله {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ} {لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.
وفي هذا الإطار يؤكد الشهيد القائد أن علينا أن نعرفَ أن “هذه نوعية يجب أن تكون حذراً جداً في التعامل معها يجب أن تكون حريصاً على أن تواجهها فعلاً”.
كما أشار الشهيدُ القائدُ إلى العديد من الصفات التي تحدث الله عن أهل الكتاب اليهود والنصارى في القرآن الكريم، {يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، وقوله {لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}، وقوله: {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، يعني: يكذبون في مسائلَ يقدمونها ليستحلوا بها أموالَ الآخرين يكذبون فيها وهم يعلمون، ينسبونها إلى الله وإلى دينه وهم يعلمون بأنها كذب.
وأضاف: ويحرّفون كتبَه بألسنتهم أثناء حديثه بها يقدمها على نمط تقديمه لأشياءَ هي من كتب الله ليخدعك، لتُحسَبَ أنها في الكتاب وما هي منه، وأيضاً يدّعي أنها من عند الله وليست من عند الله {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.