الصمّاد.. والتصميم على مواصلة الصمود
عبد الإله الشامي
إن الإخلاصَ للوطن هو القيامُ بالواجب بحرص ودقة وإتقانٍ، والابتعادُ عن كُلّ ما يمُسُّ الوطن والمواطن من بعيد أَوْ قريب مهما يكن ذلك الضررُ طفيفاً، وأن يكون ولاؤه لله وللمؤمنين ولوطنه ولمصلحته العليا أولاً، لا يوالى عدواً لوطنه ولا يجاملُ على حساب المصلحة العامة، ويقاوم الظلمَ والظالمين، ويعادي الغزاة والمستعمرين وأذنابهم، وأن يكون مستقيماً في سيرته، يعتبر نفسه حين يكون في المسؤولية خادماً لأفراد شعبه لا سيداً عليهم.
تلك هي بعض مزايا القائد أَوْ الرئيس التي وجدتُها ومعي الكثير من الأشخاص الذين يزنون تحَـرّكات وقيادة الرئيس صالح الصماد بميزان الحق ولا يخسرون الميزان.
رئيسٌ تقلد وتحمل المسؤولية الوطنية في ظرف عدوان عالمي واستطاع طوال هذه المدة من العدوان والحصار الظالم أن يشخّص العدو بعين المتابع الدقيق وبعين القائد المبصر في الزمن الأعمى وتزييف الوعي، ولا غرابة في حسن إدارته وقيادته العسكرية كقائد عام للقوات المسلحة والأمن؛ لأنه تربى على الجهاد وخوض الصراع العسكري والوعى مع المعتدين والظالمين سنوات طوال تحت قيادة أعلام الهدي وما ضل وما غوى من أهتدي بهدي القرآن واقتدى بالقادة الأعلام.
وما قيادته العسكرية وزياراته الميدانية لحضور تخرج كبار ضباط الجيش والأمن من دوراتهم العسكرية والتدريبية وتواجده في قلب الجبهات المشتعلة في أعالي الجبال وبطون الأودية إلا دليل على شجاعته وقوة إيمانه واستشعاره العالي بعظم المسؤولية وما مخاطبته لرجال الرجال المجاهدين من الجيش واللجان أثناء زياراتهم رغم التحذير له من الحركة وإنابة غيره بقوله (ليس دمي أغلى من دمائكم ولا بدماء الشهداء الذين سبقوكم) إلا دليل واضح على حنكته العسكرية وصدق وإخلاص وتوجه القيادة الثورية والسياسية في بناء وتقوية وتطوير الجيش كهدف حيوي واستراتيجي هام، إذا لا دولة حرة كريمة مستقلة بدون جيش قوي ولا حقوق تسترد بدون جيش قوى، ولا يرد أي طاغي وباغي على بلد إلا جيش قوى، بل لا أمن ولا اطمئنان ولا تقدم تعليمي أَوْ اقتصادي في داخل الدولة بدون جيش قوى، وأن السياسة الداخلية والخارجية واستقلال قرار الدولة إذا لم يكن وراءها جيش قوى تكون عرضة للهزات والتبعية والانهيار والاحتلال كما هو حال البعض من الدول؛ ولهذا فإن مسؤولية تقوية وبناء جيش وطني ذي عقيدة وطنية راسخة تقع على الدولة وعلى الشعب أيضاً، فلا جيش قوياً بدون تعاون وانسجام بين الشعب والدولة.
وما تجربة التحام وتعاون واشتراك الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الكرام في التصدي للعدوان الظالم طوال ثلاثة أعوام إلا نموذجاً يُسطَّرُ في كتب التأريخ والقادم عامُ الحسم والنصر المبين إن شاء الله.