الشاب المجاهد صدام محمد جعدان “الكرار” لصحيفة المسيرة: لم أيأس أو أحزن لفقدان ذراعي؛ لأني “بعتها لله”
المسيرة / عبدالرحمن مطهر
انطلقت قبيلةُ همدان كسائر القُبُل اليمنية وكسائر فئات الشعب اليمني في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ بثبات وعزيمة؛ انطلاقاً من الواجب الديني والوطني لردع المعتدي الذي طغى وتجبر واعتدى على الشعب اليمني دون أي مبرر لثلاث أعوام متتالية؛ بهدف احتلال وإخضاع اليمن، وها نحن على أبواب العام الرابع من العدوان وما يزال الشعب اليمني صامدا صابرا وثابتا على موقفه الراسخ رسوخ الجبال التي لا يمكن أن تهتز أَوْ تتغير.
صحيفةُ المسيرة في إطار حرصها وسعيها لإبراز دور المجاهدين الأبطال التقت بأحد أبناء هذا القبيلة اليمنية العربية الأصيلة الشاب المجاهد صدام محمد جابر جعدان “الكرار” من أبناء قرية ضوضان قبيلة همدان، كما التقينا جده الشيخ حسين ناجي سعيد أحد مشايخ همدان الذي قدم ولده ناجي وكذلك ستة من أحفاده وأبناء عمه شهداء في سبيل الله ولا يزال هو رغم تقدمه في السن وأيضاً خمسة من أبنائه مندفعين بثبات إلى مختلف جبهات العزة والكرامة والشرف لردع تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ.. فإلى الأسطر التالية.
يقول صدام جعدان وهو مجاهد فقد ذراعَه: انطلقت في رحلة الجهاد منذ 2013، بعد ذلك ثابرتُ على حضور الدروس والمحاضرات القرآنية من دروس القائد الشهيد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه وتأثرتُ بهذه الدروس بشكل كبير؛ لما وجدت فيها من عِبَرٍ وعظاتٍ وتبيين للحق، والدعوة إلى رفض الظلم ومعرفة أعداء هذه الأمة وهي أمريكا وإسرائيل وعملائها من أنظمة الخيانة والارتهان كالنظامَين السعوديّ والإماراتي ومواجهة الظالم مهما كلّف الأمر.
الوقوعُ في الأسر
ومع بدء العدوان الأمريكي السعوديّ انطلق الكرار إلى جبهات الدفاع عن الوطن وفي جبهة عدن وقع في الأسر وعقب ذلك يقول إنه “خلال فترة الأسر تعرضنا لعذاب شديد كان يتم ضربُنا بالأسلاك الكهربائية حتى تختلسَ جلودنا، كانوا يضربوننا بدون رحمة، لكن الحمد لله كانت معنوياتنا مرتفعة تعانق عنان السماء وكانوا كلما أوغلوا في ضربهم لنا كان إيماننا بالله يتعزز أكثر وأكثر، لم نعرف الذلَّ أَوْ الخوف أَوْ الخنوع؛ لأننا نعلم علمَ اليقين أننا على الحق وأنهم على الباطل”.
وأضاف أنه “والحمد لله تم إطلاقي من الأسر في عملية مبادلة في يافع وخرجنا من الأسر واستقبلنا الأستاذ محمد علي الحوثي في القصر الجمهوري بصنعاء استقبالاً رسمياً رفيع المستوى”.
بطولة خارقة انطلاقاً من الإيمان بالقضية
بعد ذلك انطلق الشّاب المجاهد الكرار للجهاد في جبهة صرواح ثم في جبهة نهم، وحول ذلك يقول: استمريت هناك لعدة شهور والحمدُ لله حقّقنا في هذه الجبهات انتصارات عظيمة، حتى جاءت فتنة الثاني من ديسمبر والتي الحمد لله تم إخمادها في حوالي 48 ساعة تقريباً بتوفيق الله سبحانه وتعالى وبتكاتف مختلف أطياف الشعب اليمني. وخلال إخماد هذه الفتنة ضرب الشاب المجاهد “الكرار” أروع صور الشجاعة والبسالة والتضحية والفداء، حيث بُترت ذراعه من أعلى كتفه أثناء المواجهات ومع ذلك استمر في المقاومة والبسالة حتى أصيب بطلقة قناص في ذراعه اليمنى..
وحول ذلك يقول: “عندما كنت أركض وراء إحدى المدرعات في شارع مجاهد بصنعاء أصابتني المدرعة في ذراعي اليسرى فبُترت على الفور ولم أبالِ بل أخذت ذراعي المبتورة واستمريت في المواجهة والركض خلف المدرعة التي أصابتني والدماء تنزف مني ولم أبالِ، وكانت معنوياتي مرتفعة ولم أشعر ببتر ذراعي، بعد ذلك أصابني قناص من إحدى المباني في ذلك الشارع في ذراعي اليمنى، مما أدّى إلى إصابتها بعدة كسور وتهشم العظام عندها لم أستطع متابعة المدرعة وكان القناص لا يزال يترصدني وشاهدتُه لكن لم أستطِع عملَ شيء؛ بسبب بتر ذراعي اليسرى وتهشم ذراعي اليمنى فأخذتُ الذراع المبتورة باليد الأُخْرَى بالرغم أنها كانت مهشمة وجريت إلى شارع حدة القريب من شارع مجاهد ووجدت عدداً من المجاهدين الذين قاموا بإسعافي إلى مستشفى الشرطة.
ويتحدث صدام جعدان “الكرار” عن حالته النفسية بعد أن فقد ذراعه قائلاً: واللهِ يا أخي لم أيأس أَوْ أحزَنْ لفقدان ذراعي؛ لأني “بعتُها لله سبحانه وتعالى”؛ لأني انطلقت مع المسيرة القرآنية وكنت أعلمُ علمَ اليقين أني قد استشهد أَوْ تُبتر رجلي أَوْ يدي أَوْ ذراعي، أَوْ أي شيء، وهذا لا يساوي شيئاً في سبيل الله، فهناك من قدم أكثر مما قدمت وأسأل الله عز وجل أن يكون ذلك في ميزان حسناتي وأن يتقبلَ منا، إنه سميع مجيب.
رسالةٌ للمتخاذلين
ويرسل الكرارُ رسالةً للشباب المتخاذلين الذين لم يلتحقوا بعدُ بالجبهات قائلاً: “أنتم تحرمون أنفسَكم من فضيلة الجهاد في سبيل الله، فإذا لم تشاركوا في الجهاد في هذه المرحلة التي يتعرض لها الشعب اليمني للقصف العشوائي من قبل العدوان الأمريكي السعوديّ ومن تحالف معهم من المرتزقة من مختلف أصقاع الأرض، الذي استباح دماءكم ودماء أطفالكم ونسائكم وهم آمنون في المنازل وعمل على تدمير مختلف مقومات الحياة في اليمن فمتى ستشاركون ومتى ستقومون بالواجب المقدس نحو دينكم ووطنكم وأطفالكم ونسائكم؟!، فاللهُ المستعانُ عليكم، الله المستعان عليكم وكفى”.
ويقول لمن يقاتل في صف العدوان: “هل تعلمون أنكم تقاتلون من المحتل والغازي لأرضكم، تقاتلون أبناء شعبكم؟!، أنظروا فقط إلى المناطق التي تقولون إنها تحررت كيف يعبث بها العدوان أمام عيونكم وكيف تنتشر الجريمة والاغتيالات!، عليكم أن تنتفضوا في وجه المحتل الأمريكي والسعوديّ والإماراتي”.
حكاية جهاد وتضحية
كذلك التقينا في صحيفة المسيرة بالشيخ حسين ناجي سعيد جد “الكرار” وأحد مشايخ قبيلة همدان والذي قدم أحد أبنائه شهيداً في سبيل الله في جبهة صرواح، ولا يزال هو رغم تقدمه في السن وأيضاً خمسة من أبنائه مندفعين في مختلف الجبهات بإيمان وثبات راسخ.. ويقول “عندما استشهد ابني ناجي في صرواح اتصل بي الشيخ حسين الشدادي ليبلغني بالخبر، فقلت له الحمد لله هذا خيرٌ من الله سبحانه وتعالى وهو فخر لنا أن يتقبل الله عز وجل منّا شهداء ونسأله سبحانه أن نلحق به شهداء أيضاً؛ لأننا أصحابُ حق وأصحاب قضية عادلة، نحن لم نعتدِ على مملكة الشر وجارة السوء السعوديّة، هم من اعتدوا علينا وكوّنوا تحالفاً من أشرار وطغاة العالم لقتالنا، هم من يحاصروننا منذ ثلاث سنوات لإبادة الشعب اليمني دون أي سبب؛ لذلك اندفعنا إلى الجبهات لمواجهة هذا العدوان الظالم، الذي لن يتوقف عن عدوانه إلا من خلال المواجهة والثبات والردع”.
موقف همدان الثابت في مواجهة العدوان
ويتحدث الشيخ حسين عن موقف قبيلة همدان من العدوان قائلاً: موقف همدان كموقف مختلف القبائل اليمنية موقف ثابت وراسخ، انطلق شباب همدان بآلاف إلى الجهاد في مختلف جبهات العزة والكرامة، وقدمت همدان حتى الآن أكثر من ألف شهيد، فمن أسرتي فقط ستة شهداء ومن قريتي أكثر من خمسينَ شهيداً.
ويضيف قائلاً: ولا شك أن المجازرَ التي يرتكبها تحالُفُ العدوان الأمريكي السعوديّ بحق الأطفال والنساء والأبرياء في اليمن هي من ستكون سبباً في هزيمته بشكل لا يتوقعه، وهو اليوم يتجرّع الهزيمة النكراء؛ لأنه كان يتوقعُ أن عدوانه على اليمن سيكون نزهةً ولن يستغرق الشهر تقريباً، والحمد لله لا يمكن أن يشاهدَ الناسُ وأبناءُ مختلف القبائل اليمنية هذه المجازر ويقعدوا متخاذلين عن مواجهة هذا العدوان والقيام بواجبهم؛ لذلك كلما أوغل العدوانُ في جرائمه كلما ازداد حماس الشباب للالتحاق بالجبهات.
وفي الختام يؤكد الشيخ أن العدوَّ لن يستطعَ أن يحقق أهدافَه حتى لو استمر في عدوانه ليوم القيامة، فاليمن والشعب اليمني عصيٌّ على الطغاة والمتجبرين وبلادنا مقبرة الغزاة على مر التأريخ.