قبائل بني صريم تؤكد على توحيد الصف لمواجهة العدوان وإفشال مخططاته وحشد الطاقات إلى جبهات الشرف والبطولة
المسيرة: عمران
وضعت قبيلةُ بني صريم حدّاً نهائياً لطموح قوى العدوان الأمريكي السعودي في تحقيق أي نصر في اليمن عبر محاولة استمالة القبيلة اليمنية بعد سقوط جميع أوراقها، مؤكدة، خلال لقاء التصالح الأول والأكبر من نوعه، أمس الاثنين، بحضور الرئيس صالح الصماد، أن القبيلة اليمنية وبينها قبيلة بني صريم، كانت الرافد الرئيسي للقِوَى السياسية والجيش واللجان الشعبية، مكونةً بذلك معادلة النصر الذي يقترب مع دخول العدوان عامه الرابع من الفشل والهزيمة.
وشهدت مديرية خمر بمحافظة عمران لقاء قبَلياً وسياسياً واسعاً تحت عنوان “التصالح والتسامح لقبائل بني صريم” بحضور الرئيس صالح الصماد ومشايخ وأعيان القبيلة والمديرية، قاطعةً بذلك الطريقَ على قوى العدوان التي تسعى عبر البعض ممن قدموا أوراق العمالة، إلى خلق ورقة جديدة تجنبها الهزيمة المدوية التي باتت أقرب من أي وقت ممكن، وهو ما أكّده الرئيس الصماد ومشايخ وأعيان قبائل بني صريم.
وخلال اللقاء التأريخي أكّد الرئيس الصماد أن قبائل بني صريم سحبت البساط من تحت أولئك الذين يحاولون تقديم أوراقهم لقوى العدوان لاختراق جدار القبيلة اليمنية، مشيراً إلى أن بني صريم وجهت رسالة باليتسية لأعداء الوطن.
وأوضح الرئيس الصماد المعادلةَ التي شكّلتها القبيلة اليمنية ومنها قبائل بني صريم لتكون صانعةَ النصر بمواجهة العدوان وصمام أمان اليمن، قائلاً إن اللقاء يعبر عن قوة وإرادة القبيلة العظيمة “التي إن جئنا لنشيد برجال الرجال في جبهات القتال فلأنهم ينتمون إلى القبيلة اليمنية وإنْ جئنا لنتحدث عن مواقف القوى السياسية الوطنية التي وقفت في وجه العدوان فلأن قياداتِها وجماهيرَها وسوادَها الأعظم من ينتمون إلى القبيلة الأصيلة”.
ووفقاً لذلك يؤكد الرئيس الصماد خلال اللقاء أن “القبيلة اليمنية هي التي تحقق بوصلة الوطنية وهي من تضمن للإنسان بقاء موقفه وطنياً ناصعاً يقف مع الشعب، ومن شذ فهو يشذ عن قيمه وقبيلته”.
وأشار الرئيس إلى أن لقاء التصالح في بني صريم “يعبر عن مدى الوعي والحرص لدى أبناء اليمن ولدى أبناء هذه القبائل في هذه المحافظة الأبية”، مضيفاً أن اللقاء سيتم تعميمه على كُلّ اليمن.
وفي هذا السياق قال الرئيس “إننا اليوم أمام منعطفً تأريخي ولقاء استثنائي ستقتدي بكم قبائل اليمن؛ لتجعل من هذه محطة وإن شاء الله في مثل اليوم القادم في الأسبوع القادم يوم الاثنين القادم، نأمل أن تتكرر هذه الصورة الوطنية العظيمة، ولكن على مستوى الجمهورية في صنعاء في ذكرى ثلاثة أعوام على الصمود منذ بداية العدوان”.
وتطرق الرئيس الصماد لشرح ما مثّله تماسُكُ القبيلة من خيبة أمل لقوى العدوان التي دفعت المليارات لتفكيك القبيلة، وقال: “نحن نواجه مؤامرةً كبيرة بُذلت فيها مليارات الدولارات لتفكيك النسيج الاجتماعي ولتفكيك القبيلة اليمنية ولاستقطاب رجالها، ولكن ها نحن نلاحظ هذا النموذج الرائع نؤكد لكم أننا بكم وبأمثالكم من أبناء اليمن أكثر فخراً وعزة وهذه القبيلة”، مضيفاً أن النجاح الأكبر الذي تحقق “هو وحدة جبهتنا الداخلية وبقاء جبهتنا الداخلية بهذه القوة وهذه الصلابة وهذه الإرادة، وها نحن اليوم نلمس هذا النموذج الذي سيتكرر على مستوى اليمن بإذن الله تعالى”.
وشدّد الرئيس الصماد على أن اللقاء التأريخي لقبائل بني صريم مثّل ضربة قاصمة لقوى العدوان، وقال مخاطباً مشايخ وأعيان بني صريم ومحافظة عمران: “أنتم اليوم بلقائكم أفقدتم أولئك الذين صاروا يرتبون أنفسهم أمام دول التحالف ليقدموا أنفسهم ليبيعوها بالثمن البخس، واليوم سقطت أثمانهم وخسروا وخسر تحالفهم”.
ولفت الرئيس الصماد، إلى أن المحاولات لتشكيل صورة جديدة للدولة اليمنية تحت عناوين متعددة كانت تستهدف استبعاد القبيلة اليمنية لإضعاف اليمن، مؤكداً أنه لا يمكن أن تقوم دولة في اليمن من دون القبيلة اليمنية الضامنة.
وأشار في هذا السياق، إلى أن الاهتمام بالجبهات أخذ الجُهدَ الأكبر من الدولة، وأن قادم الأَيَّـام ستحظى محافظة عمران بالاهتمام الذي تستحقه، وقال مخاطباً المشايخ والوجهاء “نعدكم أن هذا اللقاء سيتكرر، وأننا سنجعل أولوياتنا الاهتمام بهذه المحافظة (عمران) وبرجال القبائل الذين أثبتوا أنه لا مكان للدولة من دون وجودهم وأنهم الضمانة الحقيقية لليمن”، مضيفاً أن الفترات الماضية شهدت مساعي الأنظمة “لإسقاط هيبة القبيلة وللحد من دورها؛ خوفاً على عروشهم ولكن أثبتت القبيلة اليمنية انها صمام الأمان لليمن وها هي الآن تسطّر الملاحم في كُلّ جبهات القتال”.
وفي ختام كلمته أكّد الرئيس الصماد أن محافظة عمران هي مفتاح النصر. وقال “محافظة عمران ستكون محط اهتمامنا ولنا الفخر أن نقول إننا كلنا من عمران وعمران هي بوصلة النصر بإذن الله تعالى، وإن شاء الله سترون منا ما يسركم في قادم الأَيَّـام، فلا يُقيم الوضع على ما نشاهده” مضيفاً أن “قبائل بني صريم الأبية قدمت اليوم رسالة بالستية لأعداء الوطن”.
من جانبه، ألقى الدكتور ناصر العرجلي -رئيس حزب اليمن الحر- كلمةً رحّب فيها بالرئيس صالح الصماد القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن وبقائد لواء المغاوير العميد فراق محسن العصار وبجميع الحاضرين, مشيراً إلى حجم المؤامرة الخطيرة على البلاد بكل جوانبها التي يحيكها العدو ويسعى لتمريرها عبر الشتات والفُرقة بين القبائل اليمنية.
ودعا العرجلي في كلمته جميعَ القبائل اليمنية إلى نبذ النزاعات والاختلافات وتوجيه كافة الجهود والإمكانات في صف واحد باتجاه العدوان الذي يستهدف الجميع.
وأشاد العرجلي بقرار قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بإعلان العفو العام وإغلاق ملف فتنة ديسمبر وإعلان عهد جديد من التسامح والإخاء والوحدة, مضيفاً أن “هذه الفعاليات الهادفة للمصالحة الاجتماعية الشاملة إلّا ترجمة حية لذلك القرار الشجاع والحكيم من قائد حكيم وذي نظرة ثاقبة”.
كما بارك دعوة الرئيس صالح الصماد للأحزاب والتنظيمات بالالتفاف خلف قيادة واحدة من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والتوجه معاً في مواجهة العدوان ومُخَطّطاته الخبيثة, مستطرداً “إن الشعب اليمني عموماً ومن دون استثناء معنيٌّ اليوم وأكثر من أي وقت مضى بتجاوز كُلّ الخلافات والتباينات ونسيان الصراعات الجانبية والمكايدات السياسية ورصّ الصفوف وتوحيد الكلمة والتوجه صفاً واحداً في مقارعة العدو الحقيقي”.
في ختام كلمته أكّد العرجلي أن قبيلة حاشد ستكونُ من السباقين إلى فتح صفحةٍ جديدة وطي صفحة الماضي وإعلان عهد جديد من التسامح والإخاء والتوجه بقلب رجل واحد إلى مقارعة العدو, مضيفاً “نجدها فرصةً لنوجه الدعوة من هذا المكان الطاهر لليمنيين في كافة ربوع الوطن إلى الانتصار لقيم التسامح والإخاء وتدشين مرحلة جديدة من التكاتف والتكامل والعمل الوطني المشترك في مقارعة الأعداء والتصَدّي للمؤامرات الدنيئة التي تسعى للنيل من اليمن ومصادرة قراره الوطني والاستيلاء على ثرواته, ولا يمكن تحقيق الانتصار على العدو وإسقاط مُخَطّطاته إلّا من خلال هذه المصالحة ورصّ الصفوف والسير قدما بقلب رجل واحد”.
من جانبه ألقى الشيخ علي عاطف كلمةً عن حزب الإصلاح، أشار فيها إلى أن الحرب التي تدورُ رحاها بين اليمنيين تستهدف الجميع, وقال “إن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات لم يأتِ لدعم الشرعية ولا لحماية الحدود الجنوبية لنظام آل سعود ولا للقضاء على أنصار الله لكن هذه الحرب المدمرة جاءت لتنفيذ الأجندة الماسونية العالمية وتلبية لرغبة قوى الشر أمريكا وإسرائيل”.
وأضاف الشيخ عاطف “اتضح جلياً بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا التحالف الهمجي لا يمكن أن يسمح لأي طرف من الأطراف الانتصار على الآخر، وإنما يسعى لإشعال فتيل الحرب إلى ما لا نهاية”.
ولفت الشيخ عاطف، إلى أن الحرب مهما دارت بين اليمنيين ستنتهي وسيقفُ الجميعُ على طاولة واحدة للتصالح والتسامح والتعايش والقبول بالآخر, داعياً جميعَ القوى السياسية إلى تحكيم العقل والمنطق وإيقاف نزيف الدم اليمني, كما دعا المشايخَ والوجهاء وحكماء اليمن والعلماء إلى القيام بدورهم وواجبهم الوطني بالسعي لإيقاف الحرب وتبني مشروع التصالح والتسامح بين اليمنيين.
وصدر عن اللقاء القبلي لبني صريم حاشد بيانٌ أكّد فيه المشاركون مبادَلَةَ القبيلة للقيادة السياسية الوفاء بالوفاء على إصدار العفو عن كُلِّ من شارك في فتنة ديسمبر وتوجيهاتها بإغلاق صفحة الماضي وإطلاق كُلّ الموقوفين على ذمتها، منطلقين في مصالحة مجتمعية لمواجهة العدوان ورفد الجبهات وإسقاط مُخَطّطات العدوان.
وأكدت قبيلة بني صريم استجابتَها لدعوة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في تفعيل مؤسسات الدولة ووقوفها صفاً واحداً إلى جانب القيادة السياسية لمواجهة العدوان وإفشال مُخَطّطاته, ومضي القبيلة لفي حشد الطاقات لرفد جبهات الشرف والبطولة بالرجال والعتاد حتى دحر العدوان وتحقيق النصر المؤزر.
ودعت قبيلة بني صريم، المجتمعَ الدولي إلى إيقاف العدوان على الشعب اليمني وكذا إيقاف بيع السلاح للنظام السعودي والإماراتي ورفع الحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي لدخول احتياجات الشعب اليمني وفي المقدمة الغذاء والدواء والمشتقات النفطية.
وأشاد البيان بدور أبطال الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية والقوات الجوية والملاحم البطولية التي يسطّرونها في مختلف الجبهات دفاعاً عن الوطن وأمنه واستقراره وسيادة أراضيه في مواجهة العدوان.