خطورة المرحلة وتداعيات صفقة القرن
أحمد بحنان
مَن يتأمّل تداعياتِ القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمةً للكيان المحتل الصهيوني الغاصب يستطيع أن يقرأَ الأحداثَ من خلال الرؤية التي يعطيها القرآنُ الكريم وتأمّلات الحاضر ودراسة الماضي.
يستطيع أن يقرأَ الأحداثَ المستقبلية من خلال ما عرضه القرآنُ الكريم عن اليهود ومن خلال تأمّلات الحاضر ودراسة الماضي؛ لنعرفَ أن هذا القرار ليس مجرد الإعلان وتصفية القضية الفلسطينية فحسب، وإنما هو إعلان بداية المرحلة لتنفيذ مخططات وأحلام اليهود وهيمنتهم الكاملة على العالم والقضاء على الإسلام.
إذا استحكمتْ قبضةُ اليهود بالاستيلاء على القدس، فسيتهيَّؤُون لاتخاذ خطوات وتنفيذ خطط هي أشد خطورة على الإسلام، وستسعى للاستيلاء على الحرمين الشريفين.
واليهود لا يمكن الوثوقُ بهم، فهم كما وصفهم الله، بالمكر والخداع ولبس الحق بالباطل، ونقض العُهود والمواثيق “أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ” يوقّع حزب الليكود وينقض حزب العمال.
وتأتي التحَـرّكاتُ اليومَ لعميل إسرائيل وأمريكا محمد بن سلمان، وبعض الأنظمة العربية في إطار التجهيز والإعداد لإعلان “صفقة القرن” وتصفية القضية الفلسطينية والاعتراف بإسرائيل.
وأمام هذا الواقع لا يوجد أمام الأمة العربية والإسلامية إلا التحَـرّكُ والاتجاهُ نحو بناء الواقع والاهتمام بالإعداد عسكرياً والاكتفاء اقتصادياً والتحَـرّك والبناء في كافة المجالات؛ لكي تستطيعَ الأمةُ أن تقفَ في وجه أعدائها وتتبنى قضاياها.
وستظلُّ القدس عاصمةً للمسلمين، وهو ما يجبُ إبرازُه في إعلامياً وثقافياً لأجيالنا، وما يجب أن نؤمنَ به إيماناً واعياً، لتصبحَ قضية القدس حيةً في أوساط الشعوب، ويجب أن يكونَ لشعوب الأمة العربية والإسلامية موقفٌ قويٌّ من المؤامرة التي تحاك عليها.