خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في جمعة رجب:
أَعُوْذُ باللهِ من الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحَمْدُ لله رَبِّ العَالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــدًا عبدُه ورَسُــوْلُه خَاتَمُ النبيين.
اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صليتَ وباركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَمِيْدٌ مجيدٌ، وارْضَ اللهم برِضَاكَ عن أصحابِهِ الأخيارِ المنتجَبين وعَنْ سَائرِ عبادِكَ الصالحين.
أَيُّهَا الإخْوَةُ والأخواتُ، شعبَنا اليمني المسلم العزيز، السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
في هذا اليومِ المبارَكِ اليومِ الأغرِّ واليومِ التأريخي، الجُمُعة الأولى من شهر رجب الذي يحمِلُ ذِكْـرَى عظيمة من أَهَــمِّ الذكريات وأقدسِ الذكريات في تأريخ شعبنا اليمني المسلم العزيز، نتوجه بالتبريك لأَبْنَاء شعبنا ولكل أمتنا، ونَسْأَلُ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يُوَفِّقَنَا في الانطلاقة الإيْمَانية في مسيرة حياتنا لما يرضيه عنا إنه سميع الدعاء.
اعتَادَ شعبُنا اليمنيُّ العزيزُ على مَرِّ التأريخ على الاحتفاء بهذه الذِكْـرَى؛ باعتبارها حملت ذِكْـرَى عظيمة، حملت مناسبة مُهِمَّـة، هي ذِكْـرَى ومناسبةَ اعتناق عددٍ كبيرٍ من أَبْنَاء شعبنا اليمني للإسْلَام، يوم أتى الإمامُ عليُّ عليه السلامُ ووصل إلى اليمن وكان معه رسالةٌ من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله إلى أَبْنَاء شعبنا يدعوهم فيها إلى الإسْلَام، وقد اتّجه الكثيرُ من أَبْنَاء هذا الشعب نحو الإسْلَام بكل رغبةٍ وطواعية وبوعي وقناعة وإيْمَانٍ صادق، وكانت هذه محطة من المحطات المُهِمَّـة في صدر الإسْلَام وسبقها محطاتٌ مُهِمَّـة وتلاها محطاتٌ أُخْـرَى حتى شمل اعتناقُ اليمنيين الإسْلَامَ كُلَّ أَبْنَاء هذا البلد.
كان هناك منذُ البداية المبكرة للإسْلَام منذ أن بزَغَ فجرُ الإسْلَام ونوره في العهد الأول في مكة المكرمة كان هناك أُسرة آل ياسر، وكذلك آخرون ممن يحسبون من اليمن من المسلمين الأوائل من السابقين في الإسْلَام، بل كانوا أول الشهداء في هذا الإسْلَام هم أسرة آل ياسر، ياسر هو والد عمار بن ياسر كان هو أول شهيد في الإسْلَام وهو من اليمن، فيعبر هَذا عن الانتماء في مراحلَ في صدر الإسْلَام سواء فيما كان المرحلة المكية وما تلاه أَيْـضاً يتعلق بالأَوْس والخزرج، الأنصار الذين سمّاهم الله في كتابه بالأنصار فيما تلا ذلك على مستوى مناطق متفرقة في اليمن ومراحل متلاحقة في ذلك الزمن كُلّ ما يُمَـثِّـلُ ذِكْـرَى مُهِمَّـة وعظيمة ويهمنا جِدًّا أن نشجّعَ على الاحتفاء بهذه الذِكْـرَى باعتبار ذلك أَيْـضاً من الاعتراف بالنعمة والتقدير للنعمة.
واعتزازُ شعبنا على مَرّ تأريخه بهذه الذِكْـرَى وإعطاؤه لهذا اليوم من خصوصيةٍ في الاحتفاء به بأشكال متعددة وتعابيرَ متنوعةٍ، من بينها صلة الأرحام، من بينها ما يُعرَفُ في بلدنا بالرجبية وأشكال متنوعة من الأذكار من الاحتفال من الابتهاج من إظهار السرور، هذا شأنٌ عظيم وشيء إيجابي وشيءٌ مهم وشيء مفيد، ويهمنا اليوم أن نستفيد على نحو أَكْثَر وأَكْثَرَ، مضافاً إلى شكر النعمة والاعتراف بالنعمة والتقدير للنعمة والاعتزاز بما ينبغي أن نعتز به، وهناك أَيْـضاً مسألة مُهِمَّـة في هذا الظرف الحساس وهذه المرحلة التي نعيشها وتعيشها أمتنا بشكل عام بحاجة أن نستفيدَ بشكل كبير جِدًّا من هذه الذِكْـرَى في الحفاظ على هُـوِيَّـة شعبنا وبلدنا في الحرص على ترسيخ هذه الهُـوِيَّـة الأصيلة لتمتد في أجيالنا جيلاً بعد جيل.
كلمتي اليومَ هي تركِّزُ على هذا الموضوع بشكل أساس؛ لِأَنَّه سيكون لنا إن شاء الله كلمةٌ في القريب العاجل لا سيما ونحن على مشارف العام الرابع منذ بداية العدوان الأَمريكي السعودي الغاشم على بلدنا على شعبنا وسيكون لنا إن شاء الله كلمة في القريب العاجل نتحدث فيها عن مواضيع أُخْـرَى ذات صلة بشكل مباشر بمسألة العدوان وما يتعلق به.
الحربُ الناعمةُ.. ماهيتها والهدفُ والغايةُ منها
اليومَ نتحدَّثُ فيما يركّزُ عليه في هذه الكلمة على هذا الموضوع الرئيسي ذي الصلة بهذه المناسبة، جمعة رجب وهُـوِيَّـتنا الإيْمَانية هُـوِيَّـة شعبنا الإيْمَانية التي يهمنا جِدًّا أَيْـضاً أن ندخلَ من خلالها إلى ما نعاني منه كشعب يمني وما تعاني منه أمتنا بشكل عام من استهداف كبير وممنهج وخطير جِدًّا للأُمَّـة وشعبنا في الهُـوِيَّـة، في الهُـوِيَّـةِ الإيْمَانية وهذا هو أخطرُ أشكال الاستهداف، ما يُعرَفُ اليوم بالحرب الناعمة أخطرُ بكثير من الحرب الصلبة من الحرب العسكرية، الاستهدافُ في الهُـوِيَّـة أخطر أشكال الاستهداف، والهدفُ والغايةُ منه هو السيطرةُ على الإنْسَان أَصْـلاً، السيطرة المباشرة والتحكم التام بهذا الإنْسَان يتم من خلال تجريده من هُـوِيَّـته وتفريغه من محتواه المهم، من محتواه المبدئي، من محتواه الأَخْلَاقي، ومحتواه القيمي، الإنْسَان إذا فرغ تَمَـاماً من هذا المحتوى لم يبْقَ له مبادئ لم يبْقَ له أَخْلَاق لم يبْقَ له مفاهيم صحيحة وسليمة يصبحُ مجرّد دمية بكل ما تعنيه الكلمة وإنْسَاناً أشبهَ بالإنْسَان الآلي الذي يتحكم الآخرون فيه ما يسمى بالروبوت يتحكّم فيه الآخرون تَمَـاماً، الإنْسَان هو إنْسَان وقيمته الإنْسَانية بهذا المحتوى محتوى الوعي محتواه من الوعي من المبادئ من المفاهيم الصحيحة من القيم الراسخة من القيم العظيمة، لو فُرِّغَ منها يوصف الـقُـرْآن الكريم هذه الحالة من التفريغ أن الإنْسَان يصبح كالأنعام أولئك كالأنعام بل هم أضلُّ، بل أسوأُ من الأنعام، من حَـقّ الإنْسَان عن كرامته الإنْسَانية عن مؤهلاته الإنْسَانية عن قدراته الإنْسَانية عن كُلّ ما زوّده الله به وفطره عليه كإنْسَان يميّزُه عن سائر الحيوانات، مداركه أوسع دوره في الحياة أَهَــمّ ما يمتلكه وما زود به من تلك الطاقات والقدرات والمواهب تعطيه إمْكَانية لأن يكونَ في هذه الحياة على نحو أعظم في سلوكه في مواقفه في حياته في نهوضه بمسئوليته في طبيعة دوره في هذه الحياة، كُلّ هذا يضرب ضربةً قاضيةً إذا فُرِّغَ هذا الإنْسَانُ من هذا المحتوى الذي يتشكل من الوعي والمفاهيم والمبادئ والقيم والأَخْلَاق؛ فلذلك المعركة معنا من جانب أعدائنا، سواء على مستوى واقع شعبنا اليمني على مستوى الأُمَّـة بكلها التي نحن جزء منها، المعركة معنا هي معركة سيطرة، يعني يهدف أعداؤنا إلى السيطرة علينا، هذا عنوانٌ جامعٌ ومانعٌ لهدف معركة العدو معنا.. الهدفُ الرئيسي هو السيطرة علينا، إذا سيطر علينا عدوُّنا بشكل تام خلاص كمل مشكلته معنا خلّص استفاد من كُلّ شيء، أرضك، ثروتك، مقدراتك، بل أنت، أنت بنفسك يستفيد منك يستغلك، يحوّلك في هذه الحياة أنت وما بين يديك، أنت وما لديك، أنت وما معك، أنت وما تملك، يستغلك في تحقيق مصالحه التي هي تشكل خطورة عليك، بالنسبة لك، إنما هي فقط تُمَثِّـلُ فقط مصلحة خالصة له، يعني القوم يريدون كما يقال في التعبير المحلي والمثل المشهور، الجمل وما حمل، الإنْسَان وما معه، “يشتوا يشلوا الكل”، ويستغلون الجميع، يستغلون الكل، استغلال للإنْسَان في نفسه، واستغلال للإنْسَان في مقدراته، استغلال للإنْسَان في ثرواته، استغلال للإنْسَان في كُلّ ما يملكه، وفي كُلّ ما بين يديه، طَبْـعاً هذه كارثة، مسألة خطيرة جِدًّا، فيها امتهان لهذا الإنْسَان في كرامته، في استعباد لهذا الإنْسَان، فيها احتقار لهذا الإنْسَان؛ ولذلك يجب أن ننظر إلى مسألة الهُـوِيَّـة، كمسألة في غاية الأَهميَّة، وعلى صلة وعلاقة بالصراع، على علاقة وثيقة جِدًّا بالحرب، بالصراع، بالمشكلة، أنها تُمَثِّـلُ ركيزة أساسية لتماسكنا وثباتنا، وتُمَثِّـلُ منعة حقيقة في الحفاظ علينا، وفي الدفاع عنا.
عواقبُ فقدان الهُـوِيَّـة
نحنُ إذا فقدنا هُـوِيَّـتنا فقدنا كُلَّ شيء، إذا بتنا وصرنا أُمّةً لا هُـوِيَّـة لها أَوْ شعباً انسلخ عن هُـوِيَّـته، خلاص، اعتبرنا انتهينا، اعتبرنا قُضِي علينا، لا يبقى لنا كيان، لا يبقى لنا منعة، لا يبقى ارتباط، لا يبقى لنا عوامل قوة، لا يبقى لنا أي شيء، نهائيا، خلاص انتهينا، يتحوّل الناسُ الذين انسلخوا عن هُـوِيَّـتهم، يتحولون إلى حيوانات مسخرة عاجزة مستسلمة، مستغلة، لا تفكير لها، لا إرَادَة لها، لا استقلال لها، لا حرية لها، لا كرامة لها، مطوعون، يصبح الإنْسَان في هذه الحياة حاله حال أي حمار، أَوْ جمل، أَوْ أي حيوان آخر، أَوْ كبش، تتوزع الأدوار بحسب طبيعة الاستغلال، البعض يستغل كما يستغل الحمار، البعض يستغل كما يستغل الجمل، البعض يستغل كما يستغل الكبش، البعض يستغل كما يستغل… وهكذا بقية الحيوانات.
الهُـوِيَّـة مسألةٌ مُهِمَّـةٌ جِدًّا، مسألةٌ في غاية الأَهميَّة؛ ولذلك نحن نجعل من هذه المناسبة جمعة رجب، الجمعة الأولى من رجب، مناسبةً رئيسيةً لترسيخ الهُـوِيَّـة، والحفاظ على الهُـوِيَّـة، وتعزيز حالة الوعي تجاه أَهميَّة الهُـوِيَّـة؛ للحفاظ على هذه الهُـوِيَّـة جيلاً بعد جيل، ولنقوم بالدور الذي قام به آباؤنا وأجدادنا على أتمِّ وجه، بمستوًى جيدٍ جدًا.
وهُـوِيَّـةُ شعبنا هُـوِيَّـةٌ إيْمَانية، يمكن أن نُعبِّرُ عن هذه الهُـوِيَّـة بما تحدث عنه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وروي عنه حين قال: (الإيْمَان يمانٍ). هذه أعظمُ هُـوِيَّـة، أقدسُ هُـوِيَّـة، أشرفُ هُـوِيَّـة، ما هناك على الإطلاق أعظم من هذه الهُـوِيَّـة، كُلّ أُمَّـة على وجه هذه الأرض، كُلُّ فئة، كُلّ كيان، كُلّ طائفة، كُلّ مجتمع مترابط له هُـوِيَّـة واحدة، هذه الهُـوِيَّـة هي نمطُ حياة، نمطُ حياة تعتمدُ على عقائدَ، تعتمد على مفاهيمَ تعتمدُ على أعراف، على عاداتٍ، على تقاليدَ، على كذلك أفكار معينة، ثقافات معينة، وتُمَثِّـلُ عاملاً مُهِـمًّا جِدًّا في اجتماع أُمَّـة، في ترابط أُمَّـة؛ لتتجه في هذه الحياة اتّجاهاً واحداً، تجمعها تلك العقائدُ، تلك المنظومة من العقائد والأعراف والتقاليد والسلوكيات، والاهتمامات والعادات… إلخ.
وما من أُمَّـة في هذه الأرض، ما من أُمَّـة إلا ولها هُـوِيَّـة، إمّا هُـوِيَّـة صحيحة، وإلا هُـوِيَّـة خاطئة، وإلا هُـوِيَّـة مختلطة، فيها شيء من الأشياء الصحيحة، ومزيج من الأشياء الخاطئة، حتى أحيانا مزيج من الخرافة، وبعض الأمم، بعض الشعوب، بعض الكيانات في قسم كبير من عقائدها ومفاهيمها وعادتها وأعرافها جانب كبير يعتمد على الخرافة، ولكن تبقى متشبثة، مقتنعة، الذي يجمعها، الذي يجمع ذلك الشعب، أَوْ يجمع تلك الأُمَّـة، أَوْ يجمع سكان ذلك البلد هي تلك العادات والتقاليد والأعراف، والعقائد، ذلك النمط من الحياة الذي يستند إليها ويعتمد عليها.
من نِعَـمِ الله علينا وهي نعمةٌ عظيمةٌ، أن تكون هُـوِيَّـتنا كشعب يمني وكأمة مسلمة هي الهُـوِيَّـة الإيْمَانية، هذه الهُـوِيَّـة التي إن حافظنا عليها حافظنا عليها في الانتماء، حافظنا عليها في الالتزام، حافظنا عليها من خلال الوعي بها، حافظنا عليها في تنقيتها من الشوائب الدخيلة التي تدخل إليها وليست منها، سواء ما كان منها بشكل عقائد أَوْ أفكار أَوْ سلوكيات أَوْ عادات، وهي دخيلة، ليست منها، ليست في أصلها، إنما دخلت من هنا أَوْ هناك، وهذا ستحدث عنه في سياق حديثنا، إن حافظنا على هذه الهُـوِيَّـة حافظنا على أعظم هُـوِيَّـة تُمَثِّـلُ أَهَــمَّ وأعظمَ ما يمكن أن نتماسَك به، ما يمكن أن يحافظ على وجودنا، ما يمكن أن يُمَـثِّـلُ أَهَــمّ عامل قوة بالنسبة لنا، أَهَــمّ ضمانة لفلاحنا ونجاحنا وصلاحنا وقوتنا وعزتنا وكرامتنا ومنعتنا، وأهمّ ما يمكن وأعظم ما يمكن أن نعتمد عليه ونستند إليه في مواجهة كُلّ التحديات، وكل الأخطار، مهما كانت، فلا تتمكن من أن تهدّ كياننا، ولا أن تسقط كياننا، ولا أن تقضي على وجودنا كأمة عظيمة، وشعب عظيم.
وهذا الموضوعُ موضوعٌ في غاية الأَهميَّة، أنا أقولُ لشعبنا العزيز: هناك شعوبٌ أُخْـرَى لديها في هُـوِيَّـتها في معتقداتها في أفكارها في ثقافاتها قسم كبير من الخرافة، ومع ما وصل البشر إليه في هذا العصر من تقدم ومن تطور حتى في العلوم وغير ذلك لا تزال تتشبث بتلك الخرافات وهي خرافات، لم تتنصل منها ولم تتنازل عنها، شعب هنا أَوْ هناك، معروف اليوم، معروف اليوم أن هناك دول من الدول الكبرى، في مصاف الدول الكبرى تعتمد في هُـوِيَّـتها الثقافية والفكرية وفي عاداتها وأعرافها على قسم كبير من الخرافات، هي متشبثة بها بكل تشبث، لا تفرط فيها أبدا؛ لِأَنَّها تعي ماذا يعني أن تفرط فيها، كيف يمن لها أن تسقط كأمة، أَوْ كشعب، أَوْ كدولة، أَوْ كبلد معين، له اليوم حضوره في الساحة العالمية، إذا فقدت خصوصيتها الثقافية، خصوصيتا الفكرية، خصوصياتها في الحياة التي تستند إل عقائد معينة، إلى أعراف معينة إلى عادات معينة، إذا فقدتها خلاص، تتفكك، تتبعثر، تسقط، تنمحي، تذوب، تتلاشى، تبتلعها الكيانات الأُخْـرَى، الدول الأُخْـرَى، وتسيطر عليها وتستحوذ عليها، فهي تجعل من تشبثها بهُـوِيَّـتها المعتمدة على قسم كبير من الخرافة، ولربما يعرفون، يعرف الكثير من مفكريهم، من كبارهم، من قادتهم، يعرفون أنه عبارة عن خرافات، ولكن يقدسون تلك الخرافات ويتشبثون بها، للحفاظ عليها ككيان، كأمة، كبلد، كدولة، كشعب، حتى لا يتفكك، يتبعثر، يتلاشى، ويتمكن الآخرون من السيطرة عليه، يرون في التشبث بها حفاظا على كيانك ككيان.
أسبابُ أزمة الهُـوِيَّـة لدى البعض
ما بالُك حينما تكونُ هذه الهُـوِيَّـة هُـوِيَّـةً عظيمةً في أصلها، وإنْ شابها شيءٌ ما من الخلل والدخيل ولكن في أصلها، في ما هي عليه، فيما فيها من عقائد، من أفكار، من ثقافات، من سلوكيات، الأصل هذا أصل عظيم، والذي دخل يمكن أن ينقى؛ لِأَنَّه لم يصل بعدُ إلى القضاء على الأصالة هذه، الأصالة ممتدة حاضرة، موجودة، قائمة اليوم، والدخيل واضح، لا يزال إلى حَــدٍّ ما يعاني من الضعف، يعاني من الهشاشة، يعاني من الغرابة، نشعر به كدخيل على هُـوِيَّـتنا وعلى ثقافتنا، على حياتنا، على عاداتنا، على أعرافنا وسلوكياتنا، التي توارثناها جيلاً بعد جيل، منذ صدر الإسْلَام الأول.
طَبْـعاً هناك مشكلةٌ وسنتحدث عنها، يعني هناك من لهم خصومة مع هذه الهُـوِيَّـة، إما لأسباب فكرية، وعقائدية، مثلما هو حال القوى التكفيرية، أَوْ أسباب سياسية، البعضُ عنده عُقدةٌ سياسية من تأريخنا اليمني، على مدى 1400 عام، يعتبر كُلَّ هذا الزمن، كُلَّ ما فيه غلطاً في غلط، وعلى غير الصواب، ويعتبر آباءَنا اليمنيين، وأجيالَنا العظماءَ على مَــرِّ التأريخ، منذ صدر الإسْلَام الأول إلى اليوم على غلط، إلى مرحلة سياسية معينة، أَوْ مرحلة ثقافية أَوْ عقائدية معينة، وبعدها يعتبر المسألة لا بأس، “بدأت تسبر”، هذا هو التفكير لدى بعض التكفيريين، الذي يعتبر الإسْلَام علي اليمن أتى ليس من يوم أسلمت أسرة آل ياسر ومن معها، وليس من يوم أسلم الأنصار، وليس من يوم أن أسلمت الوفود اليمنية تباعا، وليس منذ أن قدم علي بن طالب إلى اليمن، وليس منذ أن أتي معاذ بن جبل إلى اليمن، لا، لا، هذه كلها عندها فترة غلط، كُلّ الماضي عنده غلط، كُلّ هذا التأريخ غلط، معقد منه جِدًّا، المسألة هي منذ أن أتي الفكر التكفيري إلى اليمن، بدأ وصول الإسْلَام من يوم وصل التكفيريين، ومطلوب من اليمنيين أن يعتبروا كُلّ هذا التأريخ تأريخا خاطئا، وظلاميا، وخلاص، وكل شيء غلط في الماضي! ما به الا ما قبل الإسْلَام، وإلا من يوم جاء التكفيريون، سبرت الأمور! لا بأس! أَوْ مرحلة، أَوْ حقبة سياسية معينة، لا. هؤلاء في الأزمة، الناس الذين عندهم هذه النظرة، الذين لهم خصومة مع هُـوِيَّـة شعبنا على مَــرِّ تأريخه، منذ صدر الإسْلَام الأول وإلى اليوم، عندهم مشكلة وأزمة حقيقة بسبب عقدتهم؛ لِأَنَّهم يصطدمون بهذا التأريخ بكله، يصطدمون بهذا الإرث العظيم المشرف، المجيد لشعبنا العزيز، ويصبحون في مشكلة، ولهذا يعيشون أزمة نفسية، عقدة نفسية، والكثير مناسب أن يتعالج حتى في مشافي الأمراض النفسية، مع معالجة ثقافية وفكرية تهون عليهم؛ لِأَنَّهم دَائِماً معقدون على شعبنا اليمني، ومستائين منه، ومستائين من تأريخه، ومستائين من كُلّ الأجيال الماضية، كلها معقدين، منها عقد، ولكن لا يهمنا أمرهم، يهمنا هذا الشعب العظيم، هذا الشعب الذي يرى في هذه الأصالة وفي الامتداد على أساسها مجدًا وشرفًا، وخيرًا، ولا يتحرج من هذا، وليس له مشكلة مع تأريخه، ولا مع هُـوِيَّـته، أبدا، ليس له مشكلة لا مع علي بن أبي طالب، ولا مع معاذ بن جبل، ولا مع المراحل التأريخية ودوره العظيم فيها عبر الأجيال.
نحن اليوم نقول: هُـوِيَّـتنا الإيْمَانية (الإيْمَان يمان)، والإيْمَان ما هو؟ هل هو عبارة عن منتج محلي نصدره في اليمن؟ ونصدره إلى بقية العالم مثلما يطلق على الحليب حليب يماني أَوْ منتج آخر؟ لا. هل هو عبارة عما في بلدنا من أشكال مادية، جبال، أَوْ أشجار، أَوْ شيئاً متجسدًا بشكل ماديٍّ، لا. الإيْمَان مبادئ، الإيْمَان قيم، الإيْمَان أَخْلَاق، الإيْمَان مفاهيم، تنزل إلى واقع الحياة، تبنى عليها الحياة، الإيْمَان مواقف، الإيْمَان مواقف، فالإيْمَان منظومة متكاملة من المبادئ والقيم، والأَخْلَاق والسلوكيات، والأعمال والمواقف، ومسار حياة، ومشروع حياة، وبالتالي نحن معنيون إلى أن نرتبط دَائِماً فيما نحن عليه من عقائدَ، من مواقفَ، من سلوكياتٍ، من أعمال في نمط حياتنا، في شكل حياتنا، في واقع حياتنا، أن ننطلق بناءً على هذه الهُـوِيَّـة، بناءً على هذا الانتماء، وأن نحسب حسابه في كُلّ شيء، وأن ننطلق من خلاله في كُلّ شيء، في سلوكياتنا في أعمالنا، في تصرفاتنا، في اتجاهاتنا، في مواقفنا، في أعمالنا، أن ننطلق منطلقا إيْمَانياً، والـقُـرْآن الكريم قدم لنا عن هذا الإيْمَان كيف هو، مواصفات المؤمنين كيف هي، آياتٌ كثيرةٌ تتحدَّثُ عن المؤمنين، في روحيتهم، في مبادئهم، في أَخْلَاقهم، في سلوكياتهم، في اهتماماتهم، في جوانب كثيرة، تحدث عنها الـقُـرْآن الكريم، ولأن الحديث عن هذا الجانب حديث واسع إن امتدت بنا الحياة وواتتنا الظروفُ، سنتحدث إن شاء الله في شهر رمضان عن شيء من هذه المواضيع، ولكن يهمنا اليوم؛ لِأَنَّ الوقتَ لا يتسعُ للحديث الكامل، الحديث الشامل عن هذا الموضوع الواسع والكبير والمهم، نتحدث باختصار.
أهميّةُ الهُـوِيَّـة الإيْمَانية
ننبه أن الهُـوِيَّـة الإيْمَانية والإيْمَان في مبادئه، في قيمه، في أَخْلَاقه، هو يُمَـثِّـلُ أَهَــمّ عامل وأقوى عامل في التماسك، في الثبات، في الصمود، في مواجهة التحديات، يعني لهذا الموضوع علاقة مُهِمَّـة، فيما نعاني منه اليوم، في التصَـدِّي للعدوان، في مواجهة التحديات التي نعيشها في هذه المرحلة، بقدر ما تتعزّز هذه الهُـوِيَّـة، تترسخ هذه الهُـوِيَّـة، وننطلق من خلالها بقدر ما نكون أقوى، في واقعنا المعنوي، والعملي، وأعظم تماسكاً، وأشدّ ثباتًا في مواجهة كُلّ هذه التحديات، وأقدر على صناعة الانتصار في هذا الصراع، في هذه المشاكل، في هذه التحديات.
الإيْمَانُ له مبادئُ مُهِمَّـةٌ وعظيمةٌ، كُلُّها تُمَثِّـلُ عاملاً مُهِـمًّا في أن تكون قويًّا في هذه الحياة، في أن تكون متماسكًا، كفرد وكشعب وكأمة، تعزّز هذه الحالة من المنعة، والقوة، والصمود، وتساعد على الموقف المطلوب، الموقف الصحيح، الموقف الذي يبنى عليه النصر.
أولُ هذه المبادئ التي يقوم عليها الإيْمَان مبدأ عظيم ومهم ومقدس تحدثنا عنه كَثيرًا فيما مضى من الكلمات والمناسبات، ويهمنا أن نتحدث عنه باستمرار، لا غنى للحديث عنه في أي ظرف، ولا في أية مناسبة، المبدأ العظيم هو مبدأ التحَـرّر من العبودية للطاغوت، ومن العبودية لغير الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهذا مبدأ رئيسيٌّ جِدًّا؛ لِأَنَّ الذي يهدفُ إليه أعداؤنا سواء الأَمريكيون أَوْ الإسرائيليون، عملاؤهم، هم يهدفون إلى السيطرة علينا على نحو الاستعباد، يسيطر عليك تَمَـاماً، لا يبقى لك لا قرار، لا رؤية، لا مبدأ، عليك أن تعمل في هذه الحياة الذي يريده، عليك أن تتحَـرّك في هذه الحياة كما يريد لك، عليك أن تقف الموقف الذي يريده، عليك أن تتصرف التصرف الذي يريده، هكذا يجردك من كُلّ حالة العبودية لله، لا يبقى توجهك في هذه الحياة انطلاقا من إيْمَانك بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، الذي يجعلك تتحَـرّك في هذه الحياة بناء على أوامر الله، توجيهات الله، على القيم الإلهية، على المبادئ الإلهية، على الالتزامات الإيْمَانية، لا. “اتركها اتركها خلاص” فقط ما أراده منك هو، هذه حالة استعباد! ما أراده لو صادم مبادئك، لو خالف أَخْلَاقك، لو تناقض مع قيمك الإيْمَانية طَبْـعاً، الإيْمَانية طَبْـعاً، لو عصيت فيه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لو خالفت كتابه، لو خالفت منهجه، لو خالفت فطرتك الإنْسَانية، قيمك، أَخْلَاقك، فالمطلوب منك أن تفعل ذلك. أَصْـلاً البرنامج الذي يتحَـرّك عليه أعداء البشرية، أعداء الإنْسَانية من الأَمريكيين والإسرائيليين وعملائهم؛ لِأَنَّ موقف عملائهم ولو انتموا إلى الأُمَّـة الإسْلَامية ليس سوى مجرد حالة من التبعية التامة، فموقفهم تابع في الأساس للموقف الأَمريكي والإسرائيلي، للتوجه الأَمريكي والإسرائيلي، وهذا هو التحَـرّك الشيطاني بكل ما تعنيه الكلمة.
فهذه الحالةُ من السيطرة والاستعباد هي تتنافى مع الإيْمَان بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، الإيْمَان بالله يعتمد على هذا المبدأ العظيم الذي يحرّرك من كُلّ أشكال العبودية، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كرّم هذا الإنْسَان لم يُردْ له أن يكون عبداً لأحد إلا لله؛ لِأَنَّه هذه هي الحقيقة الله هو الذي خلقك هو الذي فطرك هو الذي أوجدك هو وليّْ نعمتك في كُلّ ما أنعم به والمالك الحصري لك، لستَ ملكاً لأي أحد في هذا الوجود إلا لله، المالك الحصري لك، فأنت لست ملكاً لأي أحد في هذا الكون، ولذلك الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كرّم هذا الإنْسَان ولم يجعله عبداً حتى للملائكة وحتى للأنبياء ولأي طرف في هذه الدنيا.
ونجدُ أن اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قال في كتابه الكريم (وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، الملائكة الكائنات المقدسة والعظيمة تلك الملائكة في عظمتها وسموها وطبيعة دورها، الأنبياء كذلك وهم صفوة البشر وخيرة البشر وأزكى البشر وأعظم البشر وأرقى البشر ليس المطلوب أن نتخذهم أرباباً ولا أن نكون عبيداً لهم ولا أن يكونوا هم المعنيين بالتحكم فينا في هذه الحياة والسيطرة علينا في هذه الحياة وفق ما يريدونه هم، هم من عندهم هم، لا، ولم يريدوا ذلك هم أساساً ولا يبتغون ذلك ولا يطلبون ذلك ولا يسعون لذلك.
الأنبياءُ ما بالك عندما يأتي شرُّ البرية، الأطغى والأظلم والأشرُّ والأسوأ من الناس، فيريدون هم أن يكونوا هم الأرباب أن يرسموا لنا مسار حياتنا أن يتحكموا فينا في هذه الحياة، فلا يبقى لنا قرار ولا إرَادَة ولا أي شيء إلا كما يريدون أن نخضع بالمطلق لإملاءاتهم علينا في كُلّ شأن من شؤون حياتنا، هذه مصيبة هذه كارثة، إذا كان الله شرّفنا وكرّمنا حتى من أن نكون عبيداً لملائكته المقدسين ولأنبيائه المكرّمين، كيف نرضى لأنفسنا أن يستعبدنا من لا يمتلكون ذَرَّةً من القداسة من لا يمتلكون أقل نسبة من الخير والشرف، من لا ينظرون إلينا بمثقال ذرة من عين الرحمة والخير وإرَادَة الخير، من هم ينظرون إلينا بكل عِداء بكل حقد.
لو نأتي مَثَلاً كيف هي نظرة الأنبياء إلى الناس هي النظرة التي علّمهم اللهُ، نظرة إلى هذا الإنْسَان بتكريم نظرة إلى هذا الإنْسَان برحمة بخير بإرَادَة الخير، حرص على سمو هذا الإنْسَان على كرامة هذا الإنْسَان يحملون إرَادَة الخير لهذا الإنْسَان.
أمّا أولئك السيئون الأعداءُ الذين يسعَون اليومَ ليستعبدونا ويسلبوا منا كُلّ شيء الحرية والكرامة والإرَادَة ويتحكموا بنا في مسار حياتنا ويسعون أن يفرضوا علينا إملاءاتهم في كُلّ شؤون حياتنا، في الوقت الذي هم يحقدون علينا يحتقروننا لا يرون لنا كرامة ولا اعتباراً ولا يريدون لنا خيراً وكل همهم وكل إرادتهم فيما يفرضونه علينا في إملاءاتهم في مطالبهم في قراراتهم حسابات كلها خاضعة لمصالحهم فقط لمصالحهم هم، ومصالح عمياء مصالح ليست مصالحَ مشروعة ليست بالقدر المشروع ليست بالحد المشروع، لو كانت بالقدر المشروع والحد المشروع من الطبيعي، هناك مصالحُ ومنافعُ مشتركةٌ فيما بين البشر نظمها الله فيما بينهم وأراد لبعضهم البعض أن يكونوا في خدمة بعضهم البعض ونفع بعضهم البعض ومصلحة بعضهم البعض أن يتعاونوا أن يعملوا جميعاً لخير بعضهم البعض، لكن المسألة ليست من هذا القبيل بتاتاً.
المسألةُ هي أطماعٌ هائلةٌ جداً، أطماع استعمارية أطماع المستكبرين أطماع الطغاة والمتسلطين من يريدون الاستحواذ على كُلّ شيء السيطرة على كُلّ شيء من يريدون أن يسحقوك أن يسحقوا إنْسَانيتك أن يسحقوا كرامتك أن يستأثروا بكل شيء عليك، إذا أعطوك قليلاً من فتات الفتات فقط وفقط بالقدر الذي تؤدي فيه دورك الذي هو دور الضعيف المستعبد الخادم الذي يفعل كُلّ شيء لمصلحتهم، وهكذا بالقدر الذي يبقي لك وجودك كخادم وجودك كعبد لهم حتى تشتغل لهم يعني، تواصل دورك كعبد لهم.
ولذلك نجدُ أن هذا المبدأَ العظيمَ مبدأ التحَـرّر من العبودية للطاغوت من العبودية لغير الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مبدأ يضمن لنا من خلال تمسكنا به إيْمَاننا به قناعتنا به ترسّخه في أنفسنا ووجداننا ومشاعرنا وواقع حياتنا يمثّل مَنَعْة وحصانة وقوة في التصَـدِّي لكل مساعي أولئك في الاستعباد لنا والسيطرة التامة علينا في أنفسنا في حياتنا في قراراتنا في مواقفنا في سلوكنا في هذه الحياة وفي مسارات حياتنا هذه.
وفعلاً يُمَـثِّـلُ هذا المبدأ مبدأً ضامناً للتحَـرُّر، مبدأ عز مبدأ كرامة هذا مبدأ يقوم عليه الإيْمَان بكله علاقتنا حتى في دين الله علاقتنا مثلاً بالأنبياء علاقتنا بهم ليس كأرباب، كهداة كقدوة كقادة وهم عبيد علاقتنا بهم علاقة العبيد بالعبيد، هم أسمى في عبوديتهم منا أَكْثَر عبودية لله منا من خلال تحَـرّرهم التام والكامل من كُلّ أشكال العبودية الأُخْـرَى ومن خلال إذعانهم المطلق لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَكْثَر عبودية منا علاقة العبيد بالعبيد وليس علاقة العبيد بالأرباب المتكبرين المتغطرسين المتسلطين الطغاة كما شأن الآخرين قوى الطاغوت.
القيمةُ الإنْسَانيةُ والقيمةُ الأَخْلَاقية
مبدأٌ آخرُ من المبادئ الرئيسية الإيْمَانية مبدأ عظيم ومبدأ مهم هو القيمة الإنْسَانية والقيمة الأَخْلَاقية، من أَهَــمّ ما في الإيْمَان أنك إنْسَانٌ لا تعيشُ حالةَ الاستهتار بهذه الحياة بكل ما فيها بنفسك أنت للإنْسَان كإنْسَان وبوجوده، فلا تمتلك تفسيراً لهذا الوجود إلا تفسيراً مادياً، وترى هذا الإنْسَان ووجودَ هذا الإنْسَان وحياةَ هذا الإنْسَان كما هو حال أي حيوان آخر، هذا التفسيرُ موجودٌ عند الكثير من الأطراف من الدول من الشعوب من الثقافات أنها لا تمتلكُ إلا التفسيرَ المادي للوجود البشري، فلا يختلفُ وجود هذا الإنْسَان عن وجود جمل مَثَـلاً أَوْ ثور أَوْ عنز أَوْ قرد أَوْ أي حيوان آخر، كائن موجود الهدف من وجوده أن يأكُلَ ليعيش ويعيش ليأكل، يأكل يشرب يتزاوج يعيش في ظل هذا الجو يعني كُلّ الاهتمامات تتفرع عن هذا، ما فيش شيء آخر أبدا وليس له أي قيمة ولا لوجوده أي قيمة ولا أي هدف سامٍ ولا كرامة، لا، في الإيْمَان في المبادئ الإيْمَانية الحقة التي هي حَـقّ، صدق، وحقيقية وعظيمة ومقدسة تفسر الوجود الإنْسَاني هذا بوجود مسؤول أتى ليتحمل مسؤولية في هذه الحياة وله كرامة وله قيمة، الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو القائل في كتابه الكريم: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) القيمة الإنْسَانية قيمة عظيمة في الإسْلَام في الهُـوِيَّـة الإيْمَانية هذا الإنْسَان هو كائن عظيم عليه أن يحترم هو وإلا هان إذا لم يكن مستعدا أن يحترم دوره مسؤوليته أن يتفاعل إيجابيا مع تكريم الله له يهون هو يهين نفسَه يسقط نفسه يدنس نفسه يسقط اعتباره، لكن إذا هو تفاعل مع إنْسَانيته بكل ما تعنيه هذه الإنْسَانية بكل خصائصها وفطرتها ودورها ووجودها العظيم والمقدس والمسؤول والمهم وفق التعليمات الإلهية سما بأعظم وبأشرف وبأعلى من المستوى الاعتيادي فللإنْسَان كرامته إنْسَان لو بقي بالحد الأدنى من فطرته فما بالك إذا تكامل إذا سما إذا ارتقى في مدارج الكمال فهو يسمو أعظم وأعظم حتى يصبح له شأن عظيم حتى عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، الإنْسَان مطلوب منه في هذه الحياة أن يعي هذا المبدأ كرامته الإنْسَانية؛ لِأَنَّ هناك أشياء كثيرة تمس هذه الكرامة في واقعه إذا انحط عن إنْسَانيته غن فطرته عن القيم والأَخْلَاق التي من المفترض أن يتحلى بها بطبيعة ما مكنه الله وأكرمه الله وهيأه الله له وبطبيعة ما أناط الله به من مسئوليات وواجبات والتزامات في هذه الحياة إذا انحط مس هو بكرامته الإنْسَانية، لا ينبغي أن يعيش كالحيوانات الأُخْـرَى لا، عليه التزامات أَخْلَاقية مَثَـلاً ليس له أن يكون إباحيا في هذه الحياة كسائر الحيوانات الإباحية؛ لِأَنَّ وضعه يختلف الله كرمه في تكوينه وفي إمْكَانياته وفي دوره وفي مسيرة حياته في أشياء كثيرة جِدًّا ويتعامل كحيوان من الحيوانات الأُخْـرَى هو يمس بكرامته الإنْسَانية وهو يتحمل مسئولية هذا التصرف الخاطئ وهو يتحمل مسئولية هذا الانحطاط الذي أسقطه عن اعتبار الإنْسَان وعن كرامته الإنْسَانية.
القيمة هذه واحدة مما يتعلق بها أنْ ليس أن يُعَبِّــدَ نفسَه لغير الله إذ هو عبَّدَ نفسَه لغير الله أهان تلقائيًّا بشكل طبيعي، يصبح إنْسَاناً هيناً في هذه الحياة وهو متحمل المسئولية عن هذا الهوان عن هذه الإهانة عن هذا الانحطاط إذا هو خرج عن فطرته التي فطره الله عليها بما فيها من قيم عظيمة، مَثَـلاً باع نفسَه باع مواقفه في هذه الحياة هو يتحمل المسئولية في أنه انحط بنفسه أسقط نفسه عن اعتباره الإنْسَاني، إذا هو مَسٌّ بالأَخْلَاق والقيم والالتزامات التي فرضها عليه سموًّا به تكريمًا له لصلتها بمسئولياته في هذه الحياة؛ لِأَنَّ الإنْسَان عليه مسئوليات كبيرة في هذه الحياة تحتاج إلى زكاء نفس تحتاج إلى طهارة تحتاج إلى صلاح تحتاج إلى قيم عظيمة إلى أَخْلَاق كريمة وتسمى بمكارم الأَخْلَاق إذا لم يلتزم مكارم الأَخْلَاق انحط هو، فالهُـوِيَّـة الإيْمَانية ننطلق فيها ونحن نحس بقيمة أنفسنا فلا نمس بهذه الكرامة لا أَخْلَاقيا ولا بتعبيد أنفسنا لغير الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ولا بكل الانحرافات المسيئة إلى إنْسَانية هذا الإنْسَان وكرامة هذا الإنْسَان الانحرافات الأَخْلَاقية الانحرافات في الواقع العملي كُلّ ما يمس بشرف وكرامة هذا الإنْسَان.
عواقبُ انسلاخ من الإيْمَان
حالة الاستهتار والانفلات والفوضى في هذه الحياة والدناءة والخسة والانحطاط والسقوط في الرذائل وعدم المبالاة والخروج عن حالة تقديس القيم العظيمة والأَخْلَاق الكريمة هذه حالة انسلاخ من الإيْمَان وشذوذ عن الإيْمَان وخروج عن الإيْمَان إلى حالة الفسق والاستهتار والفجور حالة تمس بكرامة هذا الإنْسَان وتستغل لاستعباد هذا الإنْسَان بكل سهولة، الإنْسَان إذا أَصْبَـح في واقع حياته على هذا النحو منفلتا عابثا مستهترا لا يبقى لمكارم الأَخْلَاق قيمة لديه ولا يبقى للكرامة الإنْسَانية اعتبار عنده يصبح إنْسَانا تائها تافها وبالتالي يسهل ظلمه استعباده قهره، استغلاله، التحكم به اللعب به يصبح ألعوبة في هذه الحياة ويعرف الآخرون كيف يشتغلون ليجعلوا منه مجرد ألعوبة في هذه الحياة ولذلك تشتغل قوى الطاغوت الشيطانية ضمن برنامجها الشيطاني للاستهداف للناس من هذا الجانب، ضرب القيمة الإنْسَانية ما يصبح عندك لنفسك أية قيمة ترى نفسك مجرد حيوان عادي الذي يشتي يشتريك اشتراك الذي يدفع في شوية فلوس ويعطيك بعض إغراءات أَوْ يستميلك من هنا إلى هنا فيأخذ بك ويسيطر عليك ويستحوذ عليك ويتحكم بك إما بترغيب أَوْ بترهيب يطوعك بأبسط الأشياء خلاص تنسى انتماءك هُـوِيَّـتك ارتباطك بالله كرامتك الإنْسَانية تنساها ويلعب بك كيفما يشاء ويريد ويدفع بك أينما يشاء ويريد، اليوم أليس الناس أَوْ البعض من الناس يعانون من هذه المشكلة يعني ما عنده لا كرامة ولا قيمة عرض نفسه للبيع من يشتريه من يشتري حياته موقفه تحَـرّكه في هذه الحياة، نحن عانينا في هذا العدوان من بعض المرتزقة أنهم أَصْبَـحوا على هذا النحو اشتراهم السعودي بشوية فلوس والا الإماراتي بشوية فلوس وأَصْبَـحوا عبيدا لا أمر لهم ولا خيار لهم ولا قرار لهم خلاص ما بلا أيش يشتي منه هاه تشتي كذا أفعل كذا سبر كذا سرنا.. واتخذ نفس الموقف خلاص اشترى ما عاد معه في نفسه قرار ولا إرَادَة أبدا عبد بكل ما تعنيه الكلمة. البعض أَيْـضاً يضيعون ويتهيون في هذه الحياة وينسلخون عن هُـوِيَّـتهم الإيْمَانية حينما لا يعد لكل مكارم الأَخْلَاق.
أي قيمة عندهم، الانحطاط السقوط في الرذائل السقوط والعياذ بالله في الفواحش السقوط الأَخْلَاقي يعتبر عادي عندهم خلاص تافه ضايع ما عاد عنده أي شيء مهم في هذه الحياة ولا قداسة لشيء ولا أَهميَّة لشيء ولا كرامة لشيء ولا أي اعتبار لأي شيء.
أُسُسُ وَركائزُ الهُـوِيَّـة الإيْمَانية
واحدٌ من المبادئ المُهِمَّـة والأسس والركائز المتينة في الهُـوِيَّـة الإيْمَانية والانتماء الإيْمَاني الوعي والبصيرة وأن يكون الإنْسَان مستنيراً بنور الله إنْسَانا ذكيا إنْسَانا واعيا إنْسَانا لا يعيش حالة السذاجة في هذه الحياة فيخدع بكل بساطة من قوى الطاغوت التي تعتمد على الخداع والتضليل كأسلوب رئيسي في السيطرة على أفكار الناس ومفاهيمهم اليوم هناك ما يعرف بصناعة الرأي العام هناك اليوم سعي للاستحواذ على المفاهيم للسيطرة على الأفكار بل على عملية التفكير نفسها وتوجيهها والتحكم بها وفق مسارات ترسم اليوم هذه حالة خطيرة جداً الحالة الإيْمَانية تُمَثِّـلُ منعة وحصانة وتغلق عند الإنْسَان هذه الثغرة لا يبقى إنْسَاناً ساذجا غبياً مستحمراً متقبِّلاً لكل شيء منخدعاً بقوى الطاغوت لا، عندهُ حالة من الوعي من التصميم من التقييم، من التقييم حتى للواقع البشري ليس مجرد إنْسَان ساذج وأحمق وغبي يسمع من كُلّ البشر من جاء كلمه وضحك عليه وضحك عليه ويتقبل من أي طرف لا أنت تعرف هُـوِيَّـتك من أنت وما هي ارتباطاتك حتى في ثقافتك في تفكيرك في نظرتك في مفاهيمك، لديك قنوات مأمونة وسليمة تتزود منها بقناعاتك بعقائدك بأفكارك بثقافتك بتقييمك ولديك وعي تجاه الأخر من هو هذا الأخر؟ تعرف من هي قوى الطاغوت؟ ماهي أهدافها؟ ماهي مشاريعها؟ ما الذي تسعى له؟ ما الذي تريده منك؟ لاحظوا البعض اليوم حين ينظر إلى أَمريكا بكل سذاجة أن أَمريكا تعني الحرية تعني حقوق الإنْسَان تعني الرقي والحضارة تعني الديمقراطية وآتية إلينا بكل هذه نظرة سذاجة ونظرة استحمار بكل ما تعنيه الكلمة الذي يحمل هذا التفكير هو حمار في تفكيره ولكن ليس لهُ أذان كأذان الحمار يحركها وذنب كذنب الحمار يحركه ولكنه حمار بكل ما تعنيه الكلمة في نظرته وتفكيره، غبي بشكل رهيب جداً والأَمريكي يسخر منه ويهزئ به الأَمريكي قادم إلى بقية العالم لا بحرية ولا بديمقراطية ولا بفعل خير ولا بإحسان ولا بحقوق إنْسَان ولا ولا، قادم ليستعمر بقية العالم ليستعمر ويستحمر ويستغل ويستحوذ وينهب ويسيطر ويدوس الكرامة الإنْسَانية ويسيطر سيطرة مطلقة، منطلقا من هذه الرؤية الذي مثلاً يمكن أن ينظر إلى إسرائيل كصديق حميم ووُدِّي ووو…، هذه النظرة الساذجة الغبية.
من أَهَــمّ ما في الإيْمَان الإيْمَان الواعي الإيْمَان الصحيح وليس الإيْمَان الذي صنعه آخرون ليكون وسيلة للتطويع وسيلةً من وسائل التطويع والاستحمار لا هذاك إيْمَان مزيف الإيْمَان على الشكل التكفيري على الطريقة التكفيرية هو مزيف هو وسيلة للتطويع والاستغلال ليس أَكْثَر هندس خصيصاً ليكون وسيلة معينة في وسائل التطويع ومأربُ أُخْـرَى عملية التشويه للإسْلَام في شكله الحقيقي والحضاري والراقي والعظيم والتحَـرِّري، على كلٍ من أَهَــمّ ما في الإسْلَام أنه دين النور الله هو القائل في كتابه الكريم (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، إن الله يُريد لك كمؤمن أن تكون مستنيرا في هذه الحياة واعياً مستبصراً لا تكون ساذجاً أحمقَ غبياً لا تكون كالصحن اللاقط يستقبل كُلّ أشكال البث ويتقبلها تدخل إليه وتصل إلى الشاشة لا تعرف من أنت وتعرف منهم أعدائك تعرف هُـوِيَّـتك وتعرف هُـوِيَّـة الآخرين يصنع عندك وعيا عالياً وبصيرهً كبيرةً ومساحة واسعة في الإسْلَام في الـقُـرْآن مساحة واسعة هي مفاهيم هي أفكار هي عقائد هي حالة من التقييم هي تصنيفات هي تقييم هي توضيح هي هدى بصائر نور يعطيك فهما صحصحاً حتى عن مسئوليتك في الحياة عن واقع الحياة عن الناس عن الصراعات عن الأحداث، أشياء كثيرة جداً هي تأخذ هذا الجانب مساحة تغطي هذا المساحة من الجوانب المُهِمَّـة جداً في الإيْمَان الإحساس بالمسئولية تجاه الآخرين وتجاه الواقع أنت لا تعيش كمؤمن في هذه الحياة حالة من عدم الإحساس بالمسؤولية يعني ترى أنك غير معني بشيء مالك دخل من شي مالك هم بشي يحصل ما يحصل في الواقع من حولك ظلم إجرام طغيان مشاكل حتى استهداف يطالك أنت ما تشعر بمسؤولية تجاه ذلك لا، الحالة الإيْمَانية هي حالة تترسخ فيها بعمق يترسخ فيها بعمق الشعور بالمسؤولية تجاه نفسك وتجاه الواقع من حولك وتجاه الأُمَّـة بل وتجاه البشرية والإنْسَانية، وهي مسألة مُهِمَّـة جداً؛ لِأَنَّ البعض يعيش حالة الاستهتار وعدم الإحساس بالمسؤولية ولا يبالي لا يبالي بشيء والبعض يعتبر نفسه مسلماً عظيماً، الرسول صلوات الله عليه وعلى آله يقول في نص مشهور بين الأُمَّـة ومعروف بين الأُمَّـة (من لم يتهم بأمر المسلمين أَوْ بأمور المسلمين فليس من المسلمين) أَوْ من لا يهتم بحسب الاختلاف في الروايات الواردة المضمون واحد فليس من المسلمين، ومن سمع منادياً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، الانتماء هذا يجعلك تعيش الإحساس؛ لِأَنَّه يربطك بهذه الأُمَّـة كُلّ شيء كُلّ شيء مصيرك حياتك الخير والشر، البؤس والنعيم، الضر والنفع مصيرك مرتبط بهذه الأُمَّـة وبهذا والواقع إذا تنكرت إذا كنت تتهرب من هذه المسؤولية لن يعفيك ذلك عما سيطالك نتيجة هذا التنصل عن المسؤولية ستسحقك الأحداث وستطالك الأحداث إما بشرها أَوْ بأخطارها ولن يعفيك التنصل عن المسؤولية ولن ينفعك لن يجديك شيء ولن ينفعك بشيء، أنت واحد من هذه الأُمَّـة، إذا كلٌ منا في هذه الأُمَّـة تنصل عن مسؤوليته وتفرج على الآخرين إنما هو يهيئ الظروف؛ لِأَنَّ يأتي عليه الدور وهو في حالة من الانفراد والعجز والضعف ليسحق بكل بساطة وبكل سهولة، إذا كُلٌّ منا أحس بالمسؤولية تجاه الآخر فتعاونا وتكاتفنا وتضافرت جهودنا كنا في منعة كنا أقوياء كان موقفنا قويًّا ومجديًّا وفعالاً ووصلنا إلى نتيجة عظيمة، لكن إذا كلاً منا تنصل عن المسؤولية هيأنا الظروف لأن نسحقَ في النهاية بكل بساطة، اليوم لاحظوا أليس المسلمون في العالم بأَكْثَر من مليار مسلم.. أُمَّـة كبيرة كبيرة جِدًّا من حيث العدد من حيث الجغرافيا من حيث الإمْكَانات والقدرات المادية من حيث الوفرة البشرية لكنها ضعيفة أُمَّـة ضعيفة لا تعيش في واقعها اليوم في الساحة العالمية ولا تحضر في الساحة العالمية بثقل مشتتة شيء منها مرتبط في تبعية عمياء بالأعداء هناك وشيء منها بالأعداء هناك وشيء منها بآخرين هناك ممن ليس لهم اهتمام بأمر هذه الأُمَّـة ولا يفكرون فيها، وقسم كبير باقين هكذا في حالة من الفراغ في حالة من الشتات في حالة من الاستسلام، في حالة من الانتظار السلبي لمآلات الأمور أين تتجه وأين ستصل بهذه الأُمَّـة هناك دول وهناك كيانات في الأرض لا تمتلك ما تمتلكه أمتنا الإسْلَامية لا من حيث المنهج العظيم الذي فيما لو تمسكت به الأُمَّـة ارتقى بها واعتزت به وعظمت به واستقوت به، ولا من حيث هذه القيم والأَخْلَاق والمبادئ العظيمة ولا من حيث التي ابتعدت عنه الأُمَّـة فضعفت بابتعادها عنها ولا من حيث أَيْـضاً الجغرافيا المُهِمَّـة في موقعها في هذه الأرض ولا من حيث القدرات المالية والإمْكَانات بكل الاعتبارات والمقاييس بقية الكيانات والدول لا تمتلك ما تمتلكه الدول الإسْلَامية وتلك الدول اليوم أقوى حضورا أَكْبَر تأثيرا بل أمتنا اليوم ليست فقط غائبة عن المشهد العالمي في أن تكون قوة فاعلة مؤثرة من موقعها ومن حالة استقلال هي عليه.. لا، هي غائبة عن هذا إلى متأثرة لا مؤثرة وإلى مستَهدفة لا مُستهدفة وإلى مسحوقة وليست في الموقع المتقدم التي تتجه فيه إلى بقية العالم بحضور فاعل ومؤثر لمصلحتها ولمصلحة البشرية من حولها، ثم تعيش حالة صعبة هذه الحالة من الضعف من الاستهداف لها من الاختراق لها من التأثير فيها من اقتطاعها بكل أشكال الاستقطاع، الاستقطاع الجغرافي مساحات كثيرة أخذت عليها وتؤخذ، الاقتطاع البشري الاستحواذ على كيانات على جماعات على دول على أنظمة والسيطرة التامة عليها وتحريكها كأدوات لا تبقى انطلاقتها مستقلة ونابعة بهُـوِيَّـة هذه الأُمَّـة وإنما من خلال ما يعبر عن مصالح الآخرين على أساس من هذه القاعدة انطلاقة تضمن تحقيق مصالح الآخرين الضارة بالأُمَّـة المصالح العمياء والاستكبارية هكذا هو الواقع، الإسْلَام والإيْمَان الهُـوِيَّـة الإيْمَانية ننطلق فيها نحس فيها بالمسئولية تجاه الآخرين بل نحمل إرَادَة الخير تجاه الآخرين الإحساس الإنْسَاني تجاه الآخرين سيما مَن تجمعُنا بهم هذه الهُـوِيَّـةُ، الإحساس بالأخوّة الإيْمَانية “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” تصل حالة الإحساس بالآخر من حولك الذي تجمعك به هذه الهُـوِيَّـة إلى هذه الدرجة من الإحساس الإخوة لكل ما تعنيه الأخوة، الإحساس بالمسئولية تجاه الآخرين والواقع تحس بدورك بهذه الحياة عليك مسئولية في إقامة الحق والعدل في مواجهة الظلم والطغيان في الرحمة والخير إلى آخره.
كذلك من الركائز المُهِمَّـة الوعي بطبيعة الوجود البشري هو أننا نعيشُ في هذه الحياة في ميدان مسئولية واختبار في مقام الاختبار الإلهي الله يختبرنا ما نواجه من تحديات هي اختبار ما نواجه أَيْـضاً في هذه الحياة ما يعطينا الله ويمكننا فيه نعيش حالة المسئولية والاختبار كيف سنعمل كيف سنفعل هل سنطيع الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ هل سنتعامل بمسئولية هل سنلتزم بأَخْلَاقنا وقيمنا تلك التي ننتمي إليها، هذه المجموعة من المبادئ وهناك الكثير من المبادئ لا يتسع الوقت للحديث عنها، من القيم حتى القيم العملية مَثَـلاً قيمة الصبر من أعظم القيم الصبر العملي الصبر في مقام العمل في مقام التضحية في مقام العطاء في مقام التحمل للمسئولية في مقام النهوض بالمسئولية من أعظم القيم العملية، وكم هناك من قيم ومبادئ إيْمَانية ليس المقام يتسع للاستيعاب لها والحديث عنها بكلها.
كُلٌّ منا عندما يعودُ إلى لـقُـرْآن الكريم عندما يعود إلى قيمنا الدينية إلى تعاليمنا الإسْلَامية التي علّمنا الله بها كأمة يعرفها كلها قيم عظيمة تضمن لنا النجاح والفلاح والقوة العزة والمنعة والترابط والتكاتف وتجعل منا أُمَّـة قوية منتجة حاضرة بفاعلية كبيرة في الساحة العالمية، كلها تشكل منظومة تصنع تماسكا قوة صمودا حضورًا فاعلًا في هذه الحياة حضورا ناجحا في هذه الحياة صلاحا وإصلاحا في واقع هذه الحياة خيرا في هذه الحياة.
ولكن كلما فرطنا فيها أَوْ ابتعدنا عنها أَوْ بحثنا عن البديل الذي يقدمه الآخرون لنا وهو بديل لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع هذه القيم والمبادئ والأَخْلَاق كلما خسرنا كلما ضعفنا كلما تلاشى كياننا كأمة كلما تمكن الآخرون من السيطرة التامة علينا واستعبادنا والاستغلال لنا.
هناك حربٌ تتجه لاستهدافنا في هذه الهُـوِيَّـة فيما بقي منها وإلا قد دخل ما يؤثر عليها لكن يمكن أن نعالج كُلّ هذا، هذه الحرب تسمى بالحرب الناعمة تهدفُ إلى الاستحواذ علينا في الفكر في التوجه في المفاهيم في السلوكيات والتحكم بشكل كامل بنا.
يصبحُ الإنْسَانُ كما قلنا كالإنْسَان الآلي يحركه الآخرون كيف ما يشاءون ويريدون، الحرب الناعمة هي الحرب الشيطانية التي يشتغل عليها شياطين الأنس والجن الإنس مع بعض كما قال الله في الـقُـرْآن الكريم: (شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا).
الحربُ الشيطانية هذه خطيرة جِدًّا ويجبُ أن يكتسِبَ مجتمعُنا اليمني ومجتمعُنا الإسْلَامي بشكل عام المنعة حتى يتحصن منها وحتى ينتبه منها تستهدف الإنْسَان بكل أشكال الاستهداف الإنْسَان داخله، وتحدث الأعداء عنها، مَثَـلاً هناك اليوم منهم منظرون لهذا النوع من الحروب، هناك في أَمريكا كتابات هناك مدارس هناك أبحاث هناك دراسات هناك مشاريع عمل كبرى لهذا النوع من الحرب هناك لدى الإسرائيلي كذلك في الغرب كذلك، يعني هذه الأمر حقيقي نحن لا ندعي وهذا مصطلح هم استخدموه هم وإلا فهي الحرب الشيطانية بكل ما تعنيه الكلمة.
تياراتٌ تطعن في الإسْلَام منشأُها العدو
مصطلحُ الحرب الناعمة هو مصطلحٌ أَمريكي مصطلح غربي مصطلح اعتمدوه هم ويرتبط به مشاريع عمل واسعة، نتحدث عن هذه الحرب باختصار أَيْـضاً ويهمنا أن تصبحَ هذه المسألةَ محط اهتمام لدى العلماء والمُثقفين والأكاديميين ولدى كُلّ المتنوِّرين والواعيين؛ ليركزوا على هذا الموضوع سيما ونحن في هذا الشهر ممكن أن نستفيد من هذا العنوان الرئيسي اللي هو الحفاظ على الهُـوِيَّـة وتأصيل وترسيخ هذه الهُـوِيَّـة لدى الأجيال لنكونَ أوفياءً مثل ما كان آباؤنا وأجدادنا لا ننفصل ولا ننفصم عن هذا الماضي العظيم؛ لِأَنَّه من لا ماضيَ له لا مستقبلَ له، الحرب الناعمة تستهدف الناس في المبادئ والمفاهيم في مبادئك، ولاحظوا مَثَـلاً عندنا اليوم في اليمن هناك شغل كبير ومتنوع وواسع ومن جهات كثيرة؛ لِأَنَّ القطاعات الشيطانية متنوعة وواسعة ” والشيطان أقسم أن يأتيَ للإنْسَان عن يمنيه وعن شماله ومن خلفه ومن أمامه من كُلّ الجهات.. كُلُّ العناوين تشتغل ولهذا عناوينُ منها تأتي كعناوينَ دينيةٍ بالعنوان الديني، يأتي يشتغل لك بالعنوان الديني هناك اليوم عندنا في اليمن أشكال كثيرة من الحرب التي تستهدفنا في المبادئ والمفاهيم حتى في المبادئ الرئيسية حتى في الانتماء الكلي للإسْلَام، اليوم استجد في ساحتنا اليمنية نشاط جديد يأتي ضمن هذه الحرب هو نشاط البهائية تحَـرّك البهائية المستجد اليوم في ساحتنا اليمنية هذا القادم وهذا الوافد الشيطاني إلى بلدنا يطعن في الإسْلَام بكل صراحة ووضوح يشن حرباً فكرية ضد الإسْلَام تضليلية ضد الإسْلَام كدين ويسعى إلى إقناع البعض بالخروج عن الإسْلَام والارتداد عن الإسْلَام والكفر بهذا الإسْلَام ويلقى هذا النشاط اهتَمَـاماً ورعاية ودعما ومساندة من الغرب ما إن مَثَـلاً تقوم الدولة من صلاحياتها القانونية والدستورية بأي إجراء، البريطاني يصيح والأَمريكي يصيح والفرنسي يصيح والأوروبي يصيح، الكل يصيح من هناك..
أين منشأ هذا النشاط؟ منشأ هذا النشاط وانطلاقته ومنبعه يتجه من مدينة عكا في فلسطين المحتلة. إسرائيل تحتضن هذا التحَـرّك، ترعى هذا التحَـرّك، تؤمن في هذا التحَـرّك الحرية الكاملة لينطلق من هناك، من داخل هذه الرعاية الإسرائيلية إلى بقية العالم.
ويتحَـرّك كُلّ تركيزه في الطعن على الإسْلَام في التشويه للإسْلَام في السعي إلى دفع المنتمين للإسْلَام للخروج عن هذا الإسْلَام والكفر بهذا الإسْلَام، هذا ضمن الحرب الناعمة، هذا استهداف عدواني يشتغل ضد الإسْلَام لإخراج الأُمَّـة من الإسْلَام والكفر به.
شكلٌ آخر الأحمدية، كذلك تشبه البهائية في الطعن في الإسْلَام، في إخراج الناس عن الإسْلَام في الكفر بالإسْلَام، في الكفر بخاتم النبوة.. والأنبياء.. ورسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى اله.
الإلحاد كذلك، نشاط، هناك من ينشط ويتحَـرّك في هذا الاتجاه.
التبشير بالنصرانية لإخراج أَبْنَاء شعبنا وأمتنا عن الإسْلَام، وكذلك على نفس النمط أشكال كثيرة جدًا لكن إلى هذه الدرجة إلى هذا المستوى، هذه الحرب شرسة وخطيرة لهذه الدرجة ثم تحت العنوان الإسْلَامي، كم تأتي من اتجاهات لتستهدفنا كما هو الحال بالنسبة للتكفيريين تحت العنوان الإسْلَامي، يشتغلون لمسخ الهُـوِيَّـة الإيْمَانية والاتجاه الإنْسَاني اتجاه آخر يصبح فيه مطوعًا ضمن تلك الجماعات التكفيرية مرتبطًا في نهاية أمره بالنظام السعودي والنظام الإماراتي امتدادًا للسيطرة الأَمريكية المباشرة. فهم أصابع في الذراع السعودي في الجسد الأَمريكي والصهيوني.
المسألة لها نشاط أيضًا واسع، أوسع من هكذا، في مواقع التواصل الاجتماعية يأتي مَثَـلاً البث بكثير من الأفكار بكثير من المفاهيم إما تشكيك في مفاهيم وإما زرع لمفاهيم أُخْـرَى باطلة متناقضة مع قيمنا مع أَخْلَاقنا..
نشاطٌ واسعٌ والمسؤولية اليوم كبيرة، أولاً على المجتمع الإسْلَامي أن يكونَ مدركًا لطبيعة هذه الحرب؛ لِأَنَّ هذا الإدراك سيجعل الإنْسَان متنبهًا حذرًا مستيقظًا حتى لا يعيش حالة السذاجة، كما قلنا كالصحن اللاقط ما وصل إليه تقبله وما سمعه تأثر به، يعيش حالة التثبت التبين الانتباه الوعي اليقظة، يتحصن بالمفاهيم الصحيحة بالمبادئ الصحيحة وتترسخ لديه حتى يحتمي بها من هذا الاختراق.
هنا مسؤولية كبيرة على الجانب الرسمي والجانب الشعبي والجانب العلمائي والنخب والمتنورين والواعين والمثقفين أن يتحَـرّكوا في هذه الحرب وفي هذا المسار بالتحديد على نحو نسق.. وبشكل كبير وفي كُلّ حقول المعرفة.
هناك أَيْـضاً شكل من أشكال الحرب الناعمة يستهدفنا في الأَخْلَاق والقيم، يسعى إلى تدنيس النفوس من أعظم ما في الإسْلَام والإيْمَان والتزكية للنفس البشرية والتطهير للنفس البشرية والسمو بالنفس البشرية عن الرذائل عن الفواحش عن الخسائس التي تدمر المجتمع، مَثَـلاً المفاسد الأَخْلَاقية الفواحش تدمر النسيج الاجتماعي تفكك الأسرة، إذا تفككت الأسرة تفكك المجتمع إذا لم يعد أمر هذا المجتمع قائماً على النظام الأسري المترابط، وإذا دمرت هذه اللبنات الاجتماعية دمر المجتمع بكله. كيف تصبح العلاقات والروابط إذا لم تبق محفوظة بسياجها الشرعي والأَخْلَاقي فيعيش الرجل في غريزته الجنسية مع زوجته فحسب، على شرع الله، على دين الله طاهراً سليماً وتعيش هي كذلك طاهرة سليمة..
ويبنيان أسرة من واقع هذه العفة وهذا الطهر وهذا الشرف إذا تفككت هذه الروابط ودخلت العلاقات غير الشرعية، وأَصْبَـح الرجل على علاقات غير شرعية هنا وهناك، امرأة هنا وامرأة هناك خارج هذا الإطار الشرعي والأَخْلَاقي وأَصْبَـحت المرأة كذلك انتهى المجتمع.
آفات ومصائب لا أسر محصنة ومترابطة ستبقى.. لا شرف ولا كرامة ولا سمو في النفوس.. النفوس تدنس تنحط، يصبح الإنْسَان تافهاً خسيساً نذلاً سيئاً، لا قداسة عنده لشيء ولا احترام لشيء ولا كرامة لشيء، ساقطاً يمكن أن يستعبده الآخرون بكل بساطة، حتى نظرته إلى الحياة تتغير واقعه العملي والحياتيّ يتغير. هذه حالة من التدمير للمجتمع.. تدمير واستهداف للأسرة و للنظام الأسري في الإسْلَام الذي يبني أسرة موحدة عفيفة صالحة متماسكة “أب وأم زوجة وزوج أخوة وأَبْنَاء” بينهم كُلّ الروابط الأسرية العظيمة.. تفكيك للنسيج الاجتماعي ثم يصبح مجتمعاً مبعثراً مفرقاً مشتتاً لا يجمعه أية روابط ولا أية أواصر ولا أية علاقات إلا العلاقة الحرام التي لا قداسة فيها ولا رحمة فيها ولا خير فيها ولا شرف فيها ولا ثمرة طيبة لها.
هناك تركيزٌ على هذا الجانب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي من خلال اختراق الجو المحافظ في المدارس والجامعات..
والتأسيس لعلاقات غير سليمة غير مشروعة غير مستحبة لدى البعض تدخل كثقافة ينظر البعض إليها أنها تُمَثِّـلُ حضارة.. إن الحضارة هي هكذا.. علاقات غير مرتبطة غير منضبطة غير أَخْلَاقية روابط غير شرعية، مفاسد ورذائل، ونحن لا نرنو بهذا الكلام الطلاب والطالبات، الكثير منهم شرفاء ولكننا نتحدث كي يكونوا منتبهين؛ لِأَنَّ هناك من يروج اليوم، من يروج لهكذا علاقات غير شرعية ولا أَخْلَاقية من يروج لحالة من الانفلات في العلاقات لفوضى في الاختلاط والعلاقات، لفوضى في الروابط والتواصل وانخلاعاً وانسلاخاً عن كُلّ الروابط الشرعية والأَخْلَاقية التي تحمي المجتمع المسلم وتحافظ عليه وتصونه.. تصون المرأة وتحافظ عليها لتكون عفيفة طاهرة شريفة كريمة أصيلة تكون نواة لأسرة عظيمة وتحمي الرجل كذلك ليكون إنْسَاناً عفيفاً زكياً صالحاً طاهراً شريفاً نظيفاً.. فيكون أيضاً مع تلك المرأة نواة لأسرة تبنى على هذه القيم العظيمة تعيش حالة الترابط.. الروابط المقدسة لقد جعل الله الرابطة في نظام الأسرة الإسْلَامية رابطة مقدسة سليمة نظيفة.
اليومَ الغربُ يروِّجُ عبر بعض المنظمات عبر الهجمة الإعلامية، الهجمة التي تأتي عن مواقع التواصل الاجتماعي عن مواقع في الإنترنت الهجمة الإباحية الخليعة الشنيعة القبيحة الفظيعة الشيطانية الخطيرة السيئة جداً.. يأتي ليدمر كُلّ هذا الجو، يأتي ليدمر كُلّ هذه المحافظة، يأتي ليُعَلم الناس الفوضى في الروابط الفوضى في الاختلاط، والفوضى في التواصل، وهكذا حتى تنشأ روابط غير شرعية.
يجب التقيُّد بالتعاليم الإسْلَامية، بالأَخْلَاق والقيم الإيْمَانية؛ لِأَنَّها تحمي مجتمعنا وتصونه وتحافظ على قوته وتماسكه، ويجب أن نعي أن الانفلات في الروابط والعلاقات بين الرجل والمرأة ليس حضارة أبداً، إنما هو خسة، إنما هو دناءة، إنما هو انحطاط، إنما هو تدمير للمجتمع المسلم في الأسرة المسلمة، تمزيق للنسيج الاجتماعي الإسْلَامي.
ويجب أن نعي أن ذلك حرب بكل ما تعنيه الكلمة، إسقاط للإنْسَان حتى يصبح إنْسَاناً ساقطاً مائعاً تافهاً حقيراً نذلاً لا شرف عنده لا أَهميَّة عنده لشيء أبداً، هو أن يصبح ساقطاً أَخْلَاقياً، هل يبقى عنده كرامة؟ هل يبقى عنده شرف؟ هل يبقى عنده غيرة؟ هل يبقى عنده حمية؟ هل يبقى عنده إباء؟ هل يبقى عنده عزة؟ هل يبقى عنده مَنَعة؟.. لا، من يصبح ساقطاً أَخْلَاقياً في العلاقات غير الشرعية ما بين النساء والرجال أَوْ أي شكل من أشكال الفواحش والإباحة لا يبقى لديه إحساس لا بكرامة ولا شرف ولا عزة ولا إباء ولا غيرة ولا حمية ولا أي شيء من هذه الأشياء عندها يصبح قابلاً للاستعباد، رخيص النفس وقابلاً للاستعباد أيضاً شكل آخر من أشكال الحرب الناعمة، يستهدف كسر الإرَادَة والروح المعنوية لدينا، إشعارنا بالضعف والعجز والضعة والحقارة والاستسلام وأننا لا شيء، وتكبير قوى الطاغوت في أنفسنا وأمام أعيننا، فسترى في أَمريكا وإسرائيل، في عملاء أَمريكا وإسرائيل من كيانات هنا وهناك شيئاً كبيراً عظيماً ومهماً، إما بنظرة الاستقواء يعني ترى فيهم أقوياء جداً وأنت ضعيف جداً لا شيء، أَوْ الاستعظام الحضارة القوة العظمة، المدري ما هو ذاك.. لا..
هناك المعيار الأساسي في النظرة التي يربينا عليها الإيْمَان ويربينا عليها الإسْلَام في ثقافته في مبادئه في أَخْلَاقه في قيمه، هي نظرة تنطلق من المعايير القيمية والأَخْلَاقية:
إنما الأُمَمُ الأَخْلَاقُ مَا بَقِيَتْ.. فإنْ هُمُ ذهبت أَخْلَاقُهم ذهبوا..
الأممُ توزَنُ بهذا الميزان بميزان الأَخْلَاق والقيم، الناس يوزنون بميزان الأَخْلَاق والقيم، هذا الميزان الإنْسَاني، هذا الميزان والمعيار الإلهي الذي أرادنا الله أن نزن به الآخرين وأن ننظر إلى الآخرين منه كَنَافذةٍ نطلّ منها على واقع البشرية، القوة العظمة المنعة في الشعوب بقدر ما تمتلك بقدر ما تكون حرة عزيزة كريمة متمسكة بمبادئ وأَخْلَاق وقيم عظيمة، يسعون إلى كسر الروح المعنوية وإلى إشعارنا بالعجز بالضعف بالضعة وأيضاً باليأس و يحاولون أن يبثوا فينا روح الهزيمة.. هذا شيء يحرصون عليه حتى في ظل هذا العدوان هناك شغل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي عبر القنوات الفضائية، حرب نفسية شرسة حرب إعلامية شرسة، إرجاف تهـوِيـل وهكذا، سعي لإرهاب الناس وسعي لزرع روح الخوف و اليأس والضعف في نفوسهم الإيْمَان هو يعبؤك بالروح المعنوية العالية جداً تشعر بالقوة وأنك مع الله والله معك وتعتز بقيمك ومبادئك وتؤمن بموقفك وبعدالة قضيتك وتكون قويا جِدًّا بهذا، ثم هو يخلصك من كُلّ عوامل الضغط النفسي، ما كان منها ثقافيا، ما كان منها أَيْـضاً نتيجة للواقع السلوكي، كُلّ العوامل المؤثرة سلبا التي تحطمك تحطم شعورك، يخلصك منها والحديث عن هذا الجانب يطول ويطول، في شعور العزة والكرامة والإباء والمَنَعَة، والثقة بالله والاعتماد على الله والتوكل على الله إلى آخره، يعملون ضمن هذه الحرب الناعمة على إماتة روح الاهتمام فيك، أَوْ صرف حالة الاهتمام نحو أشياءَ تافهةٍ، يعني لا تهتم بشيء، طَبْعاً هذا يعود إلى موضوع المسؤولية الذي تحدثنا عنه سابقاً، تكون إنْسَانا مستهترا في الحياة ما شيء عندك مهم، يا أخي يتقاتلوا، يسدوا، ماشي عندك اهتمام، تشاهد مَثَـلاً أَوْ يحصل في واقعك مآسي كثيرة، أحداث كبيرة ما تلتفت إليها، أَوْ يصرف هذا الاهتمام إلى أشياء أُخْـرَى، اهتمام كبير، أنت متوتر الأعصاب وتكاد أن تنفجر وعندك اهتمام كبير لكن بقضية ثانوية، أَوْ بشيء هامشي أَوْ بشيء جزئي، أَوْ بشيء فرعي، تنسى ما هو أَهَــمّ، تغفل عما هو أَكْبَر، لا تلتفت إليها أَصْـلاً، الحالة التي ذكرها الله عن بني إسرائيل، لن نصبرَ على طعام واحد، صبروا أن يذبحَ فرعون أَبْنَاءَهم وأن يستحييَ نساءَهم، صبروا على القهر والذل، صبروا على كُلّ شيء، لكن المسألة التي قالوا لن يصبروا عليها، قالوا لن نصبرَ على طعام واحد، لا بد من البصل، ولا بد من القِثّاء، لا بد من الثوم، لا بد من العدس، هذه مسألة لن نصبر عليها أبداً، ولن نتنازلَ عنها بتاتاً، هذه روحية لدى الكثير من الناس، لن نصبرَ في مسائلَ معينةٍ ثانوية جزئية، وغفلة كلية عن القضايا الكبيرة، بارد تجاه القضايا المُهِمَّـة، بارد، ما عندها التفاتة إليها، لكن حامي وعسر إذا جت قضية فرعية جزئية هنا أَوْ هناك، هذه من الجوانب التي يركزون عليها وتساعد في نفس الوقت، هي تساعد على السيطرة على الإنْسَان، اللعب به، التحكم به إذا كان منصرفا عن القضايا المُهِمَّـة، يترك للأعداء أن يتحكموا فيه كما يشاءون ويريدون، فيصلون إلى حيث يريدون أن يصلوا في استعباد على هذا الإنْسَان والسيطرة على هذا الإنْسَان، على كُلّ حال أَصْبَـح هذا العنوان “الحرب الناعمة” عنوانا رئيسيا اليوم في العالم، تشتغل عليه الدول والمكونات والقوى والفئات، يجب أن نسعى في هذا البلد ونحن نواجه العدوان في معركته العسكرية إلى التصَـدِّي ضمن هذه الحرب الناعمة لكل أشكال الاستهداف وأن يتحَـرّك جنود هذا الميدان في واجبهم وفي مسؤوليتهم، العلماء، المثقفون، المتنورون، الواعون، الأكاديميون، في المدارس في الجماعات، الناشطون الإعلاميون، الجميع جنود هذا الميدان، عليهم ألا يكونوا أقل استبسالا وأضعف صبرا من جنود الميدان العسكري، أولئك المستبسلون الصامدون في مواجهة الطائرات، والصواريخ والقنابل الذكية والراجمات الصاروخية والمدفعية الحديثة التي تعمل بالليزر، كُلّ وسائل الفتك والتدمير هم صامدون في مواجهتها، أنا أناشد كُلّ رجال ميدان الحرب الناعمة، أناشدهم بالله، لا تكونوا أضعف وأقل اهتَمَـاماً في هذا الميدان من أولئك الشرفاء والأبطال العظام والأخيار والصامدين والصابرين في الميدان العسكري، وإن كانوا هم أَيْـضاً مستهدفين بالحرب الناعمة، لكنهم هناك في صمودهم وثباتهم العظيم، عليكم أن تكونوا أنتم صامدون في حربكم الثقافية والفكرية والإعلامية والمنبر الإعلامي اليوم منبر مهم، منبر مهم، مواجهة أَيْـضاً لحركة الجمود التي تسعى لتجميد الشعب اليمني في ظل الوضع الراهن، بعض التيارات المحسوبة على الدين والتدين، جالسة توعظ الناس يجلسوا في البيوت وما لهم حاجة من شيء، وما يدخلوا في شيء، لا يسمح لهذه التيارات أن تسيطر على الساحة وأن تنشر في الساحة لتجميد الناس؛ لِأَنَّ معنى هذا تكبيل للناس وتدجين للناس، وإخضاع للناس ليسيطر عليهم العدو بكل بساطة، من يسعى لأن يحول شعبنا إلى مزرعة دجاج، دواجن التي تنتظر حتى يؤتى بالسكين فهو يجني على هذا الشعب ويظلم هذا الشعب، من يسعى إلى نزع روح المسؤولية والإحساس بالمسؤولية في هذا الشعب هو ظالم، والظالمون الثقافيون، والظالمون في الحرب الناعمة لا يقلون أبدا عن أولئك المجرمين الذين قتلوا الناس بقنابلهم، من يدمرون إيْمَان الناس لا يقلون سوءا وشرا وخطورة عمن يقتلون الناس بقنابلهم، على كُلٍّ حال الجانب الإعلامي له صلة كبيرة بهذا الموضوع، هناك أَيْـضاً على المستوى الثقافي عملية تضليلية كبيرة وفي كُلّ المستويات تجاه الواقع تجاه الأحداث ينبغي الالتفات إليها، على كُلٍّ أَكْثَرْنَا في الحديث عن هذا الموضوع والكلام عنه كثير، نأمل من الآخرين الاهتمام إن شاء الله، يبقى لنا كلمة قليلة إنْ شاء الله.
دعوة للحضور الكبير في فعالية 3 أعوام من الصمود
هناك الفعالية المُهِمَّـة جِدًّا، فعالية مرور ثلاثة أعوام والاستعداد للعام الرابع في التصَـدِّي للعدوان، هذه الفعالية مُهِمَّـة، الحضور الواسع فيها يعبر عن صمود شعبنا، عن تماسك شعبنا، عن قوة وإرَادَة هذا الشعب أن ثلاث سنوات من القتل والتدمير والاستهداف بكل أشكال الاستهداف لم تكسر إرَادَة هذا الشعب؛ لِأَنَّه الإيْمَان يمان، ولأنه “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين” هذا الشعبُ عزيزٌ بإيْمَانه وبالتالي صامد، لا تنكسر إرادته، مهما كان حجم هذا العدوان، صمد كُلّ هذه الثلاث السنوات، قدم التضحيات الكبيرة، لكنه بقي شعبًا عظيمًا وعزيزًا وينال شرفَ الصمود والثبات، وليس مهانة ومذلة الاستسلام والعجز وضعة الخنوع، اليوم نحن معنيون بالحضور الكبير في الفعالية المركزية بصنعاء والتفاعل مع كُلّ الإجراءات والترتيبات لصالحها؛ للتعبير عن هذا الصمود، عن هذا التوحد، عن هذا الثبات.
أزمة الغاز.. الأسباب والحلول
وما يهمني أَيْـضاً أن أشير إلى مسألة مشكلة الغاز، أزمة الغاز سيما في أمانة العاصمة هي أزمة يقال عنها الكثير ويقال فيها الكثير وهناك حملة إعلامية ومعاناة، هذه المعاناة تستغل من قبل البعض بشكل سلبي، أنا أود أن أوضح توضيحاً مختصراً وألقي باللائمة للجهات الرسمية بأنها لا توضح بما يكفي تجاه هذه المسألة، ما هو سبب أزمة الغاز والنقص في توفر مادة الغاز، أولاً: من أين يؤتى بمادة الغاز؟ من مأرب. ثانياً: من المعني في الفترة الماضية بمسألة الغاز وتوفير الغاز، هي شركة الغاز، شركة رسمية متواجدة في صنعاء، وكانت تتحمل فيما مضى بالإتيان بالغاز وتوفير مادة الغاز، حوربت هذه المؤسسة وجرت أشكال من عملية الاستهداف لها حتى أَصْبَـحت في صنعاء شبه مشلولة ما تستطيع تقوم بدور فعال، ودور حقيقي في توفير مادة الغاز، بعدما تحكم أولئك من مأرب في عملها ولم يعطوها هي كشركة ولم يوفروا لها كشركة ولم يتركوا لها حرية العمل كشركة مسؤولة، بمثل ما كان عليه الأمر في الماضي، ضايقوها وحاربوها واستهدفوها بكل أشكال الاستهداف حتى أصابوها بالشلل، تحول هذا الدور إلى التجار، المسؤول عن هذا من؟ المسؤول عن هذا مرتزقة العدوان، لو تركوا لشركة الغاز المسؤولية كما كانت في الماضي تَمَـاماً وتركوا مسار هذا العمل كما كان عليه الحال في الفترات الماضية ما قبل حربهم على الشركة بالأقل يبقى هناك جهة واضحة محددة تتحمل المسؤولية، إن قصرت أَوْ فرطت أَوْ تهاونت حوسبت، لكنهم أصابوها بالشلل وعطلوا دورها ثم حولوا الدور بدلا من ذلك إلى التجار، التجار فيهم البعض من الناس الجيدين العقلاء، الذين يتفهم أن يستفيد وينتفع وفي نفس الوقت ينفع هذا الشعب الذي يعاني ويتفهم ظروف هؤلاء الناس وقد يقنع بمنسبة معقولة من الربح، وفيهم الكثير من الطماعين واللصوص والانتهازيين ومصاصي الدماء، الذي لن يباليَ في سبيل الحصول على أَكْبَر قدر من الربح حتى لو مات الناس جوعاً، وحتى لو بلغت معاناتهم كيفما بلغت، ما عنده مشكلة، أَهَــمّ شيء يحصلوا على نسبة هائلة من الربح، أتت قصة المقطورات هذه، التي توفر مادة الغاز، وتقوم بعملية نقل الغاز، تجمع في المسألة عدة عوامل، العامل الأول إصابة مؤسسة الغاز بالشلل في عملها عما كان عليه في الماضي، وعليها مسؤولية أن تقدم شرحا كاملا عن ذلك، وعلى الجانب الاقتصادي في مسؤولية الدولة أن يشرع هذا بشكل تام وإلا لن أسكت عنهم أنا، اثنين، الانتهازيين والطماعين من التجار وليس كُلّ التجار، لكن الباقي ساروا بسيرتهم، يقل كيف أبيع برخيص وهؤلاء بايعين بأرباح كبيرة أشتي اربح مثلهم، فأتى هؤلاء على أساس أنهم يستحوذون أَوْ يستغلون هذه المعاناة وبناءً على ما، من الذي هيأ هذا الظرف في الدرجة الأولى؟ في الدرجة الأولى من عطل عمل شركة الغاز، من أصاب شركة الغاز بالشلل هو الذي حول العملية التي تتحول إلى عملية تجارية من خلال التجار، أتى هؤلاء النصابين من التجار والطامعين ومصاصي الدماء الذين لا إنْسَانية فيهم ولا رحمة ولا شفقة وإذا تركوا فيهم جهنميون، حسبُنا اللهُ ونعم الوكيل، ما يرحموا وما يشفقوا، إذا تركوا، مسالة خطيرة أن يتركوا، يعني ما با يشفوا في الشعب نهائيا، يضاف إلى ذلك تلعب بعملية التعبئة، مَثَـلاً التعبئة في مأرب تخضع لحسابات فيها ألاعيب كثيرة، عدة محافظات منعت حصتها الرسمية، يعني منعت حصتها، محافظة كذا خلاص، يعني ما عاد يصرف لها حصة، إنما يصدق عليها بنسب معينة من المحافظات الأُخْـرَى لتصل إليها بعض القاطرات، قاطرات الغاز، المشكلة اليوم أَيْـضاً فيها تقصير على الجهات المسؤولة في الدولة، بمعنى بوسعها أن تفعل شيئاً أن تخفف من هذه المعاناة، الأمر يحتاج إلى ماذا؟ طالما والمرتزقة عطّلوا دور شركة الغاز وأصابوه بالشلل، حولوا المسألة للتحول لمسألة تجارية من خلال التجار، التجار فيهم أطرا فمستغلة وأشخاص انتهازيين وطامعين ومصاصي دماء، المرتزقة في مأرب من خلال كُلّ هذا ومن خلال عمليات تقطع بين الحين والآخر، يحجز لك ويتقطع لك على قواطر، مَثَـلاً في بعض الأحيان القواطر التي تتجه إلى العاصمة صنعاء، يحجزوها يومين ثلاثة أيّام أربعة أيّام أسبوع، قلك قطاع، قطاع في مناطق السيطرة التابعة للمرتزقة، ما تستطيع الدولة تصل إليها وتقوم بمسؤوليتها في فك هذا القطاع، يخلي الناس يتعذبوا في صنعاء، مرتاح؛ لِأَنَّهم ما في ذرة من الإنْسَانية ولا ذرة من الإحساس بالمسؤولية، مرتزق، بايع، باع وطنه بكله، خليه من عاد يهم أمر الناس، حتى أسرته في صنعاء متعذبة ما همّه، اليوم المسؤولية على الجميع، أولاً هناك مسؤوليةٌ أساسية على المرتزقة من يوم عطلوا عمل الشركة وأصابوه بالشلل ومن يوم يسمحون بهذه التقطعات ومن يوم قطعوا حصص على محافظات ومن يوم يتلعبون في عملية التعبئة ومن يوم يتلعبون بالأسعار حيناً وحنياً آخر ومن يوم اساليب كثيرة يستخدمونها في الإضرار بالناس.
المسؤوليةُ على التجار في هذا الأسلوب الانتهازي القبيح والمستغل والظالم المسؤولية على الدولة في صنعاء على المؤسسات الحكومية على الجهات المعنية التي لم تبذل جهداً كبيراً يساعد على التخفيف من هذه المعاناة المطلوب دور مشترك رسمي وشعبي المرتزقة هم أولئك مجرمين وطغاة فيما بقي.
مطلوبٌ أن يكونَ هناك تعاونٌ، أنا أولاً أنصح التجار اتقوا الله وإذا لم تتقوا الله فأنتم ستكونون في خصومة معنا ومع الشعب لن نسكت عنكم حتى أني أفكر أن يتم عملية حصر دقيقة جداً للتجار من يلتزم منهم فلا بأس من لا يلتزم يتعاون عليه الشعب ويتعاون عليه الجهات الرسمية يكون عرضة لأن يقرح جو من مره يخسر كُلّ شيء، خلاص لن يسكن عنه الشعب لكن المسألة لا ينبغي فيها تصرف منفلت؛ لِأَنَّ هذا سينال تجار أبرياء أَوْ متفهمين أَوْ مستعدين للتفاهم، الدول معنية بالأساس والناس يعينوها، بلاغات إذا عرف أي إنْسَان بأي تاجر يخبي مقطورات الغاز مسؤولية وواجب شرعي عليه يبلغ يتصل بالجهات المعنية الجهات المعنية تحدد أرقام وتعلنها من عرف مقطورات غاز أَوْ تاجر يخبأ غاز أَوْ يبيع بأَكْثَر من السعر المحدد يبلغ يتصل ألووه فلان عنده قاطرة ولا عنده يبيع بأغلى ولا يخبأ الغاز ومكانه كذا ويقدم ما لديه من معلومات الدولة عليها أن تتعامل بشكل عاجل وسريع وتتخذ إجراءاتها التجار يمكن الكثير منهم يتعقلوا وبه فيهم ناس فيهم خير إنما قد بيقل بين العوران اعور عينك لا بين العوران خليك صحيح خليك مبصر ولا تعور عينك؛ لِأَنَّه با يجي من يعور الثانية ورجع تتحول أعمى خلي لك عينك وخلي يسلموا لك الثنتين عيونك الثنتين لا عد تعور عينك، فالموضوع يحتاج إلى اهتمام وجدية أَكْبَر من الجانب الرسمي تعاون من التجار مَنْ فيه خير منهم، تعاون من المواطنين بالبلاغات عن أي عملية تخبئة يعني أي عملية إخفاء، من يُخبي يكشفوه من يبيع بأَكْثَر يبلغوا به، تعاون في سلاسة تحَـرّك القاطرات في النقاط الأمنية، لا مسألة الجهات التي هي جهات أمنية ولا الجهات التي هي جهات معنية بأمور مالية يجوز لها أن تُعرقل حركة القاطرات تتخذ إجراءات لا بأس، ما المطلوب حالة من الانفلات؛ لِأَنَّ البعض إما تفريط وإما إفراط إما إفراط وإجراءات تبطئ من حركة القاطرات وإلا فلاّته، تتجه القاطرات من خبّى خبّى ما هو صح كذا، يجي عمل مسؤول يجي إجراءات سلسة لكن دقيقة قوية فعالة، هذا ممكن هذا متاح، مراقبة حركات القاطرات التأكد من وصولها التأكد من حركة سيرها لا يحتاج إلى أن تُحجز أيّام أَوْ أوقات طويلة في نقاط هنا أَوْ هناك أَوْ معابر هناك أَوْ هناك لا المسألة ما تحتاج كذا.
مع كُلِّ هذا نحن نُشيدُ بكل إعزاز بكل تقدير بالصبر الكبير لشعبنا العزيز على هذه المعاناة وغيرها من المعاناة ولكن هذه المعاناة يجبُ أن تُتفهمَ يجب أن يكون هناك جهدٌ كبيرٌ وجدّيةٌ عالية في التخفيف من هذه المعاناة، وإن شاء الله بقية الحديث يأتي في الكلمة القادمة.
أَسْأَلُ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يُوَفِّقَنَا لما يُرضيه، أَنْ يُوَفِّقَنَا للحفاظ على هُويتنا الإيْمَانية والانطلاق على أساسها في واقع حياتنا بكل حتى نكون مجتمعاً عظيماً وحتى ننطلق وفق قولِ الرسول صلوات الله عليه وعلى آله (الإيْمَانُ يمانٍ والحكمةُ يمانيةٌ)، ونحتاجُ إلى حكمةٍ مع إيْمَان مع بعض، نَسْأَلُ اللهَ التوفيقَ والسدادَ.
وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ..