العام الرابع: بأس شعبنا وهشاشة قوى العدوان!
علي المحطوري
طوي العام الثالثُ من الصمود في وجه العدوان بموقف شعبي ثوري أشد قوة وبأساً من ذي قبل، عبّر عنه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب حافل بالثقة واليقين، متوعداً العدوَّ بمفاجآت شهدنا أولى بواكيرها مع منظومة بدر الباليستية وقبلها البركان، وفي الطريق طائرات مسيّرة إلى بعيد، واعداً شعبَنا اليمني بتفعيل المؤسسة العسكرية على نحو غير مسبوق.
واليوم يتوج أبناء شعبنا اليمني صمود الثلاثة الأعوام باحتشاد السبعين المليوني لاقتحام العام الرابع مقاتلين صفاً واحداً كأنهم بنيانٌ مرصوص بالتضحيات والإنجازات.
وما يميز هذا العام الجديد أنه غير سابقه من ناحية وحدة الصف بعد أن قضى الله على فتنة ديسمبر وأُخمدت أنفاسُها، وكتب النصر فيها للمسار التحرري الذي آمن به شعبنا اليمني لبناء دولة تؤسس لمستقبل عامر بالعزة والكرامة والسيادة والاستقلال والاستقرار.
وفي مقابل ما يحرزه شعبنا اليمني في مضمار المواجهة من تقدم، فإن قوى العدوان تبدو عليها هشاشةُ الموقف أكثر من أي وقت مضى.
فبالصوت والصورة ظهر بن سلمان في مجلس ترمب عبارةً عن ثري متخم بالمال يتضاحك به التاجرُ الأمريكي مغرياً إياه بصفقات سلاح، لينكشفَ الأميرُ على حقيقته عارياً من أيَّةِ قضايا سياسيةٍ يُفترَضُ بمَن هو في منصبه أن تكونَ هي مدارَ نقاش لا مجرد *بائع ومشترٍ*، وقد تقصد ترمب أن يفعلَ ذلك؛ لعلمه بأن ضيفَه ولي عهد مملكة نفطية لا قيمة لها لولا الحماية الأمريكية.
وبعد لقائه بترمب جاءت الصفعة الأخرى من قبل الكونجرس بعدم استقباله بما كان يتوقع من اهتمام، ونقلت الصحافة الأمريكية أن بن سلمان في حديثه عن الحرب على اليمن قال بأن المفاضلة هي بين السيء والأسوأ، وذلك هو المأزق بعينه الذي سيق إليه الأميرُ المغرور ولم يعد يعرف كيف يخرُجُ منه.
كما أن جولتَه الحالية في أمريكا لن تزيدَ سوى في حلبه أكثرَ دون أن تفيده في الميدان بأي إنجاز.
وإذ تتعدّى جولةُ بن سلمان موضوعَ اليمن إلى الانخراط في مشاريعَ أمريكيةٍ جديدة تستهدفُ المنطقة بما بات يُعرَفُ بـ(صفقة القرن) والتي تعني تصفيةَ قضية فلسطين، وبإزائها دق طبول الحرب على إيران، نعلم أن واشنطن تسعى قبل أيَّةِ حرب إلى قبض الثمن مسبقاً، والمملكةُ هي المتعهِّدةُ لأن تظلَّ بقرةً حلوباً وفيةً لحلّابها الأمريكي إلى آخر قَطرة نفط في ضرعها.