عرض عسكري لدفعة كبرى من الأمن المركزي في ميدان السبعين ودفعة “الشهيد الحمزي” تتخرج بمناورة عسكرية
المسيرة: نوح جلاس
بعدَ تعطيل المؤسّستين العسكرية والأمنية عن أداء دورها المناط بها في حماية الوطن والمواطنين طال لعقودٍ من الزمن؛ بهدف إركاع الأحرار لقوى الاستكبار, ها هي المؤسّستان المهمتان في البلد تعودان إلى الواجهة من جديد للقيام بدورهما الحقيقي بعد فرار قاداتهما السابقين إلى فنادق العمالة والارتهان وفناء من سخروهما لضرب الأُمَّـة من داخلها.
وما يشهده العالم من نقلة نوعية في أداء هاتين المؤسستين خيرُ دليل على هذا, والذي تمثل في التصَدّي لأَكْبَرَ عدوان في العصر الحديث تقوده أقوى الدول وأغناها, في معادلة غير موزونة كانت نتائجها صمود جيش بوجه عشرات الجيوش, وأمن بوجه آلاف المُخَطّطات التآمرية.
وفي ظل هذه المتغيرات المتسارِعة، تشهَدُ الساحةُ الداخليةُ تجهيزاتٍ مكثفة لإعادة إرساء أعمدة القوة العسكرية والأمنية؛ لضمان تقديم أدائها المرجو منها.
وبعد مساعي القيادة السياسية ممثلةً بالرئيس صالح الصماد في تنشيط المؤسستين العسكرية والأمنية, أثمرت تلك الجهود تخرُّجَ عشرات الدُّفَع التي عززت من قوة وصلابة الجبهة العسكرية طيلة الفترة الماضية.
وفي بداية العام الرابع من الصمود في وجه العدوان، أكّد قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي دخولَ مرحلةٍ جديدة تشهَدُ تفعيلَ المؤسسة العسكرية بشكلٍ غير مسبوق, وما هي إلا أيام قليلة حتى بدأت مؤشرات الخيارات التي أكّد عليها السيد القائد تلوح في الأفق.
حيث احتضن ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، أمس الأول، عرضاً عسكرياً لتخرج دفعة عسكرية جديدة تحت عنوان “شهداء السبعين”.
وفي التخرج الذي شهد حضورَ رئيس اللجنة الثورية العلياء محمد علي الحوثي ووزير الداخلية اللواء الركن عبدالحكيم الماوري ونائبه اللواء الركن عبدالحكيم الخيواني وعدد من القيادات الأمنية, قدم المتخرجون عرضاً عسكرياً جسدوا من خلاله المهارات العسكرية التي اكتسبوها طيلة فترة التدريب.
وبدأ المتخرجون عرضهم بالوقوف إجلالاً للسلام الجمهوري، مؤكدين بذلك صدقَ الولاء للوطن, ليقوموا بعد ذلك باستعراضهم لعددٍ من الخبرات العسكرية التي ستكون حُقنةً أُخْـرَى لتعزيز القوة القتالية في ميادين المواجهة ضد الغزاة والمحتلين.
وفي العرض دخل المتخرجون الميدانَ وفوق هاماتهم العلَم الوطني وشعار الصرخة في وجه المستكبرين, وتحت أقدامهم الأعلام الامريكية والإسرائيلية، في مشهدٍ معبرٍ عن مستوى الوعي الذي أَصْبَح يتحلّى به منتسبو قواتنا المسلحة والأمن, وهو العمل على البناء والاستعداد من أجل مواجهة أعداء الأُمَّـة الحقيقيين, لا من أجل تسخيرها في صالح الأعداء وقمع أبناء الأُمَّـة الذين يقفون بوجه الطغاة, كما هو حالُ معظم جيوش البلدان العربية والإسْلَامية, وكما كان عليه الحال في بلادنا قبل سنوات قريبة.
بدورها القيادات الأمنية العليا التي حضرت العرضَ قدمت التحية للمتخرجين، لما رأته فيهم من صدق ولاء لله وللقيادة والوطن.
وفي سياق تفعيل المؤسسة العسكرية وتعزيز قواتها، شهدت الميادين اليمنية، أمس الجمعة، تخرج دفعة عسكرية أطلق عليها “دفعة الشهيد أبو حيدر الحمزي”، واحتفل منتسبوها بالتخرج بمناورة عسكرية أظهرَت المهارات العسكرية الحديثة التي اكتسبوها خلال فترة التجنيد والتدريب وإجادتهم لتنفيذ العمليات العسكرية واستخدام مختلف أنواع الأسلحة.
كما شهد أمس الأول تخرج دفعة عسكرية جديدة تحمل اسم “ذات السلالم” ضمت عدداً من منتسبي القوات المسلحة.
وفي ختام الدورة، أجرى المتخرجون مناورةً عسكريةً في القنص والاقتحامات وضرب الأَهْدَاف باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة, واضعين أعلامَ الأعداء “أمريكا وإسرائيل” أَهْدَافاً رمزيةً للتدرب على ضربها؛ تأكيداً منهم على هوية مشروعهم القائم على محاربة هذين القطبين الأَكْثَرَ خطراً على الأُمَّـة.
وأكّد المتخرجون الالتحاقَ بجبهات العزة والشرف ليكونوا جنباً إلى جنب مع كُلّ الأحرار الذائدين عن هذا الوطن, مجدّدين العهد للقيادة بالمضي قدماً لتأكيد حضور القوات المسلحة في خط المواجهة ضد الأعداء.
وتشهد معسكرات التدريب في مختلف المناطق تدريبات مستمرة تدشيناً لتجهيز العديد من الدُّفَع العسكرية المحفوفة بالمقاتلين الأشداء المتدربين تدريباً نوعياً على خوض غمار المعركة الحاسمة ضد قوى الشر والطغيان في الجبهات الداخلية والخارجية.