المستضعفون (الواعون) هم الموعودون بالنصر.. فعصا (موسى) هدمت امبراطورية فرعون
خاص:
سُنة إلهية.. نصرُ دين الله لا يكون إلا على أيدي المستضعفين:ـ
من خلال استماعنا لمحاضرات الشَّهِيْـدِ القَـائِـدِ عليه السلام ــ الملازم ــ دائماً نلاحظ أنه يتكلمُ عن سنن إلهية كثيرة، منها هذه السنة الإلهية التي قال عنها: [سنة إلهية لا يكون إعزاز عباده ونصر دينه إلا على أيدي المستضعفين الذين يغيرون ما بأنفسهم فيصبحوا مستضعفين واعين، يستشعرون مسئوليتهم ويثقون بوقوف الله معهم، يثقون بالله، ويثقون بما وعدهم به. [وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن ص:14].
مشيراً إلى أن أنصارَ أنبياء الله كلهم كانوا من المستضعفين، حيث قال: [من كانوا ينطلقون أنصاراً لدين الله وفي أول المستجيبين لدعوة الرسل والمجاهدين بين أيدي الرسل من هم؟ كانوا هم المستضعفين، المواطنين العاديين، الناس العاديين، هم من كانوا ينطلقون ويستجيبون. [معرفة الله وعده ووعيده الدرس الثالث عشر ص: 7]..
المستضعفون الواعون.. هم الموعودون بالنصر:ــ
وأكّد -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- من خلال القُـرْآن ومن خلال ما حصل للأنبياء السابقين، بأن النصرَ لا محالة هو مع الفريق الذي ينطلق بوعي لنصر دين الله بغض النظر نهائيا عن مدى قوة الخصم وجبروته وعناده فهو مهزوم لا محالة، حيث قال: [المستضعفون هم محط تأييد الله ونصره إذا ما وعوا، إذا ما كانوا من ذلك النوع الذي يعرف واقعه، ذلك النوع الذي أمر الآخرين أن يجاهدوا عنهم. [خطورة المرحلة ص:13].. وقال أيضا: [ليس كُلّ مستضعف هو من سيكون الله معه، ومن سيحظى بتأييد الله ونصره، ومن سيعمل الله على إنقاذه، إنهم فقط المستضعفون الواعون. [وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن ص:13].
ولفت -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- إلى شيء مهم وهو أن من يعمل الأعمال الكبيرة هم صغار الناس، هم المستضعفون، حيث قال: [إنقاذ عباد الله جاء في أغلب حالاته من حيث لا تحتسب الأمة، وعلى أيدي من لم تكن الأمة تقدر أنه ممكن أن يعملوا شيئا في تأريخها وفي حياتها. [محياي ومماتي ص: 6].
وقال أيضاً: [الصغار تكون عادة نفوسهم طاهرة أَكْثَــر من الكبار، صغار الناس – إن صح التعبير – أي الناس العاديون عوام الناس، وهذه هي كانت نظرة الإمام علي (عليه السلام) كان يقول: ((وإنما قوام الدين العامة من الناس)). [معرفة الله وعده ووعيده الدرس الثالث عشر ص:8]..
ووضّح -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- بأن نفسية المؤمن لابد أن تكون قوية، وأنه يستطيع أن يُغير الواقع المهين الذي يعيش فيه، فلا يقلل من شأن نفسه، حيث قال: [قضية أساسية: أن الإنْسَان لا يحتقر أحداً، وهو نفسه لا يحتقر نفسه، يكون عنده [ماذا يمكن نعمل للإسْــلَام، ماذا سنعمل، وماذا بإمكاننا أن نعمل] هذه رؤية قد تأتي له من جهة الشيطان، اعرف بأن باستطاعتك أن تنفع الإسْــلَام في الوقت الذي أنت فيه، وهذه القضية معروفة، نحن نرى أن الناس يستطيعون أن ينفعوا الإسْــلَام ولو لم يكن إلا برفع شعار. [سورة الأنعام الدرس الخامس والعشرون ص:9].
تأييد الله للمستضعفين:ــ
وأشار -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- في كُلّ محاضراته إلى أن اللهَ يقفُ إلى جانب المستضعفين، يؤيدهم، يحميهم، حيث قال: [ألم ينته جبروت فرعون وهامان على يد موسى؟ ألم ير أولئك المستضعفون فرعون وقومه في أعماق البحر؟. هذه رعاية إلهية تكون لأوليائه، ومثل يضربه الله للسائرين على هديه. [مسؤولية طلاب العلوم الدينية ص:7]
وكذلك أمدَّ اللهُ رسولَه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بألف من الملائكة مردفين في غزوة بدر الكبرى، وفي غزوة الأحزاب أيد الله سبحانه رسوله والمسلمين بالريح التي قلعت خيام الكفار وأطفأت نيرانهم، وجعلتهم يقررون الرحيل إلى مكة، وكفى الله المؤمنين شر القتال، وفي كُلّ قصص الأنبياء في القُـرْآن نرى رعاية عظيمة من الله سبحانه وتعالى للمستضعفين الواعين، حتى يكون النصر حليفهم، ويستخلفهم الله في الأرض.. بينما المستكبرون هم دائماً من يقفون في وجوه الأنبياء على مر التأريخ، ووصفهم القُـرْآن بـ(الملأ) وهم من كانوا يخسرون في النهاية وتكون عاقبتهم وخيمة..
عدمُ الشعور بالمسؤولية والتقصير.. آثارُه وخيمة:ــ
وحذّر -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- من آثار التقصير في إعلاء كلمة الله ومحاربة الظالمين، هي عواقب سيئة في الدنيا، خزي، وذل، ومهانة، وعار، ونار جهنم في الآخرة، حيث قال: [عندما يكون الناس في معيشة ضنكا يجب أن يفهموا بأنها حالة يجب عليهم أن يقيِّموا أنفسهم ليعرفوا ربما لديهم تقصير هم في حالة إعراض عن هدي الله في حالة تقصير عن العمل لما أمرهم الله أن يعملوه وبتوجيهاته فتحصل هذه الحالة السيئة. [سورة آل عمران الدرس السادس عشر ص: 18]..
ونبّه إلى أن التقصيرَ قد يؤدي إلى أن يستبدلنا الله، حيث قال: [عندما يقصِّر، ويفرط المؤمنون، فتبقى الغلبة للفاسقين، يصبح المجموع، من حيث المجموع غير جدير بتحمل المسؤولية، وبالتالي يكون معرضاً للاستبدال. [سورة آل عمران الدرس الرابع ص:2].
وأشار إلى أن التقصير يؤدي إلى قسوة القلوب، ومن ثم الغفلة والشقاء في الدنيا، ومن ثم نار جهنم، حيث قال: [الإنْسَان قد يقترف معاصي، أَوْ قد يعرض عن هدى، أَوْ قد يقصر في عمل مما عليه أن يعمله فتكون النتيجة هو أن يقسو قلبه، وقسوة القلب ليست قضية هينة، قسوة القلب ماذا وراءها؟ وراءها كُلّ الشقاء في الدنيا، وراءها جهنم. [معرفة الله وعده ووعيده الدرس الرابع عشر ص:10]..