نصرٌ مكللٌ
زياد السالمي
كما أنتَ عند الحربِ فعلُك أنبلُ
مضيتُ مكراً لا مُفِراً فتعذلُ
بفعلِ كريمٍ أبسطِ الجسم مُنعِمٍ
تحاولُ إسعادَ الجميعِ فتذبلُ
وخضتَ المنايا باقتدارٍ.. مجاهداً
جهاد الذي للنفس والمال يبذلُ
لأنك مظلومٌ وغازيك ظالمٌ
فلا ضقت ذرعاً وحده الله أعدل
إذا مَ عليك اشتد كربُك نادَهُ
فلا غيرُ رب الملك في الأمر يُسألُ
وحكمُهُ.. قل يا رب قد جمعوا لنا
ويا عُروتي الوثقى بحكمك نقبلُ
وحسبُك منه إذ أحاطك جمعُهم
سكينتُه فعلاً عليك تُنَزَّلُ
يمُدُّك جُنْداً من لَدُنْهُ وأمنةً
فسبحانه مَن عينُه ليس تغفَلُ
لنحيا شموخ الأرض ما عشت صامداً
على صفحات المجد حرفك أولُ
فطوبى لنا طبع الكريم بأرضنا
أعِزاءُ لا نشكو ولا نتعللُ
إلى الله سلّمنا زمام أمورنا
وندفع بالحسنى عسى يتعقلُ
ليدرك عدوانُ التحالف أننا
أُباةٌ كما عشنا على الحق نرحلُ
ولكن بلا جدوى استمرُّوا.. فحينها
رددنا وما رمنا على الرد نجبلُ
نناشد إنْسَانيةً صُمَّ سَمعُها
وفي قصفنا ظلماً يطيبُ التَسَوُّلُ
بدت كلئيمٍ يحسب العيش غايةً
إذا الذلُّ من أسبابها يتذلَّلُ
كما الأمس ناشدنا الضمائر هكذا
سنقبض ريحاً حين نرجو ونأمل
أضعنا على اللا شيء أوقاتنا كما
ثلاثة أعوامٍ نجوع ونقتلُ
ثلاثة أعوام لعدوان حلفهم
مذابح جمة والعميل يُحَلِّلُ
كفانا.. رجاءً بعد هذا فحالُها
كأي عدوٍّ بالسلامة يُحمَلُ
وقولوا بصوتٍ واحدٍ ليس بعده
على قدرة الله القدير نعول
نعيش رجالاً أَوْ نموتُ بحتفنا..
أندعو لسلمٍ والنهايةُ نخذلُ
سلوا الحرب عنا من حكاياتكم تجب
بأنا اليمانيون بأسٌ مُعَجَّلُ
وأنا على صدر العروبة في الوغى
رجالٌ لنا أرض الفتوحات منزلُ
ظفرنا لأن الصبرَ منهجُنا الذي
عليه يضيقُ الآخرون ويذهلُ
بلادي بلادُ الله مهما تعثرت
فصبرٌ جميلٌ يا رجالُ تجمَّلوا
نرى حكمةَ الإيْمَانِ أن صمودَها
ثباتاً أمام الغزو نصرٌ مُكَلَّلُ
هنا يمنُ الإيْمَانِ ما هان شعبُهُ
تراه سيخشى وهو للحق منهَلُ
بنا لا سوانا يستعيد زهاءَه
وينهض أقوى فاثبتوا وتوكلوا
وهيا بنا يا قوم قد فاض كيلنا
نشد رحال الحرب لا نتحول
فلا كان منا من يبرر قصفنا
ولا كان منا مرجفٌ متململُ
ولا حُر بعد اليوم بالعذر ينزوي
يرى المرءُ بعد الأسر والقتل يُسحَلُ
إلى جبهات العز نعزم كلنا
أشداء جداً.. بالعدو ننكّلُ